الرئيسيةعريقبحث

النوم والإبداع


☰ جدول المحتويات


لوحة "مشهد من حلم ليلة منتصف الصيف. تايتانيا وبوتوم" للرسام الإنجليزي إدوين لاندزير.

أظهرت معظم الدراسات المتعلقة بالنوم والإبداع أن النوم يساعد على السلوك الفطن والمنطق المرن، كما أن هنالك العديد من الفرضيات حول دور الأحلام في الإبداع. ومن ناحية أخرى أيّدت دراسات حديثة وقليلة نظرية عن الأرق الإبداعي والتي تنص على أن الإبداع مرتبط إلى حد ما باضطرابات النوم.

قصص مروية تتعلق بالنوم والإبداع •حَلِم لاعب الغولف الأمريكي جاك نيكولاس حلمًا ساعده على تحسين ضرباته في الغولف. •ذكر الكيمائي الألماني فريديرك أوغست كيكوله أن فكرة الهيكل الحلقي لمركب البنزين خطرت له أثناء حلم يقظة، حيث رأى ثعابينًا تعض ذيولها (هذه القصة مُختلف فيها). •رسم الرسام الأمريكي جاسبر جونز لوحته الشهيرة "عَلم" نتيجة لحلم ألهمه. •كتب الموسيقي البريطاني آفيكس توين الكثير من موسيقى ألبومه "مؤلفات مختارة من موسيقى الأمبينت الجزء الثاني"، حين كان ينام في الأستديو، ثم يقوم بعد ذلك بإعادة تأليف الأصوات الموسيقية التي سمعها في أحلامه فور استيقاظه. •ابتكر الروائي الأسكتلندي روبرت لويس ستيفنسون حبكة رواية "قضية الدكتور جيكل والسيد هايد الغريبة" أثناء أحد أحلامه. •ألّف المغني الإنجليزي بول مكارتني لحن أغنية "الأمس". كما أنه استلهم كتابة أغنية "الغوّاصة الصفراء" بعد أن كان في حالة ما بين النوم واليقظة. •استوحت الكاتبة الإنجليزية ماري شيلي روايتها "فرانكن شتاين" من حلم راودها في قصر اللورد بايرون. •كتب الشاعر البريطاني صامويل تايلر كولريدج قصيدته "قبلاي خان" بعد ما ألهمه حلم راوده. •مُنح الطبيب الألماني أوتو لوفي جائزة نوبل في الطب عام 1936 لأبحاثه حول نواقل المواد الكيميائية للمؤثرات العصبية، وهذا بعد أن اكتشف في أحد أحلامه كيف يثبت نظريته هذه. •استلهم الملّحن الإيطالي جيوسيب تارتيني سوناتته الشهيرة "هزة الشيطان" من حلم راوده، حيث رأى شيطانًا يعزف لحن السوناتة على كمانه. •تفسير آخر للوحة "غياب المنطق يخلق الوحوش" يأخذ بعين الاعتبار التزام الرسام الإسباني فرانسيسكو غويا بنهج الإبداع والروح الرومانسية - والذي يتمثل في إطلاق العنان للخيال، والعواطف، وحتى الكوابيس إن أمكن من قبل العقل اللاواعي.

دراسات في النوم والإبداع

نوم حركة العين السريعة كحالة من المرونة الإدراكية الزائدة

اكتشف باحثون في دراسة عن المرونة الإدراكية في دورة النوم واليقظة أنه عند الاستيقاظ من نوم حركة العين السريعة يتفوق المشاركون بنسبة 32% في مهمة اللفظ المقلوب مقارنة بعدد الاستجابات الصحيحة بعد الاستيقاظ من نوم حركة العين غير السريعة. وهذا يتفق مع فرضية أنه نظرًا لعدم وجود هيمنة أمينية في نوم حركة العين السريعة فهذه الحالة الخاصة من النوم مواتية للاستنتاج السلس والفكر المرن. ومن المثير للاهتمام، هو أن أداء المشاركين بعد الاستيقاظ من نوم حركة العين السريعة لم يكن أفضل من المشاركين الذين بقوا مستيقظين، مما يدل على أنه في نوم حركة العين السريعة ثمة طريقة بديلة لحل المشكلات تختلف عن الآلية المتاحة أثناء اليقظة.

النوم يساعد على الفهم واصل بعض المشاركين في دراسة ما 32 ساعة بدون نوم، في حين نام البعض الآخر بشكل طبيعي. وحينما تم اختبارهم على مرونتهم وإبداعهم في الاختبارات الشكلية واللفظية، عانى الذين حرموا من النوم من صعوبة وضعف مستمر في أدائهم.

قلة النوم تضعف الإبداع

طُلب من مشاركين في دراسة ما، أن يترجموا سلسة من الأرقام باستخدام قاعدتين بسيطتين تسمح للسلسلة بأن تتقلص إلى رقم واحد (مهمة إنقاص العدد). ومن بين ثلاثة مجموعات من المشاركين (مشاركين ناموا، ومشاركين ظلوا مستيقظين طوال النهار، ومشاركين ظلوا مستيقظين طوال الليل) حصل المشاركون الذين ناموا ثمان ساعات على نظرة ثاقبة في فهم قاعدة خفية في صلب المهمة مرتين على الأرجح أثناء إعادة الاختبار. حس دعابة أكثر إبداعًا أثناء النوم فتحت تأثير النوم التنويمي كان المشاركون يعيدون صياغات نكات سمعوها من قبل ويختلقون نكاتًا جديدة تلقائيًا أكثر بكثير مقارنة بأدائهم وهم مستيقظين.

تكامل الذاكرة الترابطية

أظهرت دراسات حديثة أن النوم لا يساعد على تعزيز الذاكرة فحسب بل يقوم أيضًا بدمج الذكريات الترابطية. ففي دراسة ما، أُجري اختبار على المشاركين فيه لمعرفة ما إذا كان النوم يساعد في هذه الناحية أم لا، فعُلّم المشاركين فيها أن A>B و B>C و C>DوD>E . ولم يكن المشاركين مدركين للتسلسل الكلي لهذه الأزواج الافتراضية، حيث أنA>B>C>D>E.

ثم قُسم المشاركون فيها إلى ثلاث مجموعات. فاختبرت المجموعة الأولى على تلك الأزواج بعد مضي 20 دقيقة من تعلمها. واختبرت المجموعة الثانية على الأزواج بعد مرور 12 ساعة وبلا نوم. أما المجموعة الثالثة فاختبرت هي الأخرى بعد مرور 12 ساعة، إلا أنه سُمح لهم بالنوم أثناء هذه الـ 12 ساعة.

اختبرت المجموعات على الدرجة الأولى من الأزواج وهي (A>B وC>D وإلخ) وعلى الدرجة الثانية من الأزواج وهي (A>C أوB>D أو C>E ). فكانت نتائج اختبار الدرجة الأولى من الأزواج هي أن أداء المجموعة الأولى كان بمحض الصدفة، وأما المجموعتين الثانية والثالثة فكان أدائهما أفضل بكثير من المجموعة الأولى. وفي نتائج اختبار الدرجة الثانية من الأزواج، بقي أداء المجموعة الأولى كما هو معتمدًا على الحظ والصدفة. وأدت المجموعة الثانية بنفس مستواها في الاختبار الأول. أما المجموعة الثالثة فقد أدت أداءً أفضل من السابق وتفوقت كذلك على المجموعة الثانية بنسبة 25 %. وبذلك أظهرت نتائج هذه الدراسة أن النوم عامل مهم في دمج الذكريات وفي الحصول على صورة أشمل للأشياء.

الأرق الإبداعي

يشير مصطلح الأرق الإبداعي إلى فكرة أن الأرق قادر على أن يشعل الإبداع.

قصص مروية وأقوال تتعلق بالأرق الإبداعي:

•كتب الروائي الفرنسي مارسيل بروست معظم سلسلته الروائية (بحثًا عن الزمن المفقود) أثناء بقائه مستيقظًا طيلة الليل بسبب مرض مزمن كان يعاني منه. وقد أشار في الجزء الرابع (سدوم وعمورة) من سلسته، إلى أن "القليل من الأرق مفيد في تقدير النوم، ولإسقاط بعض الضوء على هذه الليلة". •أنتج المخرج الأمريكي آلان برلينر فلمًا وثائقيًا عن أرقه الدائم ودوره المعقد في عملية الإبداع. •قالت الروائية الفرنسية كوليت: "الأرق أشبه بواحة يلجأ إليها من يفكر أو يعاني بحزن". •"تلاقيتُ مع الليل" أو "قصائد الأرق" هي مجموعة تضم أكثر من 80 قصيدة لشعراء وكتاب مشهورين مثل والت ويتمان و إيميلي برونتي وروبرت فروست، فجميعهم استلهموا كتاباتهم من الليالي البيضاء التي لم يذوقوا فيها طعم النوم. كما احتوت عناوين خمسة عشر قصيدة من هذه المجموعة على كلمة "الأرق". •قال الكاتب والطيار الفرنسي أنطوان دو سانت إكزوبيري: "إن كان الأرق يسمح للموسيقار بأن يؤلف مقطوعات جميلة، فهو إذن أرق جميل". •يؤمن الكاتب الروسي الأمريكي فلاديمير نابوكوف بأن للأرق تأثيرًا إيجابيًا على أعماله. فقد أشار مرة بأن النوم هو أغبى أخ في العالم بجانب الديون الثقيلة والطقوس الوحشية.

دراسات تؤيد الأرق الإبداعي:

على الرغم من أنه لا توجد دراسات بعد توضح العلاقة السببية بين الإبداع والنوم، إلا أن هناك دراسات مختلفة أشارت إلى أن العلاقة الإيجابية بين النوم والإبداع معقدة أكثر وأقل وضوحًا مما كان متوقعًا مسبقَا. •أظهرت دراسة في نيوزيلاندا مع أطفال تتراوح أعمارهم بين 10-12 سنة ارتباطًا بين الأرق والتفكير المبدع. فلاحظت هذه الدراسة حدوث اضطرابات في النوم لدى ثلاثين طفلًا مبدعًا للغاية مقارنة بثلاثين طفلًا من المجموعة المرجعية. فكانت الفرضية هي أنه قد تكون نسبة حدوث اضطرابات النوم أعلى لدى الأطفال المبدعين مقارنة بأطفال المجموعة المرجعية. وأظهرت النتائج بأن هناك فرقًا شاسعًا بين المجموعتين، حيث أبلغ الأطفال المبدعين عن المزيد من اضطراب النوم، مما يشير إلى أن القدرة الإبداعية قد تؤثر بالفعل على أنماط نوم الفرد. وعلى نحو أدق، أشار 17 طفلًا مبدعًا من بين الأطفال الستين الذين أُختبروا على اختبار إبداع معياري، بأن لديهم مستويات أعلى في اضطراب النوم (مقارنة بثمانية فقط من أطفال المجموعة المرجعية).

• بحثت دراسة أخرى في العلاقات التفاعلية بين النوم والإجهاد والإبداع والشخصية، وأعطي المشاركون "استبيان النوم"، و "استبيان الإجهاد"، و "اختبار الارتباطات البعيدة " و "الاختبار التوجيهي الاحتمالي". فوجد الباحثون أن تدابير التيقظ من النوم والإجهاد مرتبطة ببعض على نحو له معناه، ولكن غير مرتبطة بتدابير التفكير والتوجهات السلوكية. وأهم من هذا، هو أنهم وجدوا أن الإبداع لا يرتبط ارتباطًا كبيرًا مع أي بعد من أبعاد النوم.

دراسات تنفي الأرق الإبداعي:

اكتشف باحثون ثلاثة أمور في سلسلة من ثلاث دراسات حللت الرابط بين الإبداع والنوم وسلوكيات النوم، وهي: 1)كان المشاركين الذين صنفوا على أنهم "سريعو النوم" (أي يغطون في النوم بسرعة) يحرزون نقاطًا أعلى في اختبار الإبداع. 2)كان المشاركين الذين يحرزون نقاطًا أعلى في اختبار الإبداع يقومون بحل مشاكلهم خلال أحلامهم ويغطون في النوم بسرعة. 3)يملك أصحاب المهن الإبداعية من البالغين حلمًا أكثر تشويهًا ونشاطًا عقليًا بصريًا ومحتوى حلم رجعي. انظر أيضًا: •حلم.

إبداع.

موسوعات ذات صلة :