الرئيسيةعريقبحث

الهندوسية والسيخية


☰ جدول المحتويات


الهندوسية والسيخية هما ديانتان هنديتان نشأتا في شبه القارة الهندية. تُعتبر الهندوسية ديانة أقدم، بينما نشأت السيخية في القرن الخامس عشر على يد الغورو ناناك.[1][2]

تتشارك الديانتان بالكثير من المبادئ الفلسفية، مثل الكارما والدارما والموكشا والمايا والسامسارا.[3][4]

تاريخ أوجه التشابه والاختلاف

يعتقد معظم المؤرخين أن الهندوسية نشأت في فترة تمتد تقريبًا بين العامين 2300 قبل الميلاد و1500 قبل الميلاد، في وادي إندوس قرب باكستان اليوم. لكن الكثير من الهندوس يدعون أن ديانتهم أبدية ووُجدت منذ البداية. على عكس الديانات الأخرى، لم تنشأ الهندوسية على يد فرد واحد، إنما هي مزيجٌ من المعتقدات المتنوعة.[5]

يقول المؤرخون إن أصول السيخية تأثرت بالنيرغون (لا يتجسد الإله بهيئة ما) وليس الساغون (وتعني تجسد الإله بهيئة ما) في فهم طبيعة الإله وفقًا للحركة البهاكتية في الهند خلال العصور الوسطى. تعود جذور السيخية إلى السانتات (رجال دين) في شمال الهند، ونمت الأيديولوجيا الخاصة بهؤلاء لتشكل الحركة البهاكتية. بالإضافة لذلك، «تتخلل الميثولوجيا الهندية شريعة السيخ المقدسة، وكتاب غورو غرانث صاحب، وتضيف فارقًا صغيرًا وجوهرًا للعالم الرمزي المقدس للسيخ اليوم، وحتى لدى أسلافهم القدامى».[6][7][7]

دراسة الأيقونات

العبارة التصويرية إك أونكار، والتي تُمثل بـ ੴ في كتاب غورو غرانث صاحب (بينما تُكتب أحياناً بشكل كامل ਓਅੰਕਾਰ) هي عبارة تعني «هناك إله واحد». العبارة هي تعبير عن وحدانية الإله.[8][9][10]

يعتقد بعض الهندوس أن أونكار (ੴ) في السيخية مرتبطة بـ أوم (ॐ) في الهندوسية. يختلف بعض السيخ فيما بينهم بهذا الخصوص، ويدعون أن إك أونكار ليست أوم. أونكار، وفقًا لأقوال وازير سينغ، هي «كتابة مختلفة لأوم من النصوص الهندية القديمة (بتغيير بسيط في قواعد الإملاء والتهجئة)، وهي بالتالي النواة التي تتطور تزامنًا مع نمو الكون». يقول غولاتي أن «إك» تعني واحد، بينما أونكار «مكافئة لأوم الهندوسية».[11][12]

على أي حال، هناك اختلاف بين الكلمتين مثلما يدعي السيخ لأن أونكار تشير إلى الإله الأصلي.

عبارة «إك أونكار» هي الآيات الافتتاحية لصلاة الصباح (جاب جي) الخاصة بالغورو ناناك، بالإضافة إلى ملايين الإشارات الأخرى لـ إكانكار (إك أونكار ੴ, ਇਕ ਓਅੰਕਾਰ) الموجودة في النصوص السيخية لكتاب غورو غرانث صاحب. إك أونكار هي العبارة الأولى أيضًا في المول مانترا، والعبارة الأولى في صلاة الصباح للغورو ناناك الموجودة في كتاب غورو غرانث (النصوص السيخية أو أدي غرانث).

الغورو تيغ بهادر

أثناء فترة إمبراطورية مغول الهند، جاء في التقاليد والثقافة الهندوسية والسيخية أن السيخ ساهموا في حماية الهندوس من الاضطهاد الإسلامي، ما أدى إلى استشهاد الغورو الخاص بهم. يدعي المؤرخون السيخ، على سبيل المثال، أن الحركة السيخية نمت بسرعة في شمال غرب الهند، وأن الغورو تيغ بهادر شجّع السيخ علانية على «عدم الخوف في سعيهم وراء مجتمع عادل: فمن لا يخيف أحدًا ولا يخاف من أحد هو رجل حكمة عظيمة»، جاءت تلك العبارة في كتاب أدي غرانث عام 1427. وبينما لمع نجم وتأثير الغورو تيغ بهادر، أعاد سلطان مغول الهند أورنكزيب فرض الجزية على غير المسلمين.[13][14][15][16][17][18]

وفقًا للسجلات المكتوبة بيد ابنه غورو غوبيند سينغ، فالغورو تيغ بهادر قاوم الاضطهاد وتبنى هندوس كاشمير ووعدهم بتوفير الحماية لهم. استُدعي الغورو إلى دلهي من طرف أورنكزيب، وعندما وصل مع زملائه، عرض عليه أورنكزيب «ترك دينه والتحوّل إلى الإسلام». رفض الغورو تيغ بهادر وزملاؤه، فاعتُقلوا وعذبوا لأسابيع عديدة. أُعدم الغورو بقطع الرأس أمام العامة. [19][20][21][22]

الاختلافات

مبدأ الإله

تقسّم الهندوسية الناس ضمن 4 مجموعات، وهي البراهمة وكشاتريا وفايش وشودرا. لكن المصطلحين فارنا (الفارنا هو التصنيف الديني على أساس المهنة) وياتي (الطبقية) مبدآن مختلفان تمامًا. تشير يأتي إلى آلاف مجتمعات زواج الأقارب التي تنتشر عبر شبه القارة الهندية. بالإمكان أيضًا تقسيم الياتي إلى مجموعات زواج الأباعد لكن من نفس العشيرة (غوترا). لا يتحدث المؤلفون القدامى عن أشياء كثير باستثناء الفارنات، حتى العلماء المختصين بالشؤون الهندية قد لا يستطيعون التفريق بين المصطلحين.[23][24][25][26]

في المقابل، تتعامل السيخية مع جميع البشر بشكل متكافئ، وأوجدت أنظمة مثل لنغار (مطبخ للمجتمع يُقدم فيه طعام مجاني) وبانغات (تقديم الطعام من طرف متطوعين لجميع الحاضرين من مختلف الأديان) من أجل تعزيز المساواة بين البشر في الحياة اليومية. عندما يبدأ المرء مرحلة الخالصة (أو التعميد السيخي)، يصبح المرء غير منتميًا لأي طبقة. لكن ذلك لا يعني أن التسلسلية الطبقية داخل أتباع السيخية غير موجودة. فالتسلسلية الطبقية هي واقع اجتماعي داخل شبه القارة الهندية بصرف النظر عن الميول الدينية.[27]

عبادة المعبود

تنبذ السيخية عبادة الإله (أو المعبود).

تقبل الهندوسية العبادة التي تسهلها الصور أو الأيقونات (مورتي)، تحديداً في تقاليد الأغاما، مثل الفيشنوية والشيفاوية. يدعي بعض المعلمين أن من الخطأ اعتبار الهندوس عبدة للآلهة، والصحيح أن عبادة الإله بالنسبة للبعض وسيلة لتركيز أفكارهم، بينما يكون الإله بالنسبة للبعض بمثابة تجسد للروحانية الموجودة في كل مكان، بينما يكون الإله بالنسبة للبعض مجرد لينغا (أداة تجسد الإلهة شيفا) أو مجرد شروق للشمس أو نهر أو زهرة، جميعها تلبي نفس الغرض. تُدعى معابد الهندوس بـ ماندير، بينما تُدعى معابد السيخ بغوردوارا. يُعتبر المعبد الذهبي (أو هارماندير صاحب) أشهر معبد سيخي.[28][29][30][31]

الكتب المقدسة

يؤمن الهندوس أن نصوص الفيدا ذات أصل إلهي، وهذا ما يشير إليه المصطلح شروتي (معناه «ما يُسمع»). يؤمن الهندوس أن العالم (وليس الكون) أبدي، ولم يُخلق بل سيستمر بالوجود، وينطبق هذا أيضًا على الفيدا من منظور هندوسي. الفيدا هي المعرفة الإلهية الخالدة والتي «تُسمع» من طرف البشر وليست من تفويض بشري. تندرج الفيدا في حياة الهندوس، لكن الكثير منهم لم يقرؤوا الفيدا. تسرد أناشيد الفيدا في الصلوات الهندوسية والمناسبات الدينية والمناسبات المباركة الأخرى.

يقبل السيخ بكتاب غورو غرانث صاحب جي باعتباره كتابهم الديني، ولا تقبل السيخية سوى بالكتب الدينية والشهادات التاريخية التي تتوافق مع كتاب غورو غرانث صاحب جي. هذه تعاليم الغورو:

قراءة الكتب والنصوص، يا إخوتي في القدر، لا يخفف قلق الفؤاد

كتاب غورو غرانث صاحب، الصفحات 727–7

قد يقرأ المرء كلّ كتب الفيدا والإنجيل والسيمريتيس والشاسترا، لكنها لن تجلب الانعتاق للمرء.

كتاب غورو غرانث صاحب، الصفحات 747–18

مذهب الخلاص

يُدعى مذهب الخلاص السيخي بـ (موكشا)، ويشير إلى التحرر أو الانعتاق الروحي. توصف الموكشا في السيخية بصفتها الحالة التي يكسر فيها المرء دورة إعادة الخلق. وفقًا للسيخية، يوضح سينغا أن المرء يكسب هذه الحالة عبر «بركة الرب». في تعاليم الكتاب السيخي غورو غرانث صاحب، يُعتبر تكريس النفس للإله أشد أهمية من رغبة المرء بالوصول إلى الموكشا.

لا أسعى وراء السلطة الأرضية ولا الانعتاق. لا أسعى سوى إلى رؤية الرب.

براهمة، شيفا، سيده والحكماء الصامتون وإندرا – أسعى وراء البصيرة المباركة للرب والمعلم دارشان.

جئت إلى بابك عاجزًا، أيها السيد المعلم، أنا مرهق – أسعى وراء خلاص الكهنة.

مثلما يقول ناناك، لقد قابلت إلهي الفاتن، فلطف عقلي وأثلجه – وهكذا أزهر فرحًا.

كتاب غورو غرانث صاحب في الصفحة 534

المراجع

  1. McLeod, William H. (2014). "Sikhism: History and Doctrine". britannica.com. موسوعة بريتانيكا. مؤرشف من الأصل في 29 ديسمبر 201915 يناير 2019. Sikhs claim that their tradition has always been separate from Hinduism. Nevertheless, many Western scholars argue that in its earliest stage Sikhism was a movement within the Hindu tradition; Nanak, they point out, was raised a Hindu and eventually belonged to the Sant tradition of شمال الهند, a movement associated with the great شاعر and روحانية كابير (1440–1518). The Sants, most of whom were poor, dispossessed, and illiterate, composed hymns of great beauty expressing their experience of the divine, which they saw in all things. Their tradition drew heavily on the فيشنوية الحركة البهاكتية (the devotional movement within the Hindu tradition that worships the god فيشنو), though there were important differences between the two. Like the followers of bhakti, the Sants believed that devotion to God is essential to liberation from the تناسخ الأرواح in which all human beings are trapped; unlike the followers of bhakti, however, the Sants maintained that God is nirgun (“without form”) and not sagun (“with form”). For the Sants, God can be neither incarnated nor represented in concrete terms.
  2. "Sikh world history". بي بي سي. 30 September 2009. مؤرشف من الأصل في 14 يوليو 201915 يناير 2019. Sikhism was born in the بنجاب area of جنوب آسيا, which now falls into the present day states of الهند and باكستان. The main religions of the area at the time were Hinduism and Islam. The Sikh faith began around 1500 CE, when Guru Nanak began teaching a faith that was quite distinct from Hinduism and Islam. الغورو السيخ followed Nanak and developed the Sikh faith and community over the next centuries.
  3. Sikhism and death BBC نسخة محفوظة 10 يوليو 2018 على موقع واي باك مشين.
  4. Reincarnation and Sikhism (religion), Encyclopædia Britannica نسخة محفوظة 3 سبتمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  5. History of Hinduism, BBC - تصفح: نسخة محفوظة 14 يوليو 2019 على موقع واي باك مشين.
  6. Louis Fenech (2014), in The Oxford Handbook of Sikh Studies (Editors: Pashaura Singh, Louis E. Fenech), Oxford University Press, (ردمك ), page 36, Quote: "Few Sikhs would mention these Indic texts and ideologies in the same breadth as the Sikh tradition, let alone trace elements of their tradition to this chronological and ideological point, despite the fact that the Indic mythology permeates the Sikh sacred canon, the Guru Granth Sahib and the secondary canon, the Dasam Granth (Rinehart 2011), and adds delicate nuance and substance to the sacred symbolic universe of the Sikhs of today and of their past ancestors."
  7. David Lorenzen (1995), Bhakti Religion in North India: Community Identity and Political Action, State University of New York Press, (ردمك ), pp. 1–2, Quote: "Historically, Sikh religion derives from this nirguni current of Bhakti religion".
  8. Doniger, Wendy (1999). Merriam-Webster's encyclopedia of world religions. Merriam-Webster. صفحة 500.  . مؤرشف من في 17 ديسمبر 201923 سبتمبر 2015. ik oankar.
  9. Singh, Khushwant (2002). "The Sikhs". In Kitagawa, Joseph Mitsuo (المحرر). The religious traditions of Asia: religion, history, and culture. London: RoutledgeCurzon. صفحة 114.  .
  10. Singh, Wazir (1969). Aspects of Guru Nanak's philosophy. Lahore Book Shop. صفحة 20. مؤرشف من الأصل في 17 فبراير 202017 سبتمبر 2015. the 'a,' 'u,' and 'm' of aum have also been explained as signifying the three principles of creation, sustenance and annihilation. ... aumkār in relation to existence implies plurality, ... but its substitute Ekonkar definitely implies singularity in spite of the seeming multiplicity of existence. ...
  11. Mahinder Gulati (2008), Comparative Religious And Philosophies : Anthropomorphlsm And Divinity, Atlantic, (ردمك ), pages 284–285; Quote: "While Ek literally means One, Onkar is the equivalent of the Hindu "Om" (Aum), the one syllable sound representing the holy trinity of Brahma, Vishnu and Shiva – the God in His entirety."
  12. Wazir Singh (1969), Guru Nanak's philosophy, Journal of Religious Studies, Vol. 1, Issue 1, page 56
  13. Mir, Farina (2010). The social space of language vernacular culture in British colonial Punjab. Berkeley: University of California Press. صفحات 207–237.  .
  14. Gobind Singh (Translated by Navtej Sarna) (2011). Zafarnama. Penguin Books. صفحة xviii-xix.  .
  15. Guru Tegh Bahadur BBC Religions (2009) نسخة محفوظة 11 فبراير 2019 على موقع واي باك مشين.
  16. Pashaura Singh and Louis Fenech (2014). The Oxford handbook of Sikh studies. Oxford, UK: Oxford University Press. صفحات 236–237.  .
  17. Gandhi, Surjit (2007). History of Sikh gurus retold. Atlantic Publishers. صفحات 653–691.  .
  18. Seiple, Chris (2013). The Routledge handbook of religion and security. New York: Routledge. صفحة 96.  .
  19. Siṅgha, Kirapāla (2006). Select documents on Partition of Punjab-1947. National Book. صفحة 234.  .
  20. William Irvine (2012). Later Mughals. Harvard Press.  .
  21. SS Kapoor. The Sloaks of Guru Tegh Bahadur & The Facts About the Text of Ragamala. صفحات 18–19.  .
  22. Gandhi, Surjit (2007). History of Sikh gurus retold. Atlantic Publishers. صفحة 690.  .
  23. "Sikhism and Monotheism". fateh.sikhnet.com. مؤرشف من الأصل في 15 ديسمبر 201810 ديسمبر 2017.
  24. Gujral, Maninder S. "ATMA,". The Sikh Encyclopedia -ਸਿੱਖ ਧਰਮ ਵਿਸ਼ਵਕੋਸ਼ (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 3 فبراير 202012 ديسمبر 2017.
  25. Singh, Nikky-Guninder Kaur (1992). "The Myth of the Founder: The Janamsākhīs and Sikh Tradition". History of Religions. 31 (4): 329–343.
  26. Nesbitt, Eleanor M. (2005). Sikhism: a very short introduction. Oxford University Press. صفحات 21–23.  . مؤرشف من الأصل في 28 مارس 2020.
  27. Julius J. Lipner (2009), Hindus: Their Religious Beliefs and Practices, 2nd Edition, Routledge, (ردمك ), page 8; Quote: "(...) one need not be religious in the minimal sense described to be accepted as a Hindu by Hindus, or describe oneself perfectly validly as Hindu. One may be polytheistic or monotheistic, monistic or pantheistic, even an agnostic, إنسانية or atheist, and still be considered a Hindu."
  28. Dumont, Louis (1980). Homo Hierarchicus: The Caste System and Its Implications. صفحة 437.  .
  29. Rait, S. K. (2005). Sikh Women in England: Their Religious and Cultural Beliefs and Social Practices. Trentham Books. صفحة 24.  .
  30. Dhillon, Dalbir (1988). Sikhism Origin and Development. New Delhi: Atlantic. صفحة 203.
  31. Saran, Gursaran (2013). The Wheel Eternaln. Pittsburgh: Dorrance Publishing. صفحة 74.  .

موسوعات ذات صلة :