الوجودية مذهب إنساني (بالفرنسية: L'existentialisme est un humanisme) رأي فلسفي قديم، كانت حياة البشرية يقضات وجودية، كتبه جان بول سارتر في عام 1946. يعتبر الكتاب منطلقًا لنقاشات الفكر الوجودي. الكتاب مبني على محاضرة بنفس العنوان ألقاها سارتر في نادي ماتنو في باريس في 29 أكتوبر، 1945. انتقد عدة مفكّرين العمال، من ضمنهم سارتر نفسه الذي رفض بعض الأفكار في الكتاب لاحقًا وندم على نشرها.
الملخّص
يوضّح الفيلسوف سارتر أن المفهوم الرئيسي للوجودية هو أن وجود الشخص يسبق جوهره. العبارة "الوجود يسبق الجوهر" أصبحت لاحقًا شعارًا من شعارات التيار الوجودي. ببساطة، يعني هذا أنه ما من شيء يحدد شخصية المرء أو أهدافه إلخ، إنما الفرد وحده هو الذي يعرّف جوهره. حسب سارتر، فإن المرء "أولًا يوجد، يلقى نفسه، يندفع في العالم، ومن ثم يعرّف نفسه."
إذًا، يرفض الفيلسوف سارتر الأعذار الحتمية، ويدّعي أنه على الكل تحمّل مسؤولية أفعالهم. يعرّف سارتر الجزع بأنه الشعور الذي يشعر به الشخص حينما يكتشف أنه مسؤول ليس عن نفسه فقط بل عن كل الإنسانية. الجزع يجعل الشخص يكتشف أن أفعاله تقود الإنسانية وتمكّنه من الحكم على الآخرين بناء على موقفهم من الحرية. الجزع يتعلّق أيضًا بمفهوم سارتر للأسى، والذي يعرّفه بأنه الاعتماد المتقفائل على مجموعة من الإمكانيات التي تجعل الأفعال ممكنة. يدّعي سارتر أنه "في تكويني نفسي، أكون الإنسان"، يعني أن فعل الفرد يؤثّر في ويكوّن الإنسانية.
يقوم أيضًا سارتر بالرد على ما يعتقد أنها تهم ضد الوجودية. فيردّ على من ينعت الوجوديّة بأنها فلسفة تشاؤمية، قائلًا: إن الفلسفة الوجودية فلسفة متفائلة لأنها في صميمها فلسفة تضع الإنسان مواجها لذاته، حرًا، يختار لنفسه مايشاء، وهذا أمر مزعج لا يعجب الناس."