من الطرق الشهيرة للتدوين في العصور الأولى للأدب العربي ما يعرف بالمختارات الشعرية، وقد تنوعت طرائق علماء الأدب في مختاراتهم، ومن المختارات التي أخذت مكاناً بارزاً في التاريخ الأدبي العربي كتاب الحماسة، والذي جمعه الشاعر العباسي الشهير أبو تمام حبيب بن أوس الطائي، وله كتاب آخر هو أقل شهرة من الحماسة هو كتاب الوحشيات.
الوحشيات
الوحشيات أو الحماسة الصغرى هو كتاب مختارات شعرية، اختاره الشاعر العباسي أبو تمام حبيب بن أوس الطائي، تتضمن الوحشيات جانبا من المختارات الشعرية، صُنِّف فيها الشعر حسب المعاني والأغراض، وتحوي مقطوعات قصيرة لكثير من الشعراء المُقِلِّين والمغمورين، كما أن أبا تمام حرص على أن يختار للشعراء ابتداء من الجاهلية، وكثير مما يورده يُعَدُّ من الشواهد المعتمدة في العربية[1]. ((وهذا الكتاب اختاره أبو تمام حبيب بن أوس الطائي، بعد اختياره كتاب الحماسة الكبرى، ولم يروه، ولكن وُجد بعده مكتوباً في مسودة بخطه مترجماً بكتاب الوحشيات))[2]. وكانت الوحشيات قد صدرت في طبعتها الأولى عام 1963م عن دار المعارف بالقاهرة، وقام بتحقيقها والتعليق عليها عبد العزيز الميمني الراجكوتي، وشاركه محمود محمد شاكر، بإضافة المزيد من التعليقات والحواشي، وترتيب أوراق المخطوطة، واعتمد الميمني في تحقيقها على نسخة واحدة مصورة، محفوظة في مكتبة السلطان أحمد الثالث بمتحف طوب قبو سراي[3]. ثم حقق الكتاب الدكتور محمد أبو شوارب والدكتور محمد غريب، وصدر عن مؤسسة البابطين، وأخيرا أعاد تحقيقه الدكتور عبد الله بن عبد الرحيم عسيلان معتمدا على عمل الراجكوتي وشاكر ومنتفعا بمخطوطة عتيقة للكتاب لم تقع للرجلين، وصدر الكتاب عن نادي المدينة الأدبي، وفي مقدمته نقد لعمل الدكتورين أبو الشوارب وغريب.
مراجع
- «وحشيات» و«حجازيات» لعسيلان - تصفح: نسخة محفوظة 9 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
- "الوحشيات" (ص5)
- صحيفة مكة :: عسيلان يصوب أخطاء أبو شوارب في الوحشيات - تصفح: نسخة محفوظة 30 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.