الرئيسيةعريقبحث

انتظار مهني


الانتظار المهني (Occupational waiting)‏ هي حالة بقاء الشباب بلا عمل رغم توفر الأعمال، نظرا لعدم ملائمة أجور هذه الأعمال لمستويات المعيشة المحلية، ونظرا لمتطلبات العمل التي لا تتوافق مع المطلب الاجتماعي والاسري للثقافة المحلية. وهو مصطلح صكه الدكتور سعيد السريحة لوزارة العمل السعودية في 1-10-1429،

ما يواجهه حاليا المجتمع الخليجي عامة والسعودي خاصة، من عدم تمكن بعض الشباب من البقاء طويلا في العمل أو عدم حصولهم على عمل ملائم لطموحهم، لا يمكن اعتباره ظاهرة بطالة وعدم ملائمة لمتطلبات العمل. ولكنها حالة انتظار مهني لفرصة العمل الملائمة للمطلب المعيشي والثقافي المحلي. وتشخيص الظاهرة على أنها بطالة سيحدو بالمجتمع للتعامل مع الوضع كحالة بطالة وفق إجراءات معينة، بينما تشخيصه كحالة انتظار مهني يحدوا بالمجتمع لانتهاج إجراءات مغايرة لإجراءات البطالة. والفرق العلمي بين البطالة والانتظار المهني، هو أن البطالة تنتج نتيجة لوجود مشاكل اقتصادية في الغالب يعاني منها السوق والمجتمع تنم عن حالة تقلص فرص العمل وعدم وفرتها، أو نتيجة لعدم ملائمة مهارات القوى العاملة للعمل مما يجعل أصحاب العمل لا يوظفوهم نتيجة لعدم ملائمة مهاراتهم المهنية لمتطلبات العمل وغالبا يحدث هذا في مؤسسات العمل الصناعية والتقنية. في حين أن الانتظار المهني، هو حالة من التراكم السنوي لأعداد غفيرة من الذين لم يحصلوا على عمل له أجر مجزي، وينتظرون فرصة الحصول على عمل ملائم دخله لطموحهم المهني. ولذا تعتبر حالة تجنب الشباب المحلي العمل في أعمال القطاع الخاص هي حالة انتظار مهني وخاصة تجنبهم لأعمالهم المأجورة، لأن سبب بقائهم بلا عمل هو عدم الحصول على أعمال لها أجور مجزية رغم بحثهم الدائم عن العمل ورغم توفر فرص العمل.

أثبتت نتائج الدراسات المتعاقبة والمسوح المدققة في أسباب بعد الشباب عن العمل بالقطاع الخاص، أن الانتظار المهني ينتج عن عدم رضا الشباب المحلي أو عدم قبولهم العمل بأجور رخيصة في القطاع الخاص، مما يحدو بهم إلى عدم قبولها كأعمال دائمة ويدعوهم لتركها والبحث عن عمل أفضل من حيث الأجر المالي، لكون أجور هذه الأعمال لا تفي بتحقيق أدنى معدلات العيش الكريم، فيستمر بحث الشباب عن أعمال أخرى أفضل دخلا من أعمال القطاع الخاص رخيصة الأجر. فهم لا يركزون خلال عمليات العمل على المنافسة ولا الجدية في العمل ولا على الاحتراق من أجل العمل مما يجعل الناس تتوقع أنهم غير جادين في العمل. ونتيجة لما عرف عن رخص أجور القطاع الخاص بات معظم الشباب لا يفكرون في دخول مجال العمل بالقطاع الخاص، لكون رخص الأجور وصمت القطاع الخاص بوصم اجتماعي (الخبرة غير السارة بالشيء) جعله مجال من العمل غير جدير بجهد العامل المحلي

أبعاد الانتظار المهني

الانتظار المهني ليس حالة البقاء بلا عمل فقط، بل يشمل أيضا حالة البحث عن عمل له أجر مجزي حتى وإن كان العامل يعمل في عمل معين، ولكن بشرط أن يكون دخل العمل الحالي لا يغطي نفقات المعيشة. ويشمل حالة ترك العمل نتيجة لعدم ملائمة دخله لتكاليف المواصلات والسكن والإعالة. كما يدخل في معناه حالة عدم التوجه نحو العمل بالقطاع الخاص بسبب ما عرف عنه من تدني أجور العمل. ويشمل حالة بقاء الفرد عاملا في القطاع الخاص لا بسبب أجور القطاع الخاص الرخيصة ولكن بسبب عدم توفر أي فرصة لهجر العمل أو تورط العامل في عقود عمل ملزمة بفترة من العمل إجبارية.

الانتظار المهني في معناه الواسع

يشمل حالة التذمر من أجور القطاع الخاص بسبب عدم ملاءمتها لمتطلبات العيش الكريم. ومتى كانت الأجور غير مشجعة على التفاني وعلى الجدية في العمل وعلى مجاراة روح العمل لدى بقية العاملين، فهذا يعني أن هناك حالة انتظار مهني. وبهذا المعنى يصبح الانتظار المهني، حالة من الاستعدادات النفسية والاتجاهات الفكرية الدافعة بالفرد لترك العمل أو عدم قبوله والرضا عنه نتيجة لعدم ملاءمة أجوره للحد الأدنى لمتطلبات المعيشة ونتيجة لعدم ملائمة وقته لمتطلبات الواقع الاجتماعي والأسري.

مؤشر الانتظار المهني

1.الفرد الراغب في العمل ويبحث عن عمل له أجر أو دخل ملائم ولم يحصل عليه بعد.

2.الفرد العامل في عمل ولا زال يبحث بشكل جاد عن عمل آخر له دخل مجزي نتيجة لعدم ملائمة الدخل الحالي لمتطلبات العيش المحلي.

3.الفرد العامل في عمل ليس له دخل مجزي وتوقف عن البحث عن العمل.

4.الفرد الذي ترك عمله بسبب قلة الأجر ولم يحصل على عمل آخر.

5.الفرد الذي توقف عن البحث عن عمل بسبب عدم حصوله على عمل له أجر مجزي.

6.الفرد الذي لم يحصل على عمل له أجر مناسب لما يحمله من مهارات عمل.