الرئيسيةعريقبحث

انتفاضة ماو ماو


كانت انتفاضة ماو ماو (Mau Mau Uprising، 1952-1960)، والمعروفة أيضًا باسم تمرد ماو ماو، وحالة الطوارئ في كينيا، وثورة ماو ماو، حربًا بين السلطات البريطانية وجيش الحرية والأرض الكيني «كي إل إف إيه» (المعروف أيضًا باسم ماو ماو) في مستعمرة كينيا البريطانية (1920-1963). (KLFA: أو الماو ماو جيش الأرض والحرية الكيني، كان يتبع أسلوب حرب العصابات ويقوده السكان القاطنون في مركز كينيا وشرقها).[1]

تحت هيمنة شعوب الكيكويو وميرو وشعب إمبو، ضم جيش الحرية والأرض الكيني أيضًا من وحدات من شعبي كامبا وماساي، الذين قاتلوا ضد المستعمرين الأوروبيين البيض المستوطنين في كينيا، والجيش البريطاني، والفوج الكيني المحلي (المستعمرون البريطانيون والميليشيات المحلية التابعة، وشعب الكيكويو الموالي للبريطانيين).[2][3]

قُبض على قائد المتمردين المشير ديدان كيماثي في 21 أوكتوبر عام 1956، الأمر الذي أنبأ بهزيمة ماو ماو،[4] ومع ذلك استمر التمرد إلى ما بعد استقلال كينيا عن بريطانيا، تقوده بشكل رئيسي وحدات ميرو بقيادة المشير موسى موارياما والجنرال بايمونج، أحد آخر جنرالات ماو ماو، الذي قُتل بعد وقت قصير من حصول كينيا على الحكم الذاتي.[5]

فشل جيش الحرية والأرض الكيني (كي إل إف إيه) في الحصول على دعم شعبي واسع النطاق.[6] يشير البروفيسور فرانك فوردي (أستاذ فخري لعلم الاجتماع بجامعة كينت في بريطانيا) في كتابه النظر في حرب الماو ماو إلى أن هذا كان بسبب السياسة البريطانية فرِّق تسُد، لكنه فشل في الاستشهاد بأي وثائق للحكومة البريطانية المعاصرة التي تؤكد كلامه.[7][8]

ألف الجنرال السير فرانك كيتسون؛ الذي خدم في القوات الاستعمارية البريطانية في كينيا، كتابًا بعنوان «العصابات والعصابات المضادة» الذي يصف فيه تكتيك تلاعب الماو ماو بالعصابات المنافسة لها وتحريضها للقتال ضد بعضها البعض.

ظلت حركة ماو ماو منقسمةً داخليًا، رغم محاولات توحيد الفصائل، وفي الوقت نفسه طبق البريطانيون الاستراتيجيات والتكتيكات التي طوروها في قمع حالة الطوارئ المالايوية (1948-1960).[9]

أحدثت انتفاضة ماو ماو صدعًا في المجتمع الاستعماري الأوروبي في كينيا والميتروبول (عاصمة الإقليم)، وأسفرت أيضًا عن انقسامات عنيفة داخل مجتمع كيكويو.[9][10]

تكلفت بريطانيا لقمع انتفاضة ماو ماو في المستعمرة الكينية نحو 55 مليون جنيه إسترليني، وتسببت بمقتل ما لا يقل عن 11,000 شخصًا من الماو ماو وغيرها من القوات، وتوجد تقديرات تقول إن عدد القتلى كان أكبر، شمل ذلك 1,090 عملية إعدام في نهاية الحرب، وهو أكبر استخدام للإمبراطورية البريطانية لعقوبة الإعدام في زمن الحرب.[11]

أصل الكلمة

إن أصل مصطلح ماو ماو غير مؤكد، ووفقًا لبعض أعضاء ماو ماو، فإنهم لم يشيروا إلى أنفسهم أبدًا بهذا الاسم، بل فضلوا أن يحملوا اسم جيش الأرض والحرية العسكري الكيني (كي إل إف إيه)[12] بدلًا من لقب ماو ماو.

تدعي بعض الكتب المنشورة مثل كتاب حالة طوارئ: القصة الكاملة لماو ماو لفريد مجدلاني أن مصطلح ماو ماو هو التهجئة المعكوسة لكلمة أوما أوما (التي تعني «اخرج اخرج»)، والتي كانت كلمةً مشفرةً عسكرية تعتمد على لعبة لغوية سرية كان يلعبها صبيان كيكويو في وقت ختانهم، وبواصل مجدلاني القول: إن البريطانيين استخدموا هذا اللفظ ببساطة كدلالة للمجتمع الإثني الكيكويو دون وضع أي تعريف محدد له.[13]

يقول شعب أكامبا أن اسم ماو ماو أتى من «Ma Umua» التي تعني «أجدادنا».[14] استُخدم هذا المصطلح لأول مرة أثناء ثورة الرعاة ضد عملية تقليص حجم البضائع القابلة للبيع التي حدثت في عام 1938 بقيادة مويندي مبينجو وأصر خلالها على مغادرة المستعمرين كينيا حتى يستطيع شعبه (شعب الكامبا) العيش بحرية مثل «زمن أجدادنا» إذ قال:[14]

Twenda kwikala ta maau mau maitu, tuithye ngombe to Maau mau maitu, nundu nthi ino ni ya maau mau maitu.

والتي تعني بالعربية:

«نريد أن نعيش مثل أجدادنا، نحافظ على مواشينا مثل أجدادنا، لأن الأرض التي نعيش عليها ملك أجدادنا»

مع تقدم الحركة، اعتُمد لفظ معكوس تاجي من اللغة السواحلية يقول:

«Mzungu Aende Ulaya, Mwafrika Apate Uhuru»

بمعنى:

«دع الأجنبي يعود إلى الخارج، دع الإفريقي يستعيد استقلاله».

يفترض جيه. إم. كاريوكي، وهو عضو في ماو ماو اعتُقل أثناء النزاع، أن البريطانيين فضلوا استخدام مصطلح ماو ماو بدلًا من كي إل إف إيه) في محاولة لإنكار الشرعية الدولية لتمرد ماو ماو.[14]

كتب كاريوكي أيضًا أن التمرد تبنى مصطلح ماو ماو لمواجهة ما اعتبروه بروباغندا استعمارية معادية. هناك أصل آخر محتمل للكلمة، وهو إساءة فهم الكلمة الكيكويوية الخاصة بالقَسم «muuma».[15]

تشير المؤلفة والناشطة وانجاري ماثاي إلى أن القصة الأكثر إثارة بالنسبة لها هو أن أصل الاسم هو الجملة الكيوكية التي تعني في بداية القائمة. عندما تبدأ قائمة باللغة الكايوكية تقول «maũndũ ni mau» والتي تعني «القضايا الأساسية هي...» وترفع ثلاثة أصابع لتقديم هذه القضايا. تذكر ماثاي أن القضايا الثلاثة لماو ماو كانت الأرض والحرية والحكم الذاتي.[16]

الخلفية

كان التمرد المسلح لماو ماو هو ذروة الرد على الحكم الاستعماري، ورغم وجود حالات سابقة من المقاومة العنيفة للاستعمار، كانت ثورة ماو ماو هي الحرب الأعنف والأطول ضد الاستعمار في مستعمرة كينيا البريطانية.[17][18][19]

كانت الأرض هي الرغبة البريطانية الرئيسية منذ البداية في كينيا،[20] التي كانت لديها «بعض من أغنى الترب الزراعية في العالم، ومعظمها في المناطق حيث الارتفاع والمناخ اللذان يسمحان للأوروبيين بالاستقرار الدائم».[21]

رغم أن الإعلان عن تأسيس مستعمرة حدث في عام 1920، بدأ الوجود الاستعماري البريطاني الرسمي في كينيا بإعلان صدر في 1 يوليو 1895، الذي زُعم فيه أن كينيا محمية بريطانية.[22]

اتسم الوجود البريطاني في كينيا بالسلب والعنف حتى قبل عام 1895، وفي عام 1894، لاحظ النائب البريطاني السير تشارلز ديلكي في مجلس عموم المملكة المتحدة أن «الشخص الوحيد الذي استفاد حتى الوقت الحاضر من مشروعنا في قلب إفريقيا كان السيد وليم مكسيم».[23]

في الفترة التي كانت تُفتح فيها المناطق الداخلية قسرًا في كينيا للاستيطان البريطاني، كان هناك الكثير من الصراعات، وارتكبت القوات البريطانية فظائع وحشية ضد السكان الأصليين.[24][25]

كانت المعارضة للإمبريالية البريطانية موجودةً منذ بداية الاحتلال البريطاني، ومن أبرزها المقاومة الناندية منذ عام 1895 حتى عام 1905،[26] وانتفاضة جيرياما 1913-1914،[27] وثورة النساء ضد العمل القسري في مورانغافي عام 1947،[28] واشتباك كولاوا في عام 1950.[29][30]

فشلت كل الانتفاضات المسلحة في بداية الاستعمار البريطاني في كينيا. أدت طبيعة القتال في كينيا إلى قيام ونستون تشرشل بالتعبير عن قلقه في عام 1908 عما سيبدو الأمر عليه إذا تسربت الأخبار.[31]

المراجع

موسوعات ذات صلة :

  1. Blakeley, Ruth (3 April 2009). State Terrorism and Neoliberalism: The North in the South. Routledge.  . مؤرشف من الأصل في 19 نوفمبر 2018.
  2. In English, the Kikuyu people also are known as the "Kikuyu" and as the "Wakikuyu" people, but their preferred exonym is "Gĩkũyũ", derived from the اللغة السواحلية.
  3. Anderson 2005.
  4. The Oxford Illustrated History of the British Army (1994) p. 350
  5. "Kenya: A Love for the Forest". Time (باللغة الإنجليزية). 1964-01-17. ISSN 0040-781X. مؤرشف من الأصل في 23 أبريل 202012 فبراير 2018.
  6. The Oxford Illustrated History of the British Army (1994) p. 346.
  7. Füredi 1989، صفحة 5
  8. Kitson, Frank, Gangs and Counter-gangs, Barrie & Rockliff; 1st Ed. edition (1960)
  9. Maloba 1998.
  10. Gerlach 2010، صفحة 213. نسخة محفوظة 15 فبراير 2017 على موقع واي باك مشين.
  11. "Bloody uprising of the Mau Mau" (باللغة الإنجليزية). BBC News. 2011-04-07. مؤرشف من الأصل في 02 يناير 202023 يوليو 2019.
  12. Kanogo 1992، صفحات 23–5.
  13. Majdalany 1963، صفحة 75.
  14. Kariuki 1975، صفحة 167.
  15. "MAU MAU (Religious Movement)". what-when-how.com (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 16 سبتمبر 201912 فبراير 2018.
  16. Wangari Maathai (2006). Unbowed: a memoir. Alfred A. Knopf. صفحة 63.  .
  17. Coray 1978، صفحة 179: "The [colonial] administration's refusal to develop mechanisms whereby African grievances against non-Africans might be resolved on terms of equity, moreover, served to accelerate a growing disaffection with colonial rule. The investigations of the Kenya Land Commission of 1932–1934 are a case study in such lack of foresight, for the findings and recommendations of this commission, particularly those regarding the claims of the Kikuyu of Kiambu, would serve to exacerbate other grievances and nurture the seeds of a growing African nationalism in Kenya".
  18. Anderson 2005، صفحة 22.
  19. Anderson 2005، صفحة 15.
  20. Curtis 2003، صفحة 320. نسخة محفوظة 28 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
  21. Ormsby-Gore 1925، صفحة 149.
  22. Alam 2007، صفحة 1: The colonial presence in Kenya, in contrast to, say, India, where it lasted almost 200 years, was brief but equally violent. It formally started when Her Majesty's agent and Counsel General at Zanzibar, A.H. Hardinge, in a proclamation on 1 July 1895, announced that he was taking over the المحافظة الساحلية (كينيا) as well as the interior that included the Kikuyu land, now known as Central Province."
  23. Ellis 1986، صفحة 100. You can read Dilke's speech in full here: "Class V; House of Commons Debate, 1 June 1894". Hansard. مؤرشف من الأصل في 12 مارس 201711 أبريل 2013.
  24. Edgerton 1989، صفحة 4. Francis Hall, an officer in the Imperial British East Africa Company and after whom Fort Hall was named, asserted: "There is only one way to improve the Wakikuyu [and] that is wipe them out; I should be only too delighted to do so, but we have to depend on them for food supplies." نسخة محفوظة 2015-11-23 على موقع واي باك مشين.
  25. Meinertzhagen 1957، صفحات 51–2 Richard Meinertzhagen wrote of how, on occasion, they massacred Kikuyu by the hundreds. نسخة محفوظة 2015-11-23 على موقع واي باك مشين.
  26. Alam 2007، صفحة 2. نسخة محفوظة 2015-11-23 على موقع واي باك مشين.
  27. Brantley 1981. نسخة محفوظة 2015-11-23 على موقع واي باك مشين.
  28. Atieno-Odhiambo 1995، صفحة 25. نسخة محفوظة 2015-11-23 على موقع واي باك مشين.
  29. Leys 1973، صفحات 342, which notes they were "always hopeless failures. Naked spearmen fall in swathes before machine-guns, without inflicting a single casualty in return. Meanwhile the troops burn all the huts and collect all the live stock within reach. Resistance once at an end, the leaders of the rebellion are surrendered for imprisonment . . . Risings that followed such a course could hardly be repeated. A period of calm followed. And when unrest again appeared it was with other leaders . . . and other motives." A particularly interesting example, albeit outside Kenya and featuring guns instead of spears, of successful armed resistance to maintain crucial aspects of autonomy is the Basuto Gun War of 1880–1881, whose ultimate legacy remains tangible even today, in the form of ليسوتو. نسخة محفوظة 2020-04-28 على موقع واي باك مشين.
  30. Ogot 2003، صفحة 15. نسخة محفوظة 2020-04-28 على موقع واي باك مشين.
  31. Mosley 1983، صفحة 5. نسخة محفوظة 2016-10-20 على موقع واي باك مشين.