انقضاض (Charge)، وهي مناورة قتالية يتقدم خلالها المقاتلون نحو أعدائهم بأقصى سرعة ليشتبكوا في قتال متلاحم، وعادةً ما يكون هذا القتال في صورة مشاجرة. تعتبر هذه المناورة أهم طرق الهجوم المفاجئ وكانت تمثل التكتيك الأساسي واللحظة الفارقة في العديد من المعارك على مر التاريخ. تشمل مناورات الانقضاض الحديثة على مجموعات صغيرة مسلحة بأسلحة نارية ذات معدل إطلاق عالِ لتهاجم مواقع دفاعية فردية، مثل أحد الملاجئ العسكرية، بدلًا من المجموعات القتالية الكبيرة التي تهاجم مجموعةً أخرى أو أحد الحصون الدفاعية.
انقضاضات المشاة
الانقضاضات القديمة
يمكن افتراض أن هذه المناورات كانت تُمارس في حروب ما قبل التاريخ، ولكن تأتي الأدلة الواضحة عليها من خلال المجتمعات غير الأمية اللاحقة. شملت تكتيكات التشكيلة السلامية الإغريقية الكلاسيكية على زحف منظم للاقتراب نحو العدو، مع الانقضاض عليه في النهاية فور بلوغه.[1]
انقضاض الهضاب
طورت القوات الأيرلندية والاسكتلندية في نهاية القرن السادس عشر، استجابةً لبدء استخدام الأسلحة النارية، تكتيكًا يدمج بين استخدام وابل رصاصات الأسلحة النارية مع القتال المتلاحم السريع باستخدام السيوف. وكان هذا التكتيك ناجحًا في البداية، ولكن يمكن مقاومته من خلال التدريب الفعال وتطوير تكتيكات الحربة الدفاعية.[2]
انقضاض الحربة
أدى تطوير سلاح الحربة في أواخر القرن السابع عشر إلى انتشار مناورة انقضاض الحربة لتصبح تكتيك الانقضاض الرئيسي للمشاة خلال القرن الثامن عشر والقرن التاسع عشر وحتى القرن العشرين. كان العلماء التكتيكيون يلاحظون أن أغلب هذه التكتيكات لم تؤد إلى قتال متلاحم، ويعود تاريخ ذلك حتى القرن التاسع عشر. فبدلًا من هذا القتال المتلاحم، كان أحد الجوانب يفر قبل بداية القتال بالحربة بشكل فعلي. وظلت هذه الحراب مُثبتةً في الأسلحة بعد ذلك للأغراض المعنوية بشكل رئيسي، حتى تكون إشارةً للحليف أو العدو بالاستعداد للقتل عند القتال المتلاحم.[3]
تأثير الأسلحة النارية
أصبحت العوامل الأساسية في هذه المناورة، خلال عصر الأسلحة النارية، سرعة التقدم مقابل معدل (أو فاعلية) الإطلاق الناري. فإذا تقدم المهاجمون بمعدل أسرع من معدل قتل المدافعون لهم أو شلهم، سيتمكن المهاجمون من الوصول إلى المدافعين، على الرغم أنه من الضروري ألا يتكبد المهاجمون خسائر كبيرة بالأعداد. وهناك العديد من المُغيِّرات على هذه المقارنة البسيطة مثل التوقيت، والغطاء الناري، والتنظيم، والتشكيل والتضاريس، وغيرها. يمكن أن يجعل الانقضاض الفاشل المهاجمين عرضةً لانقضاض مضاد من المدافعين.
كان هناك ارتفاع ثابت بمعدلات الإطلاق الناري للجيوش خلال السبعمائة عام الماضية، وبينما نجح البعض في صد الانقضاضات الكبيرة، انتصرت بعضها أيضًا. أصبحت هذه الانقضاضات المباشرة أقل نجاحًا فقط منذ أواخر القرن التاسع عشر، خاصةً منذ بدء استخدام أسلحة الرشاش ومدفعية التلقيم الخلفي. وما زالت هذه المناورات مفيدةً على نطاق أصغر بكثير في المناطق المطوقة التي لا يتمكن فيها العدو من استخدام أسلحته النارية.
المراجع
- Connolly, Peter (1981). Greece and Rome at War. London: Macdonald Phoebus. صفحة 47. .
- Hill, J. Michael (1999). "Chapter 6 : Gaelic Warfare 1453–1815". In Black, Jeremy (المحرر). European Warfare 1453–1815. London: Macmillan Press. صفحات 201–224. .
- Holmes, Richard (1987). Firing Line. Harmondsworth: Penguin. صفحات 377–9. .