في 17 يوليو 1981، انهار ممران في فندق حياة ريجنسي في كانساس سيتي، ميزوري، أحدهما فوق الآخر مباشرة على رؤوس مشاركين في رقصة نُظمّت في ردهة الفندق، ما أدى إلى مقتل 114 شخصًا منهم وإصابة 216 آخرين. ظل هذا الانهيارُ الإنشائي غير المتعمّد الأشد في التاريخ الأمريكي حتى انهيار برجي مركز التجارة العالمي بعد 20 عامًا من تاريخ حدوثه.[1][2]
خلفية
بدأ البناء في مايو 1978 في فندق حياة ريجنسي في مدينة كانساس سيتي المكوّن من 40 طابقًا. حدثت تأخيرات ونكسات عديدة، منها انهيار 2700 قدم مربع (250 متر مربع) من السقف. ولكن مع ذلك، افتتح الفندق رسميًّا في 1 تموز 1980.[3]
كانت ردهة الفندق من ملامحه المميّزة، فقد تضمنت دهليزًا متعددّ الطوابق، ممتدًّا عبر ممرات مرتفعة، ومعلّقًا من السقف. تربط هذه الممرات الفولاذية والزجاجية والخرسانية كلًّا من الطابق الثاني والثالث والرابع بين جناحي الشمال والجنوب. كان طول الممرات حوالي 120 قدمًا (37 مترًا)، أما وزنها فكان حوالي 64000 رطل (29000 كيلوغرام). كان الممر الرابع فوق الممر الثاني مباشرةً.[4]
الانهيار
تجمع حوالي 1600 شخصًا في الدهليز من أجل رقصة شاي مساء يوم الجمعة 17 يوليو 1981، وتجمّع على الممر الثاني حوالي 40 شخصا في حوالي الساعة 7:05 مساءً، وعدد أكبر في الممر الثالث، وحوالي 16 إلى 20 شخصًا في الممر الرابع. أُسند ممر الطابق الرابع بشكل مباشر على ممر الطابق الثاني، مع وجود ممر الطابق الثالث بمسافة عموديّة تقدّر بعدّة ياردات عن بقية الممرات. سمع الضيوف أصوات الضوضاء قبل لحظات من سقوط الممر الرابع عدّة إنشات، ثم توقّفَ، ثم انهار تمامًا على الممر الثاني، وانهار كلا الممريّن على الطابق الأرضي.[5][6]
استمرت عملية الإنقاذ 14 ساعةً، وكان الناجون قد طُمروا تحت الحديد والخرسانة والزجاج الذي لم تتمكن رافعات ومواد طاقم الإطفاء من تحريكها. استجاب المتطوعون للنداء وجلبوا معهم ما يلزم من أدوات ومطارق ومولدات من شركات مقاولات وموردين. كما جلبوا الرافعات ووضعوا المزالق في نوافذ الردهة للتخلّص من الحطام. وجه مدير طب للطوارئ في كانساس سيتي جوزيف واكيرل جهود عمليات الإنقاذ، ونُقل الموتى إلى صالة عرض في الطابق الأرضي كمشرحة مؤقتة، واستخدم ممر الفندق والحديقة الأمامية كمنطقة لتقييم حالة المرضى. أوعزَ إلى الذين يستطيعون السير بمغادرة الفندق لتبسيط جهود الإنقاذ وقُدّم المورفين للمصابين المجروحين بشدّة. اضطر المنقذون في بعض الأحيان إلى قطع أوصال الجثث للوصول إلى الناجين من بين الحطام، كما اضطر جراح إلى بتر ساق أحد الضحايا المسحوقة بمنشار.[7][8][9][10][11][12][13]
غمرت المياه الردهة جراء خلل في نظام الرش في الفندق، الأمر الذي وضع الناجين المحاصرين تحت خطر الغرق. أمضى مارك ويليامز أكثر من تسع ساعات عالقًا بالأسفل مخلوع الساقين، وكاد أن يغرق قبل أن تغلق المياه. كانت الرؤية ضعيفة بسبب الغبار وبسبب قطع الكهرباء لمنع حدوث الحرائق. جرى إنقاذ ما مجموعه 29 شخصًا من الأنقاض.[14][15]
التحقيق
أوكلت صحيفة ذا كنساس سيتي ستار مهمّة التحقيق في الانهيار للمهندس المعماري واين ليشكا، واكتشف بدوره تغييرًا كبيرًا في التصميم الأصلي للممرات. فازت الصحيفة عام 1982 بجائزة بوليتزر عن تغطيتها للانهيار.[16][17]
ما بعد الحادثة
وجد مجلس المهندسين المعماريين والمهندسين المحترفين والمساحين في ولاية ميزوري أن المهندسين في شركة جاك دي. غيلوم وشركاؤه الذين وافقوا على الرسومات النهائية لتكون مسؤولة بشكل رئيس عن الإهمال الجسيم وسوء السلوك غير المهني في مهنة الهندسة. بُرئوا من جميع الجرائم التي اتهموا بها في البداية، ولكن الشركة فقدت رخصها الهندسية في ولايات ميزوري وكانساس وتكساس، فضلًا عن عضويتها في الجمعية الأمريكية للمهندسين المدنيين.[18][19][20]
مُنح ما لا يقل عن 140 مليون دولار (ما يعادل 334 مليون دولار في عام 2018) كتعويض للضحايا وأسرهم في دعاوى مدنية لاحقة؛ وكانت معظم هذه الأموال من شركة كراون سنتر، وهي شركة تابعة لشركة هالمارك كاردس التي كانت مالكة لعقار الفندق؛ كانت مجموعة حياة تدير الفندق بمقابل ولم تكن مالكةً للمبنى.[21][22]
المراجع
- Petroski, Henry (1992). To Engineer Is Human: The Role of Failure in Structural Design. Vintage. . مؤرشف من الأصل في 21 فبراير 2020.
- Martin, David (September 14, 2011). "Former Chiefs doctor Joseph Waeckerle--a veteran of the NFL's concussion wars--is on a mission to protect young players". The Pitch. Kansas City. مؤرشف من الأصل في 26 سبتمبر 201215 يناير 2011.
- Staff (July 18, 1981). "45 Killed at Hotel in Kansas City, Mo., as Walkways Fall". The New York Times. ISSN 0362-4331. مؤرشف من الأصل في 17 يوليو 201917 يوليو 2019 – عبر NYTimes.com.
- "Hotel Horror". Kansas City Public Library. مؤرشف من الأصل في 3 يوليو 201930 أبريل 2019.
- Friedman, Mark (2002). Everyday crisis management: how to think like an emergency physician. First Decision Press. صفحات 134–136. . مؤرشف من الأصل في 21 فبراير 202014 يونيو 2019 – عبر Google Books.
- Ramroth, William (2007). Planning for disaster: how natural and man-made disasters shape the built environment. Kaplan Business. صفحة 177. . مؤرشف من الأصل في 31 مارس 2019.
- Associated Press (July 15, 2001). "Lives forever changed by skywalk collapse". Lawrence Journal-World. مؤرشف من الأصل في 14 يونيو 201028 يناير 2011.
- D'Aulairey, Emily; Per Ola D'Aulairey (July 1982). "There Wasn't Time To Scream". The Reader's Digest: 49–56.
- McGuire, Donna. "20 years later: Fatal disaster remains impossible to forget". Kansas City Star. مؤرشف من الأصل في 22 أغسطس 2011December 3, 2011.
- The Associated Press Library of Disasters: Nuclear and Industrial Disasters. Grolier Academic Reference. Associated Press. 1997. صفحة 67. . مؤرشف من الأصل في 21 فبراير 2020.
- O'Reilly, Kevin (January 2, 2012). "Disaster medicine dilemmas examined". American Medical News. 55 (1). مؤرشف من الأصل في 5 أبريل 2019August 9, 2013.
- Waeckerle, Joseph F. (March 21, 1991). "Disaster Planning and Response". New England Journal of Medicine. 324 (324): 815–821. doi:10.1056/nejm199103213241206.
- Staff writers. "Disaster made heroes of the helpers". Kansas City Star. مؤرشف من الأصل في 16 أكتوبر 201417 يوليو 2019.
- "Hyatt skywalks collapse changed lives forever," Kansas City Star, Kevin Murphy, July 9, 2011.
- Incident Command System for Structural Collapse Incidents; ICSSCI-Student Manual (الطبعة FEMA P-702). FEMA. 2006. صفحات SM 1–7. مؤرشف من الأصل في 21 فبراير 202010 أكتوبر 2011.
- "History & Education". مؤرشف من الأصل في February 7, 200530 أبريل 2019.
- "The Pulitzer Prizes – Local General or Spot News Reporting". Pulitzer.org. مؤرشف من الأصل في 28 ديسمبر 201530 يوليو 2010.
- "Hyatt Regency Walkway Collapse". Engineering.com. October 24, 2006. مؤرشف من الأصل في 3 أبريل 2019June 1, 2006.
- "Hyatt Regency Walkway Collapse". School of Engineering, University of Alabama. مؤرشف من الأصل في 14 أغسطس 200729 يناير 2017.
- Montgomery, Rick (July 15, 2001). "20 years later: Many are continuing to learn from skywalk collapse". Kansas City Star. صفحة A1. مؤرشف من الأصل في January 8, 201614 مارس 2017.
- Staff writers (July 18, 2001). "The Hyatt Regency disaster 20 years later". Seattle Daily Journal of Commerce. مؤرشف من الأصل في 25 يوليو 201917 يوليو 2019.
- "Hyatt Regency Disaster | ThinkReliability, Case Studies". ThinkReliability. مؤرشف من الأصل في 6 يوليو 2019.