هو أبو عبد الله الحسين بن دوستك خال بني مروان الأكراد الحميدية. كان ابتداء أمره أنه كان يغزو بثغور ديار بكر كثيرا وكان عظيم الخلقة له بأس وشدة فلما ملك عضد الدولة بن بويه الموصل حضر عنده فلما رآه خافه وقال ماأظنه يبقى علي وخرج من عنده وهرب . فطلبه عضد الدولة ليقبض عليه حذرا من بأسه فلما أخبر بهربه كف عن طلبه. فأقام باذ بثغور ديار بكر إلى أن استفحل أمره وقوي وملك ميا فارقين وكثيرا من ديار بكر بعد موت عضد الدولة ووصل بعض أصحابه إلى نصيبن واستولى عليها فجهز صمصام الدولة بن بويه العساكر فانهزمت أمامه وقوي أمره فأرسل إليه عسكرا آخر فهزمهم واستولى على كثير من الديلم فقتل واسر جماعة وكانت الوقعة بموضع يقال له باجلايا وفي ذلك يقول بعض الشعراء
بباجلايا جلونا عنه غمغمة**ونحن في الروع جلاؤون للكرب
ثم دخل باذ الموصل واستولى عليها وقويت شوكته وحدثته نفسه بالتغلب على بغداد وإزالة الديلم عنها فخافه صمصام الدولة وجمع العساكر ليسيرها إليه وكان ذلك سنة 373هـ ثم سارت العساكر سنة 374هـ مع سعد الحاجب فانهزم باذ وأسر كثير من عسكره وملك الديلم المموصل وسار باذ إلى ديار بكر وجمع الجموع فكت وزير صمصام الدولة إلى سعد الدولة بن سيف الدولة الحمذاني وبذل له تسليم ديار بكر إليه فسير إليها جيشا فلم يقدروا على أصحاب باذ وكان سعد قد سير في طلب باذ عسكرا فلم يقدروا عليه فاحتال على قتل باذ ووضع رجلا على ذلك فدخل الرجل خيمته ليلا وضربه بالسيف وهو يظن أنه يضرب رأسه فوقعت الضربة على ساقه فصاح وهرب الرجل فمرض باذ من تلك الضربة واشفى على الموت.
مراجع
- دائرة المعارف للبستاني