الرئيسيةعريقبحث

بدلة عينية


☰ جدول المحتويات


عين بشرية اصطناعية بنية اللون.

البدلة العينية أو العين الاصطناعية هي نوع البدلات القحفية الوجهية التي تستبدل العين الطبيعية المفقودة. تُركب البدلة على زرعة محجرية مزروعة تحت الجفون. عادة ما يطلق على البدلة العينية اسم العين الزجاجية، لكنها في الحقيقة قوقعة محدبة مصنوعة غالبًا من بلاستيك الأكريليك الطبي. بعض البدلات العينية المستخدمة اليوم تكون مصنوعة من زجاج الكريوليت. أحد الأشكال البديلة للبدلات العينية يمكن أن يكون طبقة رقيقة صلبة توضع فوق العين المصابة. يُعرف صانعوا البدلات العينية باختصاصيي العيون الصناعية. لا تتيح البدلات العينية الرؤية، من يزرع بدلة لا يتمكن من الرؤية، أما الزرع الذي يتيحها لأصحابه فيُسمى البدلة النظرية.

التاريخ

كان أول دليل معروف على استخدام البدلة العينية هو وجود امرأة عُثر عليها في شهر السختة في إيران، ويرجع تاريخها إلى 2900-2800 سنة قبل الميلاد. لتلك البدلة شكل نصف كروي وقطر يزيد قليلًا عن 2.5 سم (1 بوصة)، وهي تتكون من مادة خفيفة للغاية، ربما معجون البيتومين. سطح العين الاصطناعية مغطى بطبقة رقيقة من الذهب، محفورة بدائرة مركزية تمثل القزحية، وخطوط ذهبية منقوشة مثل أشعة الشمس. على جانبي العين توجد ثقوب صغيرة محفورة يمر من خلالها خيط ذهبي لتثبيت مقلة العين في مكانها. بما أن الأبحاث المجهرية أظهرت أن مقبس العين يحتوي بصمات واضحة للخيط الذهبي، فلا بد من أن تلك المرأة كانت ترتدي البدلة خلال حياتها. إضافة إلى ذلك، يشير نص عبري قديم إلى امرأة ارتدت عينًا اصطناعية مصنوعة من الذهب. ومن المعروف أن الكهنة الرومان والمصريين صنعوا عيونًا اصطناعية في أوائل القرن الخامس قبل الميلاد من طين مطلي معلّقٍ بقماش ويُلبس خارج المحجر.[1][2][3]

كانت أول عيون اصطناعية تُزرع في المحجر مصنوعة من الذهب ذي المينا الملونة، ثم تطورت لاحقًا إلى استخدام الزجاج (من هنا أتت تسمية «العين الزجاجية») في جمهورية البندقية نهاية القرن السادس عشر. كانت تلك المواد خامًا وغير مريحة وهشة وبقيت طريقة صناعتها سرية حتى نهاية القرن الثامن عشر، عندما أصبحت باريس مركز صناعة العيون الاصطناعية. لم يستمر هذا الوضع طويلًا، فمع التطور الذي بدأ في ألمانيا، أصبحت الأخيرة تعتبر مركز صناعة العيون الصناعية لامتلاكها تقنيات متفوقة في نفخ الزجاج. بعد فترة وجيزة من إدخال فن صناعة الزجاج إلى الولايات المتحدة، توقفت الواردات الألمانية إليها بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية. نتيجة لذلك، صنعت الولايات المتحدة عيونًا اصطناعية لكنها كانت من بلاستيك الأكريليك.[3]

توسعت صناعة البدلات العينية الحديثة من استخدام الزجاج إلى استخدام أنواع مختلفة من المواد. في الولايات المتحدة، تُصنع تصنيع معظم البدلات العينية باستخدام ميتاكريليت البولي ميثيل، أو الأكريليك. في بعض البلدان وخاصة في ألمانيا، ما تزال البدلات العينية تصنع غالبًا من الزجاج.[3]

حدود الواقعية

لطالما عمل جراحو العيون معًا لجعل العيون الاصطناعية تبدو أكثر واقعية. تظافرت الجهود والاستثمارات لعقود من الزمن لتحسين مظهر العيون الاصطناعية لكنها كانت تصطدم بعجز البؤبؤ فيها عن الحركة. ظهر أحد الحلول لهذه المشكلة مؤخرًا في جهاز يعتمد على شاشة إل سي دي تحاكي حجم البؤبؤ استجابةً للضوء المحيط.[4]

أنواع الزرعات وتركيبها الكيميائي

هناك العديد من الأنواع المختلفة من الزرعات، تصنّف إما حسب الشكل (الشكل الكروي مقابل البيضاوي)، الموحّدة مقابل حسب الطلب، مسامية مقابل غير المسامية، التركيب الكيميائي المحدد، ووجود رابط أو نقطة حركية. يمكن ببساطة تقسيم أنواع الزرع إلى مجموعتين رئيسيتين: زرعات غير مدمجة (غير مسامية) وزرعات مدمجة (مسامية).[5]

الزرعات غير المدمجة

على الرغم من وجود أدلة على أن الزرعات العينية كانت موجودة منذ آلاف السنين،  لم تظهر زرعات كروية حديثة غير مدمجة إلا عام 1976 تقريبًا. لا تحتوي الزرعات غير المدمجة على جهاز فريد لتركّب على العضلات ولا تسمح بنمو الأنسجة العضوية في المادة غير العضوية. ليس لهذه الزرعات صلة مباشرة بالبدلات العينية. عادة ما تُغطى هذه الزرعات بمادة تسمح بتثبيت عضلات العين ما يُحسن حركة الزرعة، لكنه لا يسمح بالاقتران الميكانيكي المباشر بين الزرعة والعين الاصطناعية. تشمل الزرعات غير المدمجة كرات من  الأكريليك والزجاج والسيليكون.[6][7][5]

الأكريليك

البوليميثيل ميثاكريلات (بّي إم إم إيه) هو عبارة عن مادة لدنة بالحرارة وشفافة متاحة للاستخدام من أجل تصنيع العين الصناعية، تُستبدل العدسات داخل العين عندما تُزال العدسة الأصلية أثناء عملية إعتام عدسة العين كما استخدمت تاريخياً كعدسات لاصقة صلبة.

للبّي إم إم إيه درجة جيدة من التقبل الحيوي مع أنسجة الجسم بشكل أكبر بكثير من الزجاج على الرغم من استخدام مواد مختلفة من أجل صنع الغرسات غير المندمجة في الماضي، إلا أن البولي ميثيل ميثاكريلات ما زال أحد الاختيارات الأساسية للزراعة.[8]

الزرعات المدمجة

تسمح الطبيعة المسامية للزرع المتكامل بتنامي الأنسجة الليفية الوعائية طوال عملية الزرع وبالتالي يمكن إدخال الأوتاد فيها. بما أن الاقتران الميكانيكي المباشر يحسن من حركة العين الاصطناعية، فقد بذلت الجهود والمحاولات لتطوير ما يسمى «بالزرعة المتكاملة» التي ترتبط مباشرة بالعين الاصطناعية. تاريخيًا، لم تنجح عمليات الزرع التي ترتبط مباشرة بالبدلات العينية بسبب الالتهابات المزمنة أو العدوى التي تسببها مادة الزرع غير المسامية المكشوفة. أدى هذا الواقع إلى تطوير عمليات زرع شبه مدمجة ذات سطح أمامي مصمم بشكل خاص والتي يُزعم أنها تنقل حركة الزرع بشكل أفضل إلى العين. كان الاعتقاد السائد عام 1985 أن المشكلات المرتبطة بالزرعات المدمجة قد حُلّت إلى حد كبير عبر إدخال زرعات كروية مصنوعة من هيدروكسيباتيت الكالسيوم المسامي. تسمح هذه المادة بنمو الأنسجة الليفية الوعائية خلال عدة أشهر. تُصنع الزرعات المسامية حاليًا من مجموعة متنوعة من المواد بما في ذلك الهيدروكسيباتيت الطبيعي والاصطناعي وأكسيد الألومنيوم والبولي إيثيلين.[9]

يمكن للجراح تغيير محيط الزرعات المسامية قبل زرعها أو أثناء الجراحة على الرغم من صعوبة ذلك بعض الأحيان.

الهيدروكسي أباتيت (إتش أي)

تصنع غرسات الهيدروكسي أباتيت الكروية بمجموعة متنوعة من الأحجام والمواد المختلفة (المرجانية والصناعية والصينية).

اكتسبت غرسات الهيدروكسي أباتيت شعبية واسعة منذ ظهورها عام 1989 خصوصاً بعد حصولها على موافقة إدارة الغذاء والدواء إذ كانت في فترة من الفترات الغرسة الأوسع انتشاراً واستخداماً في الولايات المتحدة. تسمح الطبيعة سهلة الاختراق لهذه المادة بتطور ونشوء النسج الليفية ضمن مادة الزرعة وتسمح بإدخال جهاز اقتران (بي إي جي) مع تقليل خطورة حدوث الالتهابات أو العدوى التي كانت شائعة مع الأنواع السابقة من الغرسات المندمجة المكشوفة.[10]

حركة الزرعة

تعتبر حركة الزرعة والبدلة من الجوانب المهمة في المظهر التجميلي العام بعد عملية الاستئصال وهي ضرورية لتحقيق الهدف المثالي، المتمثل في تكوين عين نابضة بالحياة تشبه العين العادية إلى حد كبير. هناك العديد من النظريات المتعلقة بتحسين حركة العين، منها استخدام مادة اصطناعية مدمجة أو ربط الزرع أو تغطيته، أو خياطة عضلات العين مباشرةً في الزرع الاصطناعي. تحدد كفاءة نقل الحركة من الزرع إلى البدلة العينية درجة حركية البدلات. تنتقل الحركة من زرعات كروية تقليدية غير مسامية عبر توتر السطح عند الواجهة الملتحمة إلى البدلة العينية. تتميز عمليات الزرع شبه المدمجة بأسطح غير منتظمة الشكل تخلق آلية اقتران غير مباشرة بين الزرعة والبدلة ما يضفي مزيدًا من الحركة على البدلات. من المتوقع أن يؤدي الدمج المباشر للزرعات بالبدلات العينية من خلال آلية اقتران خارجية إلى تحسين الحركة أكثر.[9]

على الرغم من أن المنطق يقول إن زرعات الهيدروكسيباتيت بدون ربط حركي ستؤدي إلى حركة محسنة للعين الاصطناعية، فإنه عند استخدام تقنيات جراحية مماثلة، تستخدم زرعات مسامية من الهيدروكسيأباتيت وزرعات كروية من الأكريليك ما يعطي حركية للعين لا تختلف كثيرًا عن بقية الزرعات. يشير هذا الأمر إلى أن المادة المصنوعة منها الزرعة قد لا يكون لها تأثير على حركة الزرع طالما أن العضلات تعلق بها ولا تُربط. أبرز الأشخاص الذين يعيشون مع بدلات عينية

  • باز باستين – لاعب هوكي كندي (عين يمنى)
  • سامي ديفيس جونيور – مغني أمريكي
  • هيلين كيلر – مصلحة اجتماعية أمريكية عمياء وصماء (كلتا العينين)
  • دان كرينشو – عضو كونغرس أمريكي (العين اليمنى)
  • أليس وولكر – كتبة (العين اليمنى)
  • بيتر فوك – ممثل أمريكي (العين اليمنى)
  • نيك غريفين – زعيم الحزب الوطني البريطاني (العين اليسرى)
  • هنري لي لوكاس – قاتل متسلسل (العين اليسرى)
  • مختار بلمختار – إرهابي جزائري (العين اليسرى)
  • بين دريفوس – كاتب (العين اليسرى)
  • كار ويليت – مصارع مندي (العين اليمنى)

المراجع

  1. 3rd Millennium BC Artificial Eyeball Discovered in Burnt City - تصفح: نسخة محفوظة 2012-04-11 على موقع واي باك مشين., December 10, 2006
  2. London Times (February 20, 2007). "5,000-Year-Old Artificial Eye Found on Iran-Afghan Border". foxnews. مؤرشف من الأصل في 20 مايو 201314 ديسمبر 2012.
  3. Frequently asked questions, American Society of Ocularists نسخة محفوظة 24 أغسطس 2019 على موقع واي باك مشين.
  4. Lapointe, J; Durette, J-F; Harhira, A; Shaat, A; Boulos, PR; Kashyap, R (Sep 2010). "A 'living' prosthetic iris". Nature Eye. 24: 1716–23. doi:10.1038/eye.2010.128. PMID 20847748. مؤرشف من الأصل في 10 أبريل 2016.
  5. Shome, D; Honavar, SG; Raizada, K; Raizada, D (2010). "Implant and prosthesis movement after enucleation: a randomized controlled trial". Ophthalmology. 117 (8): 1638–44. doi:10.1016/j.ophtha.2009.12.035. PMID 20417565.
  6. Colen, TP; Paridaens, DA; Lemij, HG; Mourits, MP; Van Den Bosch, WA (2000). "Comparison of artificial eye amplitudes with acrylic and hydroxyapatite spherical enucleation implants". Ophthalmology. 107 (10): 1889–94. doi:10.1016/S0161-6420(00)00348-1. PMID 11013194.
  7. Chuah, CT; Chee, SP; Fong, KS; Por, YM; Choo, CT; Luu, C; Seah, LL (2004). "Integrated hydroxyapatite implant and non-integrated implants in enucleated Asian patients". Annals of the Academy of Medicine, Singapore. 33 (4): 477–83. PMID 15329760.
  8. Duffy, M., Biesman, B. (2000). "Porous polyethylene expands orbitofacial options". Ophthalmology Times. 25 (7): 18.
  9. Custer, PL; Kennedy, RH; Woog, JJ; Kaltreider, SA; Meyer, DR (2003). "Orbital implants in enucleation surgery: a report by the American Academy of Ophthalmology". Ophthalmology. 110 (10): 2054–61. doi:10.1016/S0161-6420(03)00857-1. PMID 14522788.
  10. Kostick, DA; Linberg, JV (1995). "Evisceration with hydroxyapatite implant. Surgical technique and review of 31 case reports". Ophthalmology. 102 (10): 1542–48, discussion 1548–49. doi:10.1016/s0161-6420(95)30833-0. PMID 9097804.

موسوعات ذات صلة :