القَافَة[1] وتسمى أيضًا طريقة بريل نسبةً لمخترعها الفرنسي لويس بريل، هي نظام كتابة ليلية ألفبائية، كي يستطيع المكفوفون القراءة، ولذا يجعل الحروف رموزاً بارزة على الورق مما يسمح بالقراءة عن طريق حاسة اللمس حيت المشكلة أن زين الدين الامدي العالم المسلم قد سبقه بهذا الابتكار بحوالي 500 عام .
إن اختراع كتابة المكفوفين قد أكمل النقص الذي كان يعانيه نظامهم التعليمي، بأن صار الطلاب المكفوفين قادرين على القراءة والكتابة كغيرهم من الأشخاص العاديين وإن اختلفت الطريقة.
ولد برايل في 4 يناير عام 1809 في مدينة كوبفراي شرق العاصمة الفرنسية باريس، وفقد بصره وهو في الثالثة من عمره، وانضم إلى معهد باريس في سن العاشرة، وقبل التحاقه بالمدرسة علمه أبوه استخدام يديه بمهارة، كان لويس حاد الذكاء فأصبح تلميذا وموسيقيا بارعا، وبعد تخرجه أصبح معلما بالمعهد الملكي للشباب المكفوفين واهتم برعاية المكفوفين، ولقد تمكن بريل أن يكتب طريقة الشيفرة العسكرية التي كان قد اخترعها الضابط الفرنسي بيير لسكي ليرسل التعليمات العسكرية إلى الجيش الفرنسي وهو في حربه مع الألمان وتتكون أساسا من إثنتي عشرة نقطة، ويمكن أن تتكون كل الكلمات بالتبادل، إلا أن بريل استطاع تعديل واختصار الاثنتي عشرة نقطة إلى ست نقط ليسهل الموقف التعليمي على الكفيف.
يعد يوم 4 يناير الذي يوافق يوم ولادة مؤسس لغة بريل هو اليوم العالمي للاحتفاء بلغة بريل من كل عام، بحسب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة والمعتمد في نوفمبر 2018م[2]
تاريخ
اعتمد بريل على طريقة تشفير عسكرية تستخدم اللمس بأصابع اليد تدعى الكتابة الليلية كان قد طورها تشارلز باربييه استجابةً لطلب الإمبراطور نابليون بهدف السماح للجنود الفرنسيين بالتواصل بصمت في الليل دون الحاجة لمصدر إنارة. تكوَّن نظام باربييه من مجموعات من 12 نقطة منقوشة تُرمز 36 صوتاً مختلفاً، لكن نظام الترميز هذا كان صعباً للغاية على الجنود، فلم يتمكنوا من التعرف على الأحرف عن طريق اللمس، ورفض الجيش استخدامه في نهاية المطاف. زار باربييه المعهد الملكي للمكفوفين في باريس في عام 1821، وهناك قابل بريل. حدد بريل عيبين رئيسيين في أسلوب الترميز الذي اخترعه باربييه: الأول تعبيره عن الأصوات فقط، وبذلك لم يكن قادراً على التعبير عن كل الكلمات، والثاني عدم قدرة الإصبع البشري على لمس الرمز المكون من 12 نقطة بالكامل دون تحريك، وبالتالي لا يمكن الانتقال سريعاً من رمز إلى آخر. كان الحل الذي اقترحه بريل استخدام رموز مكونة من ست نقاط فقط، وتعيين نمط ترميز خاص لكل حرف من حروف الأبجدية. استخدمت طريقة بريل في البداية حرفاً واحداً لكل حرف من الأبجدية الفرنسية، ولكن سرعان ما طورت اختصارات عديدة ما خلق نظاماً أشبه بالاختزال. اكتمل نظام بريل الموسع الخاص باللغة الإنجليزية، والذي دُعي نظام بريل من الدرجة الثانية بحلول عام 1905.[3] أما اليوم فيعتبر نظام بريل بالنسبة للقراء المكفوفين نظاماً مستقلاً للكتابة، وليس نظام طباعة رمزية مقابلًا للحروف الهجائية المطبوعة.[4]
التطور
كان هناك ثلاث مراحل تاريخية لتحول الرموز الخطية الطباعية إلى طريقة بريل الحالية في الكتابة: استخدام الأحرف الأبجدية الفرنسية من قبل لويس بريل، ثم إعادة صياغة أحرف بريل عن طريق رموز مطبوعة، وأخيراً تعديل أحرف بريل لتحسين كفاءة الكتابة والقراءة بطريقة بريل.[5]
تتبع معظم طرق بريل المعروفة اليوم الترتيب الفرنسي المكون من 26 حرفاً من الأبجدية اللاتينية الأساسية، وكانت هناك محاولات لتوحيد الأبجديات التي تتجاوز 26 حرفاً وفق نظام بريل الدولي، على الرغم من وجود اختلافات هامة بين نظام بريل الألماني والإنجليزي. تحاول محاولات التوحيد هذه تخطي الاختلافات الناتجة عن ترتيب رموز بريل الخاص بكل أمة بحيث يتوافق مع أبجديتها الخاصة، كما حدث في طريقة بريل الجزائرية، إذ أُعيد تعيين رموز بريل عددياً لتتوافق مع ترتيب الأبجدية العربية بشكلٍ لا يرتبط كثيراً مع الرموز المستخدمة في بلدان أخرى، وقد حدث الأمر نفسه مع أول نموذج أمريكي من كتابة بريل مشتق من اللغة الإنجليزية، عندما أعيد تعيين الحروف دبليو، إكس، واي، زيد بحيث تتطابق مع الترتيب الأبجدي للغة الإنجليزية.
كان المبدأ الثالث المتفق عليه عالمياً هو تعديل رموز بريل مع استخدام أبسط أنماط الحروف الأبجدية وأسرعها في الكتابة. استخدمت هذه الحروف الهجائية المعدلة وفق نظام بريل في ألمانيا والولايات المتحدة في القرن التاسع عشر، ولكن اختراع الآلة الكاتبة التي تعمل بطريقة بريل أفقدها ميزاتها، ولم تعد تستخدم حالياً، فقد كان لهذه الطريقة عيب هام وهو تداخل عدد من النقاط مع بعضها ضمن النص بمحاذاة الحروف المستخدمة، ما جعل النصوص أكثر صعوبة في القراءة.
كتابة بريل
سنة 1829، نشر بريل بحثا لفت فيه النظر إلى إمكان استخدام طريقته في كتابة النوتة الموسيقية للمكفوفين، كما أنه اخترع أيضا لوحا ونوعا من القلم يمكن استخدامه في الكتابة على الورق بدقة في خطوط موسيقية نقراً بالأصابع، ويبدو أن اهتمام بريل باختراع باربير يرجع إلى ما أحس به من إمكانية استخدامه في كتابة النوتة الموسيقية للمكفوفين، فإذا كان الأمر كذلك فإنه من المفيد ملاحظة أن أسلوبه في ترتيب النقط في النوتة الموسيقية هو الجزء الوحيد من طريقته العامة.
وكان أول شيء نشر عن طريقة بريل عام 1837 أما عن طريقته بأكملها فلم تنشر إلا في سنة 1839 ومع نجاح هذه الطريقة، إلا أنها قوبلت بعدة صعوبات من القائمين بالأمر في المدارس؛ فالمدرس أو التلميذ الذي أراد تعلمها كان عليه أن يفعل ذلك خارج ساعات الدراسة الرسمية. وحتى المدرسة التي بدأت فيها طريقة (بريل) لم تستخدم رسميا إلا بعد مرور ما يقرب من أربع عشرة سنة وذلك بعد وفاة (بريل) بسنين. ولم تقبل طريقة بريل في بريطانيا إلا في عام 1869 وأما في أمريكا فبدأ استخدامها سنة 1860.
وقد عدلت هذه الطريقة بعد عام 1919 وعرفت بطريقة بريل المعدلة. أما كتابة بريل في اللغة العربية فقد دخلت على يد محمد الأنسي في منتصف القرن التاسع عشرحيث حاول التوفيق بين أشكال الحروف المستخدمة في الكتابة العادية وشكلها في الكتابة النافرة. وبهذه الطريقة نقل الأنسي عددا من الكتب إلا أن هذه الطريقة لم تنتشر على نطاق واسع وبعد بذل محاولات عديدة اعتمد المهتمون بطريقة بريل لتطوير ما يتناسب واللغة العربية. وقد قامت منظمة التربية والعلوم والثقافة التابعة لهيئة الأمم المتحدة في عام 1951 بتوحيد الكتابة النافرة بقدر ما تسمح به أوجه الشبه بين الأصوات المشتركة في اللغات المختلفة. وقد نتج عن هذه الحركة النظام الحالي للرموز العربية.
وقد استفاد المختصون بطريقة بريل باللغة العربية من بحوث الدول العربية المتقدمة في هذا المجال من حيث جعل الكتابة البارزة سهلة. فقد عمل على أن تبدأ الحروف إما بالنقطة رقم (1) أو بالنقطة رقم (2) وكما عمل على أن تكون الأحرف الأكثر استعمالا في اللغة ذات عدد قليل من النقاط. ولذلك فالأحرف الأكثر استخداما تشكل في معظمها ثلاث أو أربع نقاط. وقد توصلت هيئات المكفوفين العربية إلى اختصارات لأكثر من مائة واثنين وثمانين كلمة من الكلمات المتداولة على نطاق واسع، وبهذه الطريقة أمكن توفير الوقت والجهد اللازمين للكتابة.
تقوم كتابة (بريل) في الأساس على ست نقاط أساسية ثلاثة على اليمين وثلاثة على اليسار ومن هذه النقاط الست تتشكل جميع الأحرف والاختصارات والرموز ومع دخول الكمبيوتر إلى عالمنا دخل نظام الثماني نقاط في نظام الكمبيوتر ليعطي مجالا لاستيعاب أكبر عدد ممكن من الإشارات والرموز، ولكن هذا النظام ظل مستخدما فقط في الكمبيوتر ولم يوسع لغيره.
أما طريقة قراءة هذه الأحرف فتتم من اليسار إلى اليمين حيث أن النقطة العليا إلى اليسار تسمى رقم 1 والتي تحتها 2 والتي تحتها 3 ثم ننتقل إلى الصف الثاني فالعليا نسميها 4 والتي تحتها 5 والتي تحتها 6 وهي كما في الشكل التالي:
1O O4
2O O5
3O O6
وعلى هذا الأساس اتضعت حروف اللغة العربية جميعها.
يونيكود بريل
بريل | ||||||||||||||||
0 | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | A | B | C | D | E | F | |
U+280x | ⠀ | ⠁ | ⠂ | ⠃ | ⠄ | ⠅ | ⠆ | ⠇ | ⠈ | ⠉ | ⠊ | ⠋ | ⠌ | ⠍ | ⠎ | ⠏ |
U+281x | ⠐ | ⠑ | ⠒ | ⠓ | ⠔ | ⠕ | ⠖ | ⠗ | ⠘ | ⠙ | ⠚ | ⠛ | ⠜ | ⠝ | ⠞ | ⠟ |
U+282x | ⠠ | ⠡ | ⠢ | ⠣ | ⠤ | ⠥ | ⠦ | ⠧ | ⠨ | ⠩ | ⠪ | ⠫ | ⠬ | ⠭ | ⠮ | ⠯ |
U+283x | ⠰ | ⠱ | ⠲ | ⠳ | ⠴ | ⠵ | ⠶ | ⠷ | ⠸ | ⠹ | ⠺ | ⠻ | ⠼ | ⠽ | ⠾ | ⠿ |
U+284x | ⡀ | ⡁ | ⡂ | ⡃ | ⡄ | ⡅ | ⡆ | ⡇ | ⡈ | ⡉ | ⡊ | ⡋ | ⡌ | ⡍ | ⡎ | ⡏ |
U+285x | ⡐ | ⡑ | ⡒ | ⡓ | ⡔ | ⡕ | ⡖ | ⡗ | ⡘ | ⡙ | ⡚ | ⡛ | ⡜ | ⡝ | ⡞ | ⡟ |
U+286x | ⡠ | ⡡ | ⡢ | ⡣ | ⡤ | ⡥ | ⡦ | ⡧ | ⡨ | ⡩ | ⡪ | ⡫ | ⡬ | ⡭ | ⡮ | ⡯ |
U+287x | ⡰ | ⡱ | ⡲ | ⡳ | ⡴ | ⡵ | ⡶ | ⡷ | ⡸ | ⡹ | ⡺ | ⡻ | ⡼ | ⡽ | ⡾ | ⡿ |
U+288x | ⢀ | ⢁ | ⢂ | ⢃ | ⢄ | ⢅ | ⢆ | ⢇ | ⢈ | ⢉ | ⢊ | ⢋ | ⢌ | ⢍ | ⢎ | ⢏ |
U+289x | ⢐ | ⢑ | ⢒ | ⢓ | ⢔ | ⢕ | ⢖ | ⢗ | ⢘ | ⢙ | ⢚ | ⢛ | ⢜ | ⢝ | ⢞ | ⢟ |
U+28Ax | ⢠ | ⢡ | ⢢ | ⢣ | ⢤ | ⢥ | ⢦ | ⢧ | ⢨ | ⢩ | ⢪ | ⢫ | ⢬ | ⢭ | ⢮ | ⢯ |
U+28Bx | ⢰ | ⢱ | ⢲ | ⢳ | ⢴ | ⢵ | ⢶ | ⢷ | ⢸ | ⢹ | ⢺ | ⢻ | ⢼ | ⢽ | ⢾ | ⢿ |
U+28Cx | ⣀ | ⣁ | ⣂ | ⣃ | ⣄ | ⣅ | ⣆ | ⣇ | ⣈ | ⣉ | ⣊ | ⣋ | ⣌ | ⣍ | ⣎ | ⣏ |
U+28Dx | ⣐ | ⣑ | ⣒ | ⣓ | ⣔ | ⣕ | ⣖ | ⣗ | ⣘ | ⣙ | ⣚ | ⣛ | ⣜ | ⣝ | ⣞ | ⣟ |
U+28Ex | ⣠ | ⣡ | ⣢ | ⣣ | ⣤ | ⣥ | ⣦ | ⣧ | ⣨ | ⣩ | ⣪ | ⣫ | ⣬ | ⣭ | ⣮ | ⣯ |
U+28Fx | ⣰ | ⣱ | ⣲ | ⣳ | ⣴ | ⣵ | ⣶ | ⣷ | ⣸ | ⣹ | ⣺ | ⣻ | ⣼ | ⣽ | ⣾ | ⣿ |
مراجع
- "القافة". ديوان اللغة العربية. مؤرشف من الأصل في 21 يناير 2019.
- "لغة "برايل".. قصة اختراع عظيم أعاد الملايين لمسار الأمل والحياة". صحيفة سبق الإلكترونية. مؤرشف من الأصل في 20 مايو 201925 فبراير 2019.
- Daniels, Peter (1996). "Analog and Digital Writing", in The World's Writing Systems, p. 886
- Daniels & Bright, 1996, The World's Writing Systems, pp. 817–818
- Madeleine Loomis (1942). The Braille Reference Book [for Grades I, I½, and II].