الرئيسيةعريقبحث

بلدية المناور


بلدية المناور أو ما تعرف ب واد أعبادي المناور هي بلدية تابعة لولاية معسكر تقع شمال شرق الولاية يحدها من الشمال ولاية غليزان و من الجنوب بلدية السهايلية و من الغرب دائرة البرج تبعد عن مقر الولاية بحوالي 35 كلم تعد من بين أكبر بلديات الولاية من حيث المساحة تعرف بمناطقها الخضراء و الرائعة تتميز بطابع فلاحي

بلدية المناور أثناء حرب التحرير معركة جبل المناور

من الأسباب المباشرة التي عجـّلت بحدوث المعركة بعرش حبوشة، وبجبل المناور تحديدا، إحياء الذكرى الثانية لهجمات 20 أوت 1955 والأولى للمؤتمر الصومام (20/8/1956)، والذي جاء في إحدى توصياته عبارة "تخفيض رتبة كل مرشح لا يشارك في ثلاثة كمائن في الشهر. هذه العبارة دفعت بسي رضوان أن يقوم بثلاث عمليات في يوم واحد من واد أمبير، بني تلة، زفيزف، الغوالم.

تلك الذكرتان اللتان أراد لهما سي رضوان وسي محمود أن يحييهما بهجمات مكثفة على مختلف مراكز الاستعمار، بمختلف المدن والقرى بالمنطقة الرابعة والسادسة من الولاية الخامسة التاريخية، هما الكتيبان اللتان كانت القوات الفرنسية وقادتها في كل من (تلمسان، تموشنت، بلعباس، وهران، معسكر، سعيدة، مستغانم، غليزان) تتبع تحركات فضائلها خطوة بخطوة، خاصة وهما اللتان قامتا بالهجوم على مدينة مسعكر يوم 19 أوت 1957 وهو الهجوم الذي استشهد فيه البطل نصر الدين محمد (ناصري محمد 1927/1957)، كمين كتيبة سي رضوان بالطريق الرابط بين حسين ومعسكر "دير السلوقي"، الهجوم على عين فارس والمحمدية، وغيرها من العمليات الفدائية، وتخريب المنشآت الاقتصادية وقتل الخونة وعملاء الاستعمار في تلك العشرية الأخيرة من شهر أوت عام 1957، وهي كلها ضربات موجعة للقوات الاستعمارية المتمركزة بمعسكر، غليزان، سعيدة وتيارت، والتي كانت جميعها على دراية كاملة بتحرك فضائل سي محمود وفضائل سي رضوان العائد من معارك الهند الصينية والفيتنام، والمساعد القوي لسي زغلول والنائب العسكري الوفي لسي عثمان.

تشاء الأقدار ويحاصر بعرش حبوشة ويقوم بمعركة عظيمة (بجبل المناور وفق ما كان يذكره ويتمناه كلما نزل بمركز القيادة عند سي عبد اللطيف (زقاي عبد القادر ولد الحاج 1909/1961 ولد الشيخ منور الذي قرأ عليه الأمير عبد القادر علم المنطق). ونظرا للعمليات الهجومية العسكرية والفدائية المكثفة للجهة الغربية للمنطقة الرابعة والسادسة التي قامت بها كتائب بوزوينة ومحمود ورضوان، والتي تدخل جميعها في إطار إحياء ذكرى عشرين أوت وذكرى مؤتمر الصومام والعمل على توسيع العملية وتحويلها إلى الجهة الشرقية، بتنصيب كمائن لقوات العدو بالطريق الرابط بين وادي الأبطال (فرطاسة) ومركز سيدي امحمد بن عودة ومدينة غليزان، وفق المخطط المحدد الزمن بين الكتيبتين والقائدين سي محمود وسي رضوان، حيث نزلت كتيبة سي محمود يوم الاثنين ليلا (2/9/1957) بدوار الخلالفة بمركز بوركبة الحاج ولد محي الدين (أولاد لزرق، أولاد إبراهيم) قادمة من وادي العبد، في حين نزل سي رضوان ودليله العسكري الخاص بعد عصر يوم الأربعاء 4/9/1957 بمركز القيادة للمنطقة السادسة عند الحاج منور بشرفة سيدي عومر، موجها أمره بتحضير مساكن لفصائله هذه. وبالفعل، تمت التحضيرات وجهزت البيوت المتقاربة بالدوار (الشرفة، أولاد عافية، أولاد جلول)، لكن بعد استراحة غير طويلة، قام بعملية استطلاعية، ووقف على تلك المرتفعات المحيطة بالدوار (زيلال، الطاقات). وبعد نظرة ماسحة للمنطقة ودراسة مختلف جوانبها، ونظرا لبعدها عن جبل المناور، غيـّر رأيه وعدّل خطته، وأمر بتحويل الكتيبة نحو الغيران (العماريش). وفي هذه الأثناء، أخبر مرافقيه بأن كتيبة ممركزة بدوار أولاد علي (مركز بختي لأولاد الميسوم)، وتوجه ومرافقيه نحو مركز القيادة بالمنطقة الرابعة عند سي عبد اللطيف (زقاي عبد القادر ولد الحاج). وهو في طريقه إلى المركز من الشرفة إلى الغيران عبر الخلافة، علم بأن كتيبة سي محمود موجودة بالخلالفة، فوقف هنيهة ثم واصل السير ومرافقيه إلى أن وصل مركز سي عبد اللطيف، والمعروف لديه منذ قبل، وكان الليل القصير قد أرخى سدوله والمسافة بعيدة بين الغيران (العماريش) وأولاد علي، فأعطى أوامره بإرسال اتصالين للإتيان بالكتيبة إلى هذا المكان، فوقع الاختيار على بن عبد الله والصغير وهم من دوار الشرفة، فأجادوا السير عبر الفيافي والأودية والأردان والمنعرجات لاختصار المسافة التي تقارب العشرين كيلومترا (18 كلم) أو تتجاوز الأربع ساعات سيرا على الأقدام، إلى أن وصلوا إلى المكان الذي توجد به الكتيبة، وأمدت بمجموعة خاصة بالإسعافات والتموين والإمداد، بحيث كان بالكتيبة المصابون بجروح في الكمائن والاشتباكات السابقة والمقدر عددهم بتسعة أفراد. تلك المجموعة التي سلكت طريقا آخر غير الذي سلكته الكتيبة من أولاد علي إلى عمراوة ومنها إلى حبوشة. وفي طريقها، توقفت الكتيبة عند سكن بوزيان بالحلفة للتزود بالماء وما حضر من مأكل (الخبز فقط)، ثم واصلت السير عبر الخلالفة، ولم يبق بين الكتيبة والمركز إلا خطوات قليلة، وكان فجر ذلك الخميس 5/9/1957 قد انقضى وصباحه قد اقترب وشمسه قد مدت أشعتها على تلك الروابي وسط السهول، وكانت قوات العدو أكثر من 20 ألف عسكري مدعمين بالطائرات والدبابات قد حاصرت دواوير حبوشة والغيران وجبل المناور تحديدا من كل الجهات ليلا، وكان سي محمود مع فرقة له قد التحقوا بسي رضوان ليلا إلى مركز سي عبد اللطيف. وما كادت كتيبة سي رضوان وسي محمود وسي عبد اللطيف والمدنيين من السكان يخرجون حتى كانت طائرات (ت 6) والطائرات العمودية والداكوطا السريعة قد فتحت نيرانها عليهم في مختلف الأماكن، فافترقت كتيبة سي رضوان إلى فرقتين، توجهت الأولى نحو واد وبوغردة والثانية رفقة سي رضوان نحو المعازيز والثالثة لسي محمود وفرقته. وقد اشتد قصف الطائرات وتكثف على المجاهدين في تلك المسافة العارية (3 كلم) بين الدواوير وواد المالح، وهو المكان الذي استشهد فيه الكثير من خيرة شباب الجزائر المكافحة، وقد دارت المعركة بين أفراد جيش التحرير الوطني تحت قيادة سي رضوان والقوات العسكرية الاستعمارية بالأماكن التالية قبل الصعود إلى الجبل الذي كانت قد وصلت إليه من الجنوب الفرقة المرافقة لسي محمود وهي شعبة بوسعيد، تاملحت، جنان قعاد، شعاب الركيزة، قطارة، سطح الكاف، سفح الجبل. وكان بتلك الأماكن أعداد كبيرة من عساكر الاستعمار المتكونة من الحركى واللفيف، والسنغاليين والرماة والعائدين من الفيتنام، وطلاب الأكاديميات العسكرية المتخصصة من أبناء الكولون وبعض الجزائريين، حيث دارت عمليات قتالية بين أفراد جيش التحرير الوطني القليلة العدد مع جحافل عسكرية استعمارية كبيرة، بتبادل الطلقات النارية التي تحولت بعد لحظات قليلة إلى اشتباكات رجل لرجل، أو ما يعرف بالعمليات القتالية التلاحمية وباستعمال السلاح الأبيض، في حين كانت الفرق القتالية الأخرى المكلفة بالحماية الخلفية والتغطية على سفح الجبل تجتهد في قتال فرقة الرماة السنغالية وتعطيل عملية الإنزال العسكري الاستعماري عن طريق الهيليكوبتر بسطح الجبل، مما زاد الأمل وبوادر النصر في هذه الساعات الحربية الصباحية، والتي بدأت الطيران الحربي الاستعماري تدخلاته المتعددة الطلعات من قاعدة طفراوي وغريس والسانية بوهران، حيث بدأ بالأربع طائرات ثم ثمانية، وتزايدت أعدادها المختلفة الأنواع والنماذج كالميستير والجاقوار والداكوطا والعمودية والكشافة، ذلك إلى جانب الوحدات الآلية المحيطة لمختلف منافذ الجبل وقصف نيران مدافعها المكثف وتدخل طائرات ت 6 وب 26 وب 29 مستعملة أسلحة الدمار الشامل المحرّمة دوليا، كقنابل النابالم والإيغال الحارقة السامة، أصابت واحدة منها قائد المعركة سي رضوان بحروق وإتلاف أحد أطرافه، وذلك بعد إسقاطه لطائرة عمودية من نوع سيكور سكي، كان على متنها عقيد مكلف بالعمليات، وهي التي كانت سببا في اكتشاف موقع تمركزه برأس الجبل.

وكان لهذه العملية المسائية وقعا وذعرا في عكسر الاستعمار الفرنسي، فأسرعوا في الهروب إلى الخلف ومغادرة ساحة القتال، لمن بقي حيا من الحركى والسنغاليين والرماة. تلك المعركة الكبرى التي أسفرت نتائجها عن خسائر تاريخية فادحة في صفوف ومعدات العدو، ونصر مبين في صفوف القليل من الجيش الوطني، حيث تم القضاء على 650 فردا وإصابة عدد كبير من عساكر العدو المقدرة بـ20 ألف عسكري وإسقاط 6 طائرات وإصابة 18 طائرة أخرى من ضمن 26 طائرة متدخلة.

أما خسائر جيش التحرير الوطني، فقد استشهد من كتيبة سي رضوان 55 شهيدا، ومن كتيبة سي محمود 14 شهيدا منهم القائد سي رضوان شقال النعيمي، حبوشة محمد، بلحسن بوعبد الله، نواري حمو، سعيد من بني صاف... ومن المدنيين سكان من حبوشة 10 شهداء منهم زقاي محمد ولد عبد القادر ولد الحاج، ملال لخضر ولد الحاج، الشيباني ولد عبد العزيز، عدة ولد براحو، رمضان محمد ولد محمد... وقد دامت معركة المناور الكبرى يم الخميس من الساعة الرابعة والنصف صباحا إلى الثامنة والنصف مساء يوم 5 سبتمبر .1957 ويعود نجاح هذه المعركة إلى تلك الإستراتيجية العسكرية المحكمة التي كانت من سمة سي رضوان وقيادته الحكيمة وكيفية تكوين أفراد كتيبته المضفرة التي ما تركت يوما الفرصة للعدو أن يستقر. كما لا تخرج هذه المعركة في جميع خططها الحربية النظامية عن المعركة الكبرى التي جرت على أرض مسقط وميلاد سي رضوان المعروفة "ديان بيان فو" الثانية، معركة سيدي عثمان "الشوابير 4 أكتوبر .1956

موسوعات ذات صلة :