الرئيسيةعريقبحث

بناء السلام الخلاق


☰ جدول المحتويات


بناء السلام الخلّاق، الاسم الأوسع نطاقا لنُهج الفنانين في بناء السلام، عند الأفراد والجماعات والمجتمعات. يشمل أشكالًا مختلفة من العلاج عن طريق الفن، يمكن للأفراد والجماعات من خلاله، التعبير عن أنفسهم لتعزيز التعافي والتجديد. يُستخدم أيضا للتغلب على تكرار أعمال العنف، كتدبير وقائي لتقوية أسس السلام، وخاصة في سياقات الحرب والنزاع. تُعَد تهيئة بيئة سلام دائم الهدف الأساسي لبناء السلام الخلّاق.

الحرب والنزاع

يُعرّف بناء السلام وفقًا لجوهان غالتونغ بأنه عملية إنشاء هياكل ذاتية الدعم «تبعد أسباب الحروب، وتقدم بدائل للحرب في الحالات التي قد تحدث فيها الحروب».[1] بناء السلام بالنسبة لجون بول ليدراك مفهوم شامل يشمل المجموعة الكاملة من العمليات والنُهُج والمراحل اللازمة لتحويل النزاع إلى علاقات سلمية أكثر استدامة، ويولّدها ويدعمها، ويتضمن مجموعة واسعة من الأنشطة. يمتلك مجموعة متنوعة من عمليات التفاعل، الشاملة أصحاب مصلحة متنوعين، في مختلف المستويات ضمن نطاق الحكم والتنمية.[2]

يسهّل بناء السلام الخلّاق، التأسيس لسلام مستدام عبر منع تكرار أعمال العنف، ومعالجة الأسباب الجذرية، والمساعدة في التعافي من النزاع والتأثير عليه، وتقديم بدائل للعنف من خلال المصالحة، والتحول الاقتصادي والاجتماعي، باستخدام التصوير الفوتوغرافي، والأفلام، والرسم، وما شابه ذلك. يجادل جوليون ميتشل بقدرة الفنون المرئية على كل من التشجيع على بناء السلام، والتحريض على العنف. ينطبق هذا على أشكال مختلفة من الفنون المرئية، بدءًا من الملصقات، والرسوم المتحركة، والزجاج الملون، وصولًا إلى المواقع الإلكترونية، والإذاعة، والأفلام، من خلال ما تعكسه الأمثلة من جميع أنحاء العالم.[3]

يمكن أن يكون بناء السلام الخلّاق فعالا بشكل خاص، عند استخدامه مع من يعانون من الديموغرافيا الشبابية، ومع الذين يعانون من اضطراب الكرب التالي للصدمة النفسية. يؤسس لأسلوب حياة مسالم عند الشباب المعرضين للخطر، ويساعد الأطفال -الذين عانوا بالفعل من صدمات في حياتهم- على أن يصبحوا بالغين يعملون بكامل طاقاتهم.[4]

العلاج بالفن

استُخدم العلاج بالفن للمساعدة في إعادة تأهيل الجنود الأطفال في أوغندا، ولمساعدة الأطفال الذين فقدوا منازلهم في تسونامي عام 2004، في التعامل مع مشاعرهم. تستخدم العديد من مراكز الشباب المخصصة للأطفال الفقراء أشكالًا فنية لبناء المجتمع والانضباط والثقة.[5]

الموسيقى

يمكن استخدام العلاج بالموسيقى في أنماط عديدة مختلفة، لبناء السلام. يمكن استخدامه لمساعدة الأفراد في التعبير عن أنفسهم، أو لتعزيز التواصل بين الأفراد أو مجموعات من الأشخاص، ويمكن استخدامه لتعزيز التعافي والمصالحة. تتجاوز الموسيقى اللغة، والحدود القومية أو العرقية. تمتلك أنماط فريدة، اعتمادًا على المجتمع الذي تنشأ فيه، ويمكن أيضًا أن تتكيف لتناسب أذواق الأفراد. استخدِم الموسيقى مع التواصل، عندما تكون مجموعتان في نزاع أو لديهما احتمال نشوب نزاع، ليصبح التعافي أمرًا ممكنًا. تنخفض مستويات التوتر عند الأفراد ويعبرون عن مشاعرهم، عندما يستمعون إلى الموسيقى أو يشغلّونها.[6]

الفنون البصرية

يمكن استخدام العلاج بالفنون البصرية لمساعدة الأفراد في مواجهة مشاعرهم الناتجة عن تجارب عنيفة، بالإضافة إلى أنه يستخدم لعلاج اضطراب الكرب التالي للصدمة النفسية. يعد العلاج بالفن مفيدًا بشكل خاص للأشخاص الذين يواجهون صعوبة في التعبير عن مشاعرهم، ويبقونها مكبوتة. يمكن للأشخاص التعافي، من خلال تبادل الخبرات ومعالجتها من خلال نشاط تكتيكي وبصري. ما من حاجة إلى خبرة سابقة في الفنون البصرية للمشاركة في العلاج بالفن، والاستفادة منه، فهو يتعلق بعملية الإبداع، لا حول المظهر الجمالي للمنتج، ويمكن استخدام العلاج بالفن في إطار المجموعة أيضًا، إذ يمكن لإنشاء مشروع فني تعاوني أم يربط بين اختلافات الأشخاص، ويبني مشاعر الثقة.[7]

التصوّر والتكنولوجيا

يمكن للأشخاص الذين عاشوا تجارب صادمة أو عنيفة التصالح مع ماضيهم، باسترجاعها وتغيير موقفهم أو استجابتهم للموقف. يمكن أن تكون التكنولوجيا الافتراضية، بالأخص محاكاة الواقع الافتراضي، مفيدة خصوصًا في مثل هذه الحالات، وقد استخدمت لعلاج المحاربين القدامى في حرب العراق، الذين عانوا من اضطراب الكرب التالي للصدمة النفسية. حين تكون التكنولوجيا اللازمة للمحاكاة باهظة الثمن، تكون غير عملية؛ لذا تستخدم الضحيّة خيالها بدلًا من ذلك لخلق المواقف والشعور كما لو كانت تسيطر على الطريقة التي تدور بها الأحداث.[8]

مراجع

  1. "Selected Definitions of Peacebuilding". Alliance for Peacebuilding (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 04 مارس 201910 نوفمبر 2017.
  2. Lederach, John Paul (2010). The Moral Imagination: The Art and Soul of Building Peace. New York: Oxford University Press.  . مؤرشف من الأصل في 24 فبراير 2020.
  3. Mitchell, Jolyon P. (2012). Promoting Peace, Inciting Violence: The Role of Religion and Media. New York: Routledge.  . مؤرشف من الأصل في 24 فبراير 2020.
  4. Ishaq, Ashfaq (December 2006). "Development of children's creativity to foster peace". The Lancet. 368: 26–27. doi:10.1016/s0140-6736(06)69915-7. مؤرشف من الأصل في 24 فبراير 2020.
  5. Prutzman, Priscilla (October 1981). "Children's Creative Response to Conflict". Peace and Change. 7 (4): 77–79. doi:10.1111/j.1468-0130.1981.tb00454.x.
  6. Sutton, Julie P., المحرر (2002). Music, Music Therapy and Trauma: International Perspectives. London: Jessica Kingsley Publishers.  . مؤرشف من الأصل في 24 فبراير 2020.
  7. Avrahami, Dalia (2006). "Visual Art Therapy's Unique Contribution in the Treatment of Post-Traumatic Stress Disorders". Journal of Trauma & Dissociation. 6 (4): 5–38. doi:10.1300/j229v06n04_02. ISSN 1529-9732.
  8. Jones, Brent (18 June 2007). "Iraq vets use virtual reality to ease post-battle trauma". www.usatoday.com. مؤرشف من الأصل في 20 يناير 200814 نوفمبر 2017.

موسوعات ذات صلة :