كان جدّهم عبد لله بن عبد السلام بن عبد لله بن الرّداد من البصرة، ثمَّ انتقل إلى مصر وحدَّث بها، ويكنى بأبي الرَّداد، ولقبه المقريزيّ بالمعلم. فلما بنى المتوكل العباسي المقياس الكبير بالروضة المعروف بالجديد في أول سنة 247[1] أمر أن يسند قياسه لرجل من المسلمين، فتولاه أبو الرّداد هذا إلى أن توفي سنة 266[2] ثم بقى في أيدي أولاده على توالي الأجيال إلى اليوم، لم يخرج عنهم إلا في فترة قصيرة، ثمَّ عاد إليهم ويعرفون الآن ببني الصواف، ومنهم صديقنا الفاضل مصطفى بك الصواف المهندس بوزارة الأشغال، والمتولي على المقياس الآن أحد أبناء عمه.[3] ولم نقف على أخبار مفصلة لأفراد هذه الأسرة، وإنّما يذكرهم المؤرخون عند وفاء النيل كل عام. وطلوع المتولي منهم إلى سلطان مصر لإنبائه بالوفاء غير أننا رأينا في بعض التواريخ التعبير عن بعضهم بقاضي النيل تارة، وبمهندس النيل أخرى، فلا يبعد أن يكون فيهم من درس هندسة الماء فاستحق هذا اللقب، ولهذا آثرنا ذكرهم، وعسى أن يكشف لنا البحث فيما بعد جليّة أمرهم.[4]
مراجع
- كذا في خطط المقريزي وقال ابن خلكان سنة 246.
- قال ابن خلكان: سنة 266 أو 279.
- حبذا لو خلعت هذه الأسرة رداء هذا اللقب الجديد، وأحيت لقب أبي الرداد القديم، فإن بقاء نسبها أكثر من عشرة قرون متسلسلًا معروفًا في كل جيل يندر وقوعه في غير بيوت الملك. وكان هذا المهندس في حياة المغفور له تيمور باشا.
- أعلام المهندسين في الإسلام، أحمد تيمور باشا، كلمات عربية للترجمة والنشر، جمهورية مصر العربية- القاهرة، 2011، ص17.