الرئيسيةعريقبحث

بوم المهلب


اشتهرت دولة الكويت قبل اكتشاف النفط في القرن العشرين بالسفن الشراعية الخشبية، وتميز صناع السفن الكويتيون ويسمون الأستاذية أو القلاليف (نجار السفينة) في تصميم السفن الخشبية (البوم)، ومن خلالها اكتسبت الكويت سمعة من أفضل صناع السفن بالخليج , وكانت تمتلك أسطولا يعتبر الأكبر في الشرق الأوسط من حيث العدد، ويقدر ب900 سفينة خشبية بأحجامها وتسمياتها واستعمالاتها المختلفة. وكانت تستعمل في التجارة والصيد والغوص للبحث عن اللؤلؤ ونقل المياه ,كانت هي العصب الرئيسي للاقتصاد الكويتي وعلى حياة المواطنين الكويتيين. وكان لها أيضاً دور كبير في الاقتصاد والتجارة والملاحة في الخليج العربي. من القرن السابع عشر حتى أواخر الأربعينيات من القرن العشرين، كانت السفن الخشبية الكويتية تبحر حاملة التمور من العراق (البصرة) إلى موانئ في غرب الهند وجنوب شبه الجزيرة العربية. وتحمل الأخشاب والحبال والأرز والشاي والسكر والبهارات من الهند ومن ساحل أفريقيا الشرقية، مرورا بالخليج العربي ذهابا وإيابا.

  ومن أشهر هذه السفن كانت سفينة المهلب، والتي مازالت موجودة، حتى يومنا هذا، شاهدة على هذه الحقبة من التاريخ في متحف الكويت الوطني، قبالة ساحل مدينة الكويت . وتعود ملكية سفينة المهلب للأخوين ثنيان الغانم ومحمد الغانم . وسفينة المهلب ( تسمى بوم) وهي من نوع السفار،  كانت إحدى هذه السفن. وأنزلت البحر أول مرة في بداية صيف سنة 1937 واستغرق بناؤها حوالي 70 يوماً، وتقدر  حمولتها ب 225 طناً وسبب تسميتها المهلب هو أن عبد اللطيف الغانم ابن الحاج محمد ثنيان الغانم أراد أن يحيي ذكرى بطل من أبطال الإسلام وهو المهلب بن أبي صفرة (داود ابن المهلب) الذي ولي مصر سنة 812.

وكان قبطان السفينة (يسمى النوخذه) المهلب من أشهر نواخذة الكويت هو الحاج حسين عبد الرحمن العسعوسي، واستمر في قيادتها حوالي 15 عاما وتم منحه شهادة الخبرة في الشئون البحرية من قائد البارجة البريطانية (شورهام) وذلك تقديرا له. وتوفي سنة 1986.

وللمهلب دور كبير خلال الحرب العالمية الثانية في نقل البضائع من الهند إلى الكويت والبصرة فهي سفينة سريعة لا مثيل لها .

وبقيت المهلب أمام منزل صاحبها ثنيان الغانم بعد تقاعده حتى طلب الشيخ عبد الله الجابر الصباح مدير المعارف آنذاك (وزير للتربية ) عام 1960 شراء المهلب لحفظه للأجيال القادمة ووضعه بالمتحف ولكن الحاج ثنيان الغانم أهدى المهلب لوزارة التربية لحبه للكويت وأهلها، وحتى يتسنى للأجيال القادمة التعرف والاطلاع على تراث الكويت, ووضع المهلب أمام ساحل ثانوية الشويخ القديمة (حاليا جامعة الكويت ) حتى عام 1983 بعد ذلك تم نقله إلى مبنى المتحف الوطني.

اثناء الغزو 1990 حرقها الجيش العراقي قبل انسحابه من الكويت، وفي سنة 1996، أمر أمير الكويت الراحل، الشيخ جابر الأحمد الصباح بإعادة بنائها في نفس المكان الذي حرق به متحف الكويت الوطني, وقد اختير لبنائها الأستاذ جاسم الصباغة مع مجموعة من القلاليف الكويتيين. جميعهم من الرعيل الأول الكويتيين واستغرقت عملية إعادة بنائها حوالي السنة والنصف ذ .

وأحضرت الأخشاب من الهند واستغرق بناؤها حوالي السنة والنصف. وفي عام 1997 تم الاحتفال بعد ما تم الانتهاء من بنائها بحضور أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح .

كتاب: قصة المهلب - يعقوب يوسف الحجي [1]

مراجع

  1. قصة المهلب - تاريخ الكويت - تصفح: نسخة محفوظة 21 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.

موسوعات ذات صلة :