إن الزيانيين ليسوا أول من سكن تلمسان، وبالتأكيد لسيوا الوحيدين فقد أسسها الرومان سنة 222 بعد الميلاد، واكتمل بناؤها سنة 235 وسموها "بوماريا" ومعناها المراعي لما كان فيها من بساتين وأشجار ، وقد كان في القرن الثالث الميلادي وتحت سلطة جورديان الكبير، على فرقة من المشاة. وظلت تحت سلطتهم إلى غاية أن فتحها المسلمون في ثمانينات القرن السابع الميلادي (بين 680 و686) فأسموها "الجدار" لأنها كانت محصنة جدا•
وتراوح وضع أغادير (أحد أسماء تلمسان القديمة) بين التقهقر والتطور، ووصلها في هذه الفترة الرستميون والفاطميون، وفي القرن الحادي عشر جاءها المرابطون من أدغال أفريقيا (قبائل السنيغال وموريتانيا)•
وكان هذا القرن، الحادي عشر، قرن أمجاد تلمسان، فمنها انطلق " القائد" يوسف بن تاشفين ليوحد المغرب العربي من إسبانيا (سراقسطة) شمالا إلى نواقشط جنوبا إلى ليبيا شرقا مشكلا "الامبراطورية التاشفينية" التي ما تزال إنجازاتها عليها إلى يومنا هذا.