البيداغوجيا أو علم التربية هو مصطلح تربوي أصله يوناني ويعني لغوياً العبد الذي كان يرافق الأطفال إلى المدرسة.[1][2][3] من الصعب إيجاد تعريف محدد للبيداغوجيا، وذلك يراجع إلى ارتباط المصطلح بمصطلحات مجاورة.
تعاريف
- يعد إميل دوركايم البيداغوجيا، نظرية تطبيقية للتربية تستمد مفاهيمها من علم النفس وعلم الاجتماع.
- بالنسبة لروني أوبير، هي ليست علما ولا تقنية ولا فلسفة ولا فنا. بل هي هذا كله منظم وفق مفاهيم منطقية.
- وبصفة عامة تعني البيداغوجيا مجموع طرق التدريس. وقد نشأ عن المدارس الفلسفية ومدارس علوم النفس المختلفة تمظهرات ومقاربات مختلفة للبيداغوجيا وطرق مختلفة لتحقيقها.
المقاربة السلوكية
المقاربة المعتمدة على المدرسة السلوكية (Behaviourism) لمنشئه جون برودوس واتسون (John Broadus Watson). ومن أهم متبني هذا التيار العالم بورهوس فريديريك سكينر (Burrhus Frederic Skinner). تعتمد هذه المقاربة في تلخيص عملية التعليم إلى شكل من التدريب الأوتوماتيكي يعتمد على الفعل والفعل المضاد. حيث يعتقد متبعو هذا المسلك أن السلوك لا يتغير عن طريق تفاعلات داخلية أي تحدث داخل الإنسان بل تحدث كإجابة على تغير العوامل الخارجية أي المحيط أي ردة فعل المحيط أو الخارج على سلوك المتعلم. من أهم الحدسيات التي تقوم عليها هذه المقاربة:
- إذا كانت ردة الفعل على سلوك معين إيجابية فإن ظهور هذا السلوك سيتكثف.
- إذ كانت ردة الفعل على السلوك سلبية (عقاب مثلا) فإن ذلك يفضي إلى تناقص ظهور هذا السلوك في المستقبل القريب ولكن في المستقبل البعيد يصبح ذلك غير ذا تأثير على السلوك
- إذا تم تجاهل سلوك معين من قبل المحيط فإن ذلك السلوك ينقرض.
و بناء على هذه الحدسيات (و بعضها ملاحظات من علم البيولوجيا) قام سكينر بتقديم تصور لطريقة التدريس معروفة تحت اسم (بالألمانية: programmierte Instruktion). حيث اقترح تقسيم المادة المدرسية إلى ذرات أو كوانتات معرفية أي كميات معينة من المعرفة يتم تقديمها للمتعلم بطريقة تتابعية (بالألمانية: lineare Lernablauf) أي أنك لا يمكنك أن تقفز للباب الثاني مثلا قبل تخطيك الباب الأول. بعد كل ذرة معرفية يتم امتحان المتعلم في حالة تجاوزه يتم مكافئة المتعلم ويمر للذرة التي بعدها وفي حالة العكس يتم تجاهل إجابته وإعادة الذرة المعرفية. وكان سكينر في الخمسينات وفي الستينات من الأوائل الذين استعملوا الكمبيوتر في التدريس حيث كان أستاذا في علم التربية والسلوك في جامعة هارفرد. وقد كان سكينر من المعارضين لطريقة الأسئلة المتعددة الإجابات (Multiple-Choice) حيث رأى أن الإجابة الخاطئة قد تعلق بالذهن في حين لم يعارض نورمان كراودر (Norman Crowder) ذلك.
المقاربة السيبرنيتكية
تختلف المقاربة السيبرنيتكية للتدريس عن المقاربة السلوكية بأنها تعدّ المعلم والمتعلم كنظامين أو منظومتين مختلفتين وتعدّ التدريس تبادلا للمعلومات بين هذين المنظومتين. وتحتل بعض المفاهيم السيبرنيتيكية دورا محوريا في هذه المقاربة كمفهوم التوصيل الدائري ورد الفعل والقياس والاستشعار. تعود هذه المقاربة إلى نظرة تبني على أعمال وبحوث كلود شانون في مجال نظرية المعلومات والنجاحات التي حققتها، إلا أن بعض النتائج التجريبية ونتائج من العلوم البيولوجية والعصبية تشير إلى حدود هذه المقاربة. إجمالا تبقى المقاربة السيبرنيتكية مقاربة تأخذ ديناميكية التدريس وكون النظام مفتوح بعين الاعتبار. كما أنه هناك بعض الحدسيات التي تقوم عليها هذه المقاربة ترجع جلها إلى العلم الأصل السيبرنيتك كحدسية التقوية والإضعاف الذاتي والعكسي وحدسية الانفتاح وحدسية الاقتصاد.
المقاربة الإدراكية
تقوم على نظرة إدراكية (بالألمانية: Kognitiv) للتدريس. تولي داخلية المتعلم أهمية ولا تهمشها وتعدّ قدرة الإنسان الإدراكية فعلا موجبا active وليس فعلا سالبا passive. ترى هذه المقاربة الدرس مقسما إلى ثلاثة أجزاء:
- جزء توضيحي deklarativ
- جزء طرائقي prozedural
- وجزء متعلق بالمعلومة نفسها
منذ السبعينات انتشرت هذه الرؤية وفرضت نفسها وتم في الثمانينات إدخالها في نماذج تعليمية.
مقاربة حالية (من الحالة)
ظلت المقاربة الإدراكية البارادايم الأكثر انتشارا حتى نهاية الثمانينات. ثم جاءت المقاربة الحالية ("الإنسانية" humanistic) لتعيب عليها عدم مراعاتها لمشاعر المتعلم والحالة التي يتم فيها التعلم. لعل أهم الفروق بينهما هي ما يلي:
- في المقاربة الإدراكية يكون التدريس خارجا عن سياق في الحالية يكون في وسط سياق معين
- المعرفة في المقاربة الإدراكية يقابلها الإمكانية وتقابلها القدرة في المقاربة الحالية
- مفهوم المشكلة أو المسألة يقابله مفهوم الأنشطة
- مفهوم التعريف يقابله مفهوم الحدود
- مفهوم حل المسألة يقابله مفهوم تخطي تعارضات ظاهرية
المصطلحات
المهارة
المهارة هي التمكن من إنجاز مهمة بكيفية محددة وبدقة متناهية.
الأداء
القيام بمهام على شكل سلوك قابلة للملاحظة والقياس، وفي دقة عالية.
القدرة
(بالفرنسية: la capacité) يعرف ميريو القدرة كالتالي: نشاط ذهني مستقر وقابل للتطبيق في مجالات مختلفة، وتستعمل لفظة القدرة كمرادف للمهارة. ولا توجد أي قدرة في الحالة المطلقة، كما أن القدرة لا تتمظهر إلا من خلال تطبيقها على محتوى.
الإنجاز
القدرة الآنية على إنجاز سلوك محدد
السلوك
التصرف وفق وضعيات مختلفة، وأساليب مختلفة ويشمل ذلك مختلف أنشطة الكائن الحي، والسلوك البشري نابع من المفاهيم التي يحملها الكائن البشري عن الكون والإنسان والحياة، وهو مرتبط بوجهة النظر عن الحياة، فالنصراني يشرب الخمر وهذا سلوك حسب ديانته جائز أما المسلم فلا يشرب الخمر وعدم شربه للخمر هذا هو أيضا سلوك نابع عن عقيدته أي عن مجموعة المفاهيم التي يحملها عن الكون والإنسان والحياة. لذا فان السلوك مرتبط ارتباط حتمي بوجهة النظر عن الحياة أي مرتبط بما يحمل الإنسان من فكر وما يتبنى من العقيدة تحدد سلوكه حسب تعاليم عقيدته.
انظر أيضاً
مراجع
- "معلومات عن بيداغوجيا على موقع id.ndl.go.jp". id.ndl.go.jp. مؤرشف من الأصل في 20 مارس 2020.
- "معلومات عن بيداغوجيا على موقع psh.techlib.cz". psh.techlib.cz. مؤرشف من الأصل في 31 يوليو 2017.
- "معلومات عن بيداغوجيا على موقع jstor.org". jstor.org. مؤرشف من الأصل في 26 مايو 2019.