الرئيسيةعريقبحث

تاباس (ديانات هندية)


التاباس مجموعة من الممارسات الدينية التقشفية في الأديان الهندية. في الجانية، يعني التاباس الزهد وكبح الشهوات،[1][2] وفي البوذية يعني الشعائر الروحية ومنها التأمل وضبط النفس،[3] وفي تقاليد أخرى في الهندوسية تعني مجموعة من الشعائر تشمل الزهد وتطهير الباطن وضبط النفس. يضم التاباس عادةً العزلة، وهو جزء من الممارسات الرهبانية التي يُعتَقَد أنها تؤدي إلى الموكشا (التحرر أو الخلاص).[4][5][6]

في تراث الفيدات الهندوسية، استعملت كلمات منحوتة من كلمة التاباس وغيرها لتشرح مفاهيم روحية تطوِّر الدفء أو الطاقة الداخلية، مثل التأمل وأي عملية تسعى إلى بلوغ إلهامات ورؤًى خاصّة، والنشوة الروحية لليوغين أو التاباسي (أي الزاهد)، وحتى دفء الحميمية الجنسية.[7] في سياقات أخرى، يدل المصطلح على التوبة والتقوى أو التأمل الشديد.[8]

التأثيل والمعنى

اشتُقت كلمة التاباس من الجذر تاب (तप्) ، ويعني «الإدفاء أو الإشراق أو الإحراق». تطور المصطلح حتى يدل على أشياء أخرى، منها «المعاناة، وكبح الشهوات والتوبة» حتى «يحرق المرء كارماه السابقة» ويحرر نفسه. يدلّ المصطلح على الدفء والحرارة والنار.[9]

تطورت دلالة الكلمة في الأدب الهندي القديم. أقدم النقاشات الدائرة حول التاباس، وأقدم الكلمات المنحوتة من الجذر تاب متعلقة بالحرارة الضرورية للولادة الحيوية. ويعود أصل المفهوم إلى الانتظار الطبيعي والدفء الأمومي و«القعود» الجسمي الذي تفعله الطيور فوق بيوضها، وهي عملية لا بد منها من أجل الفقس والولادة، استعمل العلماء الفيديون مثال الأم الطبيعة ليشرحوا مفهوم سطوع المعرفة والولادة الروحية ويوسّعوه.[10]

من أقدم الإشارات إلى التاباس والكلمات المتشكلة من الجذر تاب الإشارات الموجودة في الكتب الدينية الهندوسية القديمة، مثل رغ فيدا (10.154.5)، وساتاباثا براهمانا (5.3 - 5.17) وأثارفا فيدا (4.34.1، 6.61.1، 11.1.26). في هذه النصوص، كانت دلالة التاباس هي عملية تقود إلى الولادة الروحية للرسي، وهم حكماء الإلهامات الروحية. وفي الأثارفا فيدا أن كل الآلهة ولدوا من التاباس، وكل الحياة الأرضية ولدت من تاباس الشمس. في الجامينيا أوباناشيد براهمانا، خلّدت الحياة نفسها وأنشأت ذرية بالتاباس، وهي عملية تبدأ من الدفء الجنسي.[11][12]

والكلمة السنسكريتية تاباسيا (وهي الجنس المحايد)، تعني حرفيًّا، المولّد من الدفء، وتدل على سعي المرء إلى الانضباط من أجل تحقيق هدفٍ ما. ويسمى الذي يمارس التاباس التاباسفين. يعد إله النار الهندوسي آغني مركزًا لكثير من الشعائر الهندوسية مثل الياجنا والهوما. وآغني عند الهندوس هو صاحب الحرارة، حرارة الطاقة الجنسية، وحرارة الأمومة، آغني هو التاباسفين العظيم.[13][14]

تدل كلمة تاباسفي على المتأمل أو الزاهد الذكر، أما كلمة تاباسفيني فتدل على الأنثى.[15][16]

البوذية

قبل بلوغ الاستنارة، يحاول البوذا الزهد (أي كبح الشهوات) الموجود في أديان السرامانا الأخرى (مثل الجانية) وهذا يسمى التاباس (في التبتية: دكا ثب، وفي الصينية: كوتشانغ، وفي اليابانية: كوغيو، وفي الكورية: كوهاينغ). أما بعد الاستنارة، فإن عقائد السبيل الأوسط البوذية والطريق الثماني لا تشمل شعائر زهديّة.[17][18]

يعزو البوذا في نصوص بوذية كثيرة، مثل الماجهيما نيكايا والديفاداها سوتا، كبح الشهوات الزهدي إلى الجانية (نيغانثاس)، وفيها تستعمل هذه الشعائر من أجل محو الكارما الماضية ومنع نشوء كارمات جديدة تقود إلى دائرة التناسخ في السامسارا.[9]

المراجع

  1. Cort, J. E. (2002). Singing the glory of asceticism: devotion of asceticism in Jainism. Journal of the American Academy of Religion, 70(4), pages 719-742
  2. Richard F. Gombrich (2006). Theravada Buddhism: A Social History from Ancient Benares to Modern Colombo. Routledge. صفحات 44, 58.  . مؤرشف من الأصل في 13 ديسمبر 2019.
  3. Richard F. Gombrich (2006). Theravada Buddhism: A Social History from Ancient Benares to Modern Colombo. Routledge. صفحة 62.  . مؤرشف من الأصل في 13 ديسمبر 2019.
  4. Lowitz, L., & Datta, R. (2004). Sacred Sanskrit Words: For Yoga, Chant, and Meditation. Stone Bridge Press, Inc.; see Tapas or tapasya in Sanskrit means, the conditioning of the body through the proper kinds and amounts of diet, rest, bodily training, meditation, etc., to bring it to the greatest possible state of creative power. It involves practicing the art of controlling materialistic desires to attain moksha.Yoga, Meditation on Om, Tapas, and Turiya in the principal Upanishads - تصفح: نسخة محفوظة 2013-09-08 على موقع واي باك مشين., Chicago
  5. Sanskrit-English phrases, France; tapas, tapa and tap on page 28 نسخة محفوظة 29 فبراير 2020 على موقع واي باك مشين.
  6. Benjamin R Smith (2008). Mark Singleton and Jean Byrne (المحرر). Yoga in the Modern World: Contemporary Perspectives. Routledge. صفحة 144.  . مؤرشف من الأصل في 30 أبريل 2020.
  7. Kaelber, W. O. (1976). "Tapas", Birth, and Spiritual Rebirth in the Veda, History of Religions, 15(4), 343-386 نسخة محفوظة 8 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
  8. Monier William's Sanskrit-English Dictionary, 2nd Ed. 1899, Tapas - تصفح: نسخة محفوظة 23 سبتمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  9. S Fujinaga (2003). Olle Qvarnström (المحرر). Jainism and Early Buddhism: Essays in Honor of Padmanabh S. Jaini. Jain Publishing Company. صفحات 206, 212.  . مؤرشف من الأصل في 29 فبراير 2020.
  10. Walter O. Kaelber (May, 1976), Tapas, Birth, and Spiritual Rebirth in the Veda, History of Religions, Vol. 15, No. 4, pages 343, 358
  11. H. Oldenberg, Die Weltanschauung der Brahmana-Texts, Gottingen: Bandenhöck und Ruprecht, 1919
  12. H. Oertel, "The Jaiminiya-Upanisad Brahmana," Journal of the American Oriental Society, vol. 16 (1896)
  13. Walter O. Kaelber (May, 1976), Tapas, Birth, and Spiritual Rebirth in the Veda, History of Religions, Vol. 15, No. 4, pages 349-350
  14. A. B. Keith (1914), The Veda of the Black Yajus School Entitled Taittiriya Saihitd, 2 vols., Harvard University Press; Also: H. Oldenberg (1964), The Grihya Sutras, Sacred Books of the East, 2 vols., Motilal Banarsidass, Delhi; see 1.7.25.1, 7.1.1.28
  15. Annals of the Bhandarkar Oriental Research Institute. 58-59. Bhandarkar Oriental Research Institute. 1978. صفحة 153. مؤرشف من الأصل في 27 فبراير 2020.
  16. Purātattva. Indian Archaeological Society. 1996. صفحة 67. مؤرشف من الأصل في 30 أبريل 2020.
  17. Hajime Nakamura (1980). Indian Buddhism: A Survey with Bibliographical Notes. Motilal Banarsidass. صفحات 73 with footnote 2.  . مؤرشف من الأصل في 20 أبريل 2020.
  18. Robert E. Buswell Jr.; Donald S. Lopez Jr. (2013). The Princeton Dictionary of Buddhism. Princeton University Press. صفحة 894.  . مؤرشف من الأصل في 21 ديسمبر 2019.

موسوعات ذات صلة :