الرئيسيةعريقبحث

تاريخ الهند

l'inde

☰ جدول المحتويات


يمتد تاريخ الهند منذ ظهور المستوطنات والتجمعات البشريّة على أراضي شِبْه القارة الهنديّة في عصور ما قبل التاريخ والزحف الحَضاريّ من حضارة وادي السند وصولاً إلى اندماج الثقافة الهندوآرية التي شكَّلت الحضارة الفيديّة،[1] وانتشار الهندوسية والجاينية والبوذية[2][3] وما صاحبه من تعاقب الدول والإمبراطوريات القوية على مدى أكثر من ثلاثة ألفيات عبر شتى مناطق وأقاليم شبه القارة الهندية والتي شمِلت نمو والتوسع العسكري للدول الإسلامية خلال العصور الوسطى والتي تداخلت مع القوى الهندوسية،[4][5] وأدى وصول التجار الأوروبيين إلى تأسيس الهند البريطانية وحركة الاستقلال التي أعقبتها والتي أسفرت عن تقسيم الهند وقيام جمهورية الهند.[6]

تشير الأدلة الأثرية إلى أن وجود البشر الحديثين تشريحياً في شبه القارة الهندية قد يرجع قِدمهُ إلى حوالي 73,000 حتى 55,000 سنة.[7] وتشير الأدلة إلى أن وجود أوائل إنسان ما قبل التاريخ على شبه القارة يعود إلى نحو نصف مليون عام.[8][9] كانت حضارة وادي السند أول حضارة إنسانية قامت في جنوب آسيا[10] حيث ازدهرت وتوسعت في الأجزاء الشمال غربية من شبه القارة الهندية خلال الفترة المتراوحة من حوالي عام 3300 حتى 1300 ق.م. ولذلك تعد الهند مهداً للحضارة البشرية.[11]

الحقبة الفيدية

امتدت الحقبة الفيدية خلال الفترة من 1500 إلى 500 قبل الميلاد، وتتميز تلك الحقبة بامتداد الثقافة الهندو آرية وقد ارتبطت بصفة رئيسية بنصوص الفيدا المقدسة لدى الهندوس والتي تم صياغتها شفهيا باللغة السنكريتية، وتعتبر الفيدا من أقدم النصوص الدينية المعروفة والموجودة في الوقت الحالى تاليةً لنصوص الحضارات المصرية وبلاد ما بين النهرين، وقد احتضنت تلك الفترة بين جنباتها نشأة الهندوسية والعديد من الجوانب الثقافية الأخرى التي عملت على تشكيل المجتمع الهندى في ذلك الحين، وهو ما امتد أثره حتى العصر الحالى، وبالإضافة إلى تكون نصوص الفيدا خلال تلك الفترة، فقد نبتت أيضا خلال تلك الحقبة البذرة الرئيسية لأهم ملحمتين في تاريخ الهند والتي كتبتا بالسنكريتية وهما " الرامايانا " و" المهابهاراتا ".

وقد أنشأ الآريون الحضارة الفيدية في مناطق شمال الهند وبصفة خاصة ما يسمى بالسهل الشمالى أو سهل شمال نهر الهند (وهى حاليا تضم أغلب شمال وغرب الهند، ومعظم الأجزاء المأهولة من باكستان وأجزاء من جنوب نيبال ويكاد يكون كل بنجلاديش).

وتألفت المجتمعات الفيدية الأولى بصفة عامة من مجتمعات رعوية، وبعد وقت " الريجيفيدا " (وهى أحد أجزاء الفيدا المقدسة) غلب على الشعوب الآرية الصفة الزراعية وتم في هذا الوقت تنظيمهم اجتماعياً في أربعة طبقات اجتماعية وهم : " البراهمة " وهى طبقة المعلمين، و" الكشتارية " وهى طبقة المحاربين و" الشودرا " وهم طبقة العمال ثم " الفيشيا " وهى طبقة المزارعين والحرفيين والتجار.

ومن وجهه النظر الأثرية، تدين مجتمعات الفيدا بوجودها إلى حقبات أقدم وهى ما أطلق عليه ثقافة الفخار الملون وهى التي امتدت خلال أواخر العصر البرونزى في شمالى الهند حوالى الألف الثاني قبل الميلاد وأعقبت حضارة " وادى السند " ومن ثم أعقبها العصر الحديدى الذي احتضن ثقافة " الآنية الحمراء والسوداء " و" الآنية الرمادية "

وقد نشات مملكة " كودو " خلال تلك الحقبة التالية لثقافة الفخار الملون بداية العصر الحديدى شمال غرب الهند حوالى الألفية الأولى قبل الميلاد، وامتدت ثقافة المشغولات الرمادية في منطقة شمال الهند خلال الفترة من 1100 إلى 600 قبل الميلاد.

أيضاً تضمنت الحقبة الفيدية بعض الجمهوريات إن جاز لنا إطلاق التسمية مثل " الفيشالى " والتي ظهرت خلال القرن السادس قبل الميلاد واستمرت في بعض المناطق حتى القرن الرابع قبل الميلاد وتميزت الفترة الأخيرة من هذه الحقبة بتحول متلاحق من النظام الرعوى إلى الممالك المستقرة وتم تسميتها فيما بعد بال " ماهاجانابادا " أى الممالك العظمى.

" ماهاجانادابا " الممالك العظمى

مع أواخر العصر الفيدى، كانت مجموعة من الممالك الصغيرة تغطى معظم شبه الجزيرة الهندية وقد ورد ذكر بعضها في نصوص الفيدا رجوعاً إلى عام 1000 قبل الميلاد، وبحلول العام 500 قبل الميلاد كانت هناك ستة عشر مملكة أو ولاية إصطلح على تسميتها بالـ " ماهاجانادابا " وهى كاسى، كوسالا، أنجا، ماجادا، فاجى، ماللا، تشيدى، فاتسا، كورو، بانشالا، ماتسيا، سوراسينا، أساكا، أفينتى، كاندهارا، وكامبوجا، وقد امتدت تلك الممالك في شمال الهند بصفة عامة وقد شهدت تلك الفترة البزوغ الثاني الكبير لمدنية الهند بعد مدنية وادى السند خلال العصر البرونزى.

إضافة إلى تلك الممالك الكبرى، انتشرت في باقى ربوع الهند العديد من العشائر الأخرى، أما عن نظام الحكم فقد اعتمد على التوريث في بعض الممالك والعشائر فيما انتهجت أخرى أنظمة انتخابية، وكانت لغة التعليم خلال تلك الفترة هي السنكريتية فيما طغت لغة البراكيت على المعاملات اليومية للأغلبية العظمى من السكان في شمال الهند، وبحلول وقت جوتاما بوذا في 500 – 400 قبل الميلاد توحدت بعض تلك القبائل في أربعة رئيسية وهى فاتسا، أفانتى، كوسالا، وماجادا.

الطقوس الهندوسية خلال تلك الفترة كانت معقدة وكان يتم تطبيقها بواسطة الكهنة، ويعتقد أن " اليوباشاند " وهى النصوص المتأخرة للفيدا والتي تتعامل بصفة رئيسية مع القضايا الفلسفية تم صياغتها خلال فترة الممالك العظمى وكان لليوباشاند تلك تأثير عميق على العقلية الفلسفية الهندية بالتوازى مع تعاليم بوذا والتعاليم الجنتية (وهى الديانة الموازية لبوذية والتي تم الدعوة إليها بواسطة ماهافيرا)، وقد تم اعتبار تلك الفترة هي الفترة الذهبية للفكر الهندى خلال تلك الحقبة.

من المعتقد أنه بحلول العام 537 قبل الميلاد تحقق لجوتاما بوذا حالة التنوير ومن ثم إطلق عليه بوذا، وخلال نفس الفترة تقريباً كانت الهند على موعد مع لاهوت أخر تم تقديمه على يد ماهافيرا سيكون له أكبر الأثر على العقلية الهندية ألا وهو الجنتية، ومع ذلك فإن من يعتقدون أنهم يملكون الإيمان القويم للجنتية يذهبون إلى أنها وجدت سابقة لجميع الأزمنة المعروفة !، ويعتقد ان الفيدا قد أتت على ذكر مجموعة من المتنورين أو مراحل التنوير الجنتية وبعض طقوس الزهد المطبقة والمتشابهة مع حركة شرامانا، (وهم نوع من الرهبان الذين يمارسون طقوس الزهد)

وقد أظهرت كل من تعاليم البوذية والجنتية ميلا واضحا نحو صنوف الزهد المختلفة وقد تم الدعوة أو التبشير بهما باللغة الباكريتية واسعة الانتشار مما سوغ لهما القبول من جانب السواد الأعظم من الناس حتى من ليس لهم كبير حظ من العلم، وقد تفاعلت كلا من الديانتين بالقطع مع بعض الطقوس أو التقاليد الهندية الرئيسية في الهندوسية وأذكتها وشرعت في تطبيقها مثل النباتية وتحريم ذبح الحيوان والأهماس (نبذ العنف)، وفيما لم تتخط الديانة الجنية الحدود الهندية، نجح الرهبان البوذيون في نشر مذهبهم على مدى أوسع ليشمل أسيا الوسطى وجنوب شرق أسيا والتبت وسريلانكا وشرق آسيا.

الفتوحات الفارسية والإغريقية

وقعت معظم الأجزاء الواقعة شمال غرب شبه الجزيرة الهندية تحت يد الإمبراطورية الفارسية الأكادية بقيادة " داريوس العظيم " وذلك حوالى العام 520 قبل الميلاد، واستمرت تلك السيطرة لقرنين من الزمان، وفي عام 326 قبل الميلاد قام الإسكندر المقدونى بغزو الإمبراطورية الفارسية وفتح آسيا الصغرى وصولا إلى الحدود الشمالية الغربية لشبة الجزيرة الهندية حيث هزم الملك " بوروس " في معركة هيداسبس وبذلك فتح معظم أجزاء إقليم البنجاب.

وقد وضع الزحف المتواصل للإسكندر نحو الشرق جيشه في مواجهه مباشرة مع مملكة " ناندا " (وهى إمبراطورية نشات من رحم إمبراطورية " ماجادا " في الهند القديمة خلال القرن الرابع والخامس قبل الميلاد) ومن ثم مملكة " جانجاريدا " وهو اسم منطقة البنغال خلال تلك الفترة، وتحت ضغط قوات الإسكندر المرهقة عليه لعدم خوض غمار الحرب داخل مجاهل الهند خوفا من جيوش أكبر قد يواجهونها، آثر الإسكندر الرجوع من حيث أتى.

وقد كان للفتوحات الفارسية والإغريقية تداعيات هامة على الحضارة الهندية، حيث أثرت نظم الحكم المتبعة في الدولة الفارسية على أنظمة الحكم والإدارة خلال الحقبات التاريخية التالية وبخاصة إمبراطورية " موريا "، وإضافة إلى ذلك فإن منطقة " كانداهارا " (حاليا شرق أفغانستان وشمال غرب باكستان) أصبحت بوتقة صهر للعديد من الثقافات الهندية والفارسية وآسيا الصغرى واليونانية والتي بدورها أعطت دفعة لثقافة هجينة جديدة وهى " البوذية الإغريقية " والتي نشأت بتفاعل البوذية مع الثقافة الهلينستية والتي استمرت حتى القرن الخامس الميلادى وأثرت على نشأة بوذية ماهايانا (إحد فرعى البوذية الرئيسيين، والأخر هي التيرافادا).

إمبراطورية موريا

امتدت إمبارطورية موريا خلال الفترة من 322 إلى 185 قبل الميلاد تحت حكم أسرة موريا، وكانت بحق ذات رقعة جغرافية واسعة لم تمتد إلى مثلها أية إمبراطورية قبلها وكانت ذات تنظيم سياسى وعسكري قوى، وقد تم إنشاء إمبراطورية موريا على يد " تشاندرا جوبتا موريا " وبلغت أقصى أوجها تحت حكم " أشوكا "، وفي أوج انتشارها امتدت تلك الإمبراطورية شمالا لحدود جبال الهيمالايا وللشرق فيما هو الآن " أسام " وللغرب لما هو الآن باكستان وأجزاء كبيرة من أفغانستان وبما يشمل مدن هرات وقندهار، كما امتدت المملكة في وسط وجنوبى الهند على يد الملك " تشاندرا جوبتا " وخلفه " بندوسارا "، ولكن لم تمتد إلى اكتشافات بمناطق الغابات بالقرب من " كالينجا " والتي تم بعد ذلك فتحها على يد أشوكا، وقد كان أشوكا من أشد المناصرين للبوذية وعمل على نشرها بشتى الطرق وإنه لمن الحق أن انتشار البوذية داخل وخارج الهند إنما يعزو بصفة رئيسية إلى أشوكا.

وقد قام وزير تشاندرا جوبتا الداهية " تشاناكا " بكتابة ما يسمى بالـ " أرساشاسترا " وهى تعد من أعظم المعاهدات في الاقتصاد والسياسة والعلاقات الخارجية والإدارة والفنون الحربية والدين التي تم كتابتها في آسيا قاطبة، وتعد هي ومراسيم أشوكا هي الوثائق الرئيسية لفترة حكم ملوك موريا.

الممالك الوسطى الأولى (العصر الذهبى)

تعتبر فترة العصور الوسطى الهندية، فترة ذات تغيرات ثقافية ملموسة، حكمت فيها أسرة "ساتافاهانا" مناطق كبيرة من وسط وجنوب الهند في الفترة ما بعد 230 قبل الميلاد، وقد قام ملكهم السادس " ساتا مارنى " بهزيمة إمبراطورية السونج في الشمال، ثم جاء من بعدها المحارب "كارافالى" من "كالينجا" ليحكم تلك المساحات الشاسعة، وقد عمل على نشر المذهب الجنتى في شبة القارة الهندية، وقد تملكت إمبراطوريته أسطول بحرى كبير عمل على خطوط تجارية مع سريلانكا وبورما وتايلاند وفييتنام وكمبوديا وبرنيا وبالى وسومطرة وجافا وقد استقر المستعمرون من كالينجا في سريلانكا وبورما والمالديف وأرخبيل الملايو.

مملكة "كونيندا" كانت مدينة صغيرة في الهيمالايا وقد استمرت من القرن الثاني قبل الميلاد إلى تقريبا القرن الثالث بعد الميلاد، أما إمبراطورية "كوشان" (والتي نشأت من هجرات هذا الشعب من وسط آسيا إلى شمال غرب الهند في منتصف القرن الأول بعد الميلاد) فقد امتدت من طاجكستان إلى منتصف الجانج، اما في الغرب فتحكم في زمام الأمور حكام "ساكا" الغربيون من 35 إلى 405 ميلادية في مناطق وسط وغربي الهند، وقد كانو معاصرين للكوشان الذين حكمو الجزء الشمالى من الهند والساتافاهانا الذين حكموا وسط وجنوب الهند.

العديد من الأسر الأخرى حكمت أجزاء من جنوب الهند ومنها بانديا وتشولا وتشيرا وكادامبا وغرب الجانج وبالافا وتشالوكيا خلال العديد من الأوقات المتفرقة، والعديد منها أنشأ إمبراطوريات فيما وراء البحار امتدت إلى جنوب شرق آسيا، وقد قامت العديد من الحروب فيما بين تلك الممالك سيطر في بعضها ممالك الدكن على اجزاء جنوب الهند وازاحت اسرة كالابدا البوذية بساط النفوذ من اسر تشولا وتشيرا وبانديا في الجنوب.

فترة حكم أسرة جوبتا

تشير لفظة العصر الكلاسيكى للهند إلى الفترة التي آل الحكم فيها إلى أسرة أو إمبراطورية جوبتا خلال الفترة من 320 إلى 550 بعد الميلاد وقد تم إطلاق على تلك الفترة أيضا العصر الذهبى للهند ويعزو ذلك إلى تحقيق طفرات عظيمة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والفنون والمنطق والجدل والأدب والرياضيات والفلك والديانات إضافة إلى الفلسفة والتي تم بلورتها فيما أطلق عليه الثقافة الهندية، وقد تم خلال تلك الفترة ظهور النظام العشرى وفكرة الصفر وقد ساهم المناخ العام للسلام والرفاهة التي وفرتها اسرة جوبتا للهند خلال تلك الفترة في ابداع هذه الطفرات في جميع المجالات وصولا إلى افاق جديدة خاصة في فنون النحت والمبانى المعمارية العظيمة والرسم، كما بزغ في تلك الفترة العديد من المعلمين العظماء من أمثال " كاليداسا " و" أريابهاتا " و" فاراهاميهيرا " و" فيشنو شارما " و" فاتسيايانا " والذين أثروا الحقل العلمى بالعديد من البحوث والإنجازات الغير مسبوقة، وكما هو الحال في العلوم والفنون وصلت الإدارة والسياسة إلى أفاق جديدة خلال تلك الفترة وكان للهند أيضاً علاقات تجارية قوية مع المناطق المحيطة مما جعلها ذات تأثير عليها مثل بورما وسريلانكا وأرخبيل الملاى الأمر الذي جعل من الهند ملتقاً للعديد من الثقافات المحيطة.

من جانب أخر كانت فترة حكم جوبتا حدا فاصلا في الثقافة الهندية حيث قامو بتقديم تضحيات فيدية لإضفاء الشرعية على حكمهم، ومن ناحية أخرى ساهموا في دعم البوذية والتي استمرت في أداء دورها كبديل للإيمان القويم للهندوسية، وقد ساهم الاستخدام العسكري للثلاث حكام الأوائل لهذه الأسرة وهم " تشاندرا جوبتا الأول " و" سامودرا جوبتا " و" تشاندرا جوبتا الثاني " في إخضاع الكثير من الأراضى الهندية تحت سيطرتهم وقاموا بنجاح بمقاومة الإمبراطوريات الشمالية الغربية حتى وقت وصول قبائل الهون والذين تمركزوا في أفغانستان حوالى منتصف القرن الخامس وعاصمتهم فيها " باميان "، وعلى الرغم من ذلك لم تتأثر الأجزاء الجنوبية من الهند (الدكن) بتلك الأحداث في الشمال.

الممالك الوسطى المتأخرة (العصر الكلاسيكى)

يبدأ العصر الكلاسيكى للهند منذ فترة حكم اسرة جوبتا ثم حكم " هارشا " في الشمال وتنتهى بسقوط امبراطورية " فيجاياناجارا " في الجنوب خلال القرن الثالث عشر تحت وطأة الغزاه من الشمال، وقد أنتجت تلك الفترة بعض من أرقى ما نشأ في الهند من فنون والذي تم اعتباره المثال الواضح لثقافة هذا العصر والصورة للتطور في القيم الروحية والفلسفية التي شكلت فيما بعد وأثرت في الديانات الهندوسية والجنتية والبوذية، وقد نجح في تلك الفترة الملك هارشا من إقليم الكنوج شمالى شرق الهند خلال القرن السابع في توحيد أجزاء شمال الهند بعد انهيار إمبراطورية جوبتا ولكن للأسف انتهت إمبراطوريته بموته.

خلال الفترة من القرن السابع حتى التاسع اشتركت ثلاث أسر في حكم شمال الهند وهم " جورجارا بلاتيهارا " من إقليم " مالوا " والتي انقسمت فيما بعد بين العديد من الممالك الأصغر حجماً ثم " بالا " من إقليم البنغال والتي سيطرت عليها فيما بعد اسرة " سينا " و" راشتداكوتا " من إقليم الدكن، وهؤلاء الثلاثة كانو أول الممالك في إمارات " الراجبوت " وهى مجموعة من الممالك التي استمرت في الوجود على الساحة الهندية طوال ألفية من الزمان حتى الاستقلال من الاحتلال البريطانى، والعديد منهم حكم في شمال الهند وكان لهم صولات وجولات دموية مع الفاتحين المسملين ومنهم اسرة " شاهى " والتي حكمت أجزاء من شرق أفغانستان وشمال باكستان وكشمير من منتصف القرن السابع حتى أوائل القرن الحادى عشر.

حكمت أسرة تشالوكيا مناطق عديدة من جنوب ووسط الهند وكانت عاصمتهم بلدة " بادامى " خلال الفترة من 550 وحتى 750 ميلادية ثم اسرة " كاليانى " خلال الفترة من 970 حتى 1190 ميلادية. وإذا ما نزلنا إلى الجنوب أكثر نجد أسرة " البالافا " من " كانشيبورام " المعاصرين لأسرة تشالوكيا، ومع بدء تداعي أسرة تشالوكيا قام اصحاب الإقطاعيات المختلفة بتقسيم اشلاء الإمبراطورية عليهم خلال منتصف القرن الثاني عشر.

امبراطورية " تشولا " 848 – 1279 في اوجها غطت مساحات عديدة من شبة الجزيرة الهندية وجنوب شرق آسيا وقد قام الملك " راجارايا تشولا " الأول بفتح جميع مناطق شبة الجزيرة الهندية إضافة إلى أجزاء من سريلانكا كما قامت قواته البحرية بالذهاب إلى ابعد من ذلك لتحتل سواحل بورما (ميانمار الآن) إلى فيتنام.

لاحقا خلال الفترة الوسطى اتحدت امبراطورية " بانديان " مع " تاميل نادو " كما اتحدت امبراطورية " تشيرا " في " كيرالا "، وبحلول 1343 انتهت جميع تلك الأسر ليبزغ فجر إمبراطورية " فيجاياناجارا " والتي استمرت من 1336 إلى 1646.

خلال تلك الفترة عملت الموانى الواقعة جنوب الهند على التجارة في المحيط الهندى بصفة خاصة تجارة التوابل مع الإمبراطورية الرومانية في الغرب وجنوب شرق آسيا في الشرق، وقد انتعشت الحركة الفنية والأدبية الهندية خلال تلك الفترة حتى بدايات القرن الخامس عشر عندما بدأ سلاطين دلهى في السيطرة على هذه الممالك، وقد إصطدمت اسرة فيجاياناجارا مع الممالك الإسلامية والتي انتهت بأفول نجم اللأولى ولكن بقى تأثير كل منهما على الآخر.

بهادر شاه.. آخر الحكام المسلمين في الهند

(بمناسبة ذكرى وفاته في 14 جمادى الأولى 1279 هـ)

استقر الحكم الإسلامي في الهند ورسخت أقدامه وقامت له دولة منذ أن بدأ السلطان الأفغاني المجاهد محمود الغزنوي فتوحاته العظيمة في الهند سنة (392هـ = 1001م)، وامتد لأكثر من ثمانية قرون، تعاقبت في أثنائها الدول والأسر الحاكمة، ونعم الناس بالأمن والسلام، والعدل والمساواة، وازدهرت الحضارة على النحو الذي لا تزال آثارها الباقية في الهند تخطف الأبصار وتبهر العقول والألباب.

كانت إمبراطورية المغول في الهند آخر دولة حكمت الهند، ودام سلطانها نحو ثلاثة قرون، منذ أن أسسها ظهير الدين بابر في النصف الأول من القرن العاشر الهجري.

وتوالى على حكمها عدد من السلاطين العظام يأتي في مقدمتهم: السلطان "شاه جهان" الذي اشتهر ببنائه مقبرة "تاج محل" لزوجته "ممتاز محل" وهي تُعد من روائع الفن المعماري، ومن عجائب الدنيا المعروفة. والسلطان "أورنك أزيب" الذي تمسك بالسنة وأشرف على الموسوعة المعروفة بالفتاوى الهندية أو العالمكيرية، نسبة إلى "عالمكير"، وهو اسم اشتهر به في الهند.

ثم أتى حين من الدهر ضعفت فيه الدولة بعد قوة، وانصرف رجالها إلى الاهتمام بمصالحهم الخاصة، وإيثار أنفسهم بالكنوز التي حصلوا عليها في فتوحاتهم، وانتهز نادر شاه الفارسي فرصة تردي الدولة المغولية في الهند، فزحف عليها سنة (1153هـ = 1740م)، وأحدث بدهلي عاصمة الدولة الدمار والخراب، وأعمل السيف في أهلها، ورجع إلى بلاده محملاً بغنائم هائلة.

وساعدت هذه الأوضاع أن يزحف الإنجليز للسيطرة على الهند بسياستهم الماكرة وبأسلوبهم المخادع تحت ستار شركة الهند الشرقية، وانتهى الحال بأن دخل الإنجليز "دهلي" في مستهل القرن التاسع عشر الميلادي، وبسطوا سلطانهم في البنجاب، وتطلعوا إلى احتلال بلاد الأفغان لكن فاجأتهم شجاعة أهلها وبسالتهم فرجعوا عن هذا المخطط يائسين.

وقد فقد المسلمون في الفترة التي استولى فيها الإنجليز على الهند ما كانوا يتمتعون به من سلطان ونفوذ، وإمساك بمقاليد الأمور، واحتكام إلى الشرع الحنيف في كل الأمور، ولم يكن لسلاطين دلهي من الحكم شيء، وتمادى الإنجليز في طغيانهم، فعمدوا إلى تغيير الطابع الإسلامي لبعض المناطق الهندية ذات الأهمية الكبيرة، وإلى محاربة التعليم الإسلامي والاستيلاء على الأوقاف الإسلامية، وأذكوا نار العداوة بين المسلمين والطوائف الأخرى.

ولاية السلطان بهادر شاه

في ظل هذه الأجواء المتردية تولى "بهادر شاه الثاني" الحكم في الهند سنة (01254هـ = 1838م)، خلفًا لأبيه السطلان "محمد أكبر شاه الثاني"، وكان الإنجليز في عهده قد أحكموا سيطرتهم على البلاد، وفرضوا نفوذهم على سلاطين الهند، الذين كانوا يتقاضون رواتب مالية منهم، وغدوا كأنهم موظفون لديهم، وبلغ من تعنتهم ومدى نفوذهم أنهم كانوا يتحكمون فيمن يدخل "دلهي" ومن يخرج منها.

ولم يكن عهد "بهادر شاه الثاني" أحسن حالاً من عهد أبيه، فسياسة الإنجليز لا تزال قائمة على جعل أعمال الحكومة في أيديهم، في حين يبقى الحكم باسم السلطان المسلم، ويذكر اسمه في المساجد، وتضرب النقود باسمه، وكان هذا منهم عملاً خبيثًا يفرقون به بين الحكم وبين الملك، الذي عد رمزًا للحكم الإسلامي، ويحكمون هم باسمه باعتبارهم نائبين عنه، وقد فطن العلماء المسلمون في الهند لهذا العمل المخادع فعارضوا هذه السياسة وقاموا في وجهها، وقالوا: "لا يتصور أن يكون هناك ملك إسلامي بدون حكم إلا إذا تصورنا الشمس بدون ضوء"، وأعلنوا حين صار هذا الوضع سائدًا في الهند أنها أصبحت دار حرب، وعلى المسلمين أن يهبوا للجهاد ضد الإنجليز حتى يردوا الحكم إلى أهله.

وحتى هذا الوضع الشائن للحكام المسلمين لم يستمر طويلاً فقد أعلن الإنجليز أنهم في طريقهم للقضاء عليه، فوَّجهوا إنذارًا إلى "بهادر شاه الثاني" الذي كان أسير القلعة الحمراء التي يسكنها في "دلهي" بلا نفوذ أو سلطان – أنه آخر ملك يسكن القلعة، وأنها ستصبح ثكنة عسكرية، وأن المخصصات التي يأخذها منهم ستنقطع بعد وفاته، وكان هذا يعني القضاء على دولة المغول في الهند، وكان لهذا الخبر وقع الصاعقة على الشعب المسلم في الهند.

  1. == اشتعال الثورة في الهند ==
  2. كان هناك سخط عام في الهند على وجود الإنجليز الذين ينهبون خيراتها ويمارسون سياسة متعسفة وظالمة ضد المسلمين، وكانت النفوس تموج بالغضب وتمور بالثورة والغليان، تنتظر الفرصة المناسبة والقائد الذي يمكن أن تلتف حوله، وتجاهد تحت رايته، وكان شمال الهند أكثر المناطق استعدادًا للثورة، حيث يكثر المسلمون، وتطغى سياسة الإنجليز الباطشة والمستهزئة بعقائد المسلمين وعباداتهم.
  3. وكانت هناك ايضاملكة جانسي التي تدعى لاكشمي باي
  4. التي وهي منذ صغرها وهي تلعب بالسهام والسيف بدلا من العب بالدمى مثل باقي الفتيات ومنذ ذللك الحين اشتعلت نار الثورة في هذه البطلة الشجاعة التي عرفها التاريخ الهندي وكتب عنها بحروف من ذهب في كتب التاريخ وهي مثال للشجاعة في الهند وقد زرعت نار الثورة في قلوب الهنود لكي ينتقموا من المستعمر البريطاني فهي ليست مجرد فتاة عادية لقد حاربت المستعمرين البريطانيين بكل ما تملك من قوة لكي تنتقم منهم لانهم احتلوا ارضها ولم يكتفوا بهذا اخذوا يذلوهم ويشتموهم ولكنها لن تسمض على هذا فقد لقنت البريطانيين درسا لن ينسوه طوال حياتهم فهي تعتبر مثال للشجاعة في الهند وليس في الهند فقط بل انتشرت قصتها فور وفاتها في انحاء الجزيرة العربية

مقدمات الثورة

هناك إجماكوا نارها، وكان تعنت الضباط الإنجليز واستهتارهم بعقائد الجنود وراء ثورتهم وغضبتهم، بعد أن أرغموهم على قطع الدهن المتجمد الذي يُستخدم في تشحيم البنادق بأسنانهم، وكان هذا الشحم مركبًا من دهون الخنازير والبقر، فتذمر الجنود من ذلك باعتبار أن البقر محرم أكله على الهندوس تحريم الخنزير عند المسلمين، غير أن هذا التذمر زاد الضباط الإنجليز تماديًا وغرورًا فعاقبوا المتذمرين، ولم يلبث أن هب زملاؤهم بثورة عارمة في المعسكر، غضبًا لعزتهم وكرامتهم في (16 من رمضان 1273هـ = 10 من مايو 1857م)، وانقضّوا على ضباطهم الإنجليز وقتلوهم، وانطلقوا إلى "دلهي" معلنين الثورة، وسرعان ما انتشر لهيبها حتى عم دلهي وما حولها. بهادر شاه قائد الثورة دعا علماء المسلمين إلى اجتماع في المسجد الجامع بدلهي، وأعلنوا فتوى بإعلان الجهاد وقَّعها كثير من العلماء البارزين، وكان لها أثر عظيم في تأييد الثورة واجتماع الناس للبذل والجهاد، واتحد الثائرون من المسلمين والهندوس، واختاروا بهادر شاه قائدًا عامًا للثورة، وفي ذلك إشارة إلى رضى الجميع عن الحكم الوطني المغولي.

قامت الثورة في دلهي دون تخطيط دقيق مسبق، وافتقدت إلى القيادة الواعية التي تستطيع أن تتحكم في حركة الثورة، ولم يكن بهادر شاه يصلح لهذا الدور لكبر سنه، واستطاع الإنجليز أن يعيدوا تنظيم أنفسهم، وتجميع قوات هندية من الأمراء الموالين في بعض مناطق الهند، وانضم إليهم "السيخ" وكانوا يكنون عداء شديدًا للمسلمين، الأمر الذي ساعدهم على مقاومة الثورة والقضاء عليها في دلهي والمناطق الأخرى التي اشتعلت بها في (8 من ذو القعدة 1274هـ = 20 من يونيو 1858م).

وحشية المحتل الإنجليزي

بعد فشل الثورة قام الإنجليز بالقبض على بهادر شاه وأهل بيته أسرى، وساقوهم مقيدين في ذلة وهوان، وفي الطريق أطلق أحد الضباط الرصاص من بندقيته على أبناء الملك وأحفاده، فقتل ثلاثة منهم، وقطعوا رؤوسهم.

ولم يكتف الإنجليز بسلوكهم المنحط بالتمثيل بالجثث، بل فاجئوا الملك وهو في محبسه بما لا يخطر على بال أحد خسة وخزيًا، فعندما قدموا الطعام للملك في سجنه، وضعوا رؤوس الثلاثة في إناء وغطّوه، وجعلوه على المائدة، فلما أقبل على تناول الطعام وكشف الغطاء وجد رؤوس أبنائه الثلاثة وقد غطيت وجوههم بالدم.

لكن طبيعة الأنفة والكبرياء سمت فوق الحدث وفوق الحزن والجزع، فقال في ثبات وهو ينظر إلى من حوله: "إن أولاد التيمور بين البواسل يأتون هكذا إلى آبائهم محمرة وجوهم"، كناية عن الظفر والفوز في اللغة الأوردية.

محاكمة بهادر شاه

بدأ الإنجليز بعد القبض على "بهادر شاه في محاكمته محاكمة صورية في "دلهي" في (10 من جمادى الأخر 1274 هـ = 26 من يناير 1858م)، واتهموه بأنه تعاون مع الثورة هو وابنه "ميزا مغل" ضد الإنجليز، وأنه أمر وشارك في قتل الإنجليز رجالاً ونساء وأطفالاً، وكانت تهمة كاذبة، والثابت أنه حين تولى قيادة الثورة كانت أوامره صريحة بعدم الاعتداء على الإنجليز من غير المحاربين منهم.

وبعد جلسات المحاكمة أصدر القضاة حكمهم بالإعدام، ثم خفف الحكم إلى النفي إلى مدينة "رانكون" عاصمة بورما، وتم تنفيذ النفي في يوم الخميس الموافق (9 من ربيع الأول 1275هـ == 17 من أكتوبر 1858م)، ورحل هو وأسرته وبعض أفراد حاشيته إلى بورما وخصصوا له مكانًا لمحبسه، ولزوجه وأولاده مكانًا آخر، وخضع الجميع لحراسة مشددة، وبنفيه سقطت دولة المغول الإسلامية في الهند، وطويت آخر صفحة من صفحات الحكم الإسلامي في الهند الذي ظل شامخًا أكثر من ثمانية قرون، ثم أقدم الإنجليز على تأكيد مخططاتهم وما كانوا يحاولون ستره بأشكال مختلفة، فقد أصدرت الملكة فكتوريا في (23 من ربيع الأول 1275هـ = 1 من نوفمبر 1858م) بنقل حكم الهند من يد شركة الهند الشرقية إلى يد المحكمة البريطانية، وبذلك دخلت الهند رسميًا ضمن مستعمرات التاج البريطاني، وظلت كذلك حتى اضطر الإنجليز للجلاء عنها في سنة (1367هـ == 1947م)

وفاة بهادر شاه

ظل بهادر شاه في محبسه حتى وافته المنية في عصر يوم الجمعة الموافق (14 من جمادى الأولى 1279هـ = 7 من نوفمبر 1862م) وقد بلغ من العمر 89 سنة، قضى منها أربع سنوات في منفاه، وكان بهادر شاه شاعرًا مجيد، وفاضت قريحته أسى وحزنًا على ما وصل إليه، وما آلت دولته، يعيش سجينًا وحيدًا، لا يزوره أحد، ومن شعره الذي يصور مأساته قوله:

يا رسول الله ما كانت أمنيتي إلا أن يكون بيتي في المدينة بجوارك

ولكنه أصبح في رنكون وبقيت أمنيات في صدري

يا رسول الله.. كانت أمنيتي أن أمرغ عيني في تراب أعتابك

ولكن هأنذا أتمرغ في تراب رنكون

وبدلاً من أن أشرب من ماء زمزم، بقيت هنا أشرب الدموع الدامية

فهل تنجدني يا رسول الله. ولم يبق من حياتي إلا عدة أيام

مراجع

  1. White, David Gordon (2003). Kiss of the Yogini. Chicago: University of Chicago Press. صفحة 28.  .
  2. AL Basham (1951), History and Doctrines of the Ajivikas – a Vanished Indian Religion, Motilal Banarsidass, (ردمك ), pages 94–103
  3. Sanderson, Alexis (2009), "The Śaiva Age: The Rise and Dominance of Śaivism during the Early Medieval Period." In: Genesis and Development of Tantrism, edited by Shingo Einoo, Tokyo: Institute of Oriental Culture, University of Tokyo, 2009. Institute of Oriental Culture Special Series, 23, pages 41–43.
  4. Asher & Talbot 2008، صفحة 47.
  5. Metcalf & Metcalf 2006، صفحة 6.
  6. The Great Partition: The Making of India and Pakistan by Yasmin Khan
  7. Michael D. Petraglia, Bridget Allchin. The Evolution and History of Human Populations in South Asia: Inter-disciplinary Studies in Archaeology, Biological Anthropology, Linguistics and Genetics. Springer Science & Business Media. صفحة 6.  . مؤرشف من الأصل في 1 يناير 2014.
  8. Rama S. Singh (2001). Thinking about Evolution: Historical, Philosophical, and Political Perspectives. Cambridge University Press. صفحات 158–.  . مؤرشف من الأصل في 19 يناير 2020.
  9. Roshen Dalal (15 February 2014). The Puffin History of India. Penguin Books Limited. صفحات 24–.  . مؤرشف من الأصل في 18 يناير 2020.
  10. Romila Thapar, A History of India (Penguin Books: New York, 1966) p. 23.
  11. "Indus River Valley Civilizations". History-world.org. مؤرشف من الأصل في 14 ديسمبر 201704 يناير 2016.

موسوعات ذات صلة :