تاريخ بيرو يغطى تاريخ بيرو فترة تزيد عن 13 مليون سنة من التواجد البشري. بدءًا من وصول المجموعات البشرية الأولى من الصيادين و جامعي الثمار منذ نهاية العصر الجليدي وحتى الالفية الثالثة عشر قبل الميلاد وتطوير أحفادهم للبستنة حتى الالفية الثامنة قبل الميلاد. بعد ذلك بدأ التصاعد في التعقيد الاجتماعي والثقافي لشعوب المنطقة، مما أدى إلى ظهور بيرو القديمة. وبحلول الألفية الرابعة قبل الميلاد ظهرت على الساحل المركزي مجتمعات بنت صروح معمارية ونسجت شبكة تجارية واسعة للربط بين المنتجات الأمازرونية والساحل الإكوادوري، وشكلت الحضارة الكارال-سوبى والتي بدأت تتلاشى عام 1800 قبل الميلاد مفسحةً المجال لتجمعات مدنية جديدة إلى شمال وجنوب الساحل، وبزوغ حضارة الكوبيسنيكي وظاهرة شافين، أحد المراكز الحضارية المهمة والذي ساهم في تحديد المجتمعات الزراعية في عصره حتى عام 200 قبل الميلاد. خلف شافين أول الدول العسكرية التابعة لحضارتي موتشيفي الشمال و النازكا في الجنوب والتي ظهرتا بالتوازي مع صعود حضارة تيواناكو تيواناكو في الألتيبلانو (الأرض المرتفعة). منذ العام 600 ظهرت في منطقة أياكوتشو حضارة واري مرتكزة على تطوير المدرجات لزراعة الذرة والتي أدت إلى تطور حضاري وتأثير ملحوظ على حضارتي موتشي وتيواناكو. وأخذت حضارة أوارى بالانتشار تدريجيا عبر جبال الانديز في الشمال حتى وصلت إلى كاخاماركا. إلا انه في بداية الألفية الثانية تجزأت السلطة السياسية مما أدى إلى نشأة عدة دول مركزية مثل لمبايكي وتشيمو في الشمال وتشينتشا في الجنوب التي أنشأت شبكة تجارية واسعة امتدت من الإكوادور حتى منطقة الألتيبلانو. في عام 1438 بدأت إمبراطورية الإنكا في التوسع وحتى القرن السادس عشر حيث هيمنت على الجزء الأكبر من الأراضي في النصف الغربي من الكرة الأرضية. في عام 1532 تم احتلال بيرو بقيادة فرانسيسكو بيزارو وبدعم من بعض الشعوب المنشقة عن امبراطورية الانك، تبع ذلك الحروب الأهلية بين المحتلين حتى اعلان بيرو تابعة للتاج الاسبانى في عام 1572 ،وصول الأسبان وحقبة الاحتلال تزامن مع تقديم الكنيسة الكاثوليكية وتمازج مكثف بين الأجناس الأسبان والهنود والسود كعبيد مأخوذين من أفريقيا. خلال القرن السابع عشر سيطر التعدين على الاقتصاد التجاري في المستعمرات التابعة لأسبانيا وخصوصا حول بوتوسي. عزز تطبيق الاصلاحات البربونية العدوانية في القرن الثامن عشر الثورات المتعاقبة والتي أدت إلى التمرد العنيف الذي قاده توباك امارو الثاني (1780-1781). كما أن الغزو الفرنسي لأسبانيا شجع الأفكار التحريرية في بيرو والتي تكللت بإعلان الاستقلال في عام 1821 ثم تأكيده في عام 1824 بمساعدة حركات التحرر في الجنوب والشمال. عادة ما يتم تقسيم تاريخ بيرو إلى 1.عصور ما قبل كولومبوس. 2. المستعمرة (بعد الاحتلال الأسباني). 3. الجمهورية (بعد الاستقلال).
بيرو القديمة
العصر الحجري
أطول مرحلة في تاريخ بيرو هي تلك التي سبقت الغزو الأسباني في القرن السادس عشر. يشير أقدم دليل على وجود البشر في بيرو إلى أن الانسان وصل منذ حوالي خمسة عشر ألف سنة من القارات الأخرى، بحلول نهاية عصر السقيع الأخير في نهاية العصر الجليدي على وجه الدقة. كان سكان بيرو الأوائل، الذين نظموا انفسهم على شكل جماعات وعشائر، من الصيادين وجامعي الثمار. تمثلت الأنشطة الاقتصادية الرئيسية في صيد فصيلة الجماليات أو الابليات الجنوبية الأمريكية (خاصة حيوان الغوناق) في المناطق المرتفعة، بالإضافة إلى الصيد وجمع الاسماك الصدفية في المحيط الهادئ (معتمدًا على الثراء البيلوجي لتيار همبولت)، بالإضافة إلى صنع الأدوات الحجرية المنحوتة. وقد تم العثور على أهم بقايا هذه الحقبة في الأماكن التالية: •كهف الجيتاريرو. •بيكيماتشاي. •تشيفاتيروس. •خايوماتشاي. •كهف توكيبالا. •بايخان. •تريس بينتاناس (النوافذ الثلاثة). •لاوريكوتشى.
العصر العتيق
العصر العتيق المبكر
يمتد الجزء الأول من العصر القديم المعروف باسم العصر القديم المبكر من 8000 إلى 3000 قبل الميلاد. بعد الانحسار التدريجي للجليد، استوطن صيادين الجماليات والغزلان مرتفعات ووديان الأنديز، وقد سارعت الظروف الجوية الشبيهة بالحالية من عملية تدجين الحيوانات والنباتات وهكذا ظهرت أول البساتين الشبة بدوية، لكن دون إهمال الصيد وجمع الثمار. أما على الساحل فقد كان النشاط الرئيسي هو الصيد وبيع الأسماك. وكان الاكتشاف التدريجي للزراعة سببًا لاستقرار الاقتصاد، الأكواخ الأولى تم اكتشافها على الساحل (تشيلكا، باراكاس) كانت مصنوعة من مواد ذات أصل نباتي ثم أصبحت تصنع من الحجارة والطين في وقت لاحق، كما ظهرت أول الأنسجة البدائية. في هذا السياق ظهرت أول العمارة المراسمية الضخمة ذات الرسومات التصويرية بالإضافة إلى تبادل المنتجات بين المناطق حتى المناطق النائية (كونتشاس سبونديلوس) أقدم الدلائل على نباتات مزروعة في بيرو ظهرت في المواقع التالية:- •نانتشوك، في وادي ألتو سانيا، اقليم كاخاماركا، في الألفية الثانية قبل الميلاد، حيث تم العثور على بقايا بذور اليقطين والقرع مزروعة منذ 8000 قبل الميلاد. •كهف الجيتاريرو، على المنحدرات الغربية لكوردييرا نيجرا، اقليم انكاش، مع بقايا من محصول الفاصوليا.
مواقع أخرى مهمة في هذه الفترة هي التالية: •سانتو دومينغو دى باراكاس في شبه جزيرة باراكاس، حيث تم العثور على بقايا أول صياد بشبكة في أمريكا، و باني أقدم قرية في بيرو وأول بستاني على الساحل الأمريكي. •تيلارماتشاى، المأوى الصخري في المرتفعات الوسطى، اقليم خونين، بقايا أول تدجين للجماليات (اللاما والألبكة) الأمريكية. •تريس بنتاناس (النوافذ الثلاث)، في مرتفعات هواراتشيري في اقليم ليما، آثار تدجين البطاطا والخضروات الجذرية واليقطين. •تشيلكا، في بامبا دى تشيلكا، في منتصف الساحل جنوب ليما، حيث عثر على بقايا قرية صغيرة من أكواخ ومقابر. •بيكيماتشاي، بالقرب من أياكوتشو في المرتفعات الجنوبية حيث عثر على بقايا أول مربي للخنازير في أمريكا بالإضافة إلى زراعة الكينوا واليقطين. •خايواماتشي، أيضا بالقرب من أياكوتشو، وجود دليل على زراعة نبات الأشيوت وتربية الإبل. •ثيررو بالوما، في وادي تشيلكا، في وسط الساحل جنوب ليما، حيث تم العثور على بقايا عدد من القرى المتداخلة بالإضافة إلى عدد من المقابر الآدمية.
العصر العتيق المتأخر
في النصف الثاني من العصر العتيق والمعروف أيضا بالعتيق المتأخر والذي يمتد من 3000 إلى 1800 قبل الميلاد والذي يتميز أساسًا بظهور العمارة الضخمة في المراكز الإدارية والاحتفالية الأولى أو المعابد وظهور منظمات أكثر تعقيدًا ذات طابع ديني. بالإضافة إلى الدورات الزراعية التي سيطر عليها الكهنة علماء الفلك مما اعطاهم سلطة كبيرة. في هواكا بريتا، في وادي تشيكاما، الساحل الشمالي في لا ليبرتاد، عثر على بقايا أول نسيج في بيرو وأمريكا و........................ ظهرت المعابد الأول على الساحل والأوسط و شمال-الأوسط وفي المرتفعات الوسطي. وغالبًا كانت أهرامات متدرجة، ذات ساحات دائرية والتي أحيانا ما تكون قريبة من النُصُب وأحيا تكون بعيدة عنه. ومع اقتراب نهاية العصر ظهرت أولى المنشآت ذات النباتات على شكل U. المعابد أو الكراكز الادارية الاحتفالية المرتبطة بتلك الفترة هي كوتوش، والأسبيرو، ولا جالجادا، وباندورريا، وبونكوري، وسيتشين باخو، وثيررو سيتشين، والبارايسو (الجنة)، وخصوصًا كارال.
كارال، أول حضارة في أمريكا
ظهرت حضارة كارال منذ عام 3200 قبل الميلاد في منتصف الساحل في بيرو. وكانت كارال واحدة من أقدم المدن فيها، والتي احتوت على أهرامات حجرية و سحات عامة للاحتفالات ومذابح حول النار المقدسة، وتصميمات معقدة تظهر الاستغلال المتقن للمساحات الفارغة، وعزف سكانها الموسيقى على مزامير ذات فتحتين. ومنذ ذلك عل الحين، وفي جميع أنحاء بيرو، ظهرت سلسلة من التقاليد الثقافية التي أدت إلى نشأة اتحادات وممالك وامبراطوريات لمدة أربعين قرنًا.
العصر التكويني
ينقسم العصر التكويني، الذي يسمي أيضا العصر الأوَّلي، إلى ثلاث مراحل: التكويني الأدنى (1500-1800قبل الميلاد). التكويني الأوسط (1500-700 قبل الميلاد). التكويني الأعلى (700-200قبل الميلاد).
التكويني الأدنى
تقليديًا يتم تحديد بداية العصر التكويني مع ظهرو الفخار، وقد تم العثور على بقايا ذلك في الأماكن التالية: توتيساينيو، في غابات الأمازون، من 1900 إلى 1700 قبل الميلاد. كاتوش وايراخيركا، في مرتفعات هوانوكو، حوالي 1850 قبل الميلاد. لاس ألداس على ساحل أنكاش حوالي 1800 قبل الميلاد. أنكون، على ساحل ليما، 1600 قبل الميلاد. وتعتبر مزارع الذرة وبناء خطوط الأنابيب الرئيسية، وتطوير المنسوجات والأدوات المعدنية من الانجازات الهامة في هذه الفترة. أما في الحياة السياسية فقد ظهرت المقرات الرئاسية أو العقارات حيث تتركز السلطة السياسية. ومع ذلك فإن السمة الرئيسية لهذة الفترة هي ظهور الصروح المعمارية الضخمة، والمراكز الاحتفالية التي غالبًا ما تغطي مساحة واسعة أكبر من أسلافهم في العصر العتيق. كان تخطيط المعابد والاضرحة غالبًا ما يكون على شكل U: مبنى مركزي واثنين على الجانبين يحيطون بميدان دائري أو مستطيل. أعظم تلك المباني الضخمة التي برزت في بدايات العصر التكويني، وبعضها استمرت في المرحلة التالية، منها: •أواكا لا فلوريدا، تقع في وادى ريماك، ليما. •كارادال، تقع في وادي لورين، ليما. •ألداس، بالقرب من كاسما (أنكاش)، المطلة على المحيط الهادي. •بامبا دى لاس ياماس-موكسيكى، في وادي كاسما، التي تتكون من معلمين أو هرمين هما: موكسيكي و أواكا آ أو (أواكا دى لاس ياماس). •سيتشين ألتا، في كاسما، هو مجمع ضخم، قد يكون أكبر أثر يتبع العصر التكويني، وهو هيكل هرمي الشكل يتكون من منصات متراكمة تمثل النُصُب الرئيسي. •ثيررو سيتشين، بين نهري سيتشين وكاسما، ويشتهر بالكتل ذات الواجهات المنحوتة نحوتات بارزة تمثل كهنة محاربين وجثث مشوهة (حوالي 1500 قبل الميلاد). • أواكالوما، وتقع في كوينكا ديل كريسينيخاس، كاخاماركا.
التكويني الأوسط
نشأت الحضارة الكوبيسنيكية على الساحل الشمالي، وأوصلت الخزف الانديزي إلى أقصى قممه الفنية. وهذا يظهر في موقع كابايو مويرتو "الحصان الميت" في وادي موتشى بمنطقة ليبرتاد "الحرية" [1][2]، ويعتبر "اواكا دى لوس رييس" أعظم صرح لهذا الفن، كما يبرز أيضًا "بينكوري" و "ثيررو بلانكو" في وادي نيبينيا بأنكاش.
التكويني الأعلى:
شهد هذا العصر تطور عدد من المظاهر الثقافية المختلفة متأثرة بحضارة تشافين. على الساحل الجنوبي ظهرت قري براكاس التي ضمت الفلاحين وصائدي الأسماك، وتميزت بالتطريزات متعددة الألوان والتي تعتبر من أهم الأعمال الفنية من بيرو القديمة. أما في مرتفعات تيكاكا، فقد نجحت حضارة بوكارا في تطوير نظام لرى الأراضي المرتفعة المحاطة بالمياة(كامييونيس أو وارو وارو)، مما مكَّنهم من زراعة سهول الأنديز الباردة المرتفعة.
بنهاية هذه الحقبة، حوالي عام 400 إلى 200 قبل الميلاد، كان الضغط من السكان المجاورين، وتسربهم من الأماكن المحيطة سببًا لهجر المعابد والمراكز الإقليمية الأصغر حجمًا.
الثقافات الإقليمية الأولى:
الوسيط المبكر، بين القرن الثاني قبل الميلاد. والسادس الميلادي.
مع حلول عام 200 قبل الميلاد، كانت حضارة الأنديز قد تطورت لتكوِّن أشكالًا سياسية معقدة. ومددت الزراعة وقامت ببناء قنوات عظيمة للري في الصحراء الشمالية والساحل المركزي باللإضافة إلى القنوات الجوفية في الساحل الجنوبي. وتعتبر حضارات موتشى، ونازكا، وريكواي، وكاخاماركا، وفيكوس، وليما، وتيواناكو هي الأكثر شهرة ونجاحًا في هذه الفترة. ويبدو أن معظم هذه الحضارات كانت تحكمها نخبة راقية من المحاربين الذين شجعوا إنتاج التحف الفنية عالية الجودة والتي اعتبرها البعض من أهم الأعمال الفنية في أمريكا في عصر ما قبل كولومبوس (خاصة فخار حضارة موتشى ونازكا وريكواي، ونسيج حضارة نازكا، ومجوهرات حضارة موتشي، والفن التحللي لحضارة تيواناكو).
- تطورت حضارة موتشى بين عام 200-700 قبل الميلاد في وادي موتشى وانتشرت في الوديان في شمال بيرو مُكوِّنة حضارة طبيقية حيث لعب فيعا الكهنة دورًا مهمًا. في عام 1987 تم اكتشاف مقبرة عظيمة تخص الملك سيبان، أحد ملوك موتشى يعود تاريخها إلى القرن الرابع الميلادي في وادي لامباييكي. وتعتبر المنحوتات السيراميكية الواقعية الخاصة بحضارة موتشى من أفضل الآثار المتبقية من حضارات ما قبل كولومبوس، خاصة تلك المسماة بصور الأواكوس والتي تمثل تعبيرات مختلفة لشخص ما. أما في العمارة فتبرز الأهرامات المبنية من الطوب اللبن والتي تعرف باسم أواكاس ديل السول إي دى لا لوناز ويبرز أيضا المشغولات الذهبية ذات التقنية العالية كتلك الموجودة بمقبرة الملك سيبان.
- نشأت حضارة نازكا بشكل أساسي في الوديان بمقاطعة ايكا الحالية حوالي القرن الأول الميلادي وبدأت في الانحدار في القرن السابع. ويقع مركزها في كاواتشي. ويبرز من آثار حضارة نازكا الفخار الملون المزين بأشكال رجال وحيوانات ونباتات وغيرها بالإضافة إلى فن النسيج. أما الأكثر إثارة للإعجاب فهي شبكة القنوات والتي تعتبر انجازًا حقيقيًا في الهندسة الهيدروليكية بالإضافة إلى الخطوط العملاقة الممتدة في سهوب نازكا، والمعروفة باسم خطوط نازكا والتي لاتزال حتى الآن مثارًا للنقاش.
- حضارة ريكواي تطورت في مرتفعات مقاطعة انكاش بين 200 و 600 م ويعتبر النحت هو أكثر تعبيراتها الثقافية أهمية، ومنها كتل ريكواي الشهيرة، وهي كتل حجرية اسطوانية الشكل منحوتة لتمثل المحاربيين ذوى الرتب العالية
المراجع
- Quechua - تصفح: نسخة محفوظة 27 يوليو 2011 على موقع واي باك مشين.
- Origins and diversity of Quechua - تصفح: نسخة محفوظة 29 يناير 2017 على موقع واي باك مشين.