الرئيسيةعريقبحث

تاريخ فيتنام


☰ جدول المحتويات


caption

تاريخ فيتنام يغطي فترة تزيد على 2700 سنة. وإلى حد بعيد كانت علاقة فيتنام التاريخية الأكثر أهمية مع الصين.[1]

عصر ما قبل الأسرات

برميل برونزي من الحضارة دونغ سون، فيتنام

سكنت المنطقة المعروفة حاليا باسم "فيتنام" منذ العصر الحجري القديم، وهناك مواقع أثرية في محافظة تان هوا يرجع تاريخها إلى عدة آلاف من السنين. ويرجع علماء الآثار بدايات الحضارة الفيتنامية إلى حضارة "فونغ نغوين" التي ظهرت في أواخر العصر الحجري الحديث وبدايات العصر البرونزي وتمركزت في محافظة فين فوك الفيتنامية منذ حوالي سنة 2000 إلى 1400 ق.م. وحوالي 1200 ق.م ومع تطور زراعة الأرز وصناعة سبك البرونز في حوض نهر ما وحوض النهر الأحمر ظهرت حضارة دونغ سون التي اشتهرت باستخدامها البرونز في صناعة الأسلحة والأدوات، وقد اكتشف الكثير من مناجم النحاس القديمة في شمال فيتنام، هناك بعض أوجه الشبه بين المواقع دونغ سون ومواقع أخرى في جنوب شرق آسيا وتشمل وجود توابيت على شكل زورق وجرات للدفن، أعمدة أو ركائز للمنازل وغيرها من الأدوات البسيطة.

عصر الأسرات

مقابر الملوك في هيو

بعد ضم أسرة هان الصينية فيتنام إليها بدءا من سنة 111 ق.م، استمرت بالخضوع للتبعية الصينية لألف سنة[2]، وقد كانت هناك محاولات للاستقلال ولكنها لم تدم طويلا، كمثل محاولة الأخوات ترونغ ومحاولة الأميرة تريو، وأطول فترة استقلال ذاتي كانت ما بين 544 و602 م من فان هوان خلال حكم أسرة لي الأولى. وفي عام 938 م هزم أحد القادة الفيتناميين القوات الصينية في معركة "نهر باتش دانغ". فاستعادت البلاد استقلالها بعد 10 قرون من الهيمنة الصينية[3]. وأعاد تسميتها إلى داي فييت (فييت العظمى)، وقد عاشت فيتنام عصرها الذهبي خلال حكم أسرتي "لي" و"تران"، وقد تمكنت داي فييت من منع ثلاث محاولات لغزوها من قبل المغول[4]. ازدهرت الديانة البوذية في فيتنام حتى أضحت الديانة الرسمية للبلاد. ثم تعرضت البلاد خلال حكم "أسرة هو" لهيمنة الصين خلال أسرة مينج، ولكن سرعان ماتخلصت من التبعية بقيادة لي ليو مؤسس أسرة لي. وقد وصلت فيتنام أقصى امتداد لها خلال أسرة لي في القرن الخامس عشر، خصوصا حكم الإمبراطور لي تانه تونغ (1468-1497).

توسعت فيتنام جنوبا وما بين قرن الحادي عشر والثامن عشر، خلال مايسمى بعملية نام تيان nam tiến أو التمدد إلى الجنوب[5]. حتى غزت أخيرا مملكة جامبا (مملكة كمبوديا) وأجزاء من مملكة الخمير[6][7].

خريطة لفيتنام تظهر تمدد فيتنام جنوبا (نام تيان 1069-1757).

اجتاحت الحروب الأهلية التي آذنت بنهاية تلك الأسرة، فقد ظهرت أسرة ماك المدعومة من الصين متحدية لنفوذ أسرة لي، ولكن لم تنته تلك الأسرة من المناهضين من أسرة ماك إلا وقد وصلت إلى مرحلة من الضعف بحيث تم تقسيم البلاد ما بين لوردات حكموا شمال البلاد (لوردات ترينه) وجنوبها (لوردات نجوين)، مما أدخل البلاد في آتون الحرب الأهلية استمرت لأربعة عقود. خلال تلك الفترة تمكن النجويان من التوسع جنوبا وضم دلتا الميكونج وبلاد تشامبا وأراضي الخمير الحمر التي حول دلتا نهر الميكونج إليهم. ثم انتهت الحرب بتمكن أخوة تاي سون من هزيمة كلا الأسرتين واستلامهما بزمام الحكم. بيد أن ذلك لم يدم طويلا حتى تمكن لوردات نجويان من هزيمتهم بمساعدة الفرنسيين وتوحيد البلاد تحت حكم الأسرة نجويان وإمبراطورهم المسمى جيا لونغ.

عصر الاستعمار الغربي

علم الهند الصينية الفرنسية (المستعمرة الفرنسية)

تآكل استقلال فيتنام تدريجيا عندما أقدمت فرنسا على سلسلة من الغزوات العسكرية منذ عام 1859 حتى عام 1885 عندما أصبحت البلاد كلها جزءا من مستعمرة الهند الصينية الفرنسية. وفرضت الإدارة الفرنسية تغييرات سياسية وثقافية هامة في المجتمع الفيتنامي على غرار النظام الحديث في الدول الغربية، وطورت نظام التعليم وراجت الديانة المسيحية بشكل واسع في المجتمع الفيتنامي. وتركز معظم المستوطنين الفرنسيين في الهند الصينية في كوجين جينا (الثلث الجنوبي من فيتنام وكانت مدينته الرئيسية هي سايغون)[8] وطورت الإدارة الفرنسية مايسمى باقتصاد المزارع (بالإنجليزية plantation economy) لتشجيع الصادرات من التبغ والشاي والقهوة، وتجاهلت دعوات متزايدة من أجل الحكم الذاتي والحقوق المدنية. ثم سرعان ماظهرت الحركة السياسية الوطنية، بقيادة فان بوي تشاو وفان تشو ترينه وفان دنه فونج، أما الإمبراطور هام نجهى وهو تشي منه فكانا الداعين إلى الاستقلال. ومع ذلك ظلت فرنسا مهيمنة على تلك المستعمرات حتى الحرب العالمية الثانية، عندما أدت حرب اليابان للسيطرة على المحيط الهادي إلى غزو الهند الصينية الفرنسية سنة 1941. وسبق ذلك إنشاء إدارة فيشي الفرنسية، وهي دولة صورية كانت في يد ألمانيا النازية حليفة إمبراطورية اليابان واستغلت الموارد الطبيعية في فيتنام لأغراض الامبراطورية اليابانية في الحملات العسكرية في المستعمرات البريطانية في الهند الصينية من بورما، وشبه جزيرة الملايو والهند.

حرب الهند الصينية الأولى

المظليين الفرنسيين في منطقة الدلتا بشمال فيتنام (1952)

في سنة 1941، ظهرت—حركة التحرر الشيوعية القومية -- فيت مين تحت حكم هوشي منه، وسعت إلى استقلال فيتنام عن فرنسا وكذلك مقاومة الاحتلال الياباني. وقد لقي نحو 2 مليون فيتنامى، أي حوالي 10 ٪ من السكان ماتوا خلال مايسمى بمجاعة فيتنام من 1944-45.[9] وفي أعقاب الهزيمة العسكرية لليابان وسقوط امبراطوريتها الفيتنامية الدمية في أغسطس 1945، واستولت قوات فيت مين على هانوي وأعلنت الحكومة المؤقتة، والذي أكدت فيه الاستقلال بتاريخ 2 أيلول / سبتمبر.[10] وقد أرسلت الجمهورية الفرنسية المؤقتة قوات استطلاع فرنسية للشرق الأقصى في نفس العام والتي تم إنشاؤها أصلا لمحاربة قوات الاحتلال اليابانية، وكان هدف هذه القوات مقاومة حركة التحرير واستعادة السيادة الفرنسية. وفي 20 نوفمبر عام 1946، فاندلعت الحرب الهندوصينية الفرنسية التي نجمت عن حادث هايفونغ بين فيت مين والقوات الفرنسية التي دامت حتى 20 تموز/يوليو 1954.

على الرغم من قلة الخسائر الفرنسية - فيلق التدخل السريع دفع ثمن 1/3 ضحاياه بسبب الدعم الصيني السوفييتي لقوات فيت مين - خلال تلك الحرب، إلا أن الفرنسيون وحلفاؤهم من الجيش الوطني الفيتنامي قد خسروا بالنهاية معظم المواقع الإستراتيجة المهمة بعد معركة ديان بيان فو، مما سمح لهوشي منه أن يفاوضهم لأجل وقف إطلاق النار وهو في موقع القوة في مؤتمر جنيف 1954. فانتهى عهد الاستعمار في الهند الصينية بعد تفكك "المستعمرات الفرنسية في الهند الصينية". ووفقا لاتفاقيات جنيف 1954 تم فصل الجنوب عن الشمال، مع وجود منطقة منزوعة السلاح بينهما. وقسمت فيتنام، حيث جزء مع "هوشي منه" فيتنام الديمقراطية الشعبية، وقسم آخر للإمبراطور باو داي في جمهورية فيتنام، وذلك لم يكن مقصودا من اتفاقات 1954، ولكنهم منعوا تدخل قوى ثالثة. واطاح رئيس وزراء دولة فيتنام نغو دينه ديم ب"باو داي" - خلافا لرأى مستشاره الأمريكي - في استفتاء نظمته "brother Ngo Dinh Nhu"، ونصب نفسه رئيسا لجمهورية فيتنام. ورضف ديم عقد انتخابات وطنية بحلول سنة 1956، على الرغم من النداءات المتكررة من جانب الشمال لاجراء محادثات لمناقشة الانتخابات.

أثار الحرب الباردة

بعد تقسيم الفيتنام على دوليتين منفصلتين الشمال والجنوب بدات الصين والاتحاد السوفياتي سابقا بدعم القسم الشمالي، والولايات المتحدة الأمريكية بدعم القسم الجنوبي ،مما أدى إلى نشوب حرب فيتنام التي جعلت من الفيتنام مسرح الاستعراض القوة الشيوعية والرأسمالية في ذلك الوقت ودفع الفيتناميون ثمن هذه الحرب التي انتهت بهزيمة الاميركيين الذين اجبروا على الانسحاب في اذار / مارس 1973، من مدينة سايغون التي سيطرة عليها قوات فيتكونغ.

مراجع

  1. Kenny, Henry J. (2002). Shadow of the dragon: Vietnam's continuing struggle with China and its implications for U.S. foreign policy. Brassey's.  . مؤرشف من الأصل في 27 مارس 2020. p. 18.
  2. الاستعمار الصيني (200ق.م - 938ب.م) - تصفح: نسخة محفوظة 25 يناير 2009 على موقع واي باك مشين.
  3. عرض الرماح وتسليط الضوء على الإستراتيجية العسكرية القديمة, Viet Nam News نسخة محفوظة 27 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
  4. أسرة تران وهزيمة المغول - تصفح: نسخة محفوظة 29 ديسمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  5. أسرة لي والتمدد إلى الجنوب - تصفح: نسخة محفوظة 03 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  6. The Kingdom of Champaنسخة محفوظة 17 أكتوبر 2015 على موقع واي باك مشين.
  7. The Chams: Survivors of a Lost Civilisation - تصفح: نسخة محفوظة 26 فبراير 2012 على موقع واي باك مشين.
  8. الكفاح الفرنسي المعادي للثورة: الهند الصينية والجزائر. بي‌دي‌إف الأكاديمية العسكرية للولايات المتحدة نسخة محفوظة 8 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
  9. "فيتنام تحتاج أن تذكر المجاعة سنة 1945" - تصفح: نسخة محفوظة 19 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  10. إعلان الاستقلال، جمهورية فيتنام الديموقراطية -- Vietnam Documents نسخة محفوظة 09 فبراير 2014 على موقع واي باك مشين.

موسوعات ذات صلة :