تامر المسحال صحفي فلسطيني عاش سنوات الطفولة في حي الشيخ رضوان في مدينة غزة في خضم أجواء الانتفاضة الأولى عام 1987، وبدأ الدارسة الجامعية في الإعلام مع انطلاقة الانتفاضة الثانية عام 2000، وشاءت الأقدار أن تكون أول تغطية كبيرة له بعد انضمامه لشبكة الجزيرة الإخبارية هي الحرب الإسرائيلية على غزة عام 2008. المولد والنشأة
تامر المسحال | |
---|---|
معلومات شخصية | |
اسم الولادة | تامر حسن ابراهيم المسحال |
الميلاد | 23 مارس 1983
تلقى المسحال تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) في غزة، ثم انتقل للدراسة الثانوية في مدرسة الموهوبين النموذجية في القسم العلمي. حصل على شهادة البكالوريوس في الإعلام في الجامعة الإسلامية بغزة عام 2004 بدرجة الامتياز "الأول على كلية الآداب"، وحصل على درجة الماجستير في الإعلام الدولي من جامعة ويستمنستر في لندن عام 2007 بدرجة الامتياز. بدأ تامر المسحال عمله في الإعلام متدربا في مكتب صحيفة القدس المحلية في غزة، ثم انتقل إلى مكتب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عام 2001، ومع بداية الانتفاضة الثانية ازداد فرص العمل الصحفي، وحصل حينها على فرصة التدريب في هيئة الإذاعة والتلفزيون البريطانية "بي بي سي" ثم تتدرج إلى منتج أخبار ثم إلى مراسل في عام 2006. حيث بدأ فيها متدربا قبل أن يصبح منتجا للأخبار ومترجما في القسم الدولي فيها، وعين عام 2006 مراسلا من غزة للقسم العربي في "بي بي سي". في شهر مارس/آذار 2008 انضم للعمل في قناة الجزيرة مراسلا لها في قطاع غزة. المسار المهني خلال مسيرته المهنية، قام تامر المسحال بتغطية أبرز الأحداث الميدانية والسياسية المهمة التي وقعت في غزة.غطى المسحال الحروب الثلاث التي شنتها إسرائيل أعوام 2008 و2012 و2014، كما كان له دور في تغطية آثار الحصار الإسرائيلي، حيث نجح خلال عمله في إنتاج قصص مميزة وتغطيات مباشرة متعددة. أنتج تامر المسحال عددا من الأفلام الوثائقية لصالح شبكة الجزيرة، مثل "فراس المظلوم.. ولد في غزة" و"غزة.. دموع وانتصار" و"خزاعة.. الكارثة والبطولة"، فضلا عن فيلم استقصائي لبرنامج الصندوق الأسود حمل عنوان "رفح.. الاتصال مفقود"، الذي حاز على متابعة ضخمة كونه حمل سبقا صحفيا في الكشف عن تفاصيل مجزرة الاحتلال الإسرائيلي في رفح في أغسطس/آب 2014، وأيضا الحصول على معلومات حصرية من المقاومة الفلسطينية حول قضية اختفاء الضابط الإسرائيلي هدار غولدن خلال الحرب. لم تقتصر مسيرة المسحال المهنية على غزة حيث قام بتغطية أحداث الثورة في ليبيا عام 2011، والتي أنتج خلالها فيلما وثائقي بعنوان "سرت.. مسارات الحسم"، كما غطى أحداث الثورة في سوريا عام 2013، وأيضا غطى الاستحقاقات الانتخابية في مصر بعد ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، كما قام بتغطية موسم الحج عام 2009، وأيضا جولات المصالحة بين الفصائل الفلسطينية في القاهرة. ورغم أن الصحافة كانت وجهته، إلا أنه درس الثانوية العامة في القسم العلمي للحفاظ على تفوقه في هذا الجانب، كما يقول، ثم درس الصحافة والإعلام في الجامعة الإسلامية ثم "الماجستير" في الإعلام الجديد ببريطانيا وتخرّج في كليهما بتقدير امتياز. قطاع غزةأشهرٌ قليلة مضت على انضمامه إلى طاقم الجزيرة، حتى وجد نفسه في مواجهة تحدي الحرب الإسرائيلية على القطاع، تحدٍ وصفه البعض بأنه اختبار نجح فيه المسحال بدرجة امتياز، ويعلّق على تجربته في الحرب بالقول: "يصعب أن أقيّم نفسي، لكنها كانت الاختبار الأول لي في الجزيرة، وبفضل الله استطعت أن أكون على قدر مسؤوليتي المهنية في تغطية الحرب مع زملائي، وتمكنت من ترك بصمة إنسانية في هذه الحرب". و قد اهتم بتغطية الأحداث في غزة وسرد الأخبار والقصص فيها مثل جميلة الهباش ولؤي صبح والعديد من القصص الأخرى، وايضا تغطيته لأحداث مستشفى الشفاء في فقرة مخصصة له، ويقول المسحال عن تغطيته لأحداث مستشفى الشفاء أنها كانت صعبة وقد كان ينقل القصص الإنسانية في غرفها وتوثيق مآسي المرضى والمصابين التي قد تعرضوا لها. هذه القصص تمثّل مصدراً بالنسبة للمسحال، إذ يقول: "لؤي وجميلة كانا على سرير في المستشفى، أبرزت معاناتهما وكان لها تأثير كبير، ما يعطيني فخرا أني لامست جانبا ترك بصمة، بالإضافة إلى أن الجزيرة كرمتهما مؤخراً من ضمن أفضل شخصيات ظهرت على شاشتها خلال 15 عام من تأسيسها أليس هذا مصدر شعور بالفخر؟". وكما أن الطفلين لؤي وجميلة تركا أثرا في كل من شاهدهما، فإنهما لا يزالان في ذاكرة المسحال ويحاول الاستمرار بالتواصل معهما قدر الإمكان، أما أكثر ما أثّر فيه أثناء الحرب فهو استشهاد الصحفي علاء مرتجى الذي كان صديقاً له، إذ كان يستعد لإجراء مقابلة معه على الهواء وقد كان مصابا في مستشفى الشفاء، وعندما استشهد فجأة فوجد المسحال نفسه مضطرا لإعلان الخبر على الهواء دون أن يدري كيف ستتلقاه عائلته. الإنجاز الأهم بالنسبة للمسحال كان _كما يقول_ تمكنه من البقاء في الميدان رغم صعوبة الأوضاع، ما أكسبه خبرة ميدانية مهمة جداً فيها كثير من التحديات، ولا يحتكر نسب النجاح في الحرب لنفسه فقط، إذ يقول :"أعتقد أن النجاح ليس بشخصي بل بزملائي في العمل، لقد لعبوا دوراً في دعم مجهودي ميدانياً، وفي النهاية أنا في مهنة المتاعب". التوجه إلى ليبيانجاح المسحال في الحرب أهّله لخوض تجربة في ليبيا حيث كان مراسلاً للجزيرة هناك أثناء الثورة، ويقول عن عمله هناك أنها كانت تجربة "مميزة" و "مختلفة". سبب عدم تردده في التوجة إلى ليبيا أمام حجم المخاطر فيها يكمن في حبه لخوض غمار تجربة جديدة على حسب قوله وقد كان تجربة صعبة ولكنها فتح أفق جديد في عمله الصحفي مع دعم عائلته لذلك. ، مضيفا:" لقد أخرجتني ليبيا من نطاق غزة وأعطتني بعدا أكبر، ما يؤهلني للذهاب لأماكن أخرى ويضعني تحت تحديات جديدة". جميل غزة عليهولا ينكر المسحال جميل غزة عليه، إذ يراها سببا في نجاحه في ليبيا كونه استمد منها تجربة ميدانية زاخرة يسعى الصحفيون للمجيء إلى غزة من كل العالم لاكتسابها، كما يرى. عوامل نجاحتشجيع الأسرة كان من أهم عوامل النجاح بالنسبة للمسحال، فقد استجابت العائلة لرغباته ودعمته في وقت لم يكن للصحافة قوتها الموجودة الآن ولا يتوفر لخريجيها فرص عمل كافية، خاصة في ظل رفض المحيط العام له كونه أنهى الثانوية العامة من القسم العلمي ومعظم أصدقائه اتجهوا إلى دراسة الطب والهندسة. بالإضافة إلى الدعم الأسري، فإن المسحال اهتم بشكل كبير بدارسته، ولم يتكاسل عنها بسبب عمله في "بي بي سي" أثناء الدراسة الجامعية، بل أعطاها الأولوية وقدّمها على العمل إذ يؤمن بأهمية الدراسة وبأنها تصقل الخبرة الصحفية علميا وثقافيا، لذا فقد تمكن من التخرج في البكالوريوس بتقدير امتياز رغم عمله ميدانياً. "بعد سنوات قضاها في العمل الصحفي، ما تغير في تامر المسحال؟ يجيب: "قبل الصحافة لم أكن معروفاً، فكانت حريتي أكبر وهذا من تحديات الصحافة، أتمنى ألا تؤثر الشهرة على شخصيتي وأن أبقى تامر المسحال قبل التلفزيون وبعده". الصحافة سلبت من المسحال أيضا هوايته في ممارسة رياضة كرة القدم، التي لم يعد يمارسها إلا قليلا، إلى جانبها أيضا فهو يحب المطالعة والتعرف على آخر المستجدات ويحاول ممارسة ذلك في ظل أن عمله الذي يستنفذ جلّ وقته، ويحاول أن يستثمر وقت الفراغ من الصحافة في الموازنة بين حياته الاجتماعية والعملية. يقول: "كما أنني اخترت الصحافة، لن أفرض على ابني أو بنيّ أي خيار، فلكل منهم شخصيته ورغباته، لكني سأوضح لهم صعوبتها". ما خفى أعظمهو برنامج استقصائي تحقيقي يقدمه تامر عبر شاشةالجزيرة، يقارب في إنتاجه الشكل السينمائي في التصوير والإخراج. وكل حلقة منه ستتناول مهمة استقصائية وملاحقة تفاصيلها ميدانياً، والوصول إلى الأشخاص والجهات المرتبطة بها، ومن خلال البحث في الوثائق والأدلة ذات الصلة، لنتمكن في نهاية المطاف من كشف الغموض الذي يلف هذه القضية، ونقدم للمشاهد نتائج جديدة بشأنها. الجوائز والاوسمةحصل المسحال خلال مسيرته الإعلامية على جوائز محلية ودولية منها جائزة أفضل مراسل عربي عامي 2012 و2014 من منتدى الإعلاميين الشباب العرب، كما منحته كلية كامبردج الدولية البريطانية درجة الماجستير الفخرية تقديرا لجهوده الإعلامية، إضافة إلى أنه كان متحدثا رئيسيا خلال مؤتمر تيد العالمي الذي نظم لأول مرة على أرض غزة تحت شعار "تيدكس الشجاعية"، في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2015، حيث كانت مشاركته بعنوان "الصحفي الإنسان مصادرموسوعات ذات صلة : |