الرئيسيةعريقبحث

تثمين النفايات بفرنسا


☰ جدول المحتويات


في مجال إدارة النفايات، فإن تتمين النفايات وإعادة تدويرها هي عبارة عن مجموعة من الطرق التي يتم من خلالها تحويل النفايات الصلبة أوالعضوية بهدف استخدامها بشكل معين، مثل تحويلها إلى سماد أو إلى طاقة: في الحالة الثانية أي تحويلها إلى طاقة فإننا نتحدث عن التثمين الطاقي. إن تتمين النفايات يمكن أن ينظر له كبديل أفضل من الدفن. ففي القانون المنظم لانتقال الطاقة، الذي تمت المصادقة عليه في مايو 2015، فإن الحكومة الفرنسية تدعو إلى تعزيز إنتاج الطاقة من خلال إعادة تدوير النفايات.

قد تكون بعض التقنيات المستعملة في تتمين النفايات مثارا للجدل، لا سيما عندما يتعلق الأمر بالفرز الميكانيكي البيولوجي أو بوحدات حرق النفايات المنزلية والتي تحدت أثرا سلبيا على صحة المواطنين.

معالجة النفايات المنزلية

غياب المعالجة من مصدرها

في غياب أي عملية لفرز النفايات من مصدرها، تتحدث السلطات المحلية حول النفايات المنزلية. فمن وجهة نظر ذلك الذي يحلل محتويات القمامة المنزلية، فإن النفايات التي لم تخضع لعملية الفرز تطرح مشكلة كبيرة على مستوى معالجتها، ،مما يجعل عملية فرز القمامة المنزلية ذات أهمية كبرى. بشكل عام، فالنفايات المنزلية (التي لا يتم فرزها بسبب اختلاطها مع النفايات الأخرى) يتم تكديسها على مر السنين في مطارح النفايات، في الآونة الأخيرة لحضنا تطور مفهوم المطارح. إذ لم نعد نتحدث عن مرافق التخزين و مدافن النفايات ولكن عن مرافق لتخزين النفايات غير الخطرة -العمل على تغيير هذه المفردات يهدف إلى جعل الإطار التنظيمي أكثر صرامة.
هذه المنشآت الهدف منها حماية البيئة وهي خاضعة للترخيص. لكن بالرغم من التطور الحاصل على مستوى التشريعات و إقامة هذه المطارح الحديثة، فإنها على العموم تبقى عاملا من عوامل الصراع بين الساكنة المحلية والشركات والمجتمع كما هو موضح في دراسة ل ParisTech حول النزاعات ذات الصلة بالمطارح .

المعالجة بعد فرز النفايات من المصدر

يمكن تمييز نوعين من النفايات:

  • الأول يتمثل في النفايات المنزلية القابلة للتخمر
  • الجزء المتبقي يتمثل في النفايات المنزلية الغير قابلة للتخمر.

كل جزء يمكن تقسيمه إلى أجزاء فرعية والتي بدورها تتلقى معالجة مختلفة حسب طبيعتها.

معالجة النفايات المنزلية القابلة للتخمر

النفايات المنزلية القابلة للتخمر تطرح مشكلة كبيرة عند عملية الجمع. في الواقع، فإنه من الصعب المحافظة على النفايات القابلة للتخمر أكثر من 3 إلى 4 أيام دون أن تصدر روائح نتنة. هذا النوع من النفايات غني بالماء، إذ ينبغي العمل على تجفيفه بصبه في أحواض خاصة :تسمى (les Compostainers) .هي عبارة عن حاويات مزدوجة الجدران، يتكون جزئها السفلي الداخلي من جدار أفقي مخرم والذي يقوم بتصريف العصارة إلى وعاء خارجي مهوى. في هذه الحالة يمكن للنفايات أن تبقى أكثر من 15 يوما في هذه الأحواض المعرضة للتهوية دون أن تصدر الروائح النتنة.

النفايات القابلة للتحلل يمكن معالجتها عن طريق تحويلها إلى:

  • سماد من خلال (تصنيع محلي أو صناعي).
  • إنتاج الميثان.

النفايات القابلة للتحلل الناتجة عن النفايات المنزلية العضوية يتم فرزها في المصدر وتكون خالية من كل المواد الصلبة. السماد المحلي المنتج بواسطتها يتم تصنيعه من طرف بعض أصحاب المنازل الفردية المجهزة بحديقة. أما السماد الصناعي فيتم تصنيعه في المنشآت الكبيرة تسمى (plateformes de compostage). بالنسبة لبعض أنواع النفايات الخضراء مثل الورق المقوى فيتم خلطها وسحقها مع النفايات القابلة للتحلل. لا ينصح بإضافة الخشب إلى مثل هذه المنشآت.
فالخشب يتم معالجته بواسطة المدمرات البيولوجية (biocides). ولكن يبقى الهدف النهائي هو الحصول على السماد قابل للاستخدام في الزراعة.

معالجة النفايات المنزلية الغير قابلة للتخمر

حسب المتخصصين في صناعة إعادة التدوير يعتبر الجزء الغير قابل للتخمر من النفايات المنزلية (FNFOM) هو الأهم اقتصاديا.
القيام بعملية الفرز من المصدر يعزل النفايات المنزلية القابلة للتخمر والتي من شأنها أن تلوث المكونات الأخرى للنفايات المنزلية وهو ما يشكل عائقا لعملية إعادة التدوير.
كل مكون يخضع للمعالجة المناسبة له. على سبيل المثال، في مونبلييه، فإن منشأة ديميتر (DEMETER) تقوم بفرز كميات كبيرة من الورق المقوى والورق والتي يتم نقلها فيما بعد بواسطة الشاحنات إلى ميناء برشلونة. كذلك المصانع الصينية تعتبر زبونا مهما فهي تقوم بمعالجة هذه الكميات من الكارتون من أجل تحويلها إلى أوراق ذات جودة عالية يعاد بيعها في جميع أنحاء العالم.
هذه بعض الأرقام المقدمة من قبل اتحاد البلديات بمونبلييه: مجلة هرموني العدد 240 نشرت مجموعة من الإحصائيات المتعلقة بنشاط إعادة التدوير في القطب الحضري مونبلييه. كل صباح، ما يقرب من 80 طنا من النفايات القابلة لإعادة التدوير تصل عبرالشاحنات إلى مركز الفرز ديميتر في مونبلييه. الزجاجات والقوارير تمثل في المتوسط 5٪ من هذه النفايات. هناك حوالي 24 مليون قنينة البلاستيكية التي يتم جمعها وإعادة تدويرها كل عام. ولكن هذا ليس كل شيء، ففي شهر مارس تم تدوير: 6681طن من النفايات القابلة لإعادة التدوير. 182 طن من الورق. 400 طن من الخشب؛ * 25 طنا من نفايات المعدات الكهربائية والإلكترونية. هذه الأرقام تبدو أنها مهمة بالنسبة لهذه المدينة التي تضم 000 400 نسمة.

تثمين الطاقة

مفهوم تثمين الطاقة يرتكز على استعادة وتقييم الطاقة المنتجة أثناء معالجة النفايات بمختلف الوسائل، بما في ذلك طريقة الاحتراق، الكتلة الحيوية وعملية الهضم اللاهوائي. (la méthanisation) الطاقة المنتجة يتم استخدامها في شكل حرارة أو كهرباء. تثمين الطاقة يمكن القيام به مباشرة دون تردد بالنسبة (للنفايات المنزلية أو البلدية) في حين أنه يمكن أن يتأخر لبعض الوقت بالنسبة للنفايات الصناعية.
في كتابه، داني ديتمان (Dany Dietmann) يعمل على تقييم عملية حرق النفايات: «عملية الحرق هي في الواقع مخرب كبير للغلاف الجوي، إذ تقوم بمزج هائل للمواد السامة في الهواء مثل الديوكسين». في الصفحة 40-41 يقول داني: «حرق طن واحد من النفايات المنزلية يتطلب استهلاك 6 أطنان من الهواء الضروري لتوفير الأكسجين للاحتراق.» وهو ما ينتج:

  • 6640 كيلوغرام من الدخان بما في ذلك 950 كيلوغرام من ثاني أكسيد الكربون CO2 وغيرها من المركبات العضوية المتطايرة، والديوكسين.
  • 545 كيلوغراما من النفايات الرطبة.
  • 320 كيلوغراما من الرماد.
  • 40 كلغ من المعادن الثقيلة والديوكسين، وما إلى ذلك.

أي إطلاق 7545 كجم من الغازات شديدة السمية يتم ضربها في حجم الإنتاج اليومي والشهري والسنوي لمنشآت معالجة النفايات المنزلية. الدخان والرماد السام المتطاير يذهب إلى الغلاف الجوي بالإضافة إلى المسطحات المائية.
الحرارة الناتجة عن عملية الاحتراق تبقى ضعيفة ولا يمكن تخزينها.كما أن التقييم الموضوعي من منظور البيئة، الذي أجري من قبل الجمعيات الأعضاء بالمجالس المحلية المختصة بالإشعار والمراقبة (CLIS)، يبين أن التلوث بالديوكسين أمر مؤكد. إذن ما هي الفائدة الحقيقية بالضبط؟ الفائدة ذات الطابع البيئي الطويلة الأمد أم الفائدة الاقتصادية القصيرة الأمد.

انظر أيضاً

المصادر

  • « Titre IV - Lutter contre les gaspillages et promouvoir l’économie circulaire - Ministère du Développement durable » , sur www.developpement-durable.gouv.fr (consulté le 29 mai 2015)
  • « InVS | BEH n°17 février 2009 / n°7- 8 - Numéro thématique - Incinération des ordures ménagères en France : effets sur la santé » , sur www.invs.sante.fr (consulté le 29 mai 2015)
  • Citons celle d'Aspiran dans l'Hérault qui traite les déchets de la communauté de communes du Centre-Hérault.
  • op. cit. Danny Dietmann, 2005
  • Fraction Fermentescible des Ordures Menageres (FFOM)

موسوعات ذات صلة :