لقد عرف الانسان منذ القدم ان النظر بالسماء ورصد حركة النجوم منذ القدم له العديد من الفوائد وبذلك استطاعو تحديد الاتجاهات في غياب العديد من الاختراعات التي نعرفها الان، وفي وقتنا الحالي نستطيع تحديد اتجاه الشمال بطريقه غير مباشره اي بصوره تقريبيه من خلال الكثير من الآليات منها استخدام البوصله البسيطه التي تشير دائما إلى اتجاه الشمال المغناطيسي الذي يكون بالقرب من اتجاه الشمال الجغرافي الحقيقي المطلوب أو من خلال معرفتنا موقع شروق الشمس بالتالي نعرف الشروق والغروب فيكون الشروق مثلا على يمين الشخص والغروب على يساره وبالتالي يكون موقع هذا الشخص في تلك الهيئة متوجها نحو اتجاه الشمال اي امام الشخص ويمكننا استخدام الساعات ذات العقارب حيث يكون في ساعات النهار توجه لعقرب الساعة نحو موقع الشمس في ذلك الوقت وتنصف الزاوية بين ذلك الرقم في الساعة والرقم 12 وبذلك يكون يمثل اتجاه الجنوب .وفي الليل ومع غياب الشمس يمكننا تحديد الشمال من خلال الوقوف نحو النجم القطبي وهو نجم الشمال (نجم الجدي) فيكون وجه الراصد باتجاه النجم القطبي اي متجه نحو الشمال وظهره يشير لاتجاه الجنوب .
تعتبر الطرق السابقه طرق تقريبه وليست دقيقه لذلك يجب علينا استخدام طرق أكثر دقه وهي كالتالي:لا
اولا : طريقة رصد النجم القطبي
النجم القطبي المعروف حاليا هو (نجم الجدي) وهو النجم الاخير في ذيل كوكبة الدب الاصغر وهو لايمثل القطب السماوي الشمالي الدقيق بل هو اقرب نجم من موقع القطب الشمالي وهو موجود في النصف الشمالي من الكره الارضيه ويتعجز رصده من النصف الجنوبي للارض لان اشعته موازيه لمحور دوران الارض , لذلك عند رصد هذا النجم واسقاط اتجاهه على الارض بواسطة جهاز الثيدولايت فانه يمكننا من الحصول على اتجاه في غاية القرب من اتجاه الشمال، لذلك يجب علينا القيام بالعديد من التصحيحات المطلوبه على هذا الاتجاه عن طريق الاستفاده من جداول الارصاد الخاصه بالنجم القطبي وهي موجوده في الكتب الفلكيه، بالاضافه إلى التعليمات الفلكيه وتطبيق القونين الخاصه بذلك .و نستطيع رصد نجم الشمال من خلال نجم الدب الأكبر واخذ خمس اضعاف المسافه لنصل إلى النجم القطبي في نهاية الدب الاصغر ويمثل النجم القطبي تقاطع لامتداد محور دوران الارض مع القبه السماويه .
ثانيا :طريقة الابره المغناطيسيه (البوصله )
هي احدى الادوات المستخدمه في الملاحه لتحديد الاتجاه بالنسبة لقطبي الارض وتحتوي على مؤشر ذو خاصيه مغناطيسيه يشير نهايته إلى اتجاه الشمال المغناطيسي ويقوم بتعديل وضعيته تبعا للمجال المغناطيسي للارض، وعند استخدام هذه الطريقة فاننا نستدل على اتجاه الشمال المغناطيسي وليس الشمال الجغرافي الحقيقي المراد في هذه الحالة، وذلك لان الشمال الجغرافي لا ينطبق على الشمال المغناطيسي بل ينحرف عنه بزاويه تختلف باختلاف الموقع والزمان، لذلك يجب اجراء تصحيح باستخدام معادلات التصحيح ومعرفة مقدار هذه الزاوية اي مقدار الانحراف بين القطبين الجغرافي والمغناطيسي في الموقع و الوقت المرادين ومن ثم تطبيق هذه التصحيحات على النتائج التي نحصل عليها من خلال البوصلة من اجل الحصول على ادق اتجاه للشمال الجغرافي الحقيقي .
المراجع
- كتاب المدخل إلى علم الفلك /مجيد محمود طراد / دار دجله 2009
- الموسوعة الفلكيه الحديثه / عماد مجاهد / دار الفارس للنشر والتوزيع 2002
- اساسيات علم الفلك والتقاويم /الدكتور محمد باسل الطائي /عالم الكتب الحديث للنشر والتوزيع 2001