تحليل الخطاب أو دراسات الخطاب مصطلح عام لعدد من النهج لإستخدام تحليل كتابي، صوتي، أو لغة الإشارة، ويعني قراءة الخطاب ونقله من المجهول إلى المعلوم.[1]
التحليل
لغة: من حلّل العقدة: أي فكها وحلّل الشيء: أرجعه إلى عناصره الأولى. وحلَّلْت اليمين أحلِّلها تحليلا: أي لمْ أفعلْ إلاَّ بقَدْر ما حلَّلتُ به قَسَمي أنْ أفْعَلَهُ ولمْ أُبالغ، ثمَّ كثُر هذا في كلامهم حتَّى قيل لكل شيء لمْ يُبالغ فيه تحليلٌ.
اصطلاحا: هو بيان أجزاء الشيء ووظيفة كل جزء فيها ويقوم على الشرح والتفسير والتأويل والعمل على جعل النص واضحًا جليّاً. ومن هذا المنطلق يركز الناقد على اللغة والأسلوب والعلاقات المتبادلة بين الأجزاء والكل، لكي يصبح معنى النص ورمزيته واضحَين، من حيث يعتمد التلخيص لما فيها من تنظيم المعلومات بشكل منطقي، وقدرةً على فهم النص. لذا فإنّ قراءة النص على عَجَلٍ لا تعد تحليلا، فإذا وقف القارئ على النص وقفة سريعة وفهم فيها النص وأدرك مغزاه، وقرأ ما بين السُّطور، وكان على وعي بالدلالات الاجتماعية للألفاظ، وعرف عناصر الجمال والقبح فيه، دخل في منطقة النقد والتذوق الأدبي. أما عملية التحليل الفني فإنها تحتاج إلى جهد ووقت وخبرة وبحث وتنقير.
الخطاب
الخطاب هو مراجعة الكلام[2] بين طرفين أو أكثر، بحيث يتم تبادل رسائل لغوية. وهو نفس المعنى الذي نجده عند التهانوي حين عرف الخطاب بأنه توجيه الكلام نحو الغير للإفهام[3]، ونجده كذلك عند أبي البقاء الكفوي في " الكليات" حين يقول : (( الخطاب هو الكلام الذي يقصد به الإفهام، إفهام من هو أهل للفهم، والكلام الذي لا يقصد به إفهام المستمع، فإنه لا يسمى خطابا))[4].
مناهج تحليل الخطاب
1 – التحليل البنيوي:
يمكننا تحليل النص تحليلا بنيويا، هذا المنهج الذي لا يبالي بغير النص، فالظروف والمؤثرات الخارجية، وحياة المؤلف أمور تهملها البنيوية الأدبية، محاولة بذلك الكشف عن أدبية.
2- التحليل السيميائي:
ويمكننا تحليله تحليلا سيميائيا، وقد "ارتبط ظهور هذا العلم بمنبعين أساسيين هما: العالم اللغوي السويسري "فردينا ن دي سوسير" الذي هو الأصل في تسمية العلم بالسيميولوجيا، والفيلسوف الأمريكي "تشارلز ساندرس بيرس" الذي هو الأصل في تسميته بالسيميوطيقا.
3- التحليل وفق المنهج الذي يركز على الانزياحات اللغوية:
الأسلوب: هو القالب الذي تصب فيه التراكيب التي تستمد قوتها، وتميزها من التزام المتكلم بالمعايير اللغوية، واعتماده على قدرته الخاصة باعتبار ملكة اللسان العربي. وبما أن الأسلوب هو القالب، فلابد أن يكون لكل شخص قالبه المعد وفقا لقوانين اللغة، وبهذا تكون الأسلوبية علما يهتم بدراسة الخصائص التي تخرج الخطاب عن وظيفته الإخبارية الإبلاغية، إلى وظيفته التأثيرية والجمالية، فهي البحث في الوسائل اللغوية التي تجعل الخطاب الأدبي الفني مزدوج الوظيفة والغاية، يؤدي ما يؤديه الكلام عادة من وظيفة تواصلية ...ويؤدي وظيفة جديدة يسلط - من خلالها- على المتقبل تأثيرا ضاغطا، ينفعل به للرسالة المبلغة انفعالا ما.[5] كائنات تحليل الخطاب – الخطاب، الكتابة، المحادثة، والتواصل الحدث، إلخ-تتحدد درجات متفاوتة من حيث تسلسل مترابط من الجمل، والمقترحات، وأفعال الكلام أو يتحول في الحديث. خلافا لكثير من الدراسات اللغوية التقليدية، محللي الخطاب ليس فقط دراسة استعمال اللغة 'تتجاوز حدود الجملة'، ولكن تفضل أيضا لتحليل استخدام اللغة 'طبيعيا'، ولم اخترع أمثلة. ويرتبط لسانيات النص . الفرق الأساسي بين لسانيات النص وتحليل الخطاب أن ذلك يهدف إلى الكشف عن الخصائص الاجتماعية والنفسية للشخص/الأشخاص بدلاً من بنية النص.
وقد تم تناول تحليل الخطاب في مجموعة متنوعة من التخصصات في العلوم الاجتماعية ، بما في ذلك اللغويات، علم الاجتماع والأنثروبولوجيا، العمل الاجتماعي، علم النفس المعرفي، وعلم النفس الاجتماعي، العلاقات الدولية، الجغرافيا البشرية، دراسات الاتصالات، ودراسات الترجمة، كل منها يخضع للافتراضات الخاصة، وأبعاد التحليل، ومنهجيات.
مقالات ذات صلة
المراجع
- "تحليل الخطاب... فهم الذات والآخر". www.alittihad.ae. مؤرشف من الأصل في 14 ديسمبر 201925 يونيو 2019.
- "لسان العرب"، ابن منظور، مادة (خطب)-(ط،دار صادر،1994.)
- "كشاف اصطلاحات الفنون و". تح لطفي ع البديع ، 2/175 (ط.الهيسة العامة للكتاب، مصر، 1972)
- "الكليات: معجم في المصطلحات والفروق اللغوية" الكفوي تح عدنان درويش، (ط.1، الرسالة، بيروت، 1412هـ/1992م)
- محاضرات الأستاذة دندوقة،تحليل الخطاب،ص106