كان أول اتصال أوروبي في عام 1492 حيث بدأ تدفق الأمراض في منطقة البحر الكاريبي. كان منشأ هذه الأمراض في أوروبا وأفريقيا ثم انتقلت للمرة الأولى إلى أمريكا الشمالية ، نتيجة إلى التغيرات السكانية و والاجتماعية السياسية . كان لدى الشعوب الأصلية في منطقة البحر الكاريبي مناعة قليلة اتجاه الأمراض الأوروبية السائدة ، مما أدى إلى خسائر كبيرة في الأرواح والمساهمة في استعبادهم واستغلالهم . تم جلب الأفارقة المستعبدين ليحلّوا محل تضاؤل السكان الأصليين ، لترسيخ مكانة المرض في التجارة الثلاثية .
الأمراض الأوروبية
قبل الاستعمار الأوروبي للأمريكيتين ، يُعتقد أن السكان الأصليين لمنطقة البحر الكاريبي قد عانوا من أمراض وبائية نادرة ، وكان هذا بسبب الاتصال المحدود بين القبائل.[1] هذا تركهم غير مستعدين اجتماعياً وبيولوجياً عندما قدّم كريستوفر كولومبوس وطاقمه العديد من الأمراض المُعْدية ، والتي تشمل مرض الجدري والسعال الديكي والحصبة.[1] انتشرت الأمراض الأوروبية من ناقلين العدوى إلى السكان الأصليين الذين لم يَكُن لديهم مناعة ، مما أدى إلى وجود حالات أكثر خطورة وارتفاع في معدل الوفيات.[2] لأن مجتمعات الشعوب الأصلية لم تكن معتادة على الأمراض كما الشعوب في الدول الأوروبية ، فلم يكن هناك نظام لرعاية المرضى.[3] يُعد مرض الجدري من أبرز الأمراض في التبادل الكولومبي بِحُكم ارتفاع عدد الوفيات وتأثيره على حياة مجتمعات السكان الأصليين.[2] ظهر مرض الجدري لأول مرة في الأمريكتين الشمالية والجنوبية في جزيرة هيسبانيولا بعد وقت قصير من الرحلة الأولى كولومبوس.[2] حمل كريستوفر كولومبوس وطاقمه المرض من أوروبا ، حيث كان المرض مستوطن هناك لأكثر من سبعمائة عام. [2] مثل الأمراض الأخرى التي تم إدخالها في الفترة الزمنية ذاتها ، كان الأوروبيون على دراية بعلاج المرض ولديهم بعض المناعة الطبيعية ، مما قلل من عدد الوفيات ويسَّر التعافي السريع.[2] لم يكن لدى شعب تاينو ، الذي يسكن هيسبانيولا ، مناعة طبيعية ضد مرض الجدري ولم يكونوا على علم بعلاج الأمراض الوبائية.[2] قُدِّر عدد سكان تاينو قبل الاتصال الأوروبي بين 60,000 إلى 8 ملايين شخص ، ويُفترَض أن الأمة انقرضت بأكملها بعد 50 عام من الاستعمار ، ويعود السبب إلى الأمراض في المقام الأول. [1] بعد الاستعمار ، أدى الاضطراب الاجتماعي والأمراض الوبائية[4] إلى انخفاض عدد السكان الهنود الأمريكيين.[5] لأن مجتمعات السكان الأصليين، بما في ذلك التاينو، لم تكن على دراية بالأمراض ، ولم تكن مستعدة للتعامل مع العواقب الاجتماعية.[3] أدى العدد الكبير من الأشخاص الذين أصابهم العجز بسبب المرض إلى تعطيل الدورات الطبيعية للزراعة والصيد التي دعمت السكان الأصليين.[3] مما أدى إلى زيادة الاعتماد على الأوروبيين ، وتقليل القدرة على مقاومة الغزو الأوروبي.[3] وقد أدى الاستعباد النهائي لشعب تاينو من قبل الأوروبيين إلى زيادة آثار الأوبئة في سقوط مجتمعات السكان الأصليين. [1]
تأثير تجارة العبيد عبر المحيط الأطلسي
مع انخفاض عدد السكان الأصليين المستعبدين بسبب المرض وسوء المعاملة ، بدأ الإسبان باستيراد العمال المستعبدين من أفريقيا عام 1505.[6] حتى عام 1800 ومع وصول العبيد من غرب أفريقيا ، [7] ارتفع عدد سكان إسبانيا. ولأن كان هناك وجود استعماري أوروبي راسخ في أفريقيا في ذلك الوقت ، فإن المستعبدين كانوا أقل عرضة للإصابة بالمرض مقارنة بشعب تاينو في هيسبانيولا. [8] على أي حال ، لقد جاؤوا العمال المستعبدين حاملين لأمراضهم ، بما في ذلك مرض الملاريا.[9] في ذلك الوقت ، كانت الملاريا مستوطنة في كل من أوروبا وأفريقيا ، على الرغم من أنها كانت أكثر انتشاراً في أفريقيا.[9] كان مناخ منطقة البحر الكاريبي مضيافاً للبعوض من جنس أنوفيليس ، الذي يعمل كناقل للمرض وسمح بانتشاره.[10] كان لدى العديد من المستعبدين الأفارقة المولودين حماية وراثية من الملاريا كما لم يكن لدى المستعبدين من السكان الأصليين. [8] مع انتشار مرض الملاريا والجدري والأمراض الأخرى ، استمر عدد السكان الأصليين بالانخفاض ، مما أدى إلى زيادة الدافع لدى الإسبان لمواصلة استيراد المزيد من العمال المستعبدين من أفريقيا.[8] عمل هؤلاء المستعبدين في التعدين والزراعة ، ودفعوا عجلة التنمية للتجارة الثلاثية.[8]
انظر أيضاً
المصادر
- http://nrs.harvard.edu/urn-3:HUL.InstRepos:11986330}}
- "Smallpox Devastates Indigenous Populations." Gale Encyclopedia of U.S. Economic History. Edited by Thomas Riggs. Gale, Farmington, MI, USA, 2015, https://proxy.library.georgetown.edu/login?url=https://search.credoreference.com/content/entry/galegue/smallpox_devastates_indigenous_populations/0.
- Schroeder, Michael. "Epidemics in the Americas, 1450–1750." World History: A Comprehensive Reference Set. Edited by Facts on File,. Facts On File, New York, NY, USA, 2016, https://proxy.library.georgetown.edu/login?url=https://search.credoreference.com/content/entry/fofworld/epidemics_in_the_americas_1450_1750/0.
- {te book|url=https://books.google.com/?id=5Pvi-ksuKFIC&pg=&dq#v=onepage&q=&f
- Engerman, p. 486
- {ite journal|last=Keller|first=Claire|last2=Burstein|first2=Stanley M.|last3=Loewen|first3=James W.|date=February 1996|title=Lies My Teacher Told Me: Everything Your American History Textbook Got Wrong|journal=The History Teacher|volume=29|issue=2|pages=249|doi=10.2307/494748|issn=0018-2745|jstor=494748}}
- The Sugar Revolutions and Slavery, U.S. Library of Congress نسخة محفوظة 2 أكتوبر 2018 على موقع واي باك مشين.
- {Cite journal|last=Esposito|first=Elena|date=2015|title=Side effects of immunities : the African slave trade|url=http://cadmus.eui.eu//handle/1814/36118%7Clanguage=en}}
- {Cite journal|last=Klein|first=Herbert S.|last2=Engerman|first2=Stanley L.|last3=Haines|first3=Robin|last4=Shlomowitz|first4=Ralph|date=January 2001|title=Transoceanic Mortality: The Slave Trade in Comparative Perspective|journal=The William and Mary Quarterly|volume=58|issue=1|pages=93|doi=10.2307/2674420|jstor=2674420}}
- {Cite journal|last=Rutman|first=Darrett B.|last2=Rutman|first2=Anita H.|date=January 1976|title=Of Agues and Fevers: Malaria in the Early Chesapeake|journal=The William and Mary Quarterly|volume=33|issue=1|pages=31|doi=10.2307/1921692|jstor=1921692}}
قائمة المراجع
- Engerman, Stanley L. "A Population History of the Caribbean", pp. 483–528 in A Population History of North America Michael R. Haines and Richard Hall Steckel (Eds.), Cambridge University Press, 2000, .