تذكار الجنرال مود رواية للروائي والقاص العراقي ضياء جبيلي صدرت في العام 2014 عن دار وراقون للنشر والتوزيع في البصرة، وهي الرواية الرابعة للكاتب، بعد ثلاث روايات سبقتها [1] وقد جاءت بواقع 232 صفحة وقام بتصميم الغلاف الفنان التشكيلي العراقي صدام الجميلي
ملخص
تنقسم الرواية إلى قسمين متجاورين ومترابطين في الثيمة. القسم الأول يرويه شخص من خلال رسائل يكتبها إلى سمكة قرش يظن أنها افترست صديقه الصحفي الذي ذهب إلى الخليج ليعد تقريراً صحفياً عن هجمات أسماك القرش على الصيادين العراقيين في شبه جزيرة الفاو الساحلية. القسم الثاني يرويه شخص آخر اسمه السيد انقلاب، وهو جد الصحفي المفقود في القسم الأول، وتُسرد أحداث هذا القسم عن طريق حكايات سومرية يرويها السيد انقلاب للأولاد الصغار عن ستة أولاد لأم واحدة في قلعة معزولة تسكنها طائفة هاربة من ظلم جلجامش وهؤلاء الأولاد الستة يفترسهم القرش تباعاً. يمتزج الواقعي بالغرائبي في هذه الرواية لينتج خطاب ما بعد كولونيالي، يضم شخصيات تاريخية ومعاصرة وأسطورية مثل الجنرال ستانلي مود قائد الحملة البريطانية في العراق والرئيس السابق صدام حسين والملك في الميثيولوجيا السومرية جلجامش.
عن الرواية
- واقعياً وتركيبياً، فإن رواية (تذكار الجنرال مود) تشكل مقطعاً سردياً جزئياً في سردية الأنساب الأنثربولوجية لواقع ما بعد التغيير، الزاخرة باحتمالات تخييلية لا حصر لها. وبتعبير شائع في نقدنا المعاصر، فالرواية تفصيل هامشي صغير (قرابة فرعية جزئية) في سردية الأنساب التاريخية الكبرى. غير أني لا أميل إلى هذا التصنيف الشائع، وأفضّل عليه معياراً آخر يعتمد على الرابط "المتحفي" الذي تتجاور في رواقه أيقونات التاريخ الافتراضية، وأشجار القرابات التناصية، بعلاقات ثقافية متبادلة، ترتفع من الماضي إلى الحاضر. وقد اختار منها ضياء الجبيلي ما يؤثث تركيباته السردية بأسلوب "التحري" و"التنقيب" الذي كتب فيه رواياته الثلاث السابقة. ولعله ماثلَ بين أيقونته الخرافية (القرش) والهيكل العظمي لسمكة حوت جنحت لشواطئنا، واحتفظ به متحف التاريخ الطبيعي في البصرة حتى السنة التي أُطِيح فيها بنظام صدام. وعلى هذا المنوال نسجَ تناظره للحوادث، بين هياكل أحفورات خيالية منقرضة وأنساب محفورة على صفحات الضمير العراقي بلغة الحقيقة القريبة للأذهان، في تركيبات سردية متداخلة. [2]
- يمكن القول ان رواية "تذكار الجنرال مود" للروائي العراقي ضياء جبيلي (دار وراقون/ط1/2014) هي واحدة من الروايات العراقية المهمة القليلة التي صدرت خلال العقود الثلاثة الأخيرة من عمر السردية العراقية، ولا تكتسب هذه الرواية أهميتها مما قد يقال عن موقعها على الخارطة العائدة لما اصطلح على تسميتها بـ"الرواية العراقية الجديدة" لأن رواية جبيلي مثلما انها جاءت مختلفة عن روايات كثيرة اشتهرت بتمركزها (أو تمركز مؤلفوها) حول الاستعادات الذاتية شبه الغامضة، في معظم نتاجات الرواية العراقية "ما قبل الجديدة", فإنها وقفت خارج مشاكل البطء والتكرار على مستوى التقانة، والهوس بالتقليعات الثقافوية وحتى الانثربولوجية التي لم تتمكن من العثور، كما هو الحال في أكثر من محاولة، على عناصر القوة داخل السرد لدى العديد من كتاب الرواية العراقية الجديدة. [3]
- تضعنا الرواية العراقية الآن أمام مسؤولية كبيرة في الإمساك ـ نقدياً ـ بحفريات الروائي الممسك عبر توصلاته السردية بحرفنة الأداء وسعة المخيلة وجدلية الابتكار، ولعلها مغامرة لذيذة حين تظهر رواية مثقفة كاتبها أجاد لعبة الحبكة من خلال الاطلاع والتقصي المعلوماتي التاريخي/ الاجتماعي /النفسي، وهي بذلك تمسك بالمرجعيات مع حقيقتها الصريحة وأحداثها التاريخية وأيضا المعاصرة لتكون نصاً سردياً له اشتراطاته الإبداعية، ومع وجود أسماء عديدة في مضمار السرد الروائي، فإن ضياء جبيلي وروايته (تذكار الجنرال مود) أفاض ما يمكن تقديمه كأنموذج واف لذلك، فلم تكن وحدات الزمن ودلالات الأمكنة وشواهد الأحداث، متراتبة بالشكل الذي استعارها، إنما الأخذ بطريقته وأسلوبه السردي لتقديم مشروعه الروائي..ومع الأخذ بوحدات المتن السردي وبروز حبكة الروي، فقد تنوعت عتبات الدخول من خلال الاستهلال الأول (موت السيد انقلاب)، الحكَّاء الماهر، ثم العتبة الأعمق في الرواية، تلك التي تنبئ عن رحلة ضياء جبيلي في إعطاء لون سردي جديد له بعد العبارة (عزيزي السيد قرش.. أهديك تحياتي) ص8. حيث اللّعب بمتخيل سردي/افتراضي، أجاز لنا متعة الشد والتلقي المتراتب، لتذوب كل ثيمات العمل الروائي المشتغل عليها في عالم الروائي الذي احسبه أكمل اللعبة الروائية التي جاءت على يد مهدي عيسى الصقر ومحمد خضير. [4]
- أول مايلفت انتباه القارئ في رواية "تذكار الجنرال مود" (دار وراقون، 2015) للعراقي ضياء جبيلي هو تخلي الكاتب عن الشكل المتعارف عليه للرواية ليسلك أسلوب تجريدي، فالرواية هنا ليست مجرد نقل للواقع من خلال الأماكن والشخوص والحدث، بل هي تأسيس من خلال هذه عناصر السرد لدلالاتها الرمزية، وإنشاء علاقة بين الواقع واللاواقع. [5]
مراجع
- محمد خضير قرابات الرواية، جريدة الصباح البغدادية [6]
- زهير الجبوري تذكار الجنرال مود لضياء جبيلي سرديات الافتراضي، جريدة الصباح البغدادية [7]
- صادق ناصر الصكر تذكار الجنرال مود، جريدة الصباح البغدادية [8]
- أحمد ابراهيم السعد تذكار الجنرال مود سفينة الواقع وشراع الخيال، صحيفة القدس العربي [9]
- مبروكة علي ضياء جبيلي، مدينة في فم القرش مجلة الترا صوت [10]