الدين كان أداة للترويس في الإمبراطورية الروسية. هذه الكنيسة الرومانية الكاثوليكية في وارسو تم الإستيلاء عليها و تحويلها إلى كنيسة روسية أرثوذوكسية عندما كانت وترسو جزء من الإمبراطورية الروسية.[1]
|
الترويس أحد أشكال عملية الاستيعاب الثقافي التي تتخلى من خلالها المجتمعات غير الروسية - طواعيةً أو بلا طواعية - عن ثقافتها ولغتها لصالح الثقافة واللغة الروسية.
بالمعنى التاريخي، يشير المصطلح للسياسات الرسمية وغير الرسمية لكلاً من الإمبراطورية الروسية و الاتحاد السوفيتي فيما يتعلق بمكوناتها الوطنية و الأقليات القومية في روسيا، تهدف للهيمنة الروسية.
المجالات الرئيسية للترويس هي السياسة والثقافة. في المجال السياسي، من أساليب الترويس تعيين روسيّ في لقيادة المواقع الإدارية في المؤسسات الوطنية. في المجال الثقافي، يهدف الترويس مبدأياً إلى هيمنة اللغة الروسية في الأعمال الرسمية والتأثير القوي للغة الروسية على المصطلحات الوطنية. أحياناً، يُعتبر تغيير التركيبة السكانية لصالح العرقية الروسية أحد أشكال الترويس.
تحليلياً، من المفيد التمييز بين الترويس كعملية تغيير سمة ذاتية عرقية أو هوياتية لشخص من اسمٍ قوميّ غير روسيّ إلى روسي، والترويس (الروسنة) بنشر اللغة والثقافة الروسية والشعب الروسي في المناطق والثقافات غير الروسية، وتختلف أيضاً عن السفوتة أو فرض الأساليب المؤسسية التي أسسها الحزب الشيوعي السوفييتي في جميع الأقاليم التي حكمها الحزب.[2] في هذا السياق، على الرغم من أن الترويس يتم خلطه عادةً مع نشر الروسية، والسفوتة بالقيادة الروسية، كل واحدة يمكن اعتبارها عملية مختلفة. على سبيل المثال، الروسنة والسفوتة لم يؤديا تلقائياً إلى الترويس (التغيير في اللغة أو الهوية الذاتية للشعوب غير الروسية لأن تصبح روسية). على الرغم من التعرض لفترة طويلة للغة والثقافة الروسية، بالإضافة للسفوتة، في نهاية الحقبة السوفياتية كان غير الروس على وشك أن يصبحوا أغلبية السكان في الاتحاد السوفيتي.[3]
لمحة تاريخية
جرت حالة مبكرة من الترويس في القرن السادس عشر في خانية قازان المحتلة (دولة تترية قروسطية والتي احتلت أراضي فولغا بلغاريا السابقة) و مناطق تترية سابقة. كانت العناصر الرئيسية لهذه العملية هي التنصير و تنفيذ اللغة الروسية كلغة إدارية وحيدة.
بعد الهزيمة الروسية في حرب القرم في 1856 و التمرد البولندي في 1863، زاد التسار (القيصر) ألكسندر الثاني للحد من تهديد متمردين مستقبلي. كانت روسيا مأهولة من العديد من مجموعات أقلية، وإجبارهم على قبول الثقافة الروسية كانت محاولة لكبح النزعات الانفصالية و حق تقرير المصير. في القرن التاسع عشر، دفع المستوطنون الروس على الأراضي القيرغيزية العديد من القيرغيز إلى جانب الحدود مع الصين.[4]
الشعوب الأورالية
الشعوب الأورالية هم الشعوب الأصلية إلى أجزاء كبيرة من غرب ووسط روسيا، كالفيبسيين، و الموردوفيين، و المارييين، و البيرميين. تاريخياً، بدأ الترويس فعلياً مع التوسع الأصلي شرقاً للسلاف شرقيين. السجلات المكتوبة لأقدم فترة شحيحة، ولكن تشير دلائل علم المكان[5][6][7] أن هذا التوسع تم على حساب العديد من الشعوب الفولغا-فينية، الذين تم استيعابهم من قبل الروس، بدءاً من شعوب الميريا والموروما في أوائل الألفية الثانية .
بدأ ترويس الكوميين في القرني الثالث عشر والرابع عشر، ولكنه لم يتغلغل في قلب الأراضي الكومية حتى القرن الثامن عشر. أصبحت ثنائية اللغة الكومية-الروسية الوضع الاعتيادي على مدى القرن التاسع عشر وأدى ذلك إلى زيادة التأثير الروسي على اللغة الكومية..[8]
تكثف ترويس بقايا الأقليات الأصلية الإجباري في روسيا خصوصاً خلال فترة السوفييت ويستمر بلا هوادة في القرن الحادي والعشرين، خصوصاً فيما يتعلق بالتمدد الحضري و انخفاض معدلات تبدل السكان (منخفضة بشكلٍ بارز بين الشعوب الأورالية الغربية). ونتيجة لذلك، تعتبر العديد من لغات وثقافات السكان الأصليين في روسيا مهددة بالانقراض حالياً. في إحصاءات بين 1989 و 2002 على سبيل المثال، بلغت أرقام استيعاب الموردوفيين أكثر من 100000، وهذه خسارة كبيرة لشعب يبلغ مجموعه أقل من مليون شخص.[9]
اقرأ أيضاً
مراجع
- (بالإنجليزية) Richard S. Wortman (2000). Scenarios of Power: Myth and Ceremony in Russian Monarchy. Princeton University Press. . مؤرشف من الأصل في 27 أبريل 202028 يناير 2009.
- Vernon V. Aspaturian, "The Non-Russian Peoples," in Allen Kassof, Ed., Prospects for Soviet Society (New York: Praeger, 1968): 143–198. Aspaturian also distinguished both Russianization and Russification from Sovietization, the process of spreading Soviet institutions and the Soviet socialist restructuring of social and economic relations in accordance with the ruling Communist Party's vision. (Aspaturian was a Soviet studies specialist, Evan Pugh Professor Emeritus of political science and former director of the Slavic and Soviet Language and Area Center at جامعة ولاية بنسلفانيا.)
- Barbara A. Anderson and Brian D. Silver,"Demographic Sources of the Changing Ethnic Composition of the Soviet Union," Population and Development Review 15, No. 4 (Dec., 1989), pp. 609–656.
- Alexander Douglas Mitchell Carruthers, Jack Humphrey Miller (1914). Unknown Mongolia: a record of travel and exploration in north-west Mongolia and Dzungaria, Volume 2. PHILADELPHIA: Lippincott. صفحة 345. مؤرشف من الأصل في 01 أبريل 202029 مايو 2011. (Original from Harvard University)
- Saarikivi, Janne (2006). Substrata Uralica: Studies on Finno-Ugrian substrate in Northern Russian dialects (PhD thesis). .
- Helimski, Eugene (2006). "The "Northwestern" Group of Finno-Ugric Languages and its Heritage in the Place Names and Substratum Vocabulary of the Russian North" ( كتاب إلكتروني PDF ). Slavica Helsingiensia. 27. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 30 أغسطس 201710 أغسطس 2014.
- Rahkonen, Pauli (2011). "Finno-Ugrian hydronyms of the river Volkhov and Luga catchment areas" ( كتاب إلكتروني PDF ). Suomalais-Ugrilaisen Seuran Aikakauskirja. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 31 أكتوبر 201710 أغسطس 2014.
- Leinonen, Marja (2006). "The Russification of Komi" ( كتاب إلكتروني PDF ). Slavica Helsingiensia. 27. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 4 مارس 201610 أغسطس 2014.
- Lallukka, Seppo (2008). "Venäjän valtakunnallinen ja suomalais-ugrilainen väestökriisi". In Saarinen, Sirkka; Herrala, Eeva (المحررون). Murros: Suomalais-ugrilaiset kielet ja kulttuurit globalisaation paineessa. (باللغة الفنلندية). . مؤرشف من الأصل في 29 أغسطس 201710 أغسطس 2014.