الرئيسيةعريقبحث

تزامنية

التزامنية

كارل غوستاف يونغ

يعرف التزامن (synchronicity) لمنشئه كارل يونغ “Carl Jung” بأنه “صدفة ذات مغزى”[1] أو أنها "صدف متعددة تحمل في طياتها عدد كبير من المعاني ذات مغزى " و كمثال لذلك أن تحلق خنيفساء بداخل غرفة شخص ما في مستشفى و في ذات اللحظة يصف الشخص حلمه الذي راوده عن الخنيفساء السوداء (الخنيفساء السوداء تعتبر رمز للانبعاث من الموت عند المصريين القدماء) ، وبذلك أن طيران الخنفساء في تلك اللحظة مع الحلم بالخنيفساء السوداء يعني أن على المريض أن يتحرر من العقلانية المفرطة .

فكرة التزامن قائمة على أن هنالك مبدأ سببي يربط الأحداث التي لها معاني قريبة أو متشابهة عن طريق الصدفة وإلى حد ما بشكل متسلسل. ويدعي كارل أن هنالك ترابط بين العقل وإدراك ظواهر العالم الذي حولنا[2].  

وكان كارل يونغ يؤمن بالتنجيم، والروحانيات، والتخاطر، وتحريك الأشياء ذهنيا، والاستبصار، والتنبؤات فوق الطبيعية. بالإضافة إلى تصديقه للعديد من المفاهيم الغامضة والغير الطبيعية. وقد ساهم هو شخصيا باثنين من الظواهر الجديدة للعلوم الزائفة وهما : التزامن (موضوع هذا المقال) واللاوعي الجماعي الذي يقر بدوره الوجود البحت للاوعي كمكمون لمجمع أو مجموعة من الأشخاص في ٱن واحد .

العلاقة والسببية

ما يفسر قبول التزامن كتفسير لأي شيء في العالم الحقيقي هو ببساطة قدرة العقل البشري على إيجاد معنى ومغزى من حيث لا يوجد (الاستسقاط “apophenia”: هو إدراك عفوي للصلات بين ظواهر غير ذات صلة). ودفاع كارل يونغ عن فكرته والصلات السببية يعتبر ضعيفاً جدا، حيث يقول “ظاهرة السببية يجب أن تكون موجودة .. حيث انها ممكنة إحصائيا، وعلى إي حال هنالك أيضا استثناءات” (رسائل كارل يونغ، 2:426، 1973). وأكد أن “وجود هذه الحقائق وارد – وإلا لن يكون هنالك معنى إحصائي …” (المرجع نفسه: 2:374). وأخيرا يدعي أن “افتراض وجود الاحتمالات معا هو أمر وارد” (المرجع نفسه: 2:540). وللقارئ أن يفكر في جميع الإحداث المتقاربة التي تحدث في حياة كل شخص، نضيف إليها ما لدينا من قدرة على إيجاد صلات ذات مغزى بين الأشياء والإحداث، فيبدو أننا نستطيع إيجاد الكثير من المصادفات ذات المغزى. إن الصدف متوقعة بطبيعة الحال لكن نحن من نضيف إليها المعنى[3].  

وحتى وان كان هنالك تزامن بين العقل والعالم، مثل بعض الصدف التي قد تعتبر حقيقة، ستكون هنالك مشكلة في معرفة تلك الحقائق. ما الدليل الذي يمكن للمرء أن يستخدمه لتحديد صحة تفسير ما؟ ليس هنالك شيء سوى الحدس والبصيرة، وهي نفس الأدلة التي يعتمد عليها معلم كارل يونغ، سيغموند فرويد في تفسير الأحلام. إذ أن مفهوم التزامن ما هو إلا مصطلح مختلف للاستسقاط[3].  

النقد

وفقاً للعلوم والسببية والفيزياء والإحصاء والاحتمالية لا يوجد وصف للتزامنية سوى انها صدفة[4][5].

اما في علم النفس والعلوم المعرفية، الانحياز التأكيدي هو الميل للبحث وتفسير المعلومات الجديدة بشكل يؤكد ما يعتقد به الشخص، وتجنب المعلومات التي تعارض ما يؤمن به الشخص. وينطبق ذلك إلى حد كبير على التزامنية[6]

وايضاً في علم الاجتماع وعلم النفس يصف مصطلح الاستسقاط للرصد الخاطئ لنمط معين أو معنى في بيانات غير ذات معنى[7]. ويناقش كثير من المختصين  ان التزامنية ما هي الا صنف من تمييز الانماط. الرئيسيات من الحيوانات تستخدم تمييز الانماط[8] ويقودها سلوكها إلى انماط مغلوطة أو غير موجودة اساساً. الباريدوليا مثلاً هي احدى الامثلة على تمييز الانماط الممزوج بالانحياز التأكيدي[9].

المصادر

  1. Tarnas, Richard (2006). Cosmos and Psyche. New York: Penguin Group. صفحة 50.  . مؤرشف من الأصل في 10 فبراير 2020.
  2. Bernard D. Beitman (2009) "Coincidence Studies: A Freudian Perspective.
  3. كارل يونغ وتزامنية الاحداث، احمد الساعدي - العلوم الحقيقية نسخة محفوظة 27 أبريل 2016 على موقع واي باك مشين.
  4. John Navin, interview with David Hand, (2014), Why Coincidences, Miracles And Rare Events Happen Every Day, Forbes.com نسخة محفوظة 29 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  5. David Lane & Andrea Diem Lane, 2010, DESULTORY DECUSSATION Where Littlewood’s Law of Miracles meets Jung’s Synchronicity, www.integralworld.net نسخة محفوظة 01 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
  6. Tim van Gelder, "Heads I win, tails you lose": A Foray Into the Psychology of Philosophy - تصفح: نسخة محفوظة 10 فبراير 2020 على موقع واي باك مشين.
  7. Brugger, Peter.
  8. Pattern recognition of behavioral events in the nonhuman primate - تصفح: نسخة محفوظة 12 مارس 2019 على موقع واي باك مشين.
  9. Svoboda, Elizabeth (13 February 2007). "Facial Recognition – Brain – Faces, Faces Everywhere". New York Times. مؤرشف من الأصل في 17 ديسمبر 2017July 2010.

موسوعات ذات صلة :