الرئيسيةعريقبحث

تفاوت اجتماعي


يشير مصطلح التفاوت الاجتماعي أو عدم المساواة الاجتماعية إلى الحالة الاجتماعية والاقتصادية، في سياق المنافسة والصراع، والتي لا ترتبط بالضرورة مع الملكية الخاصة أو المستعارة للسلع والموارد والمكافآت.[1] وهو وضع اجتماعي تظهر فيه الامتيازات التي تتمتع بها مجموعات محددة دونًا عن غيرها، حيث ينعدم تكافؤ الفرص. يعتمد شكل المساواة الاجتماعية أو عدمها ومضمونها إلى حد كبير على النظام الاجتماعي القائم. وقد شهد التاريخ، من هذه الناحية، تراجعًا من مرحلة المشاعية البدائية إلى مرحلة العبودية . إلا أن مسار التاريخ عاد وتطور فانتقل من مرحلة الإقطاع والاشتراكية. وعلى الرغم من وجود مساواة بين المواطننين إزاء القانون في الدول الرأسمالية بشكل عام، إلا أن المساواة الاقتصادية غير متوافرة بسبب عدم المساواة في توزيع الملكية الفردية بالإضافة إلى وجود دخول لا علاقة لها بالعمل، وافتقار برامج الرفاه الاجتماعية إلى الفعالية.[2][3]

ويطلق تمييزًا على عملية إعطاء معاملات مختلفة لأشخاص بينهم تفاوت اجتماعي. ويمكن لهذا التمييز أن يكون سلبيًا أو إيجابيًا، بحسب النفع أو الضرر الذي سيلحق بمجموعة معينة. وتثير عملية التفاوت في الدخل الفوارق في الدخل بين الأفراد، في دول مختلفة من العالم. وفي البلد ذاته، يتم قياس عدم المساواة بين الأفراد الأغنياء والفقراء. ويرتبط التفاوت الاقتصادي ارتباطًا وثيقًا ومباشرًا مع توزيع الدخل الناشيء من رأس المال أو الدخل المكتسب على حد سواء.[4][5]

نظرة عامة

يتواجد التفاوت الاجتماعي في كل المجتمعات تقريبا. ويتحدد شكل التفاوت الاجتماعي وفق طيف من العوامل الهيكلية، مثل الموقع الجغرافي، أو وضع المواطنة، وكثيرا ما ترتكز على الخطاب الثقافي والهويات التي تحدد، على سبيل المثال، ما إذا كان الفقراء مستحقين أو غير مستحقين.[6] يقل التفاوت الاجتماعي في المجتمعات البسيطة التي يملك أفرادها القليل من الأدوار الاجتماعية. ففي المجتمعات القبلية، مثلا، يحصل القائد أو شيخ القبيلة على بعض الامتيازات، ويستخدم بعض الأدوات، أو يرتدي ما يدل على تميزه عن الآخرين، لكن حياة شيخ القبيلة اليومية لا تختلف كثيرا عن الحياة اليومية لأي فرد آخر في القبيلة. يُعرِّف الأنثروبولوجيون مثل هذه الثقافات عالية المساواتية بالمتمركزة على القرابة، وهو ما يجعلهم يقدرون التناغم الاجتماعي على الثروة أو المكانة. تتعارض هذه الثقافات مع الأخرى المادية التي يقدر أفرادها المكانة والثروة بشكل أكبر، ويشيع فيها التنافس والصراع. قد تعمل الثقافات المتمركزة على القرابة على منع التراتبيات الاجتماعية من التطور لاعتقادهم بأنها قد تؤدي إلى الصراع والزعزعة.[7] في يومنا هذا، يعيش معظمنا في مجتمعات أكثر تعقيدا من تلك المجتمعات البسيطة. وبزيادة التعقيد الاجتماعي، يميل التفاوت إلى الازدياد وبصحبته زيادة الفجوة بين الأكثر فقرا وأغنى أفراد المجتمع.[8]

يمكن تصنيف التفاوت الاجتماعي وفقا للمجتمعات المساواتية، المجتمعات التراتبية، والمجتمعات الطبقية.[9] المجتمعات المساواتية هي تلك التي تدعو إلى المساواة الاجتماعية من خلال تساوي الفرص والحقوق، ومن ثم فهي تمنع التمييز. ولا يتم النظر فيها إلى أصحاب المهارات المتميزة على أنهم أعلى من البقية. كما أن القادة لا يملكون القوة بل النفوذ. تنطوي عادات ومعتقدات المجتمع المساواتي على التشارك والتقاسم بشكل متساو. وبتعبير أبسط، ليس هناك طبقات.

المجتمعات التراتبية تكون في الغالب مجتمعات زراعية تنقسم هرميا بدءا من القائد الذي يُرى على أنه صاحب المكانة في المجتمع. ففي هذا المجتمعات، يتجمع الناس وفقا للمكانة والهيبة وليس فقط بما يملكونه من قوة وموارد. ويكون القائد هو أكثر الأفراد نفوذا، متبوعا بعائلته وأقربائه، ويقل النفوذ بالابتعاد في القرابة عنه. أما المجتمعات الطبقية فهي التي تنقسم فيها طبقاتها العليا، الوسطى، الدنيا بشكل أفقي. وينطوي التصنيف في هذه المجتمعات على الثروة، القوة، والهيبة. وتتكون طبقتها العليا في معظمها من القادة وأكثر أفراد المجتمع نفوذا. يمكن للأفراد في هذا المجتمع أن ينتقلوا من طبقة لأخرى. كما تقبل المكانة الاجتماعية التوريث من جيل للذي يليه.[10]

المراجع

  1. Silava, M.C., (2010). Desigualdad y Exclusión Social: De Breve Revisitación a una Síntesis Proteórica. RIPS. Revista de Investigaciones Políticas y Sociológicas, vol. 9, núm. 1, 2010, pp. 111-136
  2. عبد الغني اليعقوبي - التفاوت الاجتماعي والتفاوت الطبقي - تصفح: نسخة محفوظة 08 أغسطس 2014 على موقع واي باك مشين.
  3. Chapter 01 - تصفح: نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  4. "Interrelation among Economic Growth, Income Inequality, and Fiscal Performance: Evidence from Anglo-Saxon Countries". مؤرشف من الأصل في 6 سبتمبر 2015.
  5. Abel, T. 2008. "Cultural capital and social inequality in health." Journal of Epidemiology and Community Health 62(7): e1
  6. Walker, Dr. Charles. "New Dimensions of Social Inequality". www.ceelbas.ac.uk. مؤرشف من الأصل في 21 يناير 201822 سبتمبر 2015.
  7. Deji, Olanike F. (2011). Gender and Rural Development. London: LIT Verlag Münster. صفحة 93.  .
  8. Rugaber, Christopher S.; Boak, Josh (27 January 2014). "Wealth gap: A guide to what it is, why it matters". أسوشيتد برس. مؤرشف من الأصل في 29 سبتمبر 201827 يناير 2014.
  9. Osberg, L. (2015). Economic inequality in the United States. Routledge.
  10. Sernau, Scott (2013). Social Inequality in a Global Age (4th edition). Thousand Oaks, CA: Sage.  .

مراجع

  • Acker, Joan. 1990. “Hierarchies, jobs, bodies: a theory of gendered organizations.” Gender and Society 4:139-58
  • Bourdieu, Pierre. 1996.The State Nobility: Elite Schools in the Field of Power, translated by Lauretta C. Clough. Stanford: Stanford University Press
  • Brennan, S. 2009. "Feminist Ethics and Everyday Inequalities." Hypatia 24 (1): 141-159
  • Brenner, N. 2010. "Variegated neoliberalization: geographies, modalities, pathways." Global networks (Oxford) 10(2): 182-222
  • Coburn, D. 2004. "Beyond the income inequality hypothesis: class, neo-liberalism, and health inequalities." Social Science & Medicine 58(1): 41-56
  • Esping-Andersen, Gosta. 1999. “The Three Worlds of Welfare Capitalism.” In The Welfare State Reader edited by Christopher Pierson and Francis G. Castles. Polity Press
  • Wilkinson, Richard; Pickett, Kate (2009). The Spirit Level: Why More Equal Societies Almost Always Do Better. Allen Lane.
  • Frankfurt, H. 1987. "Equality as a Moral Ideal." Ethics 98 (1): 21-43
  • Cruz, Adrienne and Sabine Klinger (2011). Gender-based violence in the world of work International Labour Organization
  • Goldthorpe, J. H. 2010. "Analysing Social Inequality: A Critique of Two Recent Contributions from Economics and Epidemiology." European Sociological Review 26(6): 731-744
  • Irving, D. 2008. Normalized transgressions: Legitimizing the transsexual body as productive. Radical History Review, 100, 38-59
  • Jin, Y., H. Li, et al. 2011. "Income inequality, consumption,and social-status seeking." Journal of Comparative Economics 39(2): 191-204
  • Lazzarato, M. 2009. "Neoliberalism in Action: Inequality, Insecurity and the Reconstitution of the Social." Theory, Culture & Society 26(6): 109-133
  • Mandel, Hadas. 2012. “Winners and Losers: The Consequences of Welfare State Policies for Gender Wage Inequality.” European Sociological Review 28: 241-262
  • Ortiz, Isabel & Matthew Cummins. 2011. Global Inequality: Beyond the Bottom Billion – A Rapid Review of Income Distribution in 141 Countries. United Nations Children’s Fund (UNICEF), New York
  • Pakulski, J. and M. Waters 1996. "The Reshaping and Dissolution of Social Class in Advanced Society." Theory and Society 25(5): 667-691.
  • Piketty, Thomas (2014). Capital in the 21st century. Belknap Press
  • Sernau, Scott (2013). Social Inequality in a Global Age (4th edition). Thousand Oaks, CA: Sage

Stanley, E. A. 2011. "Fugitive flesh: Gender self-determination, queer abolition, and trans resistance." In E. A. Stanley & N. Smith (Eds.), Captive genders: Trans embodiment and the * prison industrial complex (pp. 1–14). Edinburgh, UK: AK Press

  • Stiglitz, Joseph. 2012. The Price of Inequality. New York: Norton
  • United Nations (UN) Inequality-adjusted Human Development Report (IHDR) 2013. United Nations Development Programme(UNDP)
  • Weber, Max. 1946. “Power.” In Max Weber: Essays in Sociology. Translated and Edited by H.H. Gerth and C. Wright Mills. New York: Oxford University Press
  • Weeden, K. A. and D. B. Grusky. 2012. "The Three Worlds of Inequality." American Journal of Sociology 117(6): 1723-1785
  • Wright, E. O. 2000. "Working-Class Power, Capitalist-Class Interests, and Class Compromise." American Journal of Sociology 105(4): 957-1002

موسوعات ذات صلة :