الرئيسيةعريقبحث

تفسير عبد الكريم المدرس


☰ جدول المحتويات


تفسير عبد الكريم المدرس أو كتاب مواهب الرحمن في تفسير القرآن ، من تفاسير الصوفية لالقرآن الكريم في العصر الحديث.

أسلوب التفسير

تفسير ميسر يستخدم عبارات سهلة وواضحة، ويتجنب فيه المفسر الحشو والتطويل، وذكر الخلاف والقصص غير الموثوق فيها وروايات الإسرائيليات، ويركز علي المعني المقصود من الآية، وعني التفسير بالتصوف والأشارات اللغوية اللطيفة.[1]

تقسيم الكتاب

كتب نسخته الأولى على 9 مجلدات،أما الثانية فكانت في 8 مجلدات وطبع بعناية محمد علي القرة داغي. ويمكن تصنيفه ضمن كتب التفسير بالمأثور، بدأه صاحبه بمقدمة قال فيها:

بدأ به بعد المقدمة بفوائد هامة لقراءة وتفسير القرآن الكريم، ثم انتقل لسورة الفاتحة وصولًا لسورة الناس، ثم أتبعه بأسماء الله الحسنى.

زمن تأليف الكتاب

بدأ الشيخ تأليفه لهذا التفسير في عام 1342 هـ وأنهاه في عام 1344 هـ ، كان عمره حين بدأه خمسة وثلاثون عاما وأتمه وله من العمر سبعة وثلاثون عاما.

غايته من التصنيف

وكان غاية قصده من التصنيف هو نشر العلم والدعوة إلى الحق ، ولهذا يؤلف ويكتب ويطبع ما يقدر عليه من مؤلفاته ، لا ينال منها عرضاً زائلاً ، أو يستفيد منها عرض الدنيا ، بل يوزعها مجاناً ليعم النفع بها ، فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيراً ، ووفقنا الله إلى ما فيه رضاه .


منهج ومحاسن

1- اهتمامه بضرب الأمثال في القرآن الكريم:

ومن الأمثلة على ذلك ﴿ إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ۝ ﴾ حيث كتب: (وهذا المثل من أحسن الأمثلة، وهو مطابق لحالة الدنيا، فإن لذاتها وشهواتها وجاهها ونحو ذلك يزهو لصاحبه إن زها وقتًا قصيرًا، فإذا استكمل وتم اضمحل، وزال عن صاحبه، أو زال صاحبه عنه، فأصبح صفر اليدين منها، ممتلئ القلب من همها وحزنها وحسرتها)[2]. ثم زاد عن ذلك أيضًا.

2- ذكر العبر والعظات من القصص:

ومنه تفسير قوله تعالى: ﴿ وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقًا ۝ ﴾. حيث كتب عند الوصول للآية 21: (وفي هذه القصة، دليل على أن من فر بدينه من الفتن، سلمه الله منها. وأن من حرص على العافية عافاه الله ومن أوى إلى الله، آواه الله، وجعله هداية لغيره، ومن تحمل الذل في سبيله وابتغاء مرضاته، كان آخر أمره وعاقبته العز العظيم من حيث لا يحتسب)[3].

3- الاهتمام بالنحو والإعراب والاستعانة بها بالتفسير:

ومن ذلك تفسيره لقوله تعالى: ((إياك نعبد وإياك نستعين)) [الفاتحة: 5]. حيث فسرها: (أي نخصك وحدك بالعبادة والاستعانة، لأن تقديم المعمول يفيد الحصر، وهو إثبات الحكم للمذكور ونفيه عما عداه).

ومن ذلك تفسيره لآية ((والمرسلات عرفًا)) [المرسلات: 1] حيث قال: (و"عرفًا" حال من المرسلات، أي أرسلت بالعرف والحكمة)[4].

4- سهولة الألفاظ ويُسر العبارة:

حيث يعتمد السعدي شرحًا بسيطًا يفهمه الإنسان العادي بسهولة ويسر. فيكون أقرب للفهم، مع حفاظه على الدقة.

5- موضوعية التفسير:

فلا يتجاوز ما لا يعرفه. ولا يشحن تفسيره بكثرة الإسرائيليات التي قد تكون خاطئة. ومن ذلك عدم تطرقه لإسرائيليات قصة هاروت وماروت في سورة البقرة. وعدم تطرقه للتفاسير والروايات عن يوسف عليه السلام في قوله تعالى ((ولقد همت به وهم بها)).

6- ندرة التعرض للإسرائيليات:

ومن أمثلة ذلك كثير، مثل الفرق بين تفسير الطبري وما أورده من إسرائيليات متعددة في آية ﴿ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ۝ ﴾، وبين ما أورده السعدي بعدم تجاوز ما ذكره القرآن. ومنه آية ﴿ قَالَ اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ ۝ ﴾ في تفسير الطبري حيث أورد: (قال: فلعنَ الحية، وقطع قوائمها، وتركها تمشي على بطنها، وجعل رزقها من التراب، وأهبطوا إلى الأرض: آدم، وحواء، وإبليس، والحية. اهبطوا بعضكم لبعض عدو) وهي من الإسرائيليات، بينما لم يذكر السعدي أيًا من تلك القصص.

7- اهتمامه بالجانب الفقهي:

فقد تحدث في تفسيره عن أحكامٍ مختلفة عديدة. ومن الأمثلة على ذلك النفقة الواجبة عند مروره بالآية ((وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ)) [التوبة: 35]. فجاء في تفسيره: (أن يمسكوها عن النفقة الواجبة، كأن يمنع الزكاة أو النفقات الواجبة للزوجات أو الأقارب أو النفقة في سبيل الله إذا وجبت)[5].


تفاسير شبيهة

مراجع

  1. إسلام ويب - من أحسن التفاسير للقرآن الكريم - تصفح: نسخة محفوظة 05 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  2. تفسير عبد الكريم بيارة، سورة يونس.
  3. تفسير الكريم الرحمن، سورة الكهف.
  4. تيسير الكريم الرحمن، ج2، ص. 273.
  5. تيسير الكريم الرحمن، ج2، ص. 271.

موسوعات ذات صلة :