التفكير السببي هو نتيجة لمبدأ السببية (أو العلية) الذي عرفه الفيلسوف الألماني كانت على النحو التالي:
- "كل شيء يحدث (أو يبدأ في الحدوث) يستلزم وجود شيء يتسبب في حدوثه وفقًا لقاعدة".[1]
الاعتبارات الأساسية
على الرغم من أن الاعتقاد في السببية يحدد التنمية البشرية بشكل أساسي، فإنه يعاني من عدد من السلبيات:
- "سيتضح الآن أن مفهوم السبب، كما يُستخدم في الرؤية الكونية العملية يعاني من عدم وضوح - وربما، يعاني أيضًا، من تناقضات متأصلة. ونتيجة لمثل هذا الغموض من ناحية وبسبب الآثار الميتافيزيقية لهذا المفهوم من ناحية أخرى، فقد مر بتعديلات على أيدي العلوم الطبيعية، ويجري الآن إزالة مصطلح "السبب" من المصطلحات العلمية تمامًا".[2]
وبدلاً من استخدام مصطلح السببية تستخدم الفيزياء العبارات الآتية:
- "عند إدراك هذه الصعوبات والأسرار الميتافيزيقية، والعلوم، والفلسفة التجريبية المشبعة بالعلوم، يتم الحديث عن حدث ما باعتباره سببًا لحدث آخر فقط بمعنى أنه حالة حقيقية، لدى وقوعها يحدث شيء آخر لم يكن ليحدث بدونها. يصبح الحدث، في الواقع، حدثًا سابقًا لا غنى عنه ولكن ليس من الضروري أن يؤدي إلى إنتاج "الحدث" الذي يسمى التأثير".[2]
هذا التغيير في طريقة التحدث العلمية لا يؤثر على التفكير السببي خاصة لأن المنهج العلمي والقواعد والقوانين العلمية تبقى دون تغيير. يُبنى النهج العلمي على افتراض أن أي تطور قد يمثله تسلسل متناوب من الأسباب والتأثيرات، حيث يكون التأثير الأخير هو سبب التأثير المقبل.
حل المشكلات باستخدام التفكير السببي
يتم إجراء التفكير السببي لحل المشاكلات في ثلاث خطوات:
- يبدأ التفكير السببي باعتباره أساسًا لاتخاذ القرارات بإدراك التأثير أو المشكلة التي تحتاج إلى اتخاذ قرار بشأنها. وتتم ملاحظة التأثير باعتباره حدثًا منفصلاً حيث تشير المراقبة عمومًا إلى عناصر منفصلة أو أنظمة فرعية من الكل.
- وبمجرد ملاحظة المشكلة، يبدأ البحث عن السبب. ومرة أخرى يتم فحص كل عنصر أو نظام فرعي من الكل، وأخيرًا يتم اكتشاف "السبب".
- تتكون الخطوة الثالثة من التخلص من السبب وبمجرد التخلص منه، يتم استئناف العمليات العادية.
ويتبع التفكير السببي مسارًا تقدمه سلسلة من العلاقات بين الأسباب والتأثيرات، ومن ثم فقد وصف بايندر التفكير السببي[3] بأنه التفكير في النقاط. وبالمثل، فقد قارن فون كولاني[4] التفكير السببي السائد في العلوم بالتفكير المنطقي نظرًا لاعتماده على التسلسل، العلاقات المنطقية إذا كانت دعوى (أ) صحيحة فإن دعوى (ب) تكون صحيحة.
تأثيرات التفكير السببي
يرتبط التفكير السببي ارتباطًا وثيقًا بالاختزالية والتي تحاول تفسير الكل باستخدام أجزائه من خلال قوانين سببية.[5] وبعبارة أخرى، يركز التفكير السببي على الأجزاء، أو "النقاط" كما يطلق عليها بايندر. البحث عن السبب يعني البحث عن ذلك الجزء من النظام الذي يؤدي إجراؤه بشكل غير سليم في النهاية إلى الحدث الذي تمت ملاحظته.
قد يؤدي التفكير السببي إلى نتيجتين:
- تحديد دافع المشكلة والقضاء عليه واستعادة الحالة السابقة للنظام المحدد.
- تحسين أداء جزء من النظام من خلال تطبيق المبادئ العامة المكتسبة عن طريق تفكيك النظام إلى أجزاء أصغر.
ومن الواضح أن النتيجة الأولى لا تحسن النظام الذي من شأنه أن يولد الدافع مرات أخرى. ومن ثم فإن التخلص من"السبب" لا يمثل سوى تحسن على المدى القصير.
وتشكل النتيجة الثانية تحسين جزء من النظام وغالبًا ما ينظر إليه على أنه "تقدم"، ومع ذلك، فإن التأثيرات طويلة الأجل لهذا التقدم الجزئي على النظام برمته قد تكون كارثية. فعلى سبيل المثال، أدت العديد من التطورات التقنية التي حدثت في المائتي عام الماضية إلى انتشار التلوث في جميع أنحاء العالم، وحدوث انخفاض مخيف في التنوع الجيني وتغير المناخ تغيرًا ينذر بالخطر. وبعبارة أخرى، فإن التفكير السببي يعني التفكير على المدى القصير لأن إنجازاته هي في أحسن الأحوال تحسينات قصيرة الأجل.
المراجع
- Cited from William A. Harper and Ralf Meerbote (eds.), Kant on Causality, Freedom, and Objectivity,University of Minnesota Press, Minneapolis, p. 4, 1984.
- James Hastings and John A. Selbie, Encyclopedia of Religion and Ethics Part 5, Kessinger Pub Co, Whitefish, MT, p. 263, 2003.
- Andreas Binder, Die stochastische Wissenschyaft und zwei Teilsysteme eines Web-basierten Informations- und Anwendungesystems zu ihrer Etablierung, PhD-Thesis, Faculty of Mathematics and Computer Science, University Würzburg, p. 66, 2006, [1].
- Elart von Collani, "Response to ‘Desired and Feared—What Do We Do Now and Over the Next 50 Years’ by Xiao-Li Meng", The American Statistician, 2010, 64(1): 23–25.
- Robert L. Flood, Rethinking the Fifth Discipline, Routledge, London, p.84, 2000.