تل السكن الأثري يقع في مدينة الزهراء جنوب مدينة غزة، تم اكتشافه في العام [1998م] خلال أعمال تجريف لبناء أبراج سكنية، يعتبر من أقدم المناطق الأثرية الكنعانية التي تم اكتشافها في فلسطين، ويعود تاريخه إلى العصر البرونزي، وهو العصر الذي كان يسكن فيه الكنعانيون فلسطين [1].
تل السكن الأثري (غزة) | |
---|---|
تل السكن الأثري في مدينة غزة
| |
معلومات أساسيّة | |
الموقع | مدينة غزة، فلسطين |
الطبيعة | تل أثري |
الأهمية الحضارية | يعتبر من أقدم المناطق الأثرية الكنعانية التي تم اكتشافها في فلسطين |
اكتشافه
جرى اكتشاف التل عام [1998م] أثناء بناء مجمع سكني فيه، حيث ظهرت بقايا كبيرة من الطوب اللبن، إضافة إلى معالم معمارية أخرى، والعديد من القطع الأثرية المتنوعة.
ساعد اكتشاف التل على توضيح التاريخ القديم لغزة، وتطور العلاقات المصرية والكنعانية التي مرت بمراحل متعددة مثل: العلاقات التجارية، والعسكرية والإدارة، وذلك خلال الألفية الثالثة والرابعة قبل الميلاد.
ساعدت الحفريات الأثرية في التل التي بدأت عام 1999م بالتعاون بين وزارة السياحة والآثار والمركز الوطني للبحوث العلمية الفرنسية على تحديد الملامح الرئيسة له والتأكد من تسلسل المراحل التاريخية التي مرت على المكان.
تاريخه
يعود تاريخ تل السكن إلى العصر البرونزي المبكر [3300-2300 ق.م]، وهو أقدم مركز إداري مصري محصّن في فلسطين، وكان بمثابة المكان الرئيس للأعمال التجارية بين مصر والمناطق المجاورة لها.
وقد شهد التل مرحلتين مختلفتين من الاستيطان، وهما المرحلة المصرية التي تميزت بأنها حضارة مادية تعود إلى العصر البرونزي، الحديث، حيث تميز الموقع بالمناعة والحصانة بسبب الكشف عن تحصينات معمارية كبيرة، أنشئت مرتين على مدار التاريخ.
وقد شكل التل المركز الإداري للمستوطنات الفرعونية في جنوب غرب فلسطين في نهاية الألفية الرابعة قبل الميلاد، وبعد انسحاب مصر من فلسطين وتركها له، توسع الموقع وازدهرت الحضارة الكنعانية فيه وهي المرحلة الاستيطانية الثانية .[2]
أهم الاكتشافات التي عثر عليها في الموقع
- تم العثور على العديد من الطبقات الأثرية التي يتراوح ارتفاعها ما بين (4-8م)، قدمت لمحة أولى عن تاريخ المكان، وكان عدد المستويات الأثرية فيه تسعة مستويات من الاستيطان البشري.
- تم العثور على بقايا منازل ومنشآت محلية، وأسطح مباني مبنية بالطوب الأحمر وبقايا جدران وأسوار معمارية من الطوب اللبني، ويعود نظام أسوار المباني إلى أسلوب رفيع المستوى في العمارة، لا يوجد له مثيل على مستوى العالم.
- تم العثور على العديد من المكتشفات الأثرية التي تعود للحضارة المصرية الفرعونية، حيث عُثر على فخار مصري الصنع تم استيراده مباشرة في منطقة وادي النيل، كما تم العثور على بقايا فخارية كنعانية تم صناعتها محلياُ في غزة، وذلك باستخدام الطين المحلي ولكنه على الطراز المصري.
- عُثر على بقايا فخارية مهجنة تجمع بين الآثار المصرية الفرعونية وبين الأثر الكنعانية، الكسلطانيات والأطباق والصحون والأباريق، وزجاجات ذات عنق ضيق، وجرار بيضاوية الشكل.
- العثور على أحواض للاستحمام، ومزهريات اسطوانية، تم استيرادها من مصر، وتميزت بوجود خط منقوش أسفلها.
- العثور على جرار كبيرة، مختلفة الأشكال والاستخدام، إضافة إلى الكشف عن أوعية للخبر كانت شائعة الاستخدام.
- العثور على سبعة واجهات لقصور، تعود إلى السلالة الأولى من الأسرات المصرية، والتي أسسها نارمر
- أكتشف قطع لأختام أسطوانية، حملت أشكال لحيوانات عُرفت منذ العصر المبكر من التاريخ.
- العثور على تمثال لضفدع من الحجر الجيري الناعم، وقد وجد مثيلها في معبد أبيدوس في مصر.
- العثور على طواحين كنعانية مصنوعة من البازلت والحجر الكركاري.
- العثور على أنصال حجرية كنعانية، وآلات الكشك وسكاكين وفؤوس ورؤوس سهام.
- العثور في بعض الطبقات الأثرية في الموقع على جدران من الطوب المزجج وهي تعود للعصر البرونزي الحديث، وتميزت بارتفاع بلغ أكثر من 4 متر، وعرض 10 أمتار، ولا يوجد لها مثيل في المواقع الفلسطينية الأثرية مجتمعة.
- العثور على العديد من جدران المباني التي تميزت بتصميم داخلي مميز، من حيث وجود المقاعد والمرافق المختلفة، من غرف كبيرة المساحة، وأخرى صغيرة، ومنطقة الهيكل، الذي كان على شكل غرفة مستطيلة واسعة تحتوي على منصة.
- العثور على بقايا عظام حيوانات في جميع المراحل الحضارية التي مرت بتل السكن، ومن تلك الحيوانات الثيران البرية والإبل الأحمر والغزلان وفرس النهر.
- العثور على أدلة لاستخدام موارد المياه العذبة والبحرية، مثل المحار، وعظام الأسماك من قبل السكان الكنعانيين في تل السكن.
- أفادت الحفريات الأثرية من خلال المكتشفات الأثرية أن تل السكن الأثري في نهاية العصر البرونزي الحديث الثالث، قد استخدم فيه السكان الكنعانيون منتجات الحليب والأصواف، كما أفادت المكتشفات الأثرية أيضاً أنه كان زيادة في الأراضي الزراعية، حيث اتجه السكان المحليون من الكنعانيين لحرفة الزراعة، وقلة الصيد البري.
الاعتداء على المكان
في فبراير 2017، منحت حكومة حماس جزء كبير من أراضِ تل السكن لكبار موظفيها الذين لا يتلقون رواتبهم بدلاً من مستحقاتهم المالية المتراكمة، ما أثار جدلاً واسعاً في الشارع الفلسطيني، ورغم مناشدات وزارة السياحة والآثار الفلسطينية لوقف أعمال التجريف.[3]، أصرّت سلطة الأراضي على استئنافها، ما أدى لتدمير جزء كبير من المكان .[4].
ردود الفعل على محاولة تجريفه
في سبتمبر 2017، دعت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، السلطات المختصة في قطاع غزة إلى وقف عملية التجريف فوراُ في موقع تل السكن الأثري المسجل في يونسكو الواقع في مدينة الزهراء في قطاع غزة، باعتباره موقعاً أثرياً .[5]
في أكتوبر 2017، أطلق مثقفون ونشطاء عرب وفلسطينيون، عريضة إلكترونية لوقف تجريف وتدمير المكان، وطالبت العريضة بالوقف الفوري لأعمال التجريف في الموقع واتخاذ كافة الاجراءات الميدانية لحماية الموقع واغلاقه لحين انتهاء التحقيق، والمباشرة بتقييم الاضرار في الموقع واجراء أعمال تنقيب انقاذية فورية في الموقع للحفاظ على ما تبقى منه.[6]
مقالات ذات صلة
مراجع
- تل السكن شاهد تاريخي على حضارتنا الكنعانية، نسخة محفوظة 07 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- تجريف منطقة أثرية تعود للعصر البرونزي ،. نسخة محفوظة 13 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- وزارة الأثار تقرر موقع "تل السكن" مكاناً أثرياً وتحذر من المساس به، نص إضافي. نسخة محفوظة 15 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- «تل السكن» ضحية «لجان التجريف»،. نسخة محفوظة 04 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- منظمة حقوقية تدعو لوقف تجريف تل السكن بغزة، . نسخة محفوظة 24 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- نشطاء يطلقون عريضة لوقف تجريف تل السكن الأثري، . نسخة محفوظة 31 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.