تناول الطعام بصورة بديهية هي فلسفة تغذية قائمة على فرض أن تصبح أكثر انسجامًا مع إشارات الجوع الطبيعية للجسم، هي وسيلة أكثر فاعلية للحصول على وزن صحي، بدلاً من التقيد بكميات من الطاقة والدهون الموجودة في الأطعمة. وهي عملية تهدف إلى إنشاء علاقة صحية بين الغذاء، والعقل، والجسم، مما يجعلها العلاج الأوسع انتشارًا لاضطرابات تناول الطعام واضطرابات الأكل. تناول الطعام بطريقة بديهية، تمامًا مثل اتباع فلسفات الأنظمة الغذائية الأخرى، ولها العديد من المسميات، بما في ذلك عدم الالتزام بنظام غذائي أو أسلوب لا يعتمد على نظام غذائي، وتناول الطعام بصورة طبيعية، وتناول الطعام بحكمة، وتناول الطعام بوعي وأكثر.
معلومات تاريخية
متى بدأت بالضبط حركة تناول الطعام بصورة بديهية أمر غير محدد، ولكن كانت سوزي أورباخ (Susie Orbach) واحدة من الرائدات الأوائل وهي صاحبة كتاب السمنة قضية نسوية الذي نشر لأول مرة في عام 1978. وكتاب جينن روث (Geneen Roth) الأول عن ارتباط تناول الطعام بالعاطفة والذي نشر في عام 1982. وكلاهما يحدد أن الأنظمة الغذائية التقليدية لإنقاص الوزن هي المشكلة، وأوصى بتناول الطعام بطريقة بديهية (المعروف أيضًا "بالانسجام في تناول الطعام" أو "الأسلوب الذي لا يعتمد على نظام غذائي") كحل للمشكلة. وكان يوجد أيضًا نسق ديني لتناول الطعام بطريقة بديهية. وأسست جون شامبلين (Gwen Shamblin) ورشة عمل لإنقاص الوزن عام 1986. ضمن حدود النحافة، وهو نسق ديني آخر يعود لأوائل عام 1970.
صاغ كل من إيفلين ترايبول (Evelyn Tribole) وإليز ريش (Elyse Resch) الاسم في كتابهم تناول الطعام بطريقة بديهية عام 1995.[1]
لين دونفان (Lynn Donovan) هي واحدة من المؤسسين الأوائل في الموجة الحديثة المهتمين بفلسفة تناول الطعام بطريقة بديهية والتي نشرت كتابها مكافحة الحمية: الطريقة المُرضية الفعالة لإنقاص الوزن عام 1971. ومع ذلك، تناول الطعام بطريقة بديهية ليست فكرة حديثة. "الفليتشيرية" معروفة في القواميس بالأكل عند الشعور بالجوع، وسُميت على اسم عالم التغذية الأمريكي هوراس فليتشر (Horace Fletcher) (1849-1919).
دراسات تناول الطعام بطريقة عشوائية
في عام 2005، نشرت الباحثة ليندا بيكون (Linda Bacon) نتائج أول عامين من دراستها الطويلة والتي برهنت من خلالها على فاعلية تناول الطعام بطريقة بديهية.[2] وفي نهاية هذا العام، قام ستيفن هوكس (Steven Hawks)، أستاذ صحة المجتمع بـجامعة بريغام يونغ، بوضع النقاط الرئيسية الخاصة بهذا الموضوع بعد ادعائه فقدان 50 رطلاً من وزنه نتيجة اتباعه لنسخته الخاصة من برنامج تناول الطعام بطريقة بديهية. ادعى هوكس أن الفلسفات الضمنية الخاصة بتناول الطعام بطريقة بديهية تعود إلى آلاف السنين وموجودة في معظم الديانات الشرقية وبعض الديانات الغربية. تناول الطعام بطريقة بديهية وُضع ليكون "منطقًا سليمًا، ونهجًا قائمًا على تناول الطعام عند الشعور بالجوع،" حيث يتم تشجيع المشاركين في هذا البرنامج على تناول الطعام فقط عند الشعور بالجوع.
في عام 2006، نشرت الباحثة تريسي تيلكا (Tracy Tylka) بـجامعة ولاية أوهايو دراستها[3] التي تضمنت نتيجتين رئيسيتين. أولاً، قامت تيلكا بتطوير والتصديق على مقياس تقييمي لتحديد الصفات الرئيسية لمتناولي الطعام بطريقة بديهية، وهي: السماح بتناول الطعام بدون شروط، وتناول الطعام لأسباب بدنية وليست عاطفية، والاعتماد على إشارات الجوع/الشبع الداخلية. وأخيرًا، طبقت تيلكا مقياس التقييم على 1400 شخص وتوصلت إلى أن متناولي الطعام بطريقة بديهية لديهم إحساس عالٍ بالرضا ونقص في وزن الجسم، بدون استيعاب "نموذج مثالي للجسم النحيف".
حاليًا، استعانت الباحثة النفسية بـجامعة نوتردام لورا سميثام (Lora Smitham) بأشخاص يعانون من شراهة عند تناول الطعام لدراسة فاعلية عملية تناول الطعام بطريقة بديهية لعلاج هذه المشكلة.[4] فرض سميثام يتمثل في أن النظام الغذائي يحفز عملية الأكل بشراهة وتعلٌّم أن تصبح آكلاً للطعام بطريقة بديهة يمكن أن يكون علاجًا.
الحمية الغذائية
تناول الطعام بطريقة بديهية هو عكس اتباع نظام غذائي، والأخيرة لها دافع خارجي. وهو عنصر رئيسي من حركة الصحة بكل المقاسات. المؤيدون لهذة الطريقة قالوا إن تناول الطعام يأتي كاستجابة لمنبهات الجوع والامتلاء الداخلية، في حين السماح لجميع الأطعمة أن تكون جزءًا من النظام الغذائي، وسيتم الحفاظ على الوزن "natural" الطبيعي للفرد. والوزن الطبيعي هو الوزن المحدد مسبقًا بالجينات الوراثية.
عندما ينفصل الفرد عن إحساسه الداخلي بالشبع، من السهل تنشيطه واستثارته بالمؤثرات الخارجية للأكل (والتي يمكن أن تكون عاطفية, "لأن الوقت قد حان", أو مناسبة و/أو قواعد تناول الطعام المتعارف عليها.)
وإذا كان لشخص ما قواعد صارمة لما يسمى بالأكل الصحي، فهو أو هي أكثر عرضة للإفراط في تناول الطعام، نتيجة لكسر قواعدهم المتعارف عليها في تناول الطعام. وعلميًا، أسلوب تناول الكل أو لا شيء، الذي يتمحور حول تناول الطعام بدلاً من الاستجابة لإشارات الجوع/الشبع الداخلية، يشار إليه بضبط النفس أثناء تناول الطعام أو نظرية ضبط النفس.[5]
مقالات ذات صلة
- نهام عصبي
- تقييد السعرات الحرارية
- سوء التغذية
- ثالوث الأنثى الرياضية
- اضطراب التشوه الجسمي
- اضطراب الأكل
ملاحظات ومراجع
- Elyse Resch; Tribole, Evelyn (1996). Intuitive Eating : A Recovery Book For The Chronic Dieter; Rediscover The Pleasures Of Eating And Rebuild Your Body Image. New York: St. Martin's Paperbacks. .
- Bacon L, Stern JS, Van Loan MD, Keim NL (2005). "Size acceptance and intuitive eating improve health for obese, female chronic dieters". J Am Diet Assoc. 105 (6): 929–36. doi:10.1016/j.jada.2005.03.011. PMID 15942543.
- Tylka T (2006). "Development and Psychometric Evaluation of a Measure of Intuitive Eating". J Couns Psychol. 53 (2): 226–40. doi:10.1037/0022-0167.53.2.226. مؤرشف من الأصل في 15 ديسمبر 2019.
- Cox C. (2007( واستعان أستاذ بجامعة نوتردام بمشاركين يعانون من شراهة في تناول الطعام 7 نوفمبر 2007.
- Vartanian LR, Herman CP, Polivy J (2008). "Judgments of body weight based on food intake: a pervasive cognitive bias among restrained eaters". Int J Eat Disord. 41 (1): 64–71. doi:10.1002/eat.20440. PMID 17634967.