التوافق المهني ( Vocational Adjustment) من الموضوعات التي يبحثها علم النفس بشكل عام و علم النفس الصناعي بشكل خاص ؛نظراً لما يسببه سوء توافق العامل (بمعناه اللغوي والذي يشمل كل العاملين بغض النظر عن تصنيفاتهم الفئوية أو التخصصية ) في عمله من نتائج سلبية نفسية وعملية .إن التوافق المهني للموظف أوالعامل يعتمد على طبيعة العمل والأجر وساعات العمل وعلاقته بمرؤوسيه وزملائه في العمل ونحوها من العوامل التي ينتج عنها رضا العامل وسعادته ودرجة ارتباطه بعمله وإخلاصه فيه.[1]
مفهوم التوافق المهني
- طالع أيضًا: توافق (نفس)
عرّف عويضة التوافق المهني : هو العملية الدينامية المستمرة التي يقوم بها الفرد لتحقيق التلاؤم بينه وبين البيئة المهنية - المادية والاجتماعية - والمحافظة على هذا التلاؤم.[2]
عوامل تحقيق التوافق المهني
لتحقيق التوافق المهني يعرض "ليتارت ليفي" مباديء ستة تعبر عن المتطلبات النفسية للعمال من خلال دراساته التي أجراها في السويدوهي :
- أن يكون العمل مرغوباً ومتنوعاً.
- أن يحتوي العمل على عملية التعليم المستمر.
- أن يشترك العمال في صنع القرار .
- أن ترتبط الحياة المهنية بالحياة الخاصة والاجتماعية للعامل.
- أن يؤدي العمل كمستقبل يرجوه العامل.[3]
العوامل المؤثرة في التوافق المهني
هناك عدة عوامل بإمكانها أن تؤثر في توافق الفرد مهنيا، ويمكن حصرها في ثلاثة جوانب :
العوامل الشخصية
تعد خصائص الشخصية الجسمية والنفسية والعقلية من العوامل المباشرة في التأثير على حالة العامل وسوائه في مجال عمله.
العوامل المرتبطة بالعمل
يعد وجود العوامل المادية والنفسية وا الجتماعية المحيطة بالعامل في مجال عمله بالشكل الذي يضمن استمرار العمل في ظروف صحية تريحه وتساعده على أداء عمله وفق النظام المحدد، دافعا قويا لالهتمام بالعمل والإخلاص والتثبت به.
العوامل الخارجية
إن العامل قبل أن يكون عضواً في مؤسسة فهو عضو في جماعات أخرى مثل الأسرة والاًدقاء في المقهى والنادي..الخ وهو يتأثر بهم جميعا ؛ولهذا فإن توافق الفرد يرتبط بتوافقه في كل هذه الجماعات، وينعكس هذا التوافق على مظاهر الحياة المختلفة، وبخاصة العمل، حيث وجد أن الكثير من المشاكل التي تواجه العامل في عمله إنما هي حصيلة مشاكل أخرى خارج نطاق العمل .[4][5]
مظاهر التوافق المهني
إن المظهر الأساسي للتوافق المهني هو الرضا عن العمل، ويشمل الرضا الإجمالي عن العمل، وعما يحيط بالموظف من مؤثرات بحيث يشعر بالأمن والارتياح، وكل المشاعر الإيجابية للموظف التي تتعلق بجوانب بيئة العمل .[6]
مصادر سوء التوافق المهني
يذكر طه أن المؤلفين (شافر وشوبين) يريان أن سوء التوافق المهني له عدة مصادر منها :
- الأجور المنخفضة انخفاضاً شديداً.
- ظروف العمل غير المناسبة.
- نقص قدرة العامل على الوفاء بمتطلبات العمل.
- الضعف في التنظيم الاجتماعي والعلاقات الشخصية الداخلية بين العاملين في المؤسسة.
- الصراعات المنزلية.[7]
أما لندجرن فيرى أن هناك نوعين من الأجواء النفسية تؤديان إلى توترات في مواقف العمل هما :جو التسلط وجو المنافسة.[8]
المراجع
- أنظر : التوافق المهني والمسئولية الاجتماعية وعلاقتهما بمرونة الأنا ،سامي فحجان ،ص 19.
- علم النفس الصناعي ، الشيخ محمد محمد كامل عويضة ، دار الكتب العلمية، ص 165.
- علم النفس الصناعي ، الشيخ محمد محمد كامل عويضة ، دار الكتب العلمية، ص 166.
- المناخ التنظيمي وعلاقته بالتوافق المهني لدى عمال شركة توزيع الكهرباء والغاز ورقلة حضري ،مذكرة مقدمة لاستكمال متطلبات شهادة ماستر أكاديمي ،جـامعة قاصدي مرباح ،كلية العلوم الانسانية والاجتماعية ، إعداد زروقي صباح ، ص 30
- محمود السيد أبو النيل، علم النفس الصناعي دراسات عربية وعالمية ، دار النهضة العربية، بيروت،2015 م ، ص 290 .
- التوافق المهني وعلاقته بالفاعلية الذاتية المدركة لدى عينة من الموظفين في المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة الداخلية ، رسالة ماجستير لاستكمال متطلبات الحصول على درجة الماجستير في الإرشاد والتوجيه، بدريـة محمد يوسـف الرواحيـة ، جامعة نزوى كلية العلوم والآداب قسم التربية والدراسات االنسانية ،2017م ، عمان.ص 12 .
- علم النفس الصناعي والتنظيمي ، فرج عبدالقادر طه ، ،دار قباء ، مصر، ص 81 ، بتصرف.
- علم النفس الصناعي والتنظيمي ، فرج عبدالقادر طه ، ،دار قباء ، مصر، ص 82 .