توماس هنري هاكسلي (Thomas Henry Huxley) ـ (4 مايو 1825- 29 يونيو 1895) عالم أحياء بريطاني. هو ابن لمعلم رياضيات. وهو جَد جوليان هكسلي (1887 – 1975) الإخصائي في علم الحيوان والفيلسوف والمربي والكاتب، ولجوليان دور كبير في تأسيس اليونسكو. وهو أيضاً جد الروائي والشاعر الإنجليزي ألدوس هكسلي.
توماس هنري هاكسلي | |||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|
(Thomas Henry Huxley) | |||||||
معلومات شخصية | |||||||
الميلاد | 4 مايو 1825 | ||||||
الوفاة | 29 يونيو 1895 (70 سنة) إيستبورن |
||||||
مكان الدفن | لندن | ||||||
الإقامة | لندن | ||||||
مواطنة | المملكة المتحدة | ||||||
الجنسية | المملكة المتحدة | ||||||
عضو في | الجمعية الملكية، والأكاديمية الألمانية للعلوم ليوبولدينا، وأكاديمية لينسيان، وأكاديمية سانت بطرسبرغ للعلوم، والأكاديمية الملكية السويدية للعلوم، والجمعية اللينيانية اللندنية، وجمعية لندن الجيولوجية، والأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم، والأكاديمية البروسية للعلوم، والأكاديمية الملكية الهولندية للفنون والعلوم، والأكاديمية الوطنية التسعون للعلوم، والأكاديمية الوطنية للعلوم | ||||||
مناصب | |||||||
قائمة رؤساء جمعية لندن الجيولوجية[1] | |||||||
في المنصب 1868 – 1870 |
|||||||
|
|||||||
رئيس الجمعية الملكية[2] (34 ) | |||||||
في المنصب 1883 – 1885 |
|||||||
|
|||||||
الحياة العملية | |||||||
اختصار اسم علماء الحيوانات | Huxley | ||||||
المدرسة الأم | كلية لندن الجامعية | ||||||
مشرف الدكتوراه | توماس جونز[3] | ||||||
طلاب الدكتوراه | مايكل فوستر[4] | ||||||
المهنة | عالم أحياء[5]، ولغوي، وإحاثي، ومترجم، وعالم أسماك، وعالم حيوانات، وعالم قشريات، وعالم تشريح، ومصور، وكاتب، وفيلسوف، وعالم إنسان، وعالم وظائف الأعضاء، وعالم طبيعة | ||||||
اللغات | الألمانية، والإنجليزية[6] | ||||||
مجال العمل | الأحياء | ||||||
موظف في | كلية لندن الإمبراطورية | ||||||
سبب الشهرة | كلب داروين | ||||||
تأثر بـ | تشارلز داروين | ||||||
الجوائز | |||||||
وسام كوبلي، قلادة ملكية |
كان قد لقب بـ "Darwin's Bulldog" (كلب داروين)[7] لدفاعه القوي عن نظرية تشارلز داروين النشوء والتطور التي كانت مثيرة للجدل والرفض من قبل علماء دين والعديد من علماء الأحياء آنذاك (كتاب داروين: أصل الأنواع تم نشره في 1859). التقى تشارلز داروين في حوالي 1856.
كان توماس هكسلي قد التحق بالبحرية الإنجليزية كمساعد جراح، ولم يعد إلى إنجلترا إلا سنه 1850. انتخب زميلا للجمعية الملكية 1851، ثم رئيسا للجمعية الملكية بين عامي 1883 و1885 وعين في المجلس الملكي الخاص (the privy council) عام 1892.
نشر كتابه الخاص في التطور: "مرتبة الإنسان في الطبيعة" عام 1863 (Evidence as to Man's Place in Nature) وعلى عكس داروين، فقد ركز هاكسلي في كتابه هذا على نسب الإنسان.
كما كان هكسلي أول من استخدم مصطلح "Agnostic" (لاأدري) وهو المصطلح الذي يستخدم في يومنا.[8]
حياته المُبكِّرة
وُلد توماس هنري هكسلي في إيلينغ في إنكلترا، وكان أحد ثمانية أطفال لجورج هكسلي وريتشيل ويدذرز، ترعرع توماس في عائلة تنتمي للطبقة المتوسطة مثله مثل الكثير من علماء بريطانيا في القرن التاسع عشر كألفريد راسل والاس،[9] عانت أسرة هكسلي من مصاعب مالية عديدة خصوصاً بعد طرد والده من عمله كمُدرِّس بعد إغلاق مدرسته، ونتيجةً لذلك ترك توماس المدرسة وهو في سنِّ العاشرة بعد سنتين فقط من التعليم الرسمي[10][11]، وعلى الرغم من هذه البداية التي لا يحسد عليها كان هكسلي مُصمِّماً على تثقيف نفسه وهكذا قام في سنِّ المراهقة بقراءة عدد كبير من الكتب العلميَّة والفلسفيَّة وتعلَّم اللغة الألمانيَّة واللاتينيَّة واليونانيَّة.
لاحقاً وفي سنِّ الشباب أصبح هكسلي خبيراً في الكائنات اللافقاريَّة ثمَّ الفقاريَّة، وكان ماهراً في الرسم ودائماً ما كان يرفق منشوراته عن اللافقاريَّات البحريَّة برسوم توضيحيَّة، بالإضافة لذلك كتب هكسلي كثيراً حول العلم والدين وكان فهمه لللاهوت أفضل من فهم معظم خصومه من رجال الدين، وهكذا أصبح الصبي الذي ترك المدرسة في سن العاشرة أحد أكثر رجال بريطانيا علماً[12][13].
تدرَّب هكسلي لفترة قصيرة في المجال الطبي على يد العديد من الأطباء أشهرهم توماس تشاندلر الذي كان معروفاً بتجاربه عن الأدوية والسموم المختلفة[14]، والتحق بعد ذلك بكلية سيدنهام للطب والتشريح واستمرَّ في القراءة لتعويض افتقاره للتعليم المدرسي الرسمي، بعد مرور عام وبفضل نتائجه الممتازة وحصوله على الميدالية الفضيَّة في مسابقة الجامعة السنويَّة تمَّ قبوله للدراسة في مستشفى تشارنج كروس، وتتلمذ على يد توماس وارتون جونز أستاذ طب وجراحة العيون في جامعة لندن، وفي العشرين من عمره اجتاز هكسلي أوَّل امتحان في جامعة لندن وفاز بالميدالية الذهبية في علم التشريح وعلم وظائف الأعضاء، رغم ذلك لم يتقدَّم للامتحانات النهائية وبالتالي لم يحصل على شهادته الجامعيَّة ولكنَّ تدريباته ونتائج الامتحان خوَّلته دخول البحريَّة الملكية البريطانيَّة[15].
حياته المُتأخِّرة
استقال هكسلي من البحريَّة بعد انتهاء خدمته الإلزاميَّة، وفي يوليو عام 1854 أصبح أستاذاً للتاريخ الطبيعي في المدرسة الملكيَّة للمناجم، وعالماً طبيعيَّاً في هيئة المسح الجيولوجي البريطاني في العام التالي، وشغل عدة مناصب أخرى أهمُّها: أستاذ في المعهد الملكي (1855 – 1858) و (1865 – 1867)، وأستاذاً في الكليَّة الملكيَّة للجراحين (1863 – 1869)، ورئيساً للجمعيَّة البريطانيَّة لتقدم العلوم (1869 – 1870)، ورئيساً للجمعيَّة الملكيَّة (1883 – 1885)، ورئيس الرابطة البيولوجيَّة البحريَّة (1884 – 1890)، ومفتشاً لمصايد السمك البريطانيَّة (1881 – 1885)[12][13].
خلال إحدى وثلاثين عاماً قضاها هكسلي كأستاذ للتاريخ الطبيعي في المدرسة الملكيَّة للمناجم شملت إنجازاته العديد من المشاريع للنهوض في مكانة العلوم في الحياة البريطانيَّة، وتقاعد في عام 1885 بعد نوبة مرضيَّة واستقال بعدها من رئاسة الجمعيَّة الملكيَّة، خلال هذه الفترة كان راتبه السنوي قرابة 1200 جنيه إسترليني[16] ، في عام 1890 انتقل هكسلي من لندن إلى إحدى الضواحي وهناك حرَّر المجلَّدات التسعة من كتابه المقالات، أخيراً وفي عام 1895 توفي بنوبة قلبيَّة بعد أن عانى من الإنفلونزا والالتهاب الرئوي ودفن في مقبرة سان ماريليبون شمال لندن[13].
المكافآت والجوائز العامَّة
حصل هكسلي على العديد من الجوائز وأوسمة الشرف وبلغ مكانة عالية بين رجال العلم في بريطانيا، انتخب هكسلي زميلاً في الجمعيَّة الملكيَّة عندما كان عمره 25 عاماً (1851)، وحصل على الميدالية الملكيَّة من الجمعيَّة في العام التالي (1852) قبل عامٍ واحد من حصول تشارلز داروين على نفس الجائزة، وبذلك أصبح أصغر عالم أحياء يحصل على هذه الميداليَّة، وحصل على ميدالية كوبلي عام 1888 وعلى ميدالية داروين عام 1894، ومنحته الجمعيَّة الجيولوجيَّة وسام ولاستون عام 1876، بالإضافة لذلك كان هناك العديد من الجوائز الأكاديميَّة والأوسمة الأخرى من عدة هيئات علميَّة بارزة[17]، وحصل على تكريمٍ لافت من ملك السويد عام 1873 [18]، جمع هكسلي العديد من الزمالات والعضويات الفخريَّة في أكثر من جمعيَّة أجنبيَّة بالإضافة لعدد من شهادات الدكتوراه الفخريَّة من بريطانيا وألمانيا، وانتخب عضواً أجنبيَّاً في الأكاديميَّة الملكيَّة الهولنديَّة للفنون والعلوم في عام 1892[19]، تقديراً لكلِّ هذه الخدمات حصل هكسلي على راتب تقاعدي دائم من قبل الحكومة البريطانيَّة وعُيِّن مستشاراً خاصَّاً للحكومة في عام 1892.
كان توماس هكسلي من أكثر مناصري التطور لنحو ثلاثين عاماً، وبالنسبة للبعض يعتبر المدافع الأول عن العلوم في القرن التاسع عشر في العالم الناطق بالإنكليزيَّة بأكمله[20].
وعلى الرغم من أنَّه كان لديه العديد من التلاميذ والمعجبين إلَّا أنَّ تقاعده ووفاته لاحقاً تركت علم الحيوان البريطاني محروماً من قائده، لأنَّه كان بشكلٍ أو بأخر هو المسؤول عن التعيينات والوظائف للجيل القادم من علماء بريطانيا[21].
مكانة الإنسان في الطبيعة
وجَّه هكسلي أبحاثه لمدة عقد من الزمن نحو العلاقة بين الإنسان والقردة، الأمر الذي أدى لاصطدامه بشكل مباشر مع ريتشارد أوين، كانت محاضرة هكسلي حول جماجم الفقاريات التي ألقاها أمام الجمعيَّة الملكيَّة عام 1858 هي نقطة البداية في ذلك، فقد رفض فيها نظريَّة أوين التي تقول إنَّ عظام الجمجمة والعمود الفقري متماثلان[22]، طوَّر هكسلي أفكاره ما بين أعوام 1860 – 1863 وقدَّمها في محاضرات إلى الطلاب وعامة الناس ونشرها لاحقاً بشكلٍ مكتوب، وفي عام 1863 نشر أشهر أعماله "مكانة الإنسان في الطبيعة" وهو الكتاب الذي يناقش القضايا الرئيسيَّة لنظريَّة التطور، وكان تشارلز داروين قد ضمَّن كتابه الشهير أصل الأنواع بعض التلميحات عن هذا الموضوع مثل قوله: "في المستقبل البعيد سيتمُّ إلقاء الضوء على أصل الإنسان وتاريخه" [23]، ولكنَّ ذلك لم يكن بعيداً ففي عام 1857 قدَّم ريتشارد أوين نظريَّته القائلة بأنَّ الإنسان قد تمَّ تمييزه عن جميع الثدييات الأخرى من خلال امتلاكه لميِّزات غريبة في الدماغ، وهكذا فصله عن بقيِّة الأنواع اعتماداً على هذا الاستنتاج[24]، ولكنَّ هذا الرأي قد بقي شاذاً ولم يدعمه بقية علماء الأحياء[25].
أثير هذا الموضوع مرَّةً ثانية في اجتماع جامعة أكسفورد عام 1860 عندما تجادل هكسلي وأوين بشكلٍ حاد، ووعد هكسلي بتقديم الأدلة في اجتماعات لاحقة، ونظَّم بالفعل عدداً من المحاضرات في هذا المجال، وفي عام 1862 في اجتماعٍ علمي في جامعة كامبريدج قدَّم ويليام فلاور صديق هكسلي تشريحاً عاماً قارن فيه بين القرد والإنسان وأظهر أنَّ العديد من بنى الدماغ عند الإنسان موجودة بالفعل لدى القرود، وتمَّ نشر هذا البحث على نطاقٍ واسع واعتبر دليلاً كبيراً على خطأ أوين الفادح وعدَّ هكسلي كواحد من أهم علماء التشريح والأحياء، من جهته اعترف أوين بهذا التشابه ولكنَّه قال بأنَّ هذا البنى في دماغ القرد أصغر وأقلُّ تطوراً.
لاحقاً قام هكسلي بتلخيص أفكاره حول هذا الموضوع ونشرها على شكل ورقة علميَّة في مجلة التاريخ الطبيعي في يناير من العام 1861 وقيل بأنَّها الورقة العلميَّة الأكثر عنفاً التي كتبها خلال حياته[26]، وأعيدت طباعتها لاحقاً باعتبارها الفصل الثاني من كتابه مكانة الإنسان في الطبيعة مع تفاصيل النقاش الذي دار بين هكسلي وأوين حول دماغ القردة[27].
كان هذا النقاش المطوَّل حول دماغ القرد والمدعوم بالأدلَّة التشريحيَّة والمؤتمرات والاجتماعات علامة بارزة في حياة هكسلي المهنيَّة، وأوضح بشكلٍ جلي هيمنته على علم التشريح المقارن وعلم الأحياء التطوري في بريطانيا وأوروبا، وتجدر الإشارة أيضاً إلى أنَّ هكسلي لم يكن مُقلِّداً أو تابعاً لتشارلز داروين بل كانت لكلٍّ منهما شخصيَّة مستقلة ومختلفة عن الآخر، فداروين كان عالماً طبيعيَّاً بالدرجة الأولى بينما كان هكسلي عالم تشريح وأحياء يعتمد على التجربة بشكلٍ كبير من أجل ذلك كان من الطبيعي أن يكون لكلٍ منهما وجهة نظر مختلفة في العلوم الطبيعيَّة.
مراجع
- https://www.geolsoc.org.uk/~/link.aspx?_id=773BC90B-60F7-4355-B084-1414BC01C865&_z=z
- https://www.geolsoc.org.uk/~/link.aspx?_id=773BC90B-60F7-4355-B084-1414BC01C865&_z=z
- https://www.genealogy.math.ndsu.nodak.edu/id.php?id=95541 — تاريخ الاطلاع: 4 سبتمبر 2018
- https://www.genealogy.math.ndsu.nodak.edu/id.php?id=95540 — تاريخ الاطلاع: 4 سبتمبر 2018
- http://runeberg.org/nfbk/0718.html
- http://data.bnf.fr/ark:/12148/cb121862515 — تاريخ الاطلاع: 10 أكتوبر 2015 — الرخصة: رخصة حرة
- Encyclopædia Britannica Online 2006
- Huxley T.H. 1889. Agnosticism: a rejoinder. In Collected Essays vol 5 Science and Christian tradition. Macmillan, London.
- Bibby, amongst others, queried this account, which owes its origin to Leonard Huxley's biography (1900). Bibby, Cyril. 1959. T. H. Huxley: scientist, humanist and educator. Watts, London. p. 3–4
- Biography in the موسوعة بريتانيكا على الإنترنت نسخة محفوظة 22 يناير 2019 على موقع واي باك مشين.
- Victorian Scientific Naturalism: Community, Identity, Continuity. (2014). Edited by Bernard Lightman, Gowan Dawson. دار نشر جامعة شيكاغو, p.210. نسخة محفوظة 14 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
- Desmond 1994
- Huxley 1900
- Chesney, Kellow 1970. The Victorian underworld. Temple Smith, London; Pelican 1972, pp. 105, 421.
- The cut-price anatomy schools and Robert Knox are well treated in Desmond's account of materialist medical dissidents of the 1820s and 30s: Desmond A. 1989. The politics of evolution: morphology, medicine and reform in radical London. Chicago.
- "Thomas Henry Huxley | British biologist". Encyclopedia Britannica (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 22 أبريل 201904 فبراير 2018.
- Desmond 1997 p. 230
- Desmond & 1997 Huxley in perspective p. 235
- Bibby 1959
- Bibby 1972
- Desmond 1998 p. 431
- Foster & Lankester 1898–1903 p. 538–606.
- Darwin 1859، p. 490. نسخة محفوظة 24 يونيو 2018 على موقع واي باك مشين.
- Burkhardt 1984 onwards (continuing series)
- Cosans 2009 pp. 109–111
- Browne 2002
- Athenaeum 21 September 1861, p. 498. [key sentence italicised]