كريمة كما وصفها لي من عاش بها
كريمة قبل الثورة
هي مدينة المنطقة كلها.. من أراد مواد الحدادة يجدها في كريمة ومن اراد النجارة يجدها في كريمة ومن أراد البارود يجده في كريمة. هنا يرفع الآذان في كل وقت وتقام صلاة الجمعة و صلاة التراويح وصلاة العيد.. جامع كريمة هو الاقدم في كل هذه المنطقة بني قبل ثلاثة قرون على الاقل. وآخر ترميم كان مع اندلاع ثورة التحرير أنجزه عبيزة محمد ولحاج واخوه شعبان و اثنان من بني عمومتهما صار الاربعة أول خلية للثورة في قرية تازقارت وهم مجاهدون رحمهم الله. في جامع كريمة حفظ الكثيرون القرآن ومن هنا انتقل سي عبد الحميد و اخوه سي خالد و ثلاثة من بني عمومتهما سي الطيب وسي المرتضى وسي المدني إلى قسنطينة ودرسوا على يد الشيخ عبد الحميد ابن باديس. كريمة هي البلدة الوحيدة في المنطقة التي لا يقبل سكانها رجل القايد عبد ربو بن عبيد لانه كان صديق سي عبد الحميد و كان يأتيها مرة في الاسبوع على الاقل ويعرف ناسها وخالطهم. كان القايد طاغية لكنه شخص عادي بالنسبة لناس كريمة.
كريمة خلال الثورة
هي أول بلدة نزل بها المجاهدون في هذه المنطقة.. الثورة في هذه المنطقة بدأت بشخص واحد هو سي عبد الحميد يعمل مع المجاهدين سرا، ينسق بعيدا إلى ان توفر الجو فرفع التقرير لجيش التحرير بأن كريمة بلدة آمنة ويمكن ان تكون حاضنة للثورة، واهلها اهل كرم و اهل نيف. نزل مجاهدون غرباء لكن يشعرون بأنهم في بيوتهم. كريمة تحولت إلى خلية عملاقة للثورة. كان عدد كبير من الشباب ربما منكم من يعرف العدد يتدربون يوميا على استعمال السلاح في وسط البلدة أعتقد في المكان الذي بنيت به المدرسة. هؤلاء اختارهم سي عبد الحميد ورشحهم للعمل الثوري. مع دخول الثورة إلى كريمة رجع بعض ابنائها المغتربين والتحقوا بالكفاح. عند بداية عام 1956 رفعت كريمة مساهمتها في الثورة. وتحول جزء من منزل سي عبد الحميد وسي خالد إلى ثكنة عسكرية حقيقية، يعود اليه المجاهدون بعد العمليات الحربية بين بني ورتيلان و ماوكلان وحتى بوقاعة. وفيه يعالج المصابون والمرضى منهم وبه تجمع الاسلحة وباقي حاجيات الحرب ومنه توزع وبها تتخذ القرارات وتوضع المخططات بشأن العمليات العسكرية. في 15 مارس 1956 توجهت قافلة كبيرة من المجاهدين في مهمة بمنطقة بوسلام بوعنداس وضواحيها بقيادة موسطاش الحسين وهو مجاهد قوي كان في الجيش الفرنسي و التحق بالثورة في ديسمبر 1955. كشفت عيون الاحتلال القافلة و بلغت عنها عند العودة فوقع اشتباك تدخل فيه الطيران الحربي. في الليل عاد المجاهدون إلى كريمة وفهم للفرنسيون ان تلك العملية خطط لها هنا، وعليه لابد ان يدمر هذا المركز الكبير بأسرع وقت قبل ان يتسبب في مزيد من الخسائر لجيش الاحتلال. في اليوم الموالي للمعركة ارتكب الفرنسيون مجزرة كبيرة في قرية " حلية " بإعدام العشرات بينهم من عمره 70 ومن عمره 15 عاما. وكتبت صحف الاحتلال بأن الجيش قضى على 107 متمرد. وبعد نحو اسبوع جاء الدور على كريمة وقصفت دار اولاد ناصر كونها مركز الثورة من الصباح إلى الليل. اصيب افراد من العائلة واصيب سي عبد الحميد نقل بين جولتي قصف إلى غبولة ثم إلى الجبل للعلاج. وبقصف المركز وهدمه تفرق المجاهدون وصار بالإمكان للقوات البرية الفرنسية دخولها. و استكمل تهديم البيت و مصادرة ممتلكات عائلة سي عبد الحميد. وتوقف العمل الثوري فعلا. وفي جوان 1956 كان سي عبد الحميد قد تعافى من اصابته، وخرج مع مجموعة من المجاهدين و اقتربوا من كريمة ربما لبعث الثورة مجددا فاصطدموا بحملة تمشيط للجيش الفرنسي وقع اشتباك وتفرق المجاهدون واصيب سي عبد الحميد في ذراعه فسحب نفسه ودخل القرية اعتقادا منه انه في أمان و بقي بين اطلال بيته ربما ينتظر حلول الليل لطلب مساعدة من أبناء قريته كي يسعفوه وينقلوه إلى حيث يوجد رفاقه. لكن من رآه باعه و طوقت قوة كبيرة من الجيش المكان واسرته وهو ينزف. وكتبت صحف الاحتلال بأن الثورة انتهت وان لا شيء سيتحرك لاحقا في المنطقة الممتدة بين بوقاعة وبني ورتيلان. حوكم في بوقاعة من المحكمة العسكرية لقسنطينة وصدر بحقه حكم الإعدام. كان القايد عبد الربو بن عبيد صديقه قبل الثورة. ولما اندلعت افترقا في الموقف وحاول كل منهما استدراج الآخر لصفه. لذا أبقت السلطات سي عبد الحميد لعشرة أيام أو 15 يوما في بوقاعة يزروه كل صباح ليثنيه عن طريقه ويطلب منه التراجع ويعيش كالسلطان في المكان الذي يريد بالجزائر أو فرنسا لكن سي عبد الحميد رفض كل الاغراءات. كان يعلم انه قدوة والفرنسيون يريدون كسر القدوة لاطفاء شعلة الثور. كان الفرنسيون سيستفيدون أكثر من تركه حيا وهو يعلن تراجعه عن الثورة وخطأ سلوكه.لكن محاولاته فشلت. نقل بعدها إلى سجن الكدية بقسنطينة واعدم في 13 ديسمبر 1956. وقررت إدارة الاحتلال ترحيل كل سكان كريمة وتوزيعهم على القرى الاخرى وظلوا لسنوات مشردين ممنوعين من دخول بيوتهم ومن ممارسة نشاطهم الزراعي الذي كانوا يعيشون منه. وهي القرية الوحيدة في المنطقة التي تم ترحيل سكانها وتحويلها إلى منطقة محرمة، يعرض من دخلها نفسه للموت. لكن الثورة استمرت بعد تعيين سي لحلو شطاب قائدا مكان سي عبد الحميد وعاد المجاهدون للانتشار وتنفيذ العمليات العسكرية ضد الجيش الفرنسي ومعاونيه. وسقط 32 شهيدا بطرق مختلفة منهم من اعدم ومنهم من استشهد والسلاح بيده ومنهم من مات نتيجة التعذيب. وعاد عدد من المجاهدين منهم من لا يزال بيننا اطال الله من اعمارهم، واذكر في مقدمتهم المجاهد الكبير محمد ايت بارة الذي انضم للثورة منذ البداية.
كريمة بعد الثورة
انجز سكان كريمة كل شيء بجهدهم. فهم شقوا الطريق على مسافة 7 كيلومترات وبنوا مسجدهم بأنفسهم. وكريمة ربما هي آخر قرية في البلدية من وصلها الغاز الطبيعي.. ونتيجة للعزلة وانعدام المرافق اضطر عدد كبير من العائلات إلى مغادرة القرية وبناء بيوت لها في الجهة القابلة على الطريق العام وقرب المدرسة على الخصوص. فلقد تأخر بناء المدرسة في كريمة كما تأخرت كل المرافق الاخرى. وآخر ما انجر ودشن في أول نوفمبر 2017 النصب التذكاري لشهداء القرية وكان بمبادرة وجهد و مال السكان وليس بالمال العام.
قرية كريمة
ثدارث ن كريمة | |
---|---|
صورة غير متوفرة، .
| |
معلومات | |
البلد | الجزائر |
ولاية | ولاية سطيف |
دائرة | حمام قرقور |
بلدية | ذراع قبيلة |
كريمة أو ام القرى أو قرية الشهداء أو "اولتمس نتمدينت" كلها أسماء لقرية واحدة ببلاد القبائل في الجزائر
تعد كريمة من اقدم القرى بالمنطقة ويعود تاسيسها لآلاف السنين وتشتهر بالعلم وبالحدادة وصناعة الاسلحة وقت الثورة وبفك الخلافات والنزاعات بين الناس وقد كان معروفا ان من اراد الحق يذهب للقرية ومن اراد الدرع يذهب اليها ايضا هي معروفة ايضا بشهدائها ونضالها الطويل والمريرضد الاستعمار الفرنسي فقد قدمت الغالي و النفيس في سبيل تحرير الوطن ومعروفة ا ايضا بمناضرها الخلابة وبطيبة وكرم سكانها.
لموقع الجغرافي
تقع القرية في الشمال الغربي لولاية سطيف بدائرة حمام قرقور بلدية ذراع قبيلة تبعد عن عاصمة الولاية بحوالي 80 كلم ويحدها شمالا قرية بني جماتي و جنوبا قرية لمروج و في الشرق ايث قبيلة(لمروج) و واد بوسلام واما غربا بوالة واغبولين
موقع
تقع القرية في الشمال الشرقي للجزائر وهي منطقة جبلية يتراوح ارتفاعها ما بين 200م و 1000م وتتميز بمناخ حار وجاف صيفا و بارد في شتاء مع وجود الأمطار وثلوج موسمية
==السكان==
يتراوح عدد سكان القرية بحوالي 700 نسمة حسب إحصائائيات 2008 ويعود ذلك إلى عدة اسباب منها الهجرة التي اتخذها العديد من السكان كحل للوضعية المزرية التي عرفتها القرية بعد الاستقلال بخروج فرنسا مخلفة ورائها خراب ودمار، اولها إلى فرنسا ثم إلى المدن في مرحلة ثانية
احياء القرية
- ايمجدوبن
- انسى
- ثيزي
- إيغيل انورار
- لحارة اوفلا
- لحارة ودا
- إرزي نبوحيا
- ثشكرذين
- إبيدوشن
- إيسومار
- إيثيكان