الرئيسيةعريقبحث

ثقب أسود فائق


☰ جدول المحتويات


الثقب الأسود الفائق داخل نواة المجرة الإهليلجية العملاقة أو السديم مسييه ٧٨ التابع لكوكبة الجبار، تعود هذه الصورة لشبكة تلسكوب "ايفينت هوريزون"، وتظهر بقعة مظلمة أمام حلقة تضيء بشكل خافت، وعرضت لأول مرة خلال ستة مؤتمرات صحفية متزامنة تم إصداره في العاشر من أبريل لعام 2019
الثقب الأسود الفائق داخل نواة المجرة الإهليلجية العملاقة مسييه 87 التابعة لكوكبة العذراء. تعدّ هذه الصورة أول صورة حقيقية لثقب أسود، وتعود لشبكة مقراب أفق الحدث، وتظهر فيها بقعة مظلمة أمام حلقة تضيء بشكل خافت، وعُرضت لأول مرة خلال ستة مؤتمرات صحفية متزامنة تمت في العاشر من أبريل عام 2019.
فوق: رسم تخيلي يُظهر ثقباً أسوداً فائق الضخامة يُمزق أجزاءً من نجم منفرد ويبتلعها.الصورة أسفل اليمين : صورة ضوئية يُعتقد أنها لثقبٍ أسودٍ فائق الضخامة يبتلع نجماً في المجرة RXJ. الصورة أسفل اليسار : الصورة بالأشعة السينية.[1].

الثقب الأسود الفائق[2] أو الثقب الأسود فائق الضخامة أو الثقب الأسود عظيم الكتلة هو أكبر نوع من الثقوب السوداء يوجد في مجرة، تتراوح كتلته بين مئات آلاف وبلايين الكتل الشمسية. معظم المجرات - إن لم تكن كلها - بما في ذلك مجرتنا - درب التبانة -[3] يُعتقد أنها تحتوي ثقوبا سوداء عظيمة الضخامة في حوصلاتها.[4][5][6]

تملك الثقوب السوداء عظيمة الكتلة خصائص تميزها عن تلك ذات كتلة متوسطة أو معتادة، ومنها:

  • تعرّف الكثافة المتوسطة للثقب الأسود بقسمة كتلة الثقب الأسود على الحجم داخل نصف قطر شفارتزشيلد، وبناء على ذلك فقد تكون أقل من كثافة الماء للثقب الأسود ذو الكتلة الضخمة، وتنطبق تلك الكثافة مثلا على ثقب أسود تعادل كتلته 108 كتلة شمسية.[7]. (هذا بسبب أن نصف قطر شفارتزشيلد يتناسب تناسبا طرديا مع الكتلة بينما تتناسب الكثافة تناسبا عكسيا مع الحجم. وبما أن حجم الكرة المحيطة ب أفق الحدث لثقب أسود لا يدور حول محوره يتناسب تناسبا طرديا مع مكعب نصف القطر، فنجد أن الكثافة المتوسطة تقل للثقب الأسود الضخم حيث أنها تتناسب تناسبا عكسيا مع الكتلة).
  • تكون قوة المد والجزر قرب أفق الحدث ضعيفة. وبما أن نقطة التفرد الثقالي بعيدة جدا عن أفق الحدث، فرائد الفضاء الافتراضي المسافر إلى مركز الثقب الأسود لن يُجرب ما يعرف بـ"التأثيرات المعكرونية" (وهو تمدد الجسم طوليا وانخفاض ثخانته باستمرار فيصبح رفيعا مثل عود المعكرونة، وهذا ما يمكن أن يحدث في حقول الجاذبية هائلة القوة) إلى أن يصل إلى نقطة عميقة جدا في الثقب الأسود.

التكون

رسم تخيلي يُظهر ثقباً أسوداً فائق الضخامة وحوله قرص مزود كما كان سوف يبدو لو كان بالإمكان رؤيته.

هناك نماذج مختلفة لكيفية تكون الثقوب السوداء من هذا الحجم. وأكثرها وضوحا هي ازدياد مادة ثقب أسود من الحجم النجمي ببطء حتى يبلغ هذا الحجم. وأحد النماذج الأخرى[8] لتكون هذه الثقوب السوداء يبدأ من سحابة كبيرة من الغاز تنهار إلى "نجم نسبي" ربما تصل كتلته إلى مئات آلاف الكتل الشمسية أو أكثر. ثم يصبح النجم غير مستقر ومضطرب الحجم بسبب إنتاجه للبوزيترونات والإلكترونات في نواته، وربما ينهار مباشرة إلى ثقب أسود بدون أن ينفجر إلى مستعر أعظم (سوبرنوفا)، والذي سوف يقذف معظم كتلة النجم ويمنع بقاياه من التحول إلى ثقب أسود عظيم الضخامة[9].

الصعوبة في تكوّن ثقب أسود فائق الضخامة تكمن في وجود مادة كافية في منطقة صغيرة كفاية. وهذه المادة يجب أن تملك كثافة قليلة جدا أيضا لكي يحدث هذا. وبشكل طبيعي تشمل عملية الازدياد انتقال جزء كبير من المادة الأولية إلى خارج ما يتحول إلى ثقب أسود، وهذا يبدو عاملا محددا في نمو الثقب الأسود ويفسر تكون الأقراص الازديادية.

حاليا يبدو أن هناك فجوة في تصنيف كتلة الثقوب السوداء. فهناك ثقوبٌ سوداء ذات كتلةٍ نجمية تولد من انهيار نجوم ربما تصل كتلتها إلى 33 كتلة شمسية. وأخف الثقوب السوداء فائقة الضخامة تبلغ كتلتها مئة ألف كتلة شمسية. وبين هذين الصُّنفين يوجد صُنف نادر هو الثقوب السوداء متوسطة الكتلة. وبسبب هذه الفجوة يُعتقد أن طريقة تكوّن كل من هذه الأنواع مختلفة عن الأخرى. وعلى أي حال بعض النماذج[10] تقترح أن مصادر الأشعة السينية فائقة الضياء هي ثقوب سوداء من هذا النوع النادر.

فرضية الثقوب السوداء فائقة الضخامة

الفلكيون واثقون من وجود ثقب أسود فائق الضخامة في مركز مجرتنا - درب التبانة -، في منطقة تسمى الرامي أ*[11]، وذلك بسبب أن:

  • النجم إس 2 يدور في مدار بيضاوي يتم دورته فيه مرة كل 15,2 سنة، وفي أقرب اقتراب له من الجرم الذي يدور حول يكون على مسافة 17 ساعة ضوئية منه[12].
  • من حركة النجم "إس 2" يُقدر الفلكيون كتلة الجرم الذي يدور حوله ب 4.1 مليون كتلة شمسية[13].
  • الفلكيون يعرفون أيضاً أن قطر الجرم الذي يدور حوله النجم أقل من 17 ساعة ضوئية، وهذا يعني أن النجم إس 2 سوف يصطدم بالجرم أو سوف تُمزق أجزاء من بواسطة قوة المد والجزر[14].
  • الجرم الوحيد المعروف الذي يُمكن أن تصل كتلته إلى 4.1 مليون كتلة شمسية وبحجم صغير هو الثقوب السوداء فائقة الضخامة.

وقد قامت بضعة معاهد علمية في ألمانيا[15] بتقديم أقوى دليل على احتواء منطقة الرامي أ* على ثقب أسود فائق الضخامة[11]، وهو قائم على معلومات من مرصدي المرصد الأوروبي الجنوبي (ايسو) الموجود في شيلي، [16] وكيك الموجود في جزر هاواي[17]، وتم من تلك المشاهدات استنتاج كتلتة الثقب الأسود فائق الضخامة في مركز مجرتنا هي 4.1 مليون كتلة شمسية[18].

وجودها خارج مجرة درب التبانة

تحتوي المجرة القريبة منا وهي مجرة المرأة المسلسلة وتبعد عنا 5و2 مليون سنة ضوئية ثقبا اسودا فائق الكتلة، تبلغ كتلته (1.1–2.3) × 108 كتلة شمسية، أي أنه أكبر كثيرا عن الثقب الأسود الموجود في مركز مجرتنا.[19]

كما يوجد واحد من أكبر الثقوب السوداء الفائقة الكتلة في أحد جيران مجرتنا وهو مسييه 87، تبلغ كتلته (6.4 ± 0.5) × 109 كتلة شمسية، وهو يبعد عنا نحو 5و53 مليون سنة ضوئية.[20][21]

وأصبح من المعلوم لدى العلماء أنه يكاد أن يوجد ثقب أسود فائق الكتلة في مركز كل مجرة.[22][23]

وقد بينت المشاهدة وجود علاقة بين كتلة مثل ذلك الثقب الأسود والانخفاض النسبي لسرعة الحوصلة المجرية، وتسمى تلك العلاقة علاقة إم-سيجما (بالإنجليزية: M-sigma relation).[24]

وهي تؤيد العلاقة بين تكوّن الثقب الأسود وتكون المجرة نفسها.[22]

ولا يزال تفسير تلك العلاقة غامضا ويشكل معضلة يتسابق الفيزيائيون على حلها. ويعتقد ان الثقوب السوداء ومجراتهم تكونت في نفس الوقت نحو 300 إلى 800 مليون سنة بعد الانفجار العظيم، مارين بخط التطور من نجم زائف وما له من خصائص، ولكن النماذج المقترحة تختلف فيما بينها حول السببية : هل الثقب الأسود هو العامل الفعال على نشأة المجرة أم العكس ؟ كما ان تكونهما التسلسلي يمكن أن يكون نموذجا لتطورهما. كما أن مسألة طبيعة المادة المظلمة التي لا تزال غير معروفة تماما ربما تلعب دورا هاما في نماذج تكون المجرات والثقوب السوداء فائقة الضخامة.[25][26]

مقالات ذات صلة

مراجع

  1. Chandra :: Photo Album :: RX J1242-11 :: 18 Feb 04 - تصفح: نسخة محفوظة 24 مايو 2017 على موقع واي باك مشين.
  2. "Al-Qamoos القاموس - English Arabic dictionary / قاموس إنجليزي عربي". www.alqamoos.org. مؤرشف من الأصل في 13 أكتوبر 201713 أكتوبر 2017.
  3. Schödel, R. (2002). "A star in a 15.2-year orbit around the supermassive black hole at the centre of the Milky Way". Nature. 419 (6908): 694–696. doi:10.1038/nature01121. PMID 12384690.
  4. Urry, C. (1995). "Unified Schemes for Radio-Loud Active Galactic Nuclei". Publications of the Astronomical Society of the Pacific. 107: 803–845. doi:10.1086/133630.
  5. Antonucci, R. (1993). "Unified Models for Active Galactic Nuclei and Quasars". Annual Reviews in Astronomy and Astrophysics. 31 (1): 473–521. doi:10.1146/annurev.aa.31.090193.002353.
  6. كريم, ديار حسن (2015-01-01). الجغرافيا الفلكية. Al Manhal.  . مؤرشف من الأصل في 24 يناير 2020.
  7. Celotti, A.; Miller, J.C.; Sciama, D.W. (1999). "Astrophysical evidence for the existence of black holes". Class. Quant. Grav. 16 (12A): A3–A21. arXiv:. doi:10.1088/0264-9381/16/12A/301.
  8. Begelman, M. C. (2006). "Formation of supermassive black holes by direct collapse in pre-galactic haloes". Monthly Notices of the Royal Astronomical Society. 370 (1): 289–298. doi:10.1111/j.1365-2966.2006.10467.x.
  9. Spitzer, L. (1987). Dynamical Evolution of Globular Clusters. Princeton University Press.  .
  10. Winter, L.M. (2006). "XMM-Newton Archival Study of the ULX Population in Nearby Galaxies". Astrophysical Journal. 649: 730–752. doi:10.1086/506579.
  11. Henderson, Mark (December 9, 2008). "Astronomers confirm black hole at the heart of the Milky Way". Times Online. مؤرشف من الأصل في 16 ديسمبر 200817 مايو 2009.
  12. Schödel, R. (17 October 2002). "A star in a 15.2-year orbit around the supermassive black hole at the centre of the Milky Way". Nature. 419 (419): 694–696. doi:10.1038/nature01121. أرشيف خي:[[أرشيف خي:{{{1}}}|{{{1}}}]]}}. مؤرشف من الأصل في 08 مايو 201727 يوليو 2009.
  13. الرامي أ*
  14. Ghez, A. M. (2005). "Stellar Orbits around the Galactic Center Black Hole". The Astrophysical Journal. 620 (2): 744–757. doi:10.1086/427175. أرشيف خي:[[أرشيف خي:{{{1}}}|{{{1}}}]]}}. مؤرشف من الأصل في 28 يناير 202010 مايو 2008.
  15. UCLA Galactic Center Group - تصفح: نسخة محفوظة 26 يونيو 2017 على موقع واي باك مشين.
  16. ESO - 2002 - تصفح: نسخة محفوظة 17 مايو 2008 على موقع واي باك مشين.
  17. "/ W. M. Keck Observatory" en. مؤرشف من الأصل في 1 مارس 201224 يناير 2020.
  18. Milky Way's Central Monster Measured - News from Sky & Telescope - SkyandTelescope.com
  19. Bender, Ralf (2005-09-20). "HST STIS Spectroscopy of the Triple Nucleus of M31: Two Nested Disks in Keplerian Rotation around a Supermassive Black Hole". المجلة الفيزيائية الفلكية. 631 (1): 280–300. arXiv:. Bibcode:2005ApJ...631..280B. doi:10.1086/432434.
  20. Gebhardt, Karl; Thomas, Jens (2009). "The Black Hole Mass, Stellar Mass-to-Light Ratio, and Dark Halo in M87". The Astrophysical Journal. 700 (2): 1690–1701. Bibcode:2009ApJ...700.1690G. doi:10.1088/0004-637X/700/2/1690.
  21. Macchetto, F.; Marconi, A.; Axon, D. J.; Capetti, A.; Sparks, W.; Crane, P. (1997). "The Supermassive Black Hole of M87 and the Kinematics of Its Associated Gaseous Disk". Astrophysical Journal. 489 (2): 579. arXiv:. Bibcode:1997ApJ...489..579M. doi:10.1086/304823.
  22. King, Andrew (2003-09-15). "Black Holes, Galaxy Formation, and the MBH-σ Relation". The Astrophysical Journal Letters. 596: L27–L29.
  23. Richstone, D.; et al. (January 13, 1997). "Massive Black Holes Dwell in Most Galaxies, According to Hubble Census". 189th Meeting of the American Astronomical Society. مؤرشف من الأصل في 18 أكتوبر 201617 مايو 2009.
  24. Merritt, D.; Ferrarese, Laura (2001-01-15). "The MBH-σ Relation for Supermassive Black Holes". The Astrophysical Journal. The American Astronomical Society. 547 (1): 547:140–145. arXiv:. Bibcode:2001ApJ...547..140M. doi:10.1086/318372.
  25. Robert Roy Britt (2003-07-29). "The New History of Black Holes: 'Co-evolution' Dramatically Alters Dark Reputation". مؤرشف من الأصل في 07 فبراير 2003.
  26. "Astronomers crack cosmic chicken-or-egg dilemma". 2003-07-22. مؤرشف من الأصل في 20 أبريل 2006.

موسوعات ذات صلة :