الرئيسيةعريقبحث

ثورة السماعة الطبية (المغرب)


☰ جدول المحتويات


ثورة السماعة الطبية هي حركة احتجاجية يقودها طلبة الطب و الأطباء المقيمين والداخليين بالمغرب، ممثلين في التنسيقية الوطنية لطلبة الطب بالمغرب و اللجنة الوطنية للأطباء المقيميين والداخليين، وذلك بعد عزم وزير الصحة البروفسور الحسين الوردي تطبيق مشروع "الخدمة الصحية الإجبارية" ، التي اعتبرها الطلبة بمثابة "النقطة التي أفاضت الكأس"، حيث عرفت هذه الحركة تصعيدات عديدة: وقفات احتجاجية، مسيرات وطنية (23 يوليوز و 17 شتنبر 2015)، مقاطعة للدروس النظرية والتطبيقية بجميع كليات الطب و طب الأسنان بالمغرب، وإعلان الأطباء المقيمين والداخليين خوض إضراب مفتوح منذ فاتح أكتوبر 2015. و قد قدم الطلبة ملفا مطلبيا يعرضون فيه كافة المطالب الذين ينادون بها.

الخدمة الصحية الإجبارية

في قبة البرلمان المغربي، أعلن وزير الصحة الحسين الوردي نيته وضع قانون ما يسمى ب"الخدمة الوطنية الصحية" أو بالأحرى "الخدمة الإجبارية" ، مدعيا أن هذا القانون هو المفتاح السحري لحل العديد من المشاكل في قطاع الصحة المهترئ أصلا، فقد أكد البروفسور على أن هذه الخدمة ستوفر لساكنة "المناطق النائية" الرعاية الطبية، إضافة إلى توفير توزيع جغرافي عادل فيما يخص الأطباء، حيث تشير الاحصائيات إلى أن حوالي %45 من الأطباء (في كلا القطاعين الخاص والعام ) يشتغلون بمحور الرباط - الدارالبيضاء. لذلك فالوزارة تعتزم تطبيق هذا القانون بأي ثمن. منذ ذلك الحين، انتفض الجسم الطبي بأكمله ضد هذا القانون، والذين يعتبرونه يهدد مستقبلهم وما هو إلا حل ترقيعي لا يسمن ولا يغني من جوع. و في أوائل شهر شتنبر2015، طرحت الوزارة في موقعها الرسمي مسودة مشروع الخدمة الاجبارية، وهو ما أثار ضجة كبيرة نظرا لمواده المبهمة، والتي تظل مطرح تساؤلات عديدة لكونها تناقض اتفاقيات دولية وقع عليها المغرب سابقا، كما أنها لا تمنح الطبيب بعد قضاء سنتي الخدمة وظيفته، والأكثر غموضا هو أن المادة الأولى من القانون تعتبر أن الخدمة الصحية هي "واجب وطني" ، في حين أنها تستثني طلبة الطب بالكليات الخاصة، إلخ... كل هذه التناقضات جعلت هذا المشروع يتعرض لانتقادات وجدالات لم تنتهي إلى يومنا هذا.

مسودة قانون الخدمة الصحية الإجبارية

اضغط على الصورة الموجودة يسارا لتصفح المسودة بكل موادها.

رد فعل الطلبة

لم يقف طلبة الطب بكل الكليات المعنية مكتوفي الأيدي أمام هذا القانون، بل وحدوا صفوفهم وقاموا بعدة وقفات احتجاجية، شنوا إضرابات، قاموا بحملات تحسيسية، ومسيرات وطنية تنديدا بلامشروعية هذا القانون الذي يحط من كرامة الطبيب. و لعل أبرز خطوة قام بها الطلبة في الكليات السبع، هي المقاطعة الوطنية والشاملة لجميع الدروس النظرية والتطبيقية، التداريب الاستشفائية... و تعتبر هذه المقاطعة في حد ذاتها إنجازا غير مسبوق في تاريخ الطب في المغرب... حيث أدت هذه النضالات المستمرة إلى إرغام وزارة الصحة وباقي الوزارات المعنية على الجلوس رفقة التنسيقية الوطنية لطلبة الطبون لجنة الأطباء الداخليين والمقيمين في طاولة الحوار... ويعول الطلبة في نضالهم المستمر على وحدة صفوفهم وبعدهم عن أي انتماء سياسي قد يميع مطالبهم ويستغلوها لأغراض سياسية وانتخابية. يوما بعد يوم، تعلن نقابات عدة رفضها لمشروع "الخدمة الاجبارية" ، و تنضم العديد من الأجهزة الطبية إلى هذا الحراك، وذلك بعد اقتناعهم التام بأن قطاع الصحة بالمغرب ينبغي أن ينال اهتماما أكبر، قصد تحسين شروط العمل وتوفير العلاج الملائم للمرضى في ظروف تضمن كرامة المواطن.

أبرز نقاط الملف المطلبي

خرجت مجالس طلبة الطب بعدة بيانات موحدة نشرت فيها أهم المطالب التي ينادون بها، ولعل أهمها :

- عدم مشروعية مسودة مشروع قانون الخدمة الاجبارية.

- الرفع من عدد مقاعد مباريات الوظيفة العمومية لسد الخصاص المهول بالمناطق النائية بالمقارنة مع عدد الخريجين سنويا.

- الرفع من عدد مقاعد مباريات الإقامة والداخلية و فتحها سنويا.

-تنصيب مهدي عالم عميد لكلية الطب والصيدلة بفاس

- الرفع من قيمة التعويضات عن الخدمات الصحية والحراسات الليلية بالمستشفيات العمومية والتي تقدر ب110 دراهم في الشهر.

- تحسين ظروف التكوين الطبي خلال التداريب الاستشفائية بالمستشفيات العمومية.

إضافة إلى نقاط أخرى محورية لعل أكثرها إلحاحا هو معادلة الدكتوراة في الطب بالدكتوراة الوطنية، فلا يعقل - بالنسبة لأطباء المستقبل - دراسة 8 سنوات على الأقل ونيل راتب يعادل شهادة الماستر (8700 درهم) و التي تبلغ مدة دراستها 5 سنوات. لذلك فالطلبة ممثلين في التنسيقية الوطنية ولجنة الأطباء الداخليين والمقيمين وقفوا وقفة رجل واحد لتحقيق هذه المطالب، والتي يعتبرونها في مصلحتهم كأطباء وفي صالح المواطنين كمستفيدين.

رأي الشارع العام

لا يزال الشارع المغربي غير مدرك لظروف دراسة وعمل الأطباء المغاربة، حيث يرى الكثير من المواطنين أن الأطباء لا يريدون العمل في المناطق النائية، وذلك راجع أيضا إلى الحملة الإعلامية التي تقوم بتغليط للرأي العام. إضافة إلى عدم جذب الطلبة بما فيه الكفاية للمحطات الاعلامية والصحف و الجرائد، فرغم المجهودات المبذولة من طرف الطلبة، إلا أن تنوير المواطنين واستيعابهم للأحداث بشكل واضح يظل مهمة صعبة نسبيا. و لكن في المقابل توجد شريحة مهمة بالمجتمع أصبحت تعي خطورة الوضع وتدرك أهمية النهوض بهذا القطاع المهم في أي دولة في العالم.

موسوعات ذات صلة :