الرئيسيةعريقبحث

جائحة فيرس كورونا والأشخاص ذوي الإعاقة 2020


☰ جدول المحتويات


جائحة فيرس كورونا والأشخاص ذوي الإعاقة 2020؛ يعد الأشخاص ذوي الإعاقة والحالات الصحية المزمنة هم أحد الفئات الأكثر ضعفاً خلال أزمة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، [1] كما تعمق إجراءات الحجر الصحي معاناة الأشخاص في وضعية إعاقة، الذين بات وضعهم اليوم أشد تعقيدا. [2]

فيروس كورونا والتهديدات التي تواجه الأشخاص ذوي الإعاقة

يواجه الأطفال ذوو الإعاقة في العديد من البلدان عوائق في الحصول على تعليم جيد وشامل. ومع إغلاق الحكومات للمدارس، لجأت الكثير منها إلى تطبيق سياسات التعليم عبر الإنترنت.وبالتالي قد يُستبعد الأطفال ذوو الإعاقات المختلفة إذا لم يكن التعليم عبر الإنترنت متاحا لهم، بما في ذلك من خلال المواد التعليمية واستراتيجيات التواصل المكيّفة والمتاحة. ومن هنا فعلى الحكومات أيضا ضمان توفير مواد وخطط دراسية بصيغة متاحة للطلاب الذين لا يستطيعون الاتصال بالإنترنت. بدون الدعم الحكومي، قد يعاني الوالدان أو مقدمو الرعاية من أجل توفير مجموعة كاملة من الخدمات التي قد يحصل عليها أطفالهم في المدارس.Avenue, Human Rights Watch | 350 Fifth; York, 34th Floor | New; t 1.212.290.4700, NY 10118-3299 USA | (2020-03-26). "احموا حقوق ذوي الإعاقة خلال تفشي فيروس "كورونا". Human Rights Watch. مؤرشف من الأصل في 10 أبريل 202003 أبريل 2020.

كما إن بعض الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية والتوحد يحتاجون إلى أشخاص آخرين لتقديم المساعدة في الرعاية الذاتية ويالتالي لمسهم عند مساعدتهم في أكثر المهام اليومية الحميمة مثل الاستحمام، وارتداء الملابس. وهذا بدوره ينقل مسئولية اتخاذ اتباع كل التدابير الوقائية الممكنة على الأشخاص الآخرين الذين يساعدونهم.[1][3] خاصة وأنه يوجد أكثر من مليار شخص حول العالم – تقريبا 15% من سكان العالم – يعيشون مع أحد أشكال الإعاقة.

كما ان ذوي الإعاقة البصرية يعتمدون بشكل اساسي على حاسة اللمس ما يجعلهم أكثر عرضة للمرض، كما أن بعض الاعاقات والامراض يصاحبها ضعف في الجهاز التنفسي كالشلل الدماغي والتصلب اللوحي ما يجعل هؤلاء الاشخاص أكثر عرضة للإصابة، وفي حالات اخرى تؤثر العلاجات التي يتناولها مصابي التوحد وفرط الحركة على جهازهم التنفسي ما يجعل هذه الفئات أكثر عرضة للمرض.[4]

ويمكن أن يكون فيروس كورونا كارثيا في بيئات مثل مخيمات اللاجئين أو غيرها من المخيمات المؤقتة، حيث يعيش الناس في تقارب شديد وغالبا ما يفتقرون إلى الخدمات الأساسية. يواجه الأشخاص ذوو الإعاقة في أماكن مثل هذه عقبات كبيرة أمام الخدمات الأساسية مثل المأوى، والمياه، والصرف الصحي، والرعاية الطبية، في دول مثل بنغلاديش، وجمهورية أفريقيا الوسطى، وسوريا، والكاميرون، واليمن، واليونان.[5]

وتشير البروفيسور"ماري مكارون"، أستاذ الشيخوخة والإعاقة الفكرية في مركز ترينيتي للشيخوخة والإعاقة الفكرية (TCAID) إلى أن قطاعي الصحة والإعاقة غير مهيئين ومجهزين بشكل كاف لتلبية احتياجاتهما، لافتة إلى أنه تاريخياً، تعرض هؤلاء السكان للتحيز السلوكي والتحيز الذي قلل من قيمة حياتهم وقلل من وصولهم في الوقت المناسب إلى الرعاية الصحية المناسبة؛ مؤكدة على الحاجة إلى التوسع السريع والتأكد من وجود المهارات ذات الصلة في أنظمة الرعاية الصحية والرعاية الاجتماعية لضمان قدرتهم على الاستجابة لهذا الوباء وعواقبه على الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية. وقالت: "من الضروري لمقدمي الرعاية من الأسرة والموظفين والأطباء والعاملين في مجال الرعاية الصحية مراعاة هذه الاحتياجات من أجل توفير الرعاية والدعم المناسبين لذوي الإعاقة الذهنية".[6]

نداءات عالمية لدعم ذوي الإعاقة لمواجهة فيروس كورونا

أشارت منظمة "هيومن رايتس ووتش" في بيان صادر لها إلى إن فيروس "كورونا" الجديد، المسبب لمرض "كوفيد-19"، يشكل مخاطر لكثير من الأشخاص ذوي الإعاقة حول العالم. وأن على الحكومات أن تبذل جهودا إضافية لحماية حقوقهم في الاستجابة الجائحة.[5] كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى الالتزام بالتشاور مع الأشخاص ذوي الإعاقة والمنظمات التي تمثلهم، وضمان أن تكون أساليبنا غير التقليدية في العمل، والتعلم والتواصل بعضنا مع بعض، وكذلك استجابتنا العالمية لفيروس كورونا، شاملة للجميع وفي متناول الناس كافة.[7]

وطالبت مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة كاتالينا ديفانداس أغيلار من جهتها سلطات الدول بتوفير معلومات الصحة العامة بشكل يمكن الأشخاص ذوي الإعاقة من الحصول عليها، مثل استخدام لغة الإشارة، والرسومات التوضيحية، والرسائل النصية وغيرها، إضافةً إلى تذليل الصعوبات التي تواجه ذوي الإعاقة للحماية من فيروس كورونا، كما دعت المسؤولة الفنية لمنظمة الصحة العالمية المعنية بقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة ليندسي ليي الحكومات والمجتمعات إلى اتخاذ الاجراءات الكفيلة بحماية ذوي الإعاقة من فيروس كورونا المستجد.[8]

كيفية مواجهة ذوي الإعاقة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)

تحدثت كاتالينا ديفانداس مقرّرة الأمم المتّحدة الخاصة المعنية بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة أنه يجب أن يتمّ تصميم القيود بدقّة، وأن تُستخدم أقل الوسائل تدخلاً لحماية الصحة العامة. فتقييد اتصال ذوي الإعاقة بأحبائهم بدون أي شكل من أشكال الحماية يعرّضهم للإساءة والإهمال في المؤسّسات. وتتحمّل الدول قدرًا متزايدًا من المسؤولية تجاه هؤلاء الأشخاص بسبب التمييز الهيكلي الذي يعانونه أصلاً." كما حثّت الدول على اعتماد بروتوكولات واضحة لحالات الطوارئ الصحية العامة وضمان ألّا يُمارس أيّ تمييز ضدّ ذوي الإعاقة عند الحصول على الرعاية الصحية في حال شحّت الموارد الطبية، بما في ذلك تدابير إنقاذ الحياة. وأوضحت قائلة: "لمواجهة الوباء، من الضروريّ أن تكون المعلومات حول كيفية الوقاية من فيروس كورونا واحتوائه في متناول الجميع. كما يجب إتاحة الحملات العامة والمعلومات التي تنشرها السلطات الصحية الوطنية بلغة الإشارة وغيرها من النسخ الأخرى المتوفّرة، بما في ذلك التكنولوجيا الرقمية المتاحة للجميع، والشروح النصية، وخدمات ترحيل البيانات، والرسائل النصية، واللغة السهلة والمبسّطة ."[9]

اساءات تعرض لها الأشخاص ذوي الإعاقة مع انتشار فيروس كورونا المستجد

في توجيهات صارمة تتخطى حدود الإنسانية أمرت ولاية ألاباما بترك الأشخاص ذوي الإعاقة بما في ذلك متلازمة داون والشلل الدماغي والتوحد ليموتوا بسبب فيروس كورونا المستجد.

وذلك بموجب إرشادات جديدة حول من يجب على الأطباء إعطاءه الأولوية في تلقي العلاج، ويقول المدافعون عن الإعاقة في الولايات المتحدة إنهم انزعجوا من المبادئ التوجيهية التي نشرتها ولاية الاباما حول كيفية تقنين أجهزة التهوية مع زيادة انتشار الوباء الذي قد يحد من مواردهم الطبية.[10][11]

قال آري نيمان الباحث الزائر في معهد لوري لسياسة الإعاقة في معهد لوري لسياسة الإعاقة في جامعة برانديز في ماساتشوستس بالولايات المتحدة أن هناك عدد من الولايات، بما في ذلك يوتا وتينيسي وألاباما، لديها خطط طوارئ طارئة توجه المستشفيات بعدم توفير المعدات الطبية، مثل أجهزة التنفس الصناعي، للأشخاص الذين يعانون من إعاقات فكرية وإدراكية معينة، إذا ما تم ذلك المعدات أصبح نادرا.[12]

ورصد المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في الأردن تداولاً المنشور على صفحات التواصل الاجتماعي تظهر فيه سيدة مع نص يقول: “بعد أسبوعين راح نطيب من الكورونا ويبلشوا يعالجونا من التوحد”.

وتعليقا على المنشور قال المجلس إنه يعول على “وعي المواطن الأردني وتقديره لحجم المسؤولية في هذا الظرف الإستثنائي الذي تمر به البلاد”، داعيا الجميع “إلى عدم تداول مثل هذه العبارات التي تقرن جائحة كورونا بالتوحد لما في ذلك من إساءة شديدة لأصحاب هذه الإعاقات وذويهم، الذين يستحقون كل التقدير والاحترام لما يقومون به من دور فاعل بمجتمعهم وخدمة وطنهم في حدود ما أتيح لهم من إمكانيات”.

وأكد المجلس، في بيان، أن “الأولى أن يحظى الأشخاص ذوي الإعاقة، خصوصاً اضطراب التوحد والإعاقات الذهنية المختلفة، بالاهتمام من ناحية رفع الوعي والتدابير الوقائية والمساعدة فيما يواجهونه من تحديات في مثل هذا الظرف العصيب”.[13]

كما انقذت إدارة حماية الأسرة في الأردن، فتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة، بعدما طردها أقربائها للاشتباه بإصابتها بفيروس كورونا المستجد.[14]

مبادرات لدعم الأشخاص ذوي الإعاقة لمواجهة فيروس كورونا المستجد

أعدت لجنة المرأة ذات الإعاقة بالمجلس القومى للمرأة في مصر دليلا بعنوان : دلیل الأشخاص ذوى الإعاقة في مواجھة مخاطر انتشار فیروس كورونا.

أطلق المركز البحريني للحراك الدولي حملة توعوية بمخاطر انتشار فيروس كورونا تحت شعار (الحراك_ضد_كورونا) وتأتي دعماً للجهود الوطنية للتصدي ومنع انتشار فيروس كورونا، وتستهدف الحملة توعية المجتمع وبشكل خاص الأشخاص ذوي الإعاقة في كيفية تعقيم الأدوات والكراسي المتحركة والعصي وكل مستلزمات المعاقين التي تكون عرضة لنقل الفيروس. [15]

دعت المسؤولة الفنية لمنظمة الصحة العالمية المعنية بقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة ليندسي ليي الحكومات والمجتمعات إلى اتخاذ الاجراءات الكفيلة بحماية ذوي الإعاقة من فيروس كورونا المستجد.[16]

المراجع

  1. "People with disabilities are afraid they will be denied health care because of coronavirus" en-US (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 10 أبريل 202010 أبريل 2020.
  2. "حالة الطوارئ الصحية تعمق معاناة "ذوي الإعاقة". مغرس. مؤرشف من الأصل في 10 أبريل 202003 أبريل 2020.
  3. Musa, Developed By Heba (السبت، 28 مارس 2020 - 04:27 م). كورونا "رسائل توعوية لذوي الإعاقة الذهنية والتوحد للحد من انتشار كورونا". موسوعة اخبار اليوم. مؤرشف من كورونا الأصل في 10 أبريل 202003 أبريل 2020.
  4. "لأنها خضعت لفحص كورونا.. "حماية الأسرة" تنقذ فتاة من ذوي الإعاقة تخلت عنها أسرتها". Alghad. 2020-03-30. مؤرشف من الأصل في 10 أبريل 202003 أبريل 2020.
  5. Avenue, Human Rights Watch | 350 Fifth; York, 34th Floor | New; t 1.212.290.4700, NY 10118-3299 USA | (2020-03-26). "احموا حقوق ذوي الإعاقة خلال تفشي فيروس "كورونا". Human Rights Watch. مؤرشف من الأصل في 10 أبريل 202008 أبريل 2020.
  6. "انتبه.. ذوو الإعاقة الذهنية فئة عالية الخطورة تجاه الإصابة بكورونا". اليوم السابع. 2020-03-26. مؤرشف من الأصل في 10 أبريل 202003 أبريل 2020.
  7. "الأمين العام يدعو إلى أخذ حقوق الأشخاص المصابين بالتوحد في الاعتبار عند صياغة جميع الاستجابات لمرض فيروس كورونا". أخبار الأمم المتحدة. 2020-04-02. مؤرشف من الأصل في 10 أبريل 202003 أبريل 2020.
  8. "عام / دعوة أممية إلى اتخاذ الاجراءات الكفيلة بحماية ذوي الإعاقة من فيروس كورونا المستجد وكالة الأنباء السعودية". www.spa.gov.sa. مؤرشف من الأصل في 10 أبريل 202003 أبريل 2020.
  9. "OHCHR | فيروس كورونا المستجدّ: من يحمي الأشخاص ذوي الإعاقة؟". www.ohchr.org. مؤرشف من الأصل في 10 أبريل 202003 أبريل 2020.
  10. "حرمان الأشخاص ذوي الإعاقة من تلقي علاج كورونا في ولايات أمريكية". موسوعة. 2020-03-29. مؤرشف من الأصل في 10 أبريل 202003 أبريل 2020.
  11. "قرار بترك المصابين بمتلازمة داون و التوحد يموتون إذا أصيبوا بكورونا في أمريكا". كندا نيوز 24. 2020-03-29. مؤرشف من الأصل في 10 أبريل 202003 أبريل 2020.
  12. Jervis, Rick. "People with disabilities are afraid they will be denied health care because of coronavirus". USA TODAY (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 10 أبريل 202003 أبريل 2020.
  13. "بيان من المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة يرفض ربط "كورونا" بالتوحد". Alghad. 2020-03-23. مؤرشف من الأصل في 10 أبريل 202003 أبريل 2020.
  14. "انقاذ فتاة من ذوي الاحتياجات طردها إخوتها للاشتباه بإصابتها بكورونا". أموال الغد. 2020-03-30. مؤرشف من الأصل في 10 أبريل 202003 أبريل 2020.
  15. "الحراك الدولي: يطلق حملة توعوية للوقاية من كورونا لذوي الإعاقة". www.akhbar-alkhaleej.com. مؤرشف من الأصل في 10 أبريل 202003 أبريل 2020.
  16. "Kech24: Maroc News ; كِشـ24 : جريدة إلكترونية مغربية". كِشـ24 / kech24. مؤرشف من الأصل في 10 أبريل 202003 أبريل 2020.