جامع بوشويشة واحد من أقدم وأهم مساجد المدينة العتيقة بصفاقس.
تسميته
حسب المؤرخ الشهير محمود مقديش، فإن المسجد اتخذ اسمه من اللقب "شاوش" الذي يعني حارس الباب. فهو قريب من مدخل المدينة.[1]
موقعه
يقع الجامع في الجزء الشمالي من المدينة العتيقة. و هو محاط بالأسواق في ثلاثة جهات. إذ يفتح شمالا على سوق الحدادين، سوق الطعمة جنوبا و سوق الصباغين شرقا[2]. أما واجهته الغربية فيحدها نهج صغير لا يتجاوز عرضه المتر. و يرجح أن يكون هذا الموقع هو الذي أعطى المبنى مكانته الاقتصادية كمركز مراقبة
تاريخه
يعود إقدم أثر في التاريخ ذكر فيه جامع بوشويشة إلى سنة 1857 في جرد المعالم الدينية بصفاقس الذي قام به طلبة المدرسة الحربية بباردو[3]. بعد ذلك، تم ذكره مرة ثانية خلال ضبط أحباس أبا عباس النوري في دفاتر حساباته.
كما تم ذكر المعلم في تقرير السلطات الفرنسية للمعالم التي تم قصفها سنة 1881. حسب النقيشة في المدخل، فإنه بني على يد البناء محمد القطي الذي اشتهرت عائلته بالبناءات العامة بالقرن العاشر مثل الجامع الكبير (1502-1503) و حمام السلطان (1649) و القصبة (1681)[2].
هندسته
بني جامع بوشويشة على مرحلتين زمنيتين: الأولى بالعهد الزيري كان يتكون فيها من من غرفة صلاة واحدة تصميمها مشابه لبيوت الصلاة بمسجد القصبة و مصلى سيدي سعادة. أما في الثانية، و كان الهدف منها توسعة البناء، فتمت إضافة أخرى إليها تختلف عنها في تصميمها و طريقة بنائها، إضافة إلى مئذنة بالركن الشمال شرقي[2].
يتخذ المسجد الآن في مجمله شكلا مستطيلا طوله 24 متر و عرضه 7.5 أمتار. و تمثل واجهته نموذجا استوحي منها تصميم واجهة مسجد سيدي بلحسن الكراي سنة 1721 ميلادي.
يوجد بالواجهة الرئيسية نقيشة مستطيلة من حجر الحرش يبلغ ارتفاعها 60 صم و عرضها 30 صم. نص هذه النقيشة المكتوب بالخط المغربي التونسي و المحاط بإطار على شكل محراب مقسم على 12 سطرا و هو:
"بسم الله الر
حمان الرحيم و صلى الله
على سيدنا محمد و على اله
صنع هاذا المقام
المبارك
المعلم محمد
القطي الأنصاري غفر
الله له و لوالديه
و لجميع المسلمين و كان الفراغ منه
اواخر صفر عام خمسة و تسعين
و ألف من الهجرة النبوية"[2]
مراجع
- عبد الكاقي, بوبكر (1966). تاريخ صفاقس، الجزء 1. صفحة 149-150. صفاقس.
- فوزي محفوظ, لطفي عبد الجواد. مدونة النقائش العربية بمعالم مدينة صفاقس. صفحة 148-151. صفاقس: دار أمل للنشر و التوزيع.
- محمود, عبد المولى (2003). المدرسة الحربية بباردو. صفحة 61-64.