بعد وصول الجبهة الشعبية لتحرير التقراي إلى سدة الحكم في أديس أبابا عام 1999م بتحالف مع الجبهة الشعبية لتحرير أريتريا التي وصلت هي أيضا إلى أسمرا بعد هروب القوات الأثيوبية إلى داخل الحدود السودانية فقد تم التوصل بين الجبهتين إلى إتفاق أن تنال أريتريا إستقلالها عن أثيوبيا مما أدى إلى أن تصبح أثيوبيا دولة مغلقة لا سواحل لها على البحر الأحمر ويذهب ميناؤها الرئيسي إلى السيادة الأريتريا مما زاد من صعوبة الأوضاع الاقتصادية في دول تعتبر من أفقر دول العالم.
قومية التقراي تعتبر من القوميات الصغيرة في إثيوبيا لذلك اختارت نظام الفدرالية الإثنية لإرضاء طموحات القوميات المختلفة في حكم أقاليمها التي تمثل فيها الأكثرية مما يساعدها في الإستمرار في السيطرة وحكم البلاد وقد نجحت حسب المراقبين لحد كبير في تحقيق هدفها من خلال إجراء ثلاثة انتخابات. في الاعوام 1955- 2000- 2005 على المستوى الفيدرالي وفي الأقاليم المختلفة مما يطرح عدة أسئلة عن النظام التعددي الحزبي في إثيوبيا (الديمقراطية الاثيوبية) ونجاحه وفشله.
الدراسات ركزت على التحول السياسي والديمقراطي في إثيوبيا وتشابك هذه الأوضاع الداخلية مع التغيرات الإقليمية والدولية. حاولت إلقاء الضوء على الكيفية التي تعامل بها رئيس الوزراء ملس زناوي وحكومته مع هذه التدخلات التي في كثير من الأحيان هددت كيان الدولة الاثيوبية بتركيبها السياسية الهشة المبنية على تحالفات القوميات التي تشكل النسيج الاجتماعي الإثيوبي. والتي سميت بسببه (متحف الشعوب).