الرئيسيةعريقبحث

جبهة شعبية

العنصر

☰ جدول المحتويات


؛ إن كنت تبحث عن عناوين مشابهة، فانظر الجبهة الشعبية (توضيح).
لافتات كتب عليها شعار لن يمروا! الجبهة الشعبية المناهضة للفاشية في إسبانيا في عام 1936

الجبهة الشعبية هي ائتلاف واسع لتجمعات سياسية مختلفة، تتكون عادة من اليساريين والوسطيين. نظرا لكون الائتلاف واسعا، فإنها يمكن أن تشمل في بعض الأحيان قوى وسطية وليبرالية (أو "برجوازية") فضلا عن جماعات اشتراكية ديمقراطية وشيوعية. الجبهات الشعبية أكبر في نطاقها من الجبهات الموحدة.

بالإضافة إلى التعريف العام، فإن مصطلح "الجبهة الشعبية" له معنى محدد في تاريخ أوروبا والولايات المتحدة خلال 1930ات، وفي تاريخ الشيوعية والحزب الشيوعي. خلال هذه الفترة في فرنسا، أشار اسم "الجبهة الشعبية" إلى تحالف الأحزاب السياسية التي تهدف إلى مقاومة الفاشية.

وقد استخدم مصطلح "الجبهة الوطنية"، ذو الاسم الشبيه ولكنه يصف شكلا مختلفا من أشكال الحكم، تستخدم فيه أحزاب غير شيوعية ظاهريا  ولكنها في الواقع تحت سيطرة الحزب الشيوعي كجزء من "تحالف"، في أوروبا الشرقية والوسطى أثناء الحرب الباردة.

ليست كل الائتلافات التي تستخدم مصطلح "الجبهة الشعبية" تفي بتعريف "الجبهات الشعبية"، وبالمقابل لا تستخدم كل الجبهات الشعبية مصطلح "الجبهة الشعبية" في اسمها. وينطبق الشيء نفسه على "الجبهات الموحدة".

سياسة الجبهة الشعبية في الكومنترن 1934-1939

غلاف منشور شيوعي أمريكي أصدرته الجبهة الشعبية تستخدم فيه مواضيع وطنية تحت شعار "الشيوعية هي أمريكية القرن العشرين".

في الأسابيع التي تلت صعود هتلر إلى السلطة في فبراير 1933، كان الحزب الشيوعي الألماني الشيوعية العالمية يتشبثان بشكل صارم برأيهما بأن الانتصار النازي سيكون قصير الأمد، وأنه "بعد هتلر - يأتي دورنا" . ولكن كما اتضحت وحشية الحكومة النازية وانعدام أي دليل على انهيارها، بدأ الشيوعيون يشعرون بأن هناك حاجة لتغيير جذري في موقفهم - خاصة وأن هتلر قد أوضح أنه يعتبر الاتحاد السوفيتي دولة معادية.

أصبح جورجي ديميتروف - الذي أذل النازيين بدفاعه ضد اتهامات تورطه في حريق الرايخستاغ - أمينا عاما للكومنترن في عام 1934 وبحلول عام 1935، في المؤتمر السابع للأممية، وصلت عملية إعادة التوجيه الكلي إلى أوجها مع إعلان السياسة الجديدة - "الجبهة الشعبية ضد الفاشية والحرب". وبموجب هذه السياسة صدرت تعليمات إلى الأحزاب الشيوعية بتشكيل تحالفات واسعة مع جميع الأحزاب المناهضة للفاشية بهدف ضمان التقدم الاجتماعي في الداخل والتحالف العسكري مع الاتحاد السوفييتي لعزل الديكتاتوريات الفاشية. وقد أثبتت "الجبهات الشعبية" التي تشكلت بالتالي نجاحها في تشكيل الحكومة في فرنسا، وإسبانيا، وكذلك الصين. ولم تنجح سياسيا في أماكن أخرى.[1]

كانت هناك محاولات في المملكة المتحدة لإنشاء جبهة شعبية ضد سياسة حكومة الوحدة الوطنية في استرضاء ألمانيا النازية. جرت المداولات بين حزب العمال والحزب الليبرالي وحزب العمال المستقل والحزب الشيوعي وحتى عناصر متمردة من حزب المحافظين بقيادة وينستون تشرشل، لكنها فشلت أساسا بسبب المعارضة من داخل حزب العمال عدا أن انعدام توافق النهجين الليبرالي والاشتراكي تسبب بأن يكون العديد من الليبراليين عدائيين.[2]

وقد أدخلت سياسة الجبهة الشعبية إلى الكومنترن في عام 1934، خلفت سياسة "الفترة الثالثة" ذات التوجه اليساري الراديكالي التي أدينت فيه الأحزاب الاشتراكية غير الشيوعية بأنها "فاشية اشتراكية". وقد تم الإشارة إلى السياسة الجديدة في مقالة في صحيفة برافدا في مايو 1934، والتي علقت بشكل إيجابي على التعاون الشيوعي الاشتراكي.[3] في يونيو 1934، وقع الحزب الاشتراكي بقيادة ليون بلوم على اتفاق عمل موحد مع الحزب الشيوعي الفرنسي، وتوسع الاتفاق بانضمام الحزب الراديكالي في أكتوبر من ذلك العام.

في مايو 1935، وقعت فرنسا والاتحاد السوفيتي على حلف دفاعي، وفي أغسطس 1935، وافق المؤتمر العالمي السابع للكومنترن رسميا على استراتيجية الجبهة الشعبية.[4] في انتخابات مايو 1936، فازت الجبهة الشعبية بأغلبية المقاعد البرلمانية في فرنسا (378 نائبا ضد 220)، وشكل ليون بلوم حكومة. في إيطاليا، نصح الكومنترن بتحالف بين الحزب الشيوعي الإيطالي والحزب الاشتراكي الإيطالي، لكن الاشتراكيون رفضوا ذلك.

وبالمثل، سعى الحزب الشيوعي الأمريكي للتحالف مع الحزب الاشتراكي الأمريكي بقيادة نورمان توماس في الانتخابات الرئاسية لعام 1936، إلا أن الاشتراكيين رفضوا هذا الاقتراح. كما دعم الحزب الشيوعي الأمريكي سياسة الصفقة الجديدة التي انتهجها فرانكلين روزفلت في هذه الفترة. شهدت فترة الجبهة الشعبية في الولايات المتحدة الأمريكية اتباع الحزب الشيوعي سياسة وطنية وشعبوية للغاية، دعيت لاحقا براودرية.

وقد لخص سياسة الجبهة الشعبية المؤرخ كرميت ماكنزي على النحو التالي:

أكد ماكنزي أنها مجرد خطوة تكتيكية، دون أن تتغير غاية الحركة الشيوعية بالإطاحة بالرأسمالية من خلال الثورة.

انتهت فترة الجبهة الشعبية باتفاق مولوتوف - ريبنتروب بين ألمانيا النازية والاتحاد السوفيتي، وعندها تحولت الأحزاب الكومنترن من سياسة معادة الفاشية إلى الدعوة للسلام. استقال العديد من أعضاء الحزب الشيوعي الحزب في اشمئزاز على هذا الحل التوفيقي بين هتلر وستالين.

نقاد ومدافعين عن سياسة الجبهة الشعبية

انتقد ليون تروتسكي ومؤيدوه اليساريون بشدة استراتيجية الجبهة الشعبية. اعتقد تروتسكي أن الجبهات الموحدة فقط يمكن أن تكون في نهاية المطاف تقدمية، وأن الجبهات الشعبية كانت عديمة الجدوى لأنها تضم قوى برجوازية مثل الليبراليين. وقال تروتسكي أيضا أنه في الجبهات الشعبية، يتم تقليل مطالب الطبقة العاملة إلى حدها الأدنى، كما أن قدرة الطبقة العاملة على طرح سياستها بشكل مستقل تتعرض للخطر. هذا هو الرأي شائع حاليا لدى معظم الجماعات التروتسكية. الجماعات الشيوعية اليسارية عارضت أيضا الجبهات الشعبية، لكنها عارضت أيضا الجبهات المتحدة.

في كتابه من عام 1977، قدم القائد الشيوعي-أوروبي سانتياغو كاريلو تقييما إيجابيا للجبهة الشعبية. وقال إنه في إسبانيا، على الرغم من التجاوزات التي تعزى إلى الهياج أثناء الحرب الأهلية، كانت فترة الحكومة الائتلافية في المناطق الجمهورية "احتوت على مفهوم جنيني للتقدم نحو الاشتراكية مع الديمقراطية، مع نظام برلماني متعدد الأحزاب وحرية للمعارضة". لكن كاريلو انتقد الشيوعية الدولية لأنها لم تمض قدما باستراتيجية الجبهة الشعبية بما فيه الكفاية - خاصة أن الشيوعيين الفرنسيين اقتصروا على دعم حكومة ليون بلوم من دون أن يصبحوا شركاء كاملين في الائتلاف.[5]

حكومات الجبهات الشعبية في الكتلة السوفيتية

بعد الحرب العالمية الثانية، أصبحت معظم دول أوروبا الوسطى والشرقية دول يحكمها نظام الحزب الواحد بحكم الأمر الواقع، ولكن من الناحية النظرية كانت تحكمها تحالفات بين عدة أحزاب سياسية مختلفة اختارت طواعية العمل معا. على سبيل المثال، كانت حكمت ألمانيا الشرقية "جبهة وطنية" لجميع الأحزاب والحركات المناهضة للفاشية داخل البرلمان (حزب الوحدة الاشتراكي الألماني، والحزب الليبرالي، وحزب المزارعين، وحركة الشباب، واتحاد نقابات العمال، وما إلى ذلك). وفي الانتخابات التشريعية، عرض على الناخبين قائمة واحدة تضم مرشحين من جميع الأطراف. ولكن في الواقع العملي، كانت السلطة الحقيقية للحزب الشيوعي فقط. ومن خلال التأكد من أن الشيوعيين يهيمنون على قوائم المرشحين، فإنه يحدد مسبقا بشكل فعال تكوين الهيئة التشريعية. وكان على جميع الأطراف في الجبهة قبول "الدور القيادي" للحزب الشيوعي كشرط للسماح له بالوجود. وبحلول الخمسينيات من القرن العشرين، تخلصت الأحزاب غير الشيوعية من الأعضاء الأكثر شجاعة وحل محلمهم زملاؤهم المتعاطفون مع الشيوعية والمستعدين للانصياع لهم.

وربما كانت الجبهة الموحدة في جمهورية الصين الشعبية هي أفضل مثال معروف لجبهة شعبية تديرها الشيوعية في العصر الحديث.

في الجمهوريات السوفيتية

في جمهوريات الاتحاد السوفيتي، بين عامي 1988 و 1992 (في الوقت الذي كان الاتحاد السوفييتي قد حل وكانوا جميعا مستقلين)، كانت للفظة "الجبهة الشعبية" معنى مختلف تماما. إذ أشارت إلى الحركات التي يقودها أعضاء من المثقفين ذوي الفكر الليبرالي (عادة كانوا أعضاء في الحزب الشيوعي المحلي)، كانوا في بعض الجمهوريات حركة صغيرة وهامشية، بينما في بلدان أخرى ذو قاعدة شعبية عريضة ومؤثرة. وكان هدفهم رسميا الدفاع عن البيريسترويكا ضد العناصر الرجعية داخل بيروقراطية الدولة، ولكن مع مرور الوقت بدأوا التشكيك بشرعية عضوية جمهورياتهم في الاتحاد السوفيتي. كانت نبرتهم في البداية حذرة مما منحهم حرية كبيرة لتنظيم وسائل الإعلام الجماهيري والوصول إليها. وفي جمهوريات البلطيق، سرعان ما أصبحت القوة السياسية المهيمنة، وأخذوا زمام المبادرة تدريجيا من المنظمات المنشقة الأكثر راديكالية التي أنشئت في وقت سابق، فنقلوا جمهورياتهم نحو مزيد من الحكم الذاتي والاستقلال في وقت لاحق. وأصبحوا أيضا المنافسين الرئيسيين لهيمنة الحزب الشيوعي في روسيا البيضاء ومولدافيا وأوكرانيا وأرمينيا وأذربيجان. وقد أنشئت جبهة شعبية في جورجيا لكنها ظلت هامشية مقارنة بالمجموعات المهيمنة التي يقودها المنشقون، لأن مأساة 9 أبريل قد أدت إلى تطرف المجتمع مما منعها من أداء الدور التوفيقي للحركات مماثلة. وفي الجمهوريات الأخرى، تواجدت مثل هذه المنظمات ولكنها لم تشكل أبدا تهديدا ذا معنى للحزب القائم والنخب الاقتصادية.[6]

قائمة بجبهات شعبية

جبهات شعبية في الدول غير الشيوعية

في الجبهة الشعبية الفرنسية والجبهة الشعبية الإسبانية كانت من أهم الجبهات الشعبية في 1930ات.

قائمة الجبهات الوطنية

الجبهات الوطنية في البلدان الشيوعية الحالية

الجبهات الوطنية في البلدان الشيوعية السابقة

راجع أيضا

حواشي

  1. Archie Brown, The rise and fall of communism (2009) pp 88-100.
  2. http://www.liberalhistory.org.uk/uploads/28_joyce_the_liberal_party_and_the_popular_front.pdfPeter Joyce, The Liberal Party and the Popular Front: an assessment of the arguments over progressive unity in the 1930s: Journal of Liberal History, Issue 28, Autumn 2000
  3. 1914-1946: Third Camp Internationalists in France during World War II, libcom.org - تصفح: نسخة محفوظة 20 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  4. The Seventh Congress, Marxist Internet Archive - تصفح: نسخة محفوظة 08 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  5. Carrillo, Eurocommunism and the State, pp. 113–114.
  6. Wheatley, Jonathan.
  7. David R. Corkill, "The Chilean Socialist Party and The Popular Front 1933-41."
  8. Julian Jackson, The Popular Front in France: Defending Democracy, 1934-38 (Cambridge UP, 1990).

موسوعات ذات صلة :