جزر الكوريل (بالروسية: Проблема принадлежности Курильских островов) (باليابانية: 北方領土問題) تتألف من أربع جزر تقع بين شبه جزيرة كامتشاتكا الروسية وجزيرة هوكايدو اليابانية.[1][2][3] تمتد هذه الجزر على شكل قوسين تفصل بحر اخوتسك عن المحيط الهادئ. تمتد سلسلة هذه الجزر مسافة تقرب من 1200 كم. وتبلغ مساحتها الكلية 15.5 ألف كيلومتر مربع وتعداد نفوسها أكثر من 20 ألف نسمة. تشكل الجزر سلسلتين متوازيتين هما السلسلة الكبرى والصغرى. تضم السلسلتان 30 جزيرة كبيرة وعددا كبيرا من الجزر الصغيرة. تقسم الجزر إلى جزر الكوريل الشمالية وجزر الكوريل الجنوبية. تدخل جميع هذه الجزر ضمن مقاطعة ساخالين الروسية. قامت روسيا باحتلالها بعد هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية، وتتمتع الجزر بثروات كبيرة من نفط وغاز ومعادن، بالإضافة الي مخزونها الوفير من الثروة البحرية، عرضت روسيا على اليابان إعادة جزيرتين من أصل أربع جزر ولكن اليابان رفضت العرض معربة عن أملها بأن تعيد روسيا كل الجزر. وما زالت جزر الارخبيل الجنوبية وهي ايتوروب وكوناشير وشيكوتان وهابوماي موضع نزاع بين روسيا واليابان التي تعتبرها تابعة لمحافظة هوكايدو.
أسماء الجزر
- كوناشير (بالروسية:Кунашир).
- إيتوروب (بالروسية:Итуруп).
- صخور هامبوماي (بالروسية:острова Хабомаи).
- شيكوتان (بالروسية:Шикотан).
التضاريس
تقع سلسلة هذه الجزر ضمن منطقة زلزالية وبركانية نشيطة والقسم الأكبر من مساحتها جبال وصخور بركانية، حيث يبلغ ارتفاع أعلى نقطة في هذه الجزر 2339 متراً فوق مستوى سطح البحر(جزيرة اطلاسوفا). يقع ضمن هذه الجزر حوالي 100 بركان منها 39 بركانا نشيطا، كما توجد منابع وبحيرات للمياه المعدنية الساخنة، وإضافة لهذا هناك أكثر من 60 بركانا مخفيا تحت سطح الماء. هذه الجزر ومنطقة المياه المحيطة بها غنية بالثروات المعدنية منها الزئبق والمعادن الملونة والغاز الطبيعي والنفط كما اكتشف في جزيرة " ايتوروب " مكمن لمعدن الرينيوم وهو الوحيد في العالم، كما يوجد الكبريت هناك. ويقدر حجم احتياطي الذهب في هذه الجزر بحوالي 1870 طنا، والفضة بحوالي 9300 طن والتيتانيوم بحوالي 40 مليون طن، أما الحديد فيقدر حجمه بحوالي 275 مليون طن. رغم هذا فإن عمليات الاستخراج ما زالت محدودة جداً في هذه الجزر.
بما أن الجزر تمتد لمسافة كبيرة من الشمال نحو الجنوب فإن نباتاتها مختلفة جدا. فالجزر الشمالية ذات نباتات قليلة وتتكوّن بالأساس من شجيرات الحور والبتولا والصفصاف والصنوبر. أما الجزر الجنوبية فتنمو فيها غابات صنوبرية وأشجار البلوط والاسفندان والدردار ونباتات متسلقة مختلفة مثل ارتانسيا والليمون الصيني والعنب البري. ومن أهم النباتات التي تنمو في جزيرة كيتا وتستمر جنوبا نباتات الخيزران حيث تشكل غابات كثيفة يصعب المرور فيها. وتكثر في هذه الجزر نباتات الأثمار البرية المختلفة.
تعيش على هذه الجزر أنواع مختلفة من الحيوانات البرية مثل الدببة والثعالب وأنواع مختلفة من القوارض وأنواع مختلفة من الطيور مثل الزقزاق والنورس والبط والقطرس والبوم والصقور وغيرها.
تعيش في المياه المحيطة بهذه الجزر وشواطئها أنواع من الحيوانات البرمائية والمائية المختلفة مثل الفقم والحيتان وأسد البحر وأنواع مختلفة من الأسماك والسرطانات البحرية والرخويات والحبّار وخيار البحر وقنافذ البحر ونباتات بحرية.
تقرر في شهر فبراير/شباط عام 1984 تشكيل محمية " كوريلسك " الطبيعية، التي يعيش وينمو فيها 84 نوعا من النباتات والحيوانات المدرجة في القائمة الروسية للأنواع المهددة بالانقراض.
إن جزر الكوريل خليط فريد من الظواهر الطبيعية كالبراكين والزلازل والتسونامي وغيرها من الظواهر الطبيعية الاستثنائية. التضاريس الأرضية مختلفة فالصخور الساحلية ذات أشكال عجيبة والحصى مختلفة الألوان ومن أهم وأروع الأماكن في هذه الجزر هو رأس الأعمدة في جزيرة كوناشير. إنه جدار عمودي يطل على سطح الماء ويتكوّن من أعمدة بازلتية ضخمة خماسية وسداسية الأضلاع تكوّنت نتيجة تجمّد الماغما البركانية عند سقوطها في الماء.
أعلى براكين الجزر هو بركان " ألآيد " على جزيرة اطلاسوفا (2339 م.) وفي الحقيقة أن الجزيرة بكاملها هي عبارة عن الجزء العلوي من المخروط البركاني. آخر ثورة للبركان كانت عام 1986.
تستمر عملية التغيرات في التضاريس الأرضية لهذه الجزر بسبب النشاط البركاني والهزات الأرضية والتسونامي. آخر تسونامي ضرب الجزر كان في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2006.
إن صعوبة الوصول إلى هذه الجزر وقلّة المراكز السكنية وجغرافيتها الفريدة تجعلها مواقع جذابة للسياح وهواة المغامرات. وللاطلاع ومشاهدة معالم ثلاثة جزر فقط (كوناشير وايتوروب وشيكوتان) لا تكفي زيارة واحدة. ومن الأماكن التي تستحق الزيارة في هذه الجزر، أنهار سمك السلمون، حيث أن هذه الأسماك تأتي إلى هذه الأنهار لوضع بيوضها في شهري مايو/أيار ويونيو/حزيران وتستمر الفترة لبعض الأنواع من سمك السلمون حتى فصل الخريف.
جزيرة ايتوروب – إحدى جزر المجموعة الجنوبية وهي أكبرها، يبلغ طول الجزيرة 200 كيلومتر أما عرضها فيتراوح بين 6 و36 كيلومترا. هذه الجزيرة هي أكثر الجزر التي يزورها السياح وذلك لكثرة معالمها، حيث فيها 9 براكين نشطة و7 براكين خاملة و10 بحيرات كبيرة وعدد من الشلالات. يبدأ الربيع هنا في شهر أبريل/نيسان ويستمر ثلاثة أشهر يليه الصيف الذي يستمر حتى نهاية سبتمبر/أيلول. مركز الجزيرة هو مدينة كوريلسك التي تعتبر أكبر مركز سكاني في الجزيرة وتتمركز فيها مصانع تعليب الأسماك ومصانع مواد البناء كما توجد فيها محطات لرصد الزلازل والتسونامي وأخرى للأحوال الجوية. كما فيها متحف تاريخ المنطقة. يقع على مسافة قريبة ميناء الجزيرة (بلدة كيتوف) وفي جنوب الجزيرة مطار بالقرب من بلدة بوريفيسنيك. كما يوجد في المدينة فندق.
جزيرة كوناشير – تقع جنوب جزر الكوريل الجنوبية يبلغ طولها 123 كيلومترا وعرضها يتراوح بين 4 – 32 كيلومترا. تبعد عن الجزر اليابانية مسافة تعادل عرض مضيق كوناشير. أعلى نقطة في الجزيرة هي قمة بركان تياتيا. وفيها شبكة متشعبة من الأنهار التي بعضها ينتهي على حافة صخور مطلة على البحر مكوّنة بذلك شلالات. الجزيرة كثيرة الغابات والنباتات التي تغطي حوالي 50 % من مساحتها. أهم المعالم في هذه الجزيرة بالإضافة إلى الشلالات هو رأس الأعمدة الذي يعتبر البطاقة التعريفية لجزر الكوريل عموما. أما المَعْلم الآخر فهو بركان تياتيا.
جزيرة شيكوتان – يبلغ طول هذه الجزيرة 27 كيلومترا وتمتد من الشمال الشرقي نحو الجنوب الغربي. يتراوح عرضها بين 5 – 13 كيلومترا ومساحتها 225 كيلومترا مربعا. أعلى نقطة في الجزيرة هي قمة جبل شيكوتان. يوجد فيها خليجان أحدهما في الشمال والثاني في الوسط. في الجزيرة مدينتان يبلغ تعداد نفوسهما 2100 نسمة. بلدة مالاكوريلسكايا هي المركز الإداري للجزيرة فيها مصنع لتعليب الأسماك وفيها محطة لرصد التسونامي والزلازل التي تحدث تحت سطح الماء. البلدة الثانية هي بلدة كرابوزافودسكايا التي فيها مصنع لتعليب حيوان السرطان والحيوانات والنباتات البحرية الأخرى.
أما جزيرة هابوماي فلا يقطنها أحد سوى حرس حدود روسيا الاتحادية.
ومن المعالم التي تستحق الزيارة منطقة الغازات الساخنة المنبعثة من قاع البركان مكونة مخروطا من الكبريت الحر. كما لابد من زيارة البحيرة التي تغلي مياهها وبحيرة المياه الساخنة الواقعة في بقايا فوهة بركان قديم ثار آخر مرة عام 1848.
الخلافات
تعود جذور هذه القضية إلى مطلع القرن التاسع عشر، حين بدأت كلّ من اليابان وروسيا القيصرية التنافس على هذه الجزر. استعادة اليابان الجزر نتيجة الحرب الروسية اليابانية (1904- 1905)، ولكن موسكو تمكّنت من استعادة الجزر المذكورة بموجب قرارات مؤتمر بوتسدام في أعقاب الحرب العالمية الثانية.
وفي عام 1956 وقّعت موسكو وطوكيو اتفاقية، قضت بتقاسم الجزر الجنوبية الأربعة من جزر كوريل لتحصل كل منهما على جزيرتين.
و بعد أن تم توقيع اتفاقية أمنيّة بين اليابان والولايات المتحدة، قام الإتحاد السوفيتي على إثرها بالتخلي عن التزامه بالاتفاقية.
وخلال الحرب الباردة لزمت موسكو الصمت حيال موضوع الجزر.
وبالرغم من تأكيد الجانبان في عام 1993 تمسّكهما بهذه الاتفاقية، إلا أن القيادة اليابانية الجديدة خرجت بموقف مختلف مطالبة بالجزر الأربعة.
يذكر أن العلاقات الروسية – اليابانية لا يشوبها سوى قضية جزر كوريل، حيث تبقى المانع الوحيد الذي يحول دون التخلّص من رواسب الماضي في العلاقات الروسية اليابانية التي تتطور سريعا خصوصا في المجال الاقتصادي، لكن الطموحات السياسية لا تزال غالبة على اعتبارات المنفعة المتبادلة.
المصادر
- "معلومات عن جزر الكوريل على موقع bigenc.ru". bigenc.ru. مؤرشف من الأصل في 16 ديسمبر 2019.
- "معلومات عن جزر الكوريل على موقع geonames.org". geonames.org. مؤرشف من الأصل في 16 ديسمبر 2019.
- "معلومات عن جزر الكوريل على موقع id.ndl.go.jp". id.ndl.go.jp. مؤرشف من الأصل في 27 أبريل 2019.
RT |
نص هذه المقالة أو أجزاء منه منقولة عن موسوعة روسيا اليوم ومنشورة هنا برخصة المشاع المبدع نسبة المصنف إلى مؤلفه - المشاركة على قدم المساواة 3.0، عملا بالإذن الذي حصلت عليه مؤسسة ويكيميديا. |