الجزيرة ارتولى التاريخ والبشر: نستعير هذا العنوان استاذنا الذي ارخ وكتب كثيرا عن تاريخ العبدلاب لذلك لانجد حرجا في استعاره هذا العنوان من اسم كتابه حلفايه الملوك التاريخ والبشر ارتولي ليست تلك البقعة المحاطه بالنيل كانها شي معزول عن الحياة هذه الجزيرة رغم صغر حجمها لكنها انجبت رجال ساهموا في الحياة الاجتماعية والثقافيه وغيرها في السودان وقد استعين في هذه بمقال كتبه اخونا بابكر حاج الحسن بصيحفه الراي العام تحت عنوان ارتولي جزيرة شقت النيل الي نصفين
الجزيرة ارتولى من أكبر الجزر التي تعترض النيل بعد التقائه بنهرعطبرة ،وتبعد عن مدينة عطبرة سبعين( كلم) ،امتد عمرها لاكثر من (5000)عام و كانت احدى حاضرات (مملكة كوش) النوبية، وهى أكبر ممالك( العنج) حيث قاموا ا بشق المجرى الشرقي للنيل من اجل حماية مملكتهم وصنعوا تلك الجزيرة التي تبلغ مساحتها(5000) فدان، وظلوا على ديانتهم المسيحية حتى القرن السادس عشر الميلادي حين اشرقت عليهم شمس الإسلام مع قيام مملكة الفونج ودخول (ادريس الانقير) ابن الشيخ عبد الله جماع حيث حل عليها فاتحا وحاكما وامتدت مشيخته حتى ( برتى ) شمالا، انحدر من ادريس عبد الله جماع (قبيلة الانقرياب) وامتدت غربا في مناطق الباوقة والجول وفتوار، وشرقا القلوباب وباردة ومبيريكة، ظلت الجزيرة ارتولى تصارع النيل طيلة خمسة آلاف عام، ولم يتغلب عليها وصمدت امامه في فيضانات شتى في العهد البعيد، وقريبا فيضانات (1946)،(1988) و(1994) لكنه بدأ في اختراقها في بعض الجهات وصانعاً له بعض المسارات واخيرا تغلب عليها بفيضان عام (1998) الذي كان قاصمة الظهروالقدر المحتوم الذي لامفرمنه، رغم جهود اهلها في مواصلة الليل بالنهار ومقاومتهم وتضحيتهم وشموخ نسائها وكبرياء رجالها، فكانت نهاية بقعة طيبة احتضنت حضارات وممالك ومشايخ وبيوتات دينية اتت اليها من كل حدب وصوب حاملة للعلم وأوقدت نيران القرآن، أتى اليها الباكراب (اجداد عمروبابكر) والبلياب (اولاد الفكى العوض ودبلة) والبريراب (اولاد برير) والحسيناب(احفاد جابر الأنصاري) والشرفة (جنى الحاج المنصور) داخل الجزيرة، وحط جوارها بالضفة الشرقية البادراب، والقلوباب، وجميعهم اقاموا خلاوى لتحفيظ القرآن، وجوارها مجموعة من اولياء الله الصالحين امثال (ودقلوبة، والغرقان ودالاخيه الذي اشار إلى غرق الجزيرة منذ امد بعيد، وودجاد الرب الذي تنبأ بذلك،والشوبلي،وابشرابوبشرية، والفكي عبد الرحمن، والاغبش ودموسى وغيرهم، لذلك كان الاسم النوبى لارتولي (ارت وتعنى جزيرة ـ ولى وتعني الاولياء) ، وفوق كل هذا وذاك اتى اليها السيد محمد عثمان (الاقرب) كما يسميه احبابه ومريدوه اصحاب الطريقة الختمية، طالبا مصاهرة اهلها، وتزوج (امنة بنت الشيخ النور) لتنجب له القطب الأكبر السيد (علي الميرغنى) ومن هنا اتت اليه الزعامة والريادة وجري في دمه الملك وأمسك ناصية القيادة التي لم يعرفها اسلافه ولم ينلها بعد أبناء عمومته الممتدون في شرق السودان ووسطه، وذلك لانتماء السيدعلى إلى الشيخ عبد الله جماع، وارتولى انجبت الكثيرين في شتى ضروب الحياة امثال (الاميرعبدالرحمن النور) امين بيت مال المهدية ،و(قائد قطار الشرق في ثورة اكتوبر1964محمد جبارة العوض) النائب البرلمانى المعروف وممثل دائرة كسلا، وأحمدعبدالرحمن أحد ثوار (1924)حيث كان ضابطا حربيا، والشهيد عبد الله محمدعبدالرحمن الذي مات متأثرا برصاصة اصابته خلال ثورة (64)،وارتولي وفي مجال الشعر والأدب كثر منهم الحسين الحسن وشقيقه تاج السر وابن عمه العوض أحمد الحسين صاحب اغنية يانسيم ارجوك وديوانه (مشاعر إنسان)،وهنالك فنان الربوع عوض الله عبد النبي، واللاعب محمود ودالزبير والكثيرون غيرهم حيث لايسعنا المجال لذكرهم، وأيضا ينتمى اليها رجل الاعمال المعروف (بشيرارتولى) ولانتماء (جدهم المسمى بارتولى) قصة طويلة ترتبط بمقتل عبد الله ودسعد بالمتمة، ويعد الأستاذ محمدأحمد سعيد أول من اسس للتعليم بالمنطقة في عشرينيات القرن الماضي، ودرس بها الكثير من أبناء المناطق المجاورة الذين يتبوءون مواقع مرموقة الانالجزيرة ارتولي منطقه ضاربه في اعماق التاريخ الإنساني القديم وبها من الاثار ممايوكد بان هناك نشاط بشري هائل جدا في حقب قديمه يرجع تاريخها الي ثلاثه الف سنه قبل الميلاد وانا قد شاهدت بعض قطع الفخار بالمتحف القومي بها نقوش كتب عليها هذه ترجع لثلاثه الف سنه قبل الميلاد وهي نفس الفخار الموجود في منطقه العدوة بالجزيرة ارتولي اذكر قبل سنه في الاجازه كان معي ابن عمي وكان حينما يجئي بنا الطريق في بقعه معينهبالضفه الشرقية للنيل شرق ارتولي القديمة كان يقول لي ان هذه البقعة قطعا سوف يكون بها اثار وحين تكرر كلامه كلما مررنا بتلك المنطقة قلت له ذات اليوم سوف نقوم بالبحث عن اثارك تلك وذهبنا الي المنزل واتينا بادوات الحفر التقليدية (طوريه _كوريك ) وبدائنا في العمل ومجرد ماقمنا بحفر متر بدائت تظهر لنا قطع فخار عليها نقوش وبعض العظام والارجح انها عظام بشريه المهم بعد مانال مننا التعب من جراء الحفر حملنا معاولنا واتجهنا صوب المنزل وفي الطريق قابلنا أحد الأشخاص وسالنا ماذا تفعلون في ذلك المكان حدثناه عن مقصدنا الرجل اعطانا معلومه في غايه الاهميه وهي انهم قبل 25سنه كانوا يجمعون الخرصانه في تلك المنطقة فنكشف لهم اثناء الحفر قبر قديم وان الجثة كانت ملفوفه بلحاء الأشجار فقاموا بدفنها مره اخري هذه المعلومه زادت من حماسنا ورجعنا مره اخري ومعنا الرجل لكن اظن ان الذاكرة خانته والمدة طالت فكل مره يشير لنا انها هنا ونحفر فلم نجد الجثة بل وجدنا عظام وقطع فخاريه ومحار بحري اخذنا العظام ومعها الفخار والمحار البحري ووضعتها في شنطتي وجئت بها الي الخرطوم وقابلنا مدير المتحف القومي وشرحنا له الامر واعطيناه نبذه عن المنطقة الرجل اخذ ارقام هواتفنا وشكرنا وقال انهم سوف يتصل بنا فلم يتصل بنا ولم يعطي الامر اي اهتمام هذا حال مسئول مابالك بالمواطن الذي قد يصادفه اثناء عمله اشياء ذات قيمه تاريخيه ولكن لايهتم بها ويلقي بها حيث ماتفق وجائز لو جائت بعثه وقامت بالتنقيب عن اثار تلك المنطقة جائز تصل الي حقيقه تاريخيه غائبه هذه فتره الحقب القديمة اما في عصر الإسلام السياسي الذي دخل المنطقة علي يد ادريس بن عبد الله جماع جد الانقرياب الذي اتي غازيا لتلك المنطقة التي تعتبر اخر قلعه من قلاع العنج تسقط في يد العبدلاب والملاحظ للاولياء والصالحين بارتولي يجد كم هائلا أكبر من حجم المنطقة ورغم انها جزيرة في منتصف النيل فهذا الوجود الهائل للصالحين يدل دلاله واضحه بان المنطقة كانت مزدهره وتشهد تقدما واستقرار وهذا ما حدث في منطقه الحلفايا حين مانقل عبد الله ود عجيب الثالث بن عجيب المانجلك العاصمة من قري الي الحلفايا شهدت توافدا للعلماء من شتي انحاء السودان واليكم الصالحين والعلماء الذين بارتولي في حله القوز نجد الباكراب والبلياب وفي حله الكاسراب نجد خلوه الشيخ ود حسين الذي اوفده السيد الحسن لتعليم القران هناك وفي حله الرميت نجد الشيخ ود جاد الرب وفي حله الخندق نجد خلوه ال المك بن الحاج المنصور وكثير من الاولياء اتخذوا من ارتولي مسكنا كالشيخ الاغبش ود موسي الغبشاوي وهو من الغبش صاحب القبة المشهورة شرق ارتولي وهذا فيض من غيض واترك الفرصة لكل من عنده معلومه ليزودنا بها حتي لايضيع تاريخ هولاء الافذاذ أنسان الجزيرة أرتولي بسيط يتعامل بفطرة وسجية وكل واحد تجده يمثل أمة من القيم والأخلاق النبيلة نريد أن نوثق لأعلام الجزيرة ارتولي وشخصياتها المختلفة التي مطبوعة في الذاكرة وموجدة بين ظهرانينا منهم من أنتقل الي الدار الآخرة وندعو له وللجميع بالرحمة ومنهم من يقدم النموذج الي هذه اللحظة نسال للجميع العافية وأبتدأء سنبدأ بشيخ البلد الذي قدم الكثير للجزيرة ومن ثم سنتناول باقي العقد من عظماء وشخيات أرتولي نرجو من الجميع المشاركة فالمعلومات موجودة لدي الجميع اب ريش محمد عبد الله( شيخ البلد) هذا الرجل وحده بأمة بأكملها فيما يحمله من قيم لشيخ البلد ان المرء لعاجز عن وصفه فهو علم علي رأسه نار كثيرا ما كان موفقا بين الأهالي ومن جاورهم وهو منزلة كل قاصد للجزيرة فبيته عامر دائما أنسان يستحق منا التكريم وهذه دعوة لتكريمه وتكريم كل أعلام أرتولي سأترك المجال لغيري كي يصف لنا ذلك الهرم
المصادر
ارتولى التاريخ والبشر:منتديات ملوك النيل