الرئيسيةعريقبحث

جغرافيا رياضية


☰ جدول المحتويات


فن اختيار الموهوبين رياضيا وفقا لجغرافية المنطقة التي يعيشون فيها وما يتبع ذلك من انماط وسلوكيات اجتماعية ويعني هذا المصطلح ببساطة " اختيار الموهوبين رياضيا بناءً على مناطق إقامتهم وسكنهم " وهو يتكون من كلمتين الأولى (Geography) وتعني جغرافيا المناطق والثانية (Sports) وتعني الرياضة بمفهومها العام سواء فيما يخص الألعاب الجماعية أو الفردية ويختصر المصطلح باللغة الإنجليزية بمفهوم (GeoSports).

ويأتي هذا المصطلح لتواجد نظير له في الاقتصاد والسياسة، فمن خلال البحث على موقع ويكيبيديا نجد أن مصطلح GeoPolitics ومصطلح GeoEconomics متواجدين كتطبيق مفهوم تأثير الجغرافيا على السياسة وتأثيرها على الاقتصاد.

أنماط ومهارات حياتية

للجغرافيا المناطقية، تأثيرات كبيرة على أنماط الأفراد السلوكية والاجتماعية والثقافية والغذائية، وهذا ما أثبتته الكثير من الدراسات والبحوث التي أكدت بكل وضوح على تأثير الجغرافيا على بنية الفرد البدنية وابداعاته في واحد من مجالات النشاط البدني طبقا للطبائع الوظيفية والحياتية، وهذا بطبيعة الحال له تاثيرات كبيرة في توجيه اهتمامات الأفراد نحو ممارسة نشاط بدني معين دون غيره ومن ثم الإبداع فيه، سواءً على مستوى المناطق البيئية داخل الدولة الواحدة، أو على مستوى الدول. ولتبسيط ذلك نأخذ على سبيل المثال رياضة ألعاب القوى باعتبارها أم الألعاب التي على أساس قواعدها ومسابقاتها تم البناء لعلم التدريب الرياضي.

فهذه الرياضة تتكون من مسابقات مختلفة وكل واحدة منها تتضمن عنصرا أو أكثر من عناصر اللياقة البدنية وهي : التحمل، السرعة، القوة، الرشاقة والمرونة، فلو أخذنا مسابقات التحمل أو (المسافات الطويلة)، لوجدنا أن أغلب المواهب الرياضية لهذه الفعالية تتركز في مناطق ذات طبيعة جغرافية معينة داخل الدولة الواحدة، لذلك قلما نجد موهوبي هذه اللعبة يعيشون في العاصمة أو مناطق البذخ، وانما في القرى والأرياف والمناطق الفقيرة إلى حد ما، فالكثير من اللاعبين الذين تحصلوا على ميداليات في الدورات الأولمبية في رياضة المسافات الطويلة، كانوا قد جاؤوا في الأصل من المناطق الريفية الفقيرة وهم في عمرهم الصغير كانت لديهم انماط حياتية خاصة بهم دون سواهم حيث يذهبون إلى المدارس مشياً على الأقدام أو ركضاً ويقطعون الكيلومترات العديدة نتيجة لبعد المدرسة عن مكان سكنهم، وهم بهذا يكونون قد تدربوا في هذا العمر الصغير وهم لا يدرون.

الجغرافيا الرياضية في الأردن

ولو أخذنا (الأردن) كبلد لتواجد هذا النوع من اللاعبين، فاننا نلاحظ أن مناطق القرى والأرياف هي مصنع ومنبع لإنتاج لاعبي المسافات الطويلة مثل (المفرق) و(البادية) و(الأغوار الجنوبية)، وهذا ما منحهم بالفطرة وبطبيعة المنطقة الجغرافية (قاعدة هوائية) كبيرة جداً جراء الحركة والنشاط البدني الدائمين، بسبب قطعهم لمسافات طويلة لتأمين احتياجاتهم والقيام بواجباتهم اليومية ومن ثم القيام بأعمالهم ووظائهم، على عكس أقرانهم الذين يعيشون في العاصمة والمدن الكبيرة المترفة.

عوامل ترتبط بالجغرافيا الرياضية

وترتبط (الجغرافيا الرياضية) بعامل مهم، وهو مستوى ارتفاع منطقة السكن عن سطح البحر، فنرى معظم اللاعبين المبدعين والمتميزين في سباقات التحمل، قد ولدوا وعاشوا في مناطق على ارتفاعات تزيد عن (1800متر) عن سطح البحر، وبالتالي يقل الضغط الجوي الذي بدوره يعمل على تقليل تركيز الأوكسجين وهي ظاهرة مثبتة ومعروفة على المستوى العالمي، فنشاهد أن عدائي (كينيا) و(إثيوبيا) يكتسحون سباقات المسافات الطويلة على المستوى العالمي بدون منازع بتأثريات حركية متراكمة منذ الصغر، وهذا ما دفع بالعديد من اللاعبين المحترفين لاقامة معسكرات تدريبية في هذه المناطق حيث التضاريس والأحوال الجوية المتنوعة بسبب انخفاض الأوكسجين الجوي واختلاف نوعية التربة ووجود التلال والهضاب والسهول.

لذلك نجد أغلب عدائي هذه المناطق هم من أفضل اللاعبين على مستوى المسافات المتوسطة والطويلة وسباقات الماراثون والطريق على مستوى العالم والدليل الأرقام القياسية العالمية التي تحطمت على أيديهم بدء من سباق (3000) م ولغاية سباق الماراثون.

الجغرافيا الرياضية على مستوى الدول

واذا أخذنا جاميكا، هذه الدولة الصغيرة وغير الغنية مثالا، فانه يتضح لدينا مفهوم الجغرافيا الرياضية (GeoSports) على مستوى الدول من خلال انتاجها لأفضل وأسرع لاعبي ولاعبات المسافات القصيرة على مستوى العالم خلال العشر سنوات الأخيرة وكيف أصبحت تنافس، لا بل تهزم دول كبرى مثل أمريكا، لتتربع جامايكا وحيدة على عرش المسافات القصيرة (سباقات السرعة) كما شاهدنا ذلك خلال دورة الألعاب الأولمبية (بكين 2008) ودورة الألعاب الأولمبية (لندن 2012)، حين نجح لاعبوا ولاعبات جامايكا في اكتساح سباقات (100) م و(200) م وسباق التتابع (4X100) م.

من هنا فانه من المهم جدا ان يتم استكشاف المواهب والقدرات في مختلف الألعاب الرياضية بشكل عام والعاب القوى منها بشكل خاص، على قاعدة الجغرافيا الرياضية المرتبطة بأنماط الحياة اليومية، وتأسيس مراكز تدريب متخصصة استنادا لمفهوم (GeoSports). .

دراسة وطنية حول الجغرافيا الوطنية

لتسليط الضوء والتعريف بمصطلح الجغرافيا الرياضية (GeoSprorts)، واستكمالا لم تم نشره سابقاً ودخول هذا المصطلح البالغ الأهمية على موقع (ويكيبيديا*) بعد نشره في صحيفة (الدستور) ليصبح بذلك مصطلحا ذا أهمية علمية يكشف تأثيرات المناطق الجغرافية على تواجد الخامات والمواهب الرياضية وما لها من أثر كبير في تأسيس قاعدة الاستكشاف للمواهب وانشاء المراكز الرياضية التدريبية الخاصة بالواعدين والواعدات في هذه المناطق، لغايات بناء مخزون استراتيجي لرفد المنتخبات الوطنية بالمواهب والقدرات ذات الاستعداد الفطري في الألعاب الرياضية الفردية والجماعية على حد سواء ومن ثم ضمان تحقيق نتائج منافسة على المستويات العربية والآسيوية والعالمية، فقد تم عمل دراسة احصائية تتبعية على عينة مكونة من (80) لاعبا و(52) لاعبة ممن شاركوا في البطولات الخارجية بالعاب القوى وحققوا نتائج لافتة على المستويات المحلية والعربية والآسيوية إضافةً إلى أصحاب الأرقام الأردنية كل حسب فعاليته وأبطال المراكز الثلاثة الأولى في بطولات المملكة لألعاب القوى واختراق الضاحية والطريق.

لقد ذكرنا سابقاً ان هناك دلالات واضحة وصريحة على ان للجغرافيا (مكان الإقامة والسكن والبيئة المجتمعية) تأثيرات في تحديد اتجاهات الأفراد نحو ممارسة رياضة بعينها دون غيرها وخاصة في العاب القوى بممارسة فعالية محددة دون غيرها.

وفي هذه الدراسة التي تم اجراؤها (على اللاعبين واللاعبات الأردنيين في لعبة ألعاب القوى)، بينت هذه الدراسة ان اماكن اقامة ونشأة اللاعب أو اللاعبة لها صلة وثيقة في تحديد اتجاهه نحو فاعلية معينة دون غيرها من فعاليات العاب القوى والإبداع فيها، مثلما دلّت على اماكن وتواجد الخامات والمواهب الرياضية لمجموعة الفعاليات ذات العلاقة الواحدة حسب جنس اللاعب. واذا ما علمنا ان مسابقات العاب القوى تتكون من فعاليات الرمي والوثب والسرعة والتحمل وما يندرج تحتها من ألعاب نجد ان:

- فعاليات الرمي تتكون من مسابقات : قذف الجلة، رمي الرمح، رمي القرص واطاحة المطرقة. - فعاليات الوثب تتكون من مسابقات : الوثب الطويل، الوثب الثلاثي، الوثب العالي، والقفز بالزانة. - فعاليات السرعة تتكون من مسابقات : 100م، 200م، 400م، ومسابقات الحواجز. - فعاليات التحمل تتكون من مسابقات : المسافات المتوسطة (800م و1500م)، المسافات الطويلة من (3000م - الماراثون) إضافةً إلى سباقات اختراق الضاحية وسباقات الطريق والموانع.

نتائج الدراسة

وجاءت نتائج الدراسة التي أجريت على عينة من (80) لاعبا و(52) لاعبة ممن شاركوا في البطولات الخارجية وحققوا نتائج لافتة على المستويات المحلية والعربية والآسيوية إضافةً إلى أصحاب الأرقام الأردنية على النحو التالي:

الذكور

- يتركز أغلبية لاعبي فعاليات الرمي في منطقة (عجلون) بنسبة 57.1 %.

- يتركز أغلبية لاعبي فعاليات الوثب في منطقة (عمان) بنسبة 50% .

- يتركز أغلبية لاعبي فعاليات السرعة في منطقة (عمان) بنسبة 36 %.

- يتركز أغلبية لاعبي فعاليات التحمل في منطقة (المفرق والضليل) بنسبة 32.5 %.

الإناث

- يتركز أغلبية لاعبات فعاليات الرمي في منطقة (عمان) بنسبة 58.3 %.

- يتركز أغلبية لاعبات فعاليات الوثب في منطقة (عمان) بنسبة 66.7 %.

- يتركز أغلبية لاعبات فعاليات السرعة في منطقة (عمان) بنسبة 50 %.

- يتركز أغلبية لاعبات فعاليات التحمل في منطقة (الأغوار الجنوبية وعمان) بنسبة 33.3 %.

مقالات ذات صلة

مراجع

موسوعات ذات صلة :