جماعة الفجر الأتي
أن فجر آتى، هي جماعة أدبية . عرف عنها في الأوساط الأدبية أنها تيار أدبى ظهر كرد فعل للمدرسة الأدبية "الأدب الجديد" .والتفت حول المبادئ والأفكار السائدة أنذاك في الغرب .ومثلها كمثل نظيرتها من المدارس الأدبية في الأدب التركى أنذاك، متأثرين ومحتذين بالغرب . أما عن الشخصية الأدبية التي تصدر أسمها جماعة فجر آتى، فهو فائق على أوزانصوى . وقد أنفصل عن الجماعة بسبب خلاف وقع مع بعض أعضاءها. الا أن فائق على أوزانصوى كان رمزا لهذه المدرسة الأدبية التي تفرقت في نهاية 1912 , ثم توالى بعده العديد من الأسماء ; فاضل أحمد، حمد الله صبحى وجلال ساهر أوزان .
المفاهيم الفنية
أن المفهوم الفنى، التي ألتفت حوله هذه الجماعة الأدبية التي عرفها بأسم "فجر آتى " الأديب فائق على والتي عقدت أجتماعها الأولى في مطبعة "هلال" التي تقع في الباب العالى ; قد قاموا بأعلانه ونشره كالأتى : " الفن هو ذاتى وقيمة جديرة بالأحترام " , وفي ظل هذا الشعار أحتذوا حذو "الرمزيين" في الشعر، و"تشخوف " ," موبسان" في القصة القصيرة والرواية، و"ابسان" في المسرح .
السمات الأدبية لفجر آتى
أن الأسماء التي أجتمعت في الجلسة التي تمت في مطبعة "هلال "بتاريخ 20 مارس 1909 ;وهم شهاب الدين سليمان، يعقوب قدرى، رفيق خالد، كوبرولى زادة محمد فؤاد، تحسين ناهد، أمين بولنت، على ساهر، فائق على ومفيد راتب، قد خططوا لبداية حركة أدبية جديدة وأنضم للهذه الحركة أيضا أحمد هاشم .وقد أصدروا منشور خاص بجماعة "فجر آتى "عرف بأسم "أدب أنجومنى" نشر في 24 شوبات 1980 وتم نشره في مجلة "ثروت فنون " بعد أعلان المشروطية الثانية . وهذا المنشور كان ايذانا يميلاد أدب فجر آتى.
الجماعة الأدبية "فجر آتى" ظهرت كرد فعل ل "الأدب الجديد"
المبدأ الفنى الذي أعتنقته هذه الجماعة، هو "الفن، ذاتى وقيمة جديره بالأحترام"
تبنوا الرأى القائل بأن" الأدب أمر ضرورى وهام، وتوصيلة للشعب هو أمر حتمى "
عملوا على تحقيق أهدافهم التي كان على رأسها ; العمل على خدمة وتطوير اللغة والأدب والفن على غرار النموذج الغربى، النهوض بالشباب، توعية القاعدة الشعبية وذلك من خلال الحوارات الفكرية رفيعة المستوى، مد اللغة التركية بالأصول الأجنبية القيمة والهامة، مد جسور التواصل مع المدارس الأدبية النظيرة لهم في الغرب، والتقريب بين الأدب التركى والأدب الغربى وتعريف كلا من الأدبين بالأخر . وعلى الرغم من أن ظهورهم جاء كرد فعل لمدرسة ثروت فنون، الأ أنهم على صعيد الشعر يعتبروا أمتداد لها من حيث السمات الفنية .
الموضوعات الرئيسية في أشعارهم، الطبيعة والحب. تصويرهم للطبيعة جاء بعيد عن الواقع وغير موضوعى. تعتبر فجر آتى مرحلة أدبية أنتقالية فيما بين مدرستيى "ثروت فنون" و"الأدب القومى" وهي أمتداد أيضا لثروت فنون من حيث اللغة، فهى مليئة بالكلمات والصيغ العربية والفارسية، وهي تعد بعيدة عن لغة الحياة اليومية ولغتها الشعرية مغلقة.أستخدموا وزن العروض ووعملوا على تطوير "المستزاد الحر" .
أدباء "فجر آتى " أرتبطوا عن قرب بالمسرح.
تأثرهم "بالرمزية "في الشعر محور سماتهم الأدبية، كما أحتذوا ب "موبسان" في القصة القصيرة، و"ابسان" في المسرح . ونظرا لتبنيهم مبدأ الحرية الفردية في الأبداع الأدبى وما يترتب عليه من تنوع وأختلاف الأنتاج الأدبى بين فنانى الجماعة، وعدم ألتفافهم حول مفهوم فنى معين أو قيمة أدبية محددة، فكان هذا سبب في أنفراط عقد الجماعة خلال فترة وجيزة. وكان العامل الفعال بوجه خاص في هذا التفريق لجماعة فجرآتى هو تأثير مجلة "الأقلام الشابة " التي أصدرها ضيا كوك ألب . فكانت بمثابة أنطلاقة لحركة الأدب القومى ونهاية لجماعة فجر آتى .
أن فجر آتى بمثابة الجسر فيما بين الأدب الجديد والأدب القومى.
من أبرز ممثلى جماعة فجرآتى الأدبية هو أحمد هاشم.
الأسماء التي وقت على الأعلان الرسمى لجماعة فجر آتى هي ; أحمد هاشم، أمين بولنت (سيذدار أغلو ),أمين لامى، تحسين ناهد، جلال ساهر (أرزون),دكتور جميلسليمان، حمد الله صبحى(طانرى أوفر),رفيق خالد (قارا),شهاب الدين سليمان، عبد الحق خيرى عزت مليح(دفريم),على جناب (بونتم),على صبحى (دالى باشا),فائق على(أوزانصوى),فاضل أحمد (آى كاج) ,محمد بهجت يازار، محمد رشدى، محمد فؤاد (كوبرلى زاده),مفيد راتب، يعقوب قدرى (قارا عثمان أوغلو)وأبراهيم علاء الدين.
ببداية الأدب القومى، سارع كلا من حمد الله صبحى، على جناب، جلال ساهر بالأنضمام لهذه الحركة والأنفصال عن جماعة فجر آتى في 1912.لكن ظل أحمد هاشم بمفردة متمسك بالمبادئ الأدبية لجماعة فجر آتى ولم ينضم لحركة الأدب القومى .
وقد شرح كلا من يعقوب قدرى، جلال ساهر، أحمد هاشم، مفيد راتب، محمد فؤاد وعلى جناب، الأراء الأدبية لجماعة فجر آتى في مجلة أسمها " الكتاب المصور " ,كما أجاب أيضا كلا من محمد رؤوف، حسين سعاد ورآف نجدت على الأنتقادات في مجلة "ثروت فنون" . النتائج
أن فنانى فجر آتى لم ينجحوا في تحقيق العديد من اهدافهم وأرائهم التي تبنوها وعملوا من أجلها على تأسيس هذه الجماعة، والتي كانت من اهمها العمل على الأرتقاء بالأدب والعلوم الأجتماعية وتحقيق الوحدة والترابط فيما بين الفنانين . كما ظهر بينهم ردود أفعال مختلفة الأ ان جميعها كانت ضد الأدب الجديد وبوجه خاص أختلافهم وأعتراضهم عليهم من حيث اللغة . وذا من حدة المعارضة مع الأدب الجديد هو أستمرارة وبقاءة على الساحة الأدبية و مما أتاح لهم الفرصة للقيام بهذا العمل هو ألتفافهم حول مجلة "ثروت فنون " وأمكانية الكتابة فيها في البداية.
وأتاحت المجال للكتابة في المجلات التي تبنت أتجاهات مختلفة والتي صدرت في ظل جو الحرية السائد أثناء المشروطية قد عمل على تفريق شمل هذه الجماعة . فضلا عن أن مبدأ الجماعة الأدبى في حد ذاته الذي يقول بأن "الفن، هو ذاتى وقيمة جديرة بالحترام" ,جعل كل فنان منهم يتبنى وجهة نظر مختلفة ويعبر عنها فنيا بطرق مختلفة مما أسرع وعجل من حدوث هذه التفرقة بينهم. فلم يستظلوا بمفهوم فنى واضح ولا قيم أدبية محددة أنما ترك الأمر مطروح للحرية الفردية وما يترتب عليها من أختلاف في أنتاجهم الأدبى . فكل أديب من أدباء الجماعة قدم الجمال الفنى بما يناسب مشاعره وأحاسيسه هو فحسب.
الأمرالذى يجعلنا لا نعتبر "فجر آتى" تيار أدبى على الأطلاق ; أنما هي جماعة تكونت من مجموعة من الفنانين الشباب تربطهم مشاعر صداقة . يعمل كلا منهم على الأرتقاء بفنه بطريقة مختلفة، وسوف يصلوا إلى مفاهيم فنية مختلفة في ظل ظروف أجتماعية متغيرة.