جمهورية زفتى اسم الجمهورية التي اعلنتها مدينة زفتى بالغربية عقب استقلالها عن المملكة المصرية المحتلة من قبل بريطانيا في 23 مارس اثناء ثورة 1919، وتم تنصيب يوسف الجندي رئيساً لها.
لم يدم الاستقلال طويلاً حيث حشدت القوات الإنجليزية مجموعات من القوات الأسترالية التي حاصرت المدينة، وتمَّ فك الحصار بعد مفاوضات مع قائد القوات الأسترالية.[1]
لم يكن الاستقلال المدينة ماديا بل كان استقلال معنوي إذ ساهم في تحفيز جميع ربوع مصر بأهميّة مقاومة الاحتلال الإنجليزي، حيث أعلنت أيضاً بعد المناطق استقلالها مثل فارسكور والمنيا وغيرها.
القصة
في 8 مارس 1919 أعتقل سعد زغلول ومرافقية وهم أحمد باشا الباسل ومحمد باشا محمود وإسماعيل صدقي وسينوت حنا ومكرم عبيد وفتح الله بركات وعاطف بركات وتم نفيهم إلى جزيرة سيشل وخرج المصريون مسيحيون ومسلمون في مظاهرات صاخبة لتسجيل غضبهم ضد هذا الأجراء التعسفى ولأول مرة في تاريخ مصر خرجت سيدات مصر في مظاهرات وكان ذلك في 16 مارس 1919 م. ولأن خروج سيدات مصر في مظاهرات كانت مفاجئة مدوية في هذا الزمان لهذا كان لها أثر بالغ الأهمية عند جموع المصريين في ربوع مصر. ولكن كان هناك في بلدة صغيرة على ضفاف النيل تدعى زفتى مجموعه من الشباب الجامعى والفلاحين والتجار تفكر في عمل شئ يساعد في الإفراج عن سعد زغلول ورفاقه، وكان من ضمن أفراد تلك المجموعة يوسف الجند وأبن عمة عوض الجندي المحاميان وكان معهم الشيخ عمايم والكفراوى والفخرانى ومحمد أفندى عجينه صاحب مكتبة للأدوات المدرسية ومطبعة وسويلم وكانت تلك المجموعة تلتقى في مقهى مستوكلى بميدان بورصه القطن. واتفقوا على الانفصال عن المملكة المصرية واعلان الاستقلال وانشاء جمهورية زفتى. كان المقصود من هذا العمل هو لفت أنظار العالم لمدى التأيد الشعبي لسعد زغلول ورفاقة. وبعد أن تبلورت الفكرة بدءوا في التحضير لاعلان الاستقلال صباح يوم 18 مارس 1919م حيث تجاوب معهم جميع أهالى البلدة من فلاحين وأعيان وشباب ووصل الامر لتوسل رجل من الخارجين عن القانون للانضمام لهم وكان يدعى سبع الليل وكان يتزعم عصابة مسلحة تروع البلدة والقرى المجاورة.
طلب من أهل البلدة المشاركة معهم واعلان توبته لرغبته في قتال الإنجليز فان مات فسيصبح بطل وأوصى منشد البلدة أن يتغنى ببطولاتة لو قتلة الإنجليز. وذهب يوسف الجندى ومعة بعض أهالى البلدة إلى ضابط النقطة في البلدة وكان يدعى حمد أفندى، ولأنه رجل وطنى انضم لهم وفتح لهم السلاحليك (مخزن السلاح)وشارك معهم في التخطيط. ولأول مرة يجتمع رجل الشرطة وزعيم العصابة على هدف واحد وهو محاربة الإنجليز. وفي صباح يوم 18 مارس كونوا المجلس البلدى الحاكم برئاسة المحامى الشاب يوسف الجندى واعلنوا الاستقلال وكان عوض الجندى المحامى أخو يوسف الأكبر هو من ذهب للقاهرة وأبلغ الصحف لنشر الخبر. وفي تلك الأثناء كون المجلس البلدى الحاكم عدة لجان منها لجنه التموين والإمداد وكانت مهمتها حصر الموادالتموينية وحسن توزيعها على أهالى البلدة ولجنة النظافة وكانت من أنشط اللجان حيث كانت تنظف كل شوارع البلدة وترشها بالماء وانارة الطرقات ليلا ولجنه الاعلام وتولها محمد أفندى عجينة وكانت تقوم بطبع المنشورات السريعة لتوضيع الوضع العام في البلدة كما قامت اللجنة باصدار جريدة يومية وكان اسمها جريدة جمهورية زفتى. ولجنة الأمن والحماية وتولى الاشراف عليها الضابط الشاب حمد أفندى وبمعاونة سبع الليل فجمعوا الرجال من الخفر ورجال سبع الليل والأهالى من القادرين عى حمل السلاح وقسموهم إلى مجموعات كل مجموعة تتولى حماية احدى مداخل البلدة.
وعندما علم الإنجليز في مساء يوم 18 مارس قرروا إرسال قوة للاستلاء على البلدة عن طريق كوبرى ميت غمر ولكن تصدى الاهالى لتلك القوات فرجعت وتمركزت في بلده ميت غمر. وفي الصباح علموا في البلدة بأن هناك قطار قادم إلى البلدة محمل بمئات الجنود والعتاد العسكرى...فما كان من سبع الليل ورجالة الا أن قطعوا قضبان السكة الحديد على مسافة من خارج البلدة تقول بعض الروايات 15 كيلو متر وتقول روايات أخرى أن القضبان قطعت من أمام قرية (سعد باشا) فعجز الإنجليز عن دخول البلدة للمرة الثانية. ولخطورة الموقف أعلنت أنجلترا خلع السير ونجت لتهدئة حالة الهيجان والثورة في مصر في 21 مارس 1919 م عين الجنرال اللنبى معتمدا لـبريطانيا في مصر ولم تزل حالة عدم الأستقرار سارية فقد لجأ المصريين في مختلف محافظات مصر إلى تخريب الطرق وقطع خطوط الأتصالات وأسلاك التلغراف وأعمدتها. كما فعل أهالى جمهوريه زفتى، فتريث الإنجليز حتى تهدأ الأمور في أنحاء مصر وفي فجر يوم 29 مارس 1919م فوجئ أهالى زفتى بعشرات المراكب التي تحمل جنود الارسالية الأسترالية تقوم بعمليه انزال الجنود على شاطئ النيل بالبلده وقيامهم اطلاق النار في الهواء أو على كل من يحاول عرقلة استلائهم على البلدة وقاموا بالتفتيش عن يوسف الجندى وأعلنوا عن مكافئه ماليه لمن يرشد عنه. ولكن عندما تأكد للجميع أن الأمر أنتهى قاموا بتهريب يوسف الجندى ورفاقه إلى عزبة سعد باشا والواقعة في قرية مسجد وصيف واستقبلتهم أم المصريين السيدة صفية زغلول وقامت باخفاءهم في أماكن مختلفه حتى أفرج عن سعد زغلول ورفاقه يوم 17 ابريل من عام 1919.[1]
سقوط الجمهورية
وفي هذه الأثناء كان النظام الملكي وكبار الملاك وسلطات الاحتلال يعيشون رعباً حقيقياً ليس من انتفاضة زفتى وحدها، بل من الانتفاضات الأخرى أيضاً. وللتخلص من هذا المأزق عمدت سلطات الاحتلال الإنجليزي إلى إرسال فرقة من الجنود الأستراليين للقضاء على هذه الانتفاضة فما كان من «لجنة الثورة» إلا أن طبعت منشوراً بالإنكليزية ووزعته على الجنود. ومما جاء فيه: «أيها الجنود، أنتم مثلنا، وإننا نثور على الإنجليز لا عليكم أنتم. إننا نثور من أجل الخبز والحرية والاستقلال. والإنكليز الذين يستخدمونكم في استعبادنا يجب أن يكونوا خصومكم أيضاً». وفي الأثر أحجم الجنود عن اقتحام «الجمهورية»، واكتفوا بالانتشار في محيطها. وعند ذلك الحد أرسلت السلطات المحتلة تعليمات لتسوية الأمور بشروط منها أن يسلم أهالي زفتى 20 رجلاً منهم كي يتم جلدهم، حفاظاً على هيبة «الدولة». وبعد نقاش طويل قررت «لجنة الثورة» تسليم 20 رجلاً، واختارتهم من الوشاة وعملاء الإنكليز. وجلد الإنجليز عملاءهم».
في الثقافة والاعلام
تناولت قصة استقلال زفتى الكثير من الاهتمام علي المستوي الثقافي والشعبي، حيث قام بالعديد من الكتاب بكتابة كتب وروايات عن الشخصيات وقصص الشجاعة. كما تم إنتاج مسلسل عام 1998 جمهورية زفتى بنفس الاسم تخليدا لهذه الملحمة.[2]
مقالات ذات صلة
المصادر
- الوفد. "زفتى".. قصة كفاح أشعلت ثورة 1919". الوفد. مؤرشف من الأصل في 1 ديسمبر 201727 نوفمبر 2017.
- "بينهم «جمهورية زفتى».. مسلسلات ماسبيرو زمان في سبتمبر". جريدة الدستور. مؤرشف من الأصل في 01 ديسمبر 201727 نوفمبر 2017.
- جمهورية زفتى - ديوان الأهرام
- اليوم مثل البارحة «جمهورية زفتى الحرة»، جريدة السفير
- صفحة جمهورية زفتى علي موسوعة المعرفة