[1]جهد القطب :-
من المعروف أن التيار الكهربي لا ينتقل من نقطة إلى أخرى إلا إذا كان هناك فرق جهد بين النقطتين ، فمن البديهي إذا أنه لابد من وجود فرق جهد بين القطبين في أي خلية جلفانية ، وهذ الفرق في الجهد في الحقيقة هو القوة الدافعة الكهربية للخلية . ونظرا لأن القوة الدافعة الكهربية تختلف من خلية إلى أخرى فقد استنتج نرنست (Nornct) أن لكل قطب جهد معين يعرف بجهد القطب ويتوقف على نوع الفلز و تركيز المحلول وقد أوضح نرنست كيف ينشأ جهد القطب كما يلي :-
عند وضع فلز ما في محلول يحتوي على أيوناته فإن الفلز يميل إلى الذوبان في المحلول ، وفي نفس الوقت تميل أيونات الفلز الموجودة في المحلول إلى الترسب على سطح الفلز ، وسرعان ما تنشأ حالة اتزان بين الفلز و المحلول عندما يتساوى عدد الأيونات التي تترك سطح الفلز في الثانية مع عدد الأيونات التي تترسب عليه .
فإذا كان ميل ذرات الفلز إلى التأين يفوق ميل أيوناته للتحول إلى ذرات ، كما في حالة الخارصين الملامس لمحلول من كبريتات الخارصين فنجد أن بعضا من أيونات الفلز تنفصل منه وتتجه إلى المحلول ، وبذلك يكتسب الفلز شحنة نتيجة لانتهاء بعض الأيونات عليه ، ونتيجة لاختلاف الشحنة بين الفلز و المحلول ينشأ فرق جهد بينهما وهو جهد القطب ويكون القطب في هذه الحالة هو القطب السالب للخلية .
أما إذا كان ميل الأيونات للفلز للتحول إلى ذرات يفوق ميل ذراته للتحول إلى أيونات ، كما في حالة قطب النحاس الملامس لمحلول من كبريتات النحاس ، فنجد بعض أيونات الفلز تترسب على سطحه فتكسبه شحنة موجبة بينما يكتسب المحلول شحنة سالبة ويكون القطب في هذه الحالة القطب الموجب للخلية .
والجدير بالذكر أنه عند وضع فلز في محلول يحتوي على أيوناته فإن كمية الأيونات التي تنفصل منه أو تترسب عليه تكون ضئيلة جدا بحيث لا يمكن تمييزها بأدق الطرق الكيميائية ، أما فرق الجهد فيكون كبيرا بما فيه الكفاية بحيث يمكن قياسه .
- د عبدالله محمود أبو (2012-09-07). الكيمياء التحليلية: المفاهيم الأساسية في التحليل التقليدي والآلي. العبيكان للنشر. . مؤرشف من الأصل في 06 يونيو 2020.