جوركا زيلنينسكين | |
---|---|
معلومات شخصية | |
الميلاد | 2 أغسطس 1976 |
الحياة العملية | |
المدرسة الأم | جامعة لندن |
المهنة | سيدة أعمال |
قصة نجاحها
هل المرء منا يُولد بعقلية تجارية، أم أن الظروف المحيطة هي ما يدفعنا لتنمية هذه العقلية؟ في حالة جوركا الليتوانية (Jurga Zilinskiene) سنميل للشق الأول، فهي أظهرت النبوغ في عمر ست سنوات، حين عثرت على حبوب غلال كثيرة منسية في مخزن بيت العائلة، فما كان منها إلا أن أخذتها وذهبت للسوق لبيعها، فاصطف الناس أمامها للشراء منها، إذ كانت تبيع أكثر من 15 نوعًا من الحبوب والبقوليات، ولابد أنها كانت تبيع بسعر زهيد، حكماًً على كثرة الزبائن الذين اصطفوا أمامها. لم تقنع جوركا بإمبراطورية الحبوب التي كانت تبنيها بالتدريج، ولذا قررت وعمرها عشرة سنين التحول لتربية الحيوانات الأليفة وبيعها مع بعض المساعدة من عائلتها، وصحبت ذلك بشراء الحلوى وبيعها لزملاء دراستها. تلك ما نسميها إرهاصات النبوغ التجاري. عندما بلغت 16 عاماً، بدأت جوركا في كسب مبالغ محترمة من المال، عبر استيراد الملابس الجاهزة من دولة الإمارات العربية وبيعها في بلدتها، وبعدها بعام كانت تدير سوبر ماركت صغير خاص بها. تمكنت أثناء ذلك من أن تجد وقتًا كي تتزوج، لكنها كانت زيجة مريرة، دفعتها للانتقال للعيش في إنجلترا لدراسة القانون. الدراسة الجديدة دامت لفصلين قبل أن تقرر جوركا أنها لا تريد العمل كمحامية، لكنها –رغم ذلك- كانت معجبة بدراسة القانون، والتي فادتها كثيرًا في أعمالها فيما بعد، خاصة في مجال الترجمة – مجالها الحالي- إذ أن 80% من أعمال الترجمة تأتي من مؤسسات قانونية ومكاتب محاماة. أسست جوركا في أغسطس 2001 شركتها للترجمة وأسمتها Today Translations (ترجمات اليوم) وفي خلال فترة وجيزة كانت قد أمنت لشركتها أكثر من مائتي عميل، وأصبحت تدير جيشًا جرارًا من اللغويين والمترجمين والمحررين والمدققين (1500 موظف)، الذين يترجمون ما بين أكثر من 160 لغة، بداية بالعربية وانتهاءً بلغة يوربا. جوركا لديها هدف تركز عليه بكل قوتها، يتلخص في مضاعفة عوائد شركتها عامًا بعد عام، ولا يبدو ذلك مستحيلاً إذا أخذنا في الاعتبار أن الشركة تدر 900 ألف دولار سنوياً في الوقت الحالي، بعد مرور خمس سنوات على بدء مشروعها للترجمة. قصة نجاح جوركا ليست بالتي تمر عليها مرور الكرام، فهي بلغت ما بلغته دون أن تقترض فلساً خلال مشوار حياتها، وهي تفخر بذلك قائلة: “ما استثمرته في أعمالي جاء بالتدريج، حتى بلغ أقصى ما ادخرته يوماً 20 ألف دولار، جمعتها بمجهودي وعرقي وكدي ومن عوائد أعمالي. لم اقترض يومًا من أي بنك، مما قد يدفع البعض للظن بأني من الطراز القديم، أو لا أتماشى مع متطلبات عالمنا اليوم، لكني أؤمن بالقدرة الذاتية للأعمال على النمو”. (هذه القدرة الذاتية على التمويل يُطلق عليها بوتـسترابنج أو Bootstrapping) كعادتها في اكتشاف الفرص الاستثمارية السانحة، منذ حولت الحبوب المهملة لنقود ثمينة، رأت جوركا أن هناك فرصة سانحة في مجال أعمال الترجمة في المملكة المتحدة (إنجلترا)، هذا إن تم تقديم هذه الخدمات بشكل شخصي احترافي. لم لا وهي قد عملت مترجمة فورية في وقت من الأوقات، خاصة من وإلى اللغة الروسية، لكنها شكت أن العمل في الترجمة الفورية لا يسمح لها بحسن إدارة وقتها، كما شعرت بأن هناك فرصة سانحة لبدء نشاط تجاري يقدم خدمة الترجمة بشكل شخصي يختلف عما تقدمه بقية شركات ومكاتب الترجمة. لما لا والوقت الحالي هو العصر الذهبي لخدمات الترجمة، فالجيش البريطاني يتخبط في متاهات أرض العراق، ومترجموه يتساقطون مثل حبات انفرط عقدها، حتى أن الجيش البريطاني بدأ في تعيين من يخطون خطواتهم الأولى في تعلم وفهم اللغة العربية من البريطانيين. مثال آخر على قوة إرادة هذه الفتاة، التي تعلمت البرمجة بنفسها كي تحول فكرتها للترجمة عبر إنترنت إلى أمر واقع، بعدما أكد لها الكثيرون من المبرمجين استحالة تنفيذ ما تفكر فيه. أرادت جوركا تصميم قاعدة بيانات بشكل خاص، وهي استشارات عشرة شركات متخصصة، خذلوها جميعًا، فما كان منها إلا أن استأجرت مدرب برمجة فيجوال بيسك لها وحدها، لكن حين أخبرها هذا المدرب استحالة برمجة وتصميم ما تتدرب من أجله، اشترت كتاباً وانكبت تقرأ وتفكر وتجرب حتى تم لها ما أرادت. لقد فعلتها بنفسها! [1]
مراجع
- كتاب "25 قصة نجاح من البدايات الصعبة والعثرات القوية إلى النهايات الناجحة تأليف رؤوف شبايك / ابريل 2007